2014/12/29

قواعد اللهجة الشامية

اللهجات السورية

قواعد اللهجة الشامية
الدكتور محمد عقل

مقدمة:
في سورية لهجات كثيرة تختلف اختلافاً كبيراً من محافظة إلى محافظة، ومن مدينة إلى مدينة، ومن قرية إلى قرية، وأحياناً من حارة إلى أُخرى؛ فهناك حوران في الجنوب ولهجتها القريبة من اللهجة الأردنية، وجبل العرب (الدروز) ولهجته الجبلية التي تلفظ، تقريباً، كل الحروف من مخارجها الصحيحة، ولهجة دمشق وريفها المسماة باللهجة الشامية القديمة المستعملة

في حي الميدان، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه في داخل دمشق العاصمة توجد لهجات متنوعة أشهرها اللهجة اللبنانية؛ ولديك لهجة حماة القريبة جداً من لهجة دمشق بحيث يصعب تمييز الحموي من الدمشقي من طريقة كلامهما الذي فيه رخاوة في اللفظ ومط في الكلام، ولهجة أهل حمص الشهيرة التي انتشرت بانتشار نكاتها الطريفة لدى أبناء الشعب السوري، وكون لهجتها مميزة جداً ببعض الحروف والألفاظ وخصوصاً التاء المربوطة التي يلفظونها ياءً، فعلى سبيل المثال (غنايّ) تعني أُغنية، و(كبيري) تعني كبيرة، و(مباري) أي مباراة؛ ولهجة الساحل السوري التي تتميز بلفظ خاص لا يجيده إلا أبناء تلك المنطقة وبمجموعة كبيرة من الكلمات أشهرها كلمة (عَيِّنْ) ومعناها انظر، وكلمة (إبّا) بتشديد الباء وتعني إرفعها، وتتميز لهجة اللاذقية القديمة باستخدام حرف القاف فيقولون (قاعد) بدلاً من (آعد)، أما لهجة حلب فهي مغايرة جداً وتحتاج إلى معجم خاص لفهمها، كونها كثيرة المفردات والتعابير المتميزة عن بقية اللهجات السورية الأخرى، فكلمة (طاول طاول) تعني أبداً أو نهائياً، وتتميز هذه اللهجة بثقل الوقع وفخامة الكلمات فكلمة (عوجة) تعني كوع، و(سيوي) تعني إلى الأمام فيما تستعمل للمعنى ذاته في دمشق كلمة (دِغْرِي)، أما عن كلمة (بْرُوكْ) والتي تستخدم كثيراً فإنها فعل أمر يعني بالعربية (إجلسْ)، ولأهل حلب أسم إشارة خاص بهم وهو (كوهنه) ومشتقاته، وقد لا يفهم الحلبي بعض المصطلحات التي يتكلم بها أهل مناطق الريف التابعة لمدينة حلب، ولو اتجهنا إلى المنطقة الشرقية نجد لهجة محافظة دير الزور التي تميزها كلمة (شكون؟) وتعني (ماذا؟) بالعربية الفصحى، وكلمة (شلونجي) التي هي تحريف لكلمة شلونكِ حيث يلفظون الكاف جيماً معطشة، كما أن لهجة أهل الجزيرة تقترب من اللغة العراقية كلما اقتربت المدن والقرى من الحدود العراقية، وأخيراً عندما نقول (اللهجة السورية) فإنه لا يوجد هناك مفهوم، أو صيغة واضحة لهذه اللهجة بسبب التباين والاختلاف بين مدينة ومدينة وقرية وأخرى، فعامية أهل مدينة النبك في القلمون تختلف عن عامية أهل يبرود التي تبعد عنها ثلاثة كيلومترات، وعامية أهل صيدنايا تختلف في اللفظ تماماً عن عامية معرة صيدنايا التي اتصلت بها بعد زيادة التوسع العمراني بين البلدتين، بينما على مسافة 53 كيلومترات إلى الشمال الغربي من دمشق لا يزال سكان قرية معلولا يتكلمون اللغة الآرامية. تتميز لهجة أهل دمشق وريفها، والتي سنسميها من الآن فصاعداً اللهجة الشامية، بالانتشار الواسع والوضوح في المعاني كونها لهجة قديمة فضلاً عن أنها لهجة أبناء العاصمة، وربما أسهمت المسلسلات الاجتماعية والتاريخية التي تتكلم اللهجة الشامية في نشر هذه اللهجة في كافة أنحاء سورية وحتى خارجها وخصوصاً بعد مسلسل باب الحارة الذي يستخدم اللهجة الشامية الأصلية القديمة بالإضافة إلى المسلسلات التركية التي ظهرت مؤخراً والتي تستخدم في الدبلجة ذات اللهجة الشامية، ولو أردنا استخراج الكلمات الشامية التي تتميز بها عن بقية اللهجات السورية فمثلاً كلمة (شِحّني) وتعني أنا موجود هنا، وكلمة (ليكو) وهو اسم إشارة يعنى هذا فلان، أما (تشكل آسي) فهو تعبير يفيد شدة حب المتكلم للمخاطب والشرح الدقيق لكلمة آسي أي ورد الآس وهي الورود التي توضع على القبر، وتشكل آسي يعني تضع الورد على قبري ويدل على الرغبة في الموت قبل الحبيب. عادةً ما تحتمل ألفاظ ومعاني اللهجة الشامية تأويلين، وقد تضعك في مطب محرج في حال عدم معرفتك معانيها، فاللهجة الشامية هي الأسلوب المحكي للغة العربية لدى الدمشقيين الذين يتفاخرون بها، وتعتبر هذه اللهجة ميزة تميز سكان دمشق القديمة تحديداً عن باقي سكان سورية وحتى عن سكان دمشق الحديثة، فقد تفقد أعصابك حينما يقال لك عند استضافتك في دمشق (انشالله ما بحترمك) إذ يتبادر إلى ذهنك أن مضيفك يشتمك ولكن سرعان ما تبتسم ابتسامة عريضة بعد سماعك قهقهة عالية من الحضور الذين يسارعون إلى شرح الجملة بأنها تعني (إن شاء الله ما بنحرم منك) أي الدعوة لك بالعمر المديد. أما في فلسطين فإن نابلس تُسمى (دمشق الصغرى) وذلك لأن لهجتها أقرب اللهجات من اللهجة الشامية وعادات أهلها وتقاليدها قريبة جداً من تلك الموجودة في دمشق ويعود ذلك إلى أسباب تاريخية حيت رحل في العهد الصليبي عن منطقة نابلس آل قدامة الحنابلة وسكنوا في الصالحية، بينما رحل آل طوقان عن دمشق إلى نابلس وصاروا حكاماً لها في العهد العثماني، كما أن اللهجة اللبنانية قريبة من اللهجة الشامية، ويمكننا القول إن سورية ولبنان وفلسطين والأردن يشكلان وحدة ثقافية اجتماعية ما يسهل التواصل اللغوي بين سكانها. تمتاز اللهجة الشامية بمرونتها وقدرتها على استيعاب الجديد، ولها قواعدها من نحو وصرف، وهي تعتمد في مفرداتها وقواعدها على اللغة العربية الفصحى، كما اعترتها مؤثرات النحت والقلب والإبدال والاختزال والتصحيف والدخيل كما اعترى لغة الأم:
1)النحت: يُكثر أهل دمشق من استخدام النحت في كلامهم، والنحت هو أن يُختصر من كلمتين فأكثر كلمة واحدة تدل على ما كانت تدل عليه الكلمتان، أو الجملة، فمن النحت قولهم: (شُو بدَّكْ) والأصل (أي شيء بودّك)، و(مَفِيشْ) أي (ما في شيء)، و(شُو عليه) أي (لا عليه شيء) فهو موافق على الأمر ولا مانع لديه، و(مَدْرِي) أي (ما أدري)، و(بِالمْشَرْمَحي) من (بألم نشرح) أي بكلام عربي واضح وفصيح، وهي منحوتة من بداية سورة الانشراح، و(عَمْلَوَّل) أي العام الأول، و(لِسَّا) أي للساعة، والمعنى لم يحصل لهذه الساعة بعد. ويقول أهل دمشق (هَلأ بِنِكْتُبْ) يعنون (في هذا الوقت نكتب) وهي من النحت، واستعاضتهم الهمزة مكان القاف مشهورة عنهم، وهي من الإبدال، و(أدِّيش) أصلها قَدِّيش أي(كم قدر الشيء)، و(مْنِينْ) أي (من أين)، و(شُوبَاك)  أي (أي شيء هو بك)، و(مَاعَلِيشي) أو (مَاعَلِيشْ) أي ما عَليَّ شيء، وتقال للاعتذار أي أرجو أن لا يكون لك عَليَّ شيء، أو ما عليه شيء. و(مَابِدِّيش) أي (ما بودّي شيء)، و(بَلاش) أي (بلا شيء)، و(مِنُو) أي (من هو)، و(جَابو) أي (جاء به)، و(مِشان هِيك) أي (من شأن هكذا) والمعنى من أجل هكذا أمر. ويقولون في التهديد والزجر، أو الشتم (وْلاكْ) كأنها من (الويل لك)، أو من (أولى لك) وكلتاهما بنفس المعنى، وفي التمني (يا ريت) أي (يا ليت) وقد وردت في سورة يس الآية: "قال يا ليت قومي يعلمون"، وإبدال الراء من اللام غير شائع في اللهجات العربية التي نعرفها. ويقول الحلبيون والدمشقيون عند التقاء أحدهم بالآخر ليحييه (شْلُونك) ويريد أن يقول (أي شيء لونك) أي كيف حالك. ومن باب المجاملة يقول الدمشقيون: (كُرْمَالَكْ) أي (إكراماً لك) أو (كَرَمَاً لك إذا)، و(نِيَّالو) أي (هنيئاً له) وهي كلمة حسد لطيفة، وفي أماكن أخرى من سورية وفي فلسطين يقولون (هْنِيَّالو) بنفس المعنى. ويتندر أبناء المحافظات السورية الأخرى على بعض ألفاظ أهل دمشق الخاصة بهم كقولهم المتكرر والممطوط (لَكَان) وهي تستخدم في مواطن مختلفة منها (هيك لكان)أي (هكذا إذن) ، ولهذه الكلمة معان كثيرة منها( وإلا...ماذا، طبعاً، ماذا يعني). وفي بعض الأحيان يقع التباس وسؤ فهم لدى السامع الذي لا يتقن اللهجة الشامية عند سماعه لبعض التعبيرات، مثلاً يقول الشامي: (انشالله ما بحترمك) أي (إن شاء الله لن أُحْرَمَ منك) وهو تعبير عن الرجاء. ويستخدم الحمصيون تعبير(حاجي عاد) للدلالة على الامتعاض والطلب من الآخر بالكف عن الكلام، أو التصرف الذي يزعجهم، ويستخدم أيضاً للتعبير عن عدم تصديق الكلام المسموع، فإذا كان أحدهم يبالغ في قوله قالوا له(حاجتك عاد زودتا)، وفي دمشق يستعملون كلمة (حاج أو حاجتك) بمعنى كفى أو كُفَّ، وربما كان أصل التعبير هو (ما عاد حاجة للقول) أي كُفَّ عنه.
2)القلب المكاني: وهو تقديم حروف أو تأخيرها في نفس الكلمة للتسهيل، أو للثغة، ويسمى ذلك الاشتقاق الكبير، حيث يقول الدمشقيون رَعْبون للعَرْبون وهو دفع شيء من الثمن عند المشتري ليكون ما اشتراه له عندما ينقد ثمنه كله، وقد قال الأصمعي إنها كلمة أعجمية، وسَدَّاجة للسَجَّادة، وصريف للرصيف، وصخس للشخص، ومرسحية للمسرحية، وهيلطية للهيطلية، وقعرب للعقرب، وجوز للزوج ومعجوز للمزعوج، وجنزبيل لزنجبيل، وهص لصه، وأهبل للأبله...إلخ. وفي كثير من الأحيان يجتمع القلب والأبدال في كلمة واحدة مثل قولهم )إجِر) لرِجل فقدموا اللام وأبدلوها همزة، و(معلأة) لملعقة حيث قدموا اللام وأبدلوا القاف همزة، و(بحلأ) لحملق حيث تقدمت الباء المبدلة من الميم، وأبدلت القاف همزة.
3)الإمالة: كانت الإمالة لغة أهل نجد عامة من تميم وقيس وأسد، وتسمى بالتضجع، أو الإضجاع والكسر، وهي تقريب الألف نحو الياء والفتحة التي قبلها نحو الكسرة، وهدفها تقريب الأصوات بعضها من بعض لضرب من التشاكل، وقد برزت هذه الظاهرة اللغوية في بعض قراءات القرآن الكريم. على مر العصور نزلت في الوطن الشامي قبائل نجدية كثيرة.  يقول شكيب أرسلان: "وتحار عندما ترى أن جميع الشام تقريباً تلفظ الإمالة". يقول الدمشقي (العِشِي) ويقصد العِشَاء، و(هْنِيك) ويقصد هناك حيث لفظ ياء بدلاً من الألف وكسر ما قبلها، وهي إمالة واضحة، وهناك مثل شامي مشهور:"علمناهن الشحيدة سبقونا ع باب الدار"، والإمالة في كلمة (الشحِيدة) لأن أصلها هو الشحادة أي أنهم أمالوا الألف بحيث لفظوها أقرب إلى الياء، وأكثر ما تظهر الإمالة في لهجة أهل حلب حيث يلفظون على سبيل المثال: كتاب(كتِيب)، وإمبارحة(إمبِيرحه)، وجامع(جميع)، وجاجة(جيجي)، ونايم (نييم)، وشارب(شيرب)، وبارك(بيرك)، وفي اللاذقية يميلون بعض الجموع مثل: كلاب(كليب)، جمال(جميل)، وحبال(حبيل). في بعض الأحيان يميل الدمشقيون التاء المربوطة حيث يلفظونها بين الألف والياء، كقولهم: كبيري بدلاً من كبيرة، وزغيري بدلاً من صغيرة، ولكنهم يقولون بطيخة وسيارة بدون إمالة، ويكثر هذا النوع من الإمالة في لهجة حمص. وفي لهجة أهل دمشق ينبغي إطالة حرف العلة إذا جاء في موقع ما قبل الحرف الأخير الصامت وعندها يُضعَّف الحرف الأخير، أو يختفي كلية مثل كلمة "كبير" فتتم إطالة الصوت بحرف الياء، أما الراء فيُضعَّف وقد يختفي كلية.
4)الإبدال: وهو إبدال حرف أو حرفين بآخر أو آخرين مع وجود تناسب معين بين اللفظين في المعنى والمخرج، ويسمى ذلك الاشتقاق الأكبر، وأهل دمشق وريفها يُكثرون من الإبدال ومن ذلك:
·       إبدال العين من الهمزة المفتوحة أو الساكنة كقولهم عونطجي في أَوَنْطَجي، وعنبر في أنبار، وفي حلب تلكع في تلكأ، وفي الجزيرة الفراتية يقول البدو سُعال في سؤال، وفي صعيد مصر يقولون سَعَل في سأل، وفي فلسطين يقولون لَعْ بدلاً من لأْ، وتسمى هذه الظاهرة بعنعنة بني تميم.
·       إبدال التاء من الثاء كقولهم: توب في ثوب، تياب في ثياب، التمن في الثمن، متل في مِثِل، يبعتلو في يبعثلو، كتير في كثير، وتلاته في  ثلاثة.
·                    إبدال الجيم زاياً كقولهم زواز في زواج.
·       إبدال الزاي جيماً كقولهم إج كان لإز كان أي عدم الاكتراث بالشيء، وأصلها إذ كان، وبجاز للبزاز، ومعجوز للمزعوج، وإجعاز لإزعاج، وقجاز للقزاز.
·       إبدال السين من الثاء كقولهم: حديس في حديث، مسواه في مثواه، سروة في ثروة، سانية في ثانية، الحدس في الحَدَث، أسَر في أثر، سورة في ثورة، ممسل في ممثل، آسار في آثار، سقافة في ثقافة، ووسيقة في وثيقة.
·       إبدال الهمزة من القاف كقولهم: آل في قال، وأرْعَة في قََرْعَة، وأهْوِة في قَهْوِة، وأبضاي في قَبَضَاي، مزنوء في مَزْنُوق، وصدأ في صَدَق، وصَدَّأ في صَدَّأ، واُبُرْصي في قبرصي، وعَئِل في عقل، وباجوء في باجوق، وعوائب في عواقب.(قارن: الدجاني أحمد صدقي،"الفصحى والعامية- العامية اليافاوية- تأملات وتساؤلات"، مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، العدد 90، ص:15-46).
·       إبدال الكاف من القاف كقولهم: عكيد في عقيد وعكف في عقف، وكومندان في  قومندان، كاسم في قاسم، لَكَن (إناء من نحاس) بمعنى لَقَن.
·                    يلفظ الشاميون، أحياناً، القاف كقولهم: القرآن، عقد قران، سقافة(ثقافة)، وسيقة(وثيقة)، قرية، قرار.
·                    إبدال الهمزة واواً مثل: أين = وين، إلى أين= لََوِين.
·       إبدال القاف غيناً والدال ضاداً كقولهم: ماني غَضْران أي ما أنا بقادر، ما بِغْضِر أي ما بقدر، وخضرت رجله بمعنى خدرت.
·       إبدال الذال، أحياناً، دالاً نحو خد في خذ، دهب في ذهب، دهبات في ذهبات، ديب في ذيب، هَدُول/هيدول في هذول، هاد/هادا في هذا، دان في  ذان، دِلّي في ذِلّي، دَبّاح في ذَبَّاح، نِدِل في نَذِل.
·       إبدال الذال، في معظم الأحيان، زاياً فمن ذلك قولهم: كِزِب لكِذِب، كّزَّاب لكَذَّاب، إزِنْ لإذِنْ، زات نفسه لذات نفسه، إزا لإذا، مْفزلك لمفذلك، أُزكر لإذكَّر، دَكَر لذَكَرْ، زْكُرْت لذْكُرْت، أعوز بالله لإعُوذ بالله، نموزج لنموذج، عَزَّب لعَذَّبَ، يعتزر ليعتذر، مزلول لمذلول، اُستاز لأستاذ، زَكي لذَكِي، لَزَّة للَذَّة، زوء لذُوق(قلبت الذال زاياً والقاف همزة).
·       إبدال السين، أحياناً، صاداً مثل فصطان في فُستان، صَحَّارة في سَحَّارة، يصطفل في يِسْطِفِل، صَطِل في سَطِل، بصطة في بسطة.
·       إبدال الصاد زاياً كقولهم زْغِير في صَغير، أولاد زغار أي صغار، الزعتر للصعتر، لزق في لصق، الزقر في الصقر، وهو من لغة ربيعة، ويسمى في اللغة الرسو والتمعد.
·       إبدال الضاد، في بعض الأحيان، زاياً كقولهم: لحزات في لحظات، وملاحزات في ملاحظات، وبالزبط في بالضبط، ومزبوط في مضبوط، وتزبط في تضبط.
·       إبدال الظاء من الضاد على اصطلاح الأتراك كقولهم مظبطة في مضبطة وظابطية في ضابطية، ظَوَّعْ في ضَيَّعْ، بالظبط في بالضبط.
·       لفظ الضاد مرققة كالدال كقولهم دعيف لضعيف، وأرد الديار لأرض الديار، وركد لركض وهي تقلب المعنى لأن الركود هو الثبات، ودحك لضحك.
·       إبدال الظاء، في معظم الأحيان، زاياً مثل: زريفة في ظريفة، الزاهر في الظاهر، ما بزن في ما بِظن، النزر في النظر، مُوَظَّف في مُوَظَّف، نَزَارة في نَظَارة، منزوم في منظوم، العزيم في العظيم، زُلم في ظُلْم، غلازة في غلاظة.
·       إبدال الظاء، في بعض الأحيان، ضاداً مثل: ضَهِر في ظَهِر، قبل الضُهر في قبل الظُّهُر، أضافر في أظافر، ضفر في ظفر.
·                    إبدال الواو من الفاء مثال: وَرْجِينِي لفَرْجِيني وفي حلب بالعكس إبدال الفاء من الواو مثال: فسط  لوسط.
·                    التعاقب بين الفاء والثاء مثال: فَََم وثم تلفظ الثاء تاء فتصبح تِمْ.
·                    التعاقب بين اللام والنون مثال: منيح لمْلِيح، وسنسلة لسلسلة، وانتلا لامتلأ فأبدلوا الميم نوناً وسهلوا الهمزة.
·       إبدال الميم باء كقولهم بسمار لمسمار، بحلأ(بحلق) لحملق وفي كلمة بحلأ يوجد إبدالان وقلب، وظاهرة إبدال الميم باءً والباء ميماً كانت منتشرة في بني مازن.
·       في البادية السورية يلفظون الكاف شيناً معطشة كقولهم اتشبير في كبير، واتشثير في كثير، وتسمى هذه الظاهرة الكشكشة ولا وجود لها في اللهجة الشامية على الإطلاق.
·                    في بعض الأحيان تلفظ نفس الكلمة على وجهين مثل: فُرُنْ--- فِرِنْ، أُمَرْ(قَمَرْ)--- وعند أهل البادية قُمَرْ.
·       لو أراد الشامي لفظ جميع الحروف لكان له ذلك ولكن لديه تمايع مقصود، فهو يلفظ جميع الحروف كما في الفصحى عند قراءة القرآن، أو اقتباس حديث نبوي شريف، وفي المواقف الرسمية، فعلى سبيل المثال هو يلفظ القاف في الجملة التالية: لا حول ولا قوة إلا بالله.       
5)الزيادة: وهي أن يزاد على الكلمة حرف، أو أكثر وذلك من لهجات العرب، مثل قولهم إيد لليد، ومراية للمرآة، وحرباية للحرباء، ومصفاية للمصفاة، ومعوكر للمعكر، وبلاه من كلمة (بَلْه) بمعنى أترك ودع، أو هي مركبة من الباء و(لا) النافية فتكون بمعنى (بدونه)، وإمْبلى في بلى حرف الجواب، والعامود للعمود، وتتم الزيادة بإشباع الحركة في صيغ الأمر من الأجوف بينما تقضى قاعدة اللغة الفصحى بقصرها كقولهم: بِيعْ، رُوحْ، عِيدْ، قُومْ، بدلاً من : بِعْ، رُحْ، أَعِدْ، وقُمْ. كما تتم الزيادة، أحياناً، للتكثير بتكرار حرفين مثل جرجر(فعلل) بدلاً من جر(فَعَّل)، وكذلك رشرش من رش، قصقص من قص، شقشق من شق، فكفك من فك. وقد تجتمع الزيادة والإبدال كقولهم: (لو طَرْبَأت) السما عَ الأرض أي لو طبقت.....
6)النقصان والقُطْعَة: ومن نقصان الحروف قولهم (أسطا) في أُستاذ، ويقولون (أُستا) أيضاً بدون إبدال، و(بَصَّة النار) أي بَصْوتها وهي جمرتها فانقصوا وضَعَّفوا، و(بُبُّو العين) أي بؤبؤها وهو إنسانها أو سوادها، و(عطوني) لأعطوني، و(التم) لالتأم، و(اللي) أي الذي، و(مَرْت فلان) أي امرأته، و(هُون) أي هنا، وقولهم هذا مر مثل (العلق) أي مثل العلقم، ونهار (الحد) للأحد، و(فَزَّ) من قفز، و(السَّبَل) للسنبل، و(طقسس) عن الخبر أي فحص من (تَقَسَّس) الخبر، أو من تقصّاه. ويقطع أهل دمشق وغيرهم  آخر بعض الألفاظ كقولهم: (تَعَا) أي تَعَالَ،  و(تَعِي) أي تَعَالي، و(صحي) أو (صعي) أي صحيح،  و(حاجْ) أي (حاجي) بمعنى يكفي، و(ناح بيتي) أي ناحية بيتي، و(نص) أي نِصْف، و(هيك) أي هكذا، ويسمى ذلك في اللغة قُطْعَة طيئ لأن هذه القبيلة إلتزمتها في لهجتها، وكذا تفعل قبيلة شمر التي تسكن اليوم أرض طيئ إذ لا تكاد تنطق بالأصوات التالية إذا وقفت في آخر الكلمات وهي: (ل، م، ن، ت، ي، ر)، وكانت طيئ تسكن في نجد وهي يمنية الأصل، ولهجة اليمن الحديثة تحذف الأصوات ( م، ن، ل) إذا وقعت متطرفة وتلك سمات مشتركة بين طيئ وبين موطنها الأصلي، وفي جبل لبنان في قرية نيعا الشوق يقولون (أبو حسا) في (أبو حسن)، وفي اللاذقية بسورية يحذف دائماً آخر حرف في الجملة أو الكلمة إذا كانت مفردة مثال: (واح) في (واحد)، ومن الجدير بالذكر أن قسماً من طيئ سكن سوريا منذ العصر الأموي، كما رحلت إليها في فترات لاحقة قبائل من شمر.(انظر:عبد الصبور شاهين، المصطلحات اللغوية في اللهجات العربية القديمة، مجلة المجمع العلمي بالقاهرة محاضر الجلسات، في 14 فبراير وفي 8 مارس عام 1975 ص:205-226).
7) التصحيف: ومن التصحيف قولهم (هادا) أي هذا، وأهل دمشق يصفحون الثاء بالتاء فيقولون: (اتْنَيْن) في اثنين، و(تلم) في ثلم، و(يبعتلو) أي يبعث له، وكذلك يصفحون الشين بالسين مثل (سجرة) في شجرة، ويفعلون ذلك في الخاء والحاء مثل (خَسَم) المبلغ أي حَسَمَه بمعنى قطعه، والجيم والشين مثل حُرْش في حُرْج، وفي الغين والعين مثل (غميق) في عميق. (انظر:عيسى اسكندر المعلوف، اللهجة العامية في لبنان وسورية، مجلة المجمع العلمي بالقاهرة، ج4، ص:294-315).
8)النسبة: هي إلحاق ياء أو (اوي) بآخر الاسم للدلالة على انتساب شيء إليه نحو: ميداني أي من حي الميدان في دمشق، وحلبي أي من مدينة حلب، وصيدناوي أي من صيدنايا وهي بلدة في سورية، ورقاوي أي من مدينة الرقة، كما يتم استعمال النسبة التركية بإضافة (لي) فيقولون مرعشلي أي من مرعش، وموصللي أي من الموصل، وفي بعض الأحيان يستعمل أهل الشام النسبة الآرامية بإضافة (اني) كقولهم: روحاني بدلاً من روحي، وكذا: جُوَّاني، بَرَّاني، رَبَّاني، نَصراني، تحتاني، فوقاني، لادآني أي من مدينة اللاذقية، وحمصاني أي من مدينة حمص.
9)التصغير: هو زيادة ياء ساكنة بعد ثاني الاسم المعرب للدلالة على التقليل أو التحقير أو التحبب، كقولهم في تصغير ساعة سويعة ومنها سويعاتي وهو الرجل الذي لا يثبت على رأي، وفي تصغير أخي أُخَيْو وفي العامية خَيُّوه، وفي اللهجة الشامية يتم التصغير بطرق أُخرى نذكر منها استعمال الواو بدلاً من الياء كقولهم: قطقوطة (قطة صغيرة)، فتفوتة (قطعة صغيرة) عصموص (شخص شديد النحافة)، كركوبة(امرأة طاعنة في السن فتبدو نحيفة)، كبكوبة(لفة صغيرة من الصوف)، صمصومة القلب (شريان القلب الدقيق)، بصبوصة(قليل من النار)، شرشوبة، وفي بعض الأحيان يتم التصغير بإضافة علامة التصغير الآرامية (اون) كقولهم: شَلْفُون (الشاب الصغير أو اليافع)، كلبون (الكلب الصغير كناية عن الطفل الصغير)، بيتون (البيت الصغير)، وفَصْعُون (الطفل الصغير)، وفي العبرية كلمة (فَسَعَ) تعني خطا خطواته الأولى، وكلمة (فَعُوطُون) تعني الطفل الصغير جداً، وفي العامية زْغَيرون، وسعدون وزيدون. وفي اللهجة الشامية هناك أسماء أعلام عربية تم تصغيرها حسب الطريقة التركية في لفظ أسماء الدلع نحو: زَكُّو(زكي)، سَلْمُو(سلمان)، دِيبو(ديب)، جَمْلُو(جمال)، عِزُّو(عبدالعزيز)، سعدو(سعد). ومن ألفاظ التحبب والتودد قولهم للأم (مُو) ولعلها ترخيم أو تحريف لكلمة (أُمَّاه).
10)التعريف: لتعريف النكرات يستخدم الشاميون (أل)، ولكن هناك شواهد على استخدامهم ل(أمْ) أيضاً كقولهم (إمْبَارحة/إمْبَارِح) أي البارحة و(امْسَمَّاوِية) أي السَمَّاوية وهي المرأة الخبيثة التي تنث السم من فيها، واستخدام (إمْ) وهي تحريف ل(أمْ) كأداة للتعريف كان منتشراً بين القبائل اليمنية الحميرية، وتسمى هذه الظاهرة اللغوية الطمطمانية، وهي لا تزال مستعملة في تهامة وبعض المناطق في اليمن حتى يومنا هذا.
11)أسماء  الإشارة: اسم الإشارة هو ما دَلََّ على معين بإشارة محسوسة إليه،  ومن أسماء الإشاره المستعملة في سورية ولبنان: هادْ/هادا أي هذا للمفرد المذكر، وهَيدي/هاي أي هذه للمفردة المؤنثة، وهدول أي هؤلاء للجمع بنوعيه، وهيك أي هكذا، أما أسماء الإشارة المختصة بالمكان فهي: هُون للمكان القريب، وهُونِيك/هْنِيك للمكان البعيد. ولأهل دمشق وريفها أسماء إشارة خاصة بهم وهي:
·       للقريب: شِحُّو(هذا هو)، شِحني(ها أنذا)، شِحّا(هذه هي)، شحن (هؤلاء هم/هن)، شحنا (هؤلاء نحن)، شحوكة(هذا هو).
·       للبعيد: ليكو(ذلك)، ليكا(تلك هي)، ليكن(أولالك هم/هن)، ليكنا (هؤلاء نحن)، ليكوكة (ذلك هو). من الجدير بالذكر أن كلمة (لِيكْ) في اللهجة الشامية تعني: أُنْظُرْ، وربما كانت تحريفاً لكلمة (إليكَ) وهي اسم فعل أمر بمعنى خُذْ، وتتصل بليك جميع الضمائر فنقول: ليكي/ليكك....كما أن أسماء الإشارة تخلو من المثنى.
ولأهل حلب  أسماء إشارة خاصة بلهجتهم وهي:
·                    كُوهنه (هذا هو) للمذكر المفرد القريب وباختصار: كُه.
·                    كِيهنه (هذه هي) للمؤنثة المفردة القريبة وباختصار: كِه.
·                    كُوهَاك (ذلك هو) للمذكر المفرد البعيد.
·                    كِيهاك (تلك هي) للمؤنثة المفردة البعيدة.
·                    كُوهنن (هؤلاء هم) لجمع المذكر القريب.
·                    كِيهنن(هؤلاء هن) لجمع المؤنت القريب.
·                    كُوهاكين (أُولالك هم) لجمع المذكر البعيد.
·                    كِيهاكين(أولالك هن) لجمع المؤنث البعيد.
12) الضمائر: الضمير هو اسم معرفة يدل على متكلم أو مخاطب أو غائب، وهو نوعان: بارز، ومستتر. والضمير البارز قسمان: منفصل مثل نِحْنا، هُوّي، ومتصل مثل الواو في كلمة جاعوا والكاف في آخر كلمة كتابك. وتقسم الضمائر المنفصلة إلى قسمين: ضمائر رفع، وضمائر نصب.
      ضمائر الرفع:
       - في الخطاب: إنْتَا، إنْتِي، إنْتو.
      - في الغيبة: هُوّي، هِيه، هِنِّي.
       - في التكلم: أنا، نِحْنَا.
     ضمائر النصب:
       - في الخطاب: إيَّاكْ، إيَّاكِ، إيَّاكُنْ.
       - في الغيبة: إيَّاه، إيَّاها،  إيَّاهُنْ.
       - في التكلم: إيَّاني، إيَّانا.
     يلاحظ أن لا وجود لضمير المثنى لأن الجمع سد محله، كذلك نقول في الفصحى: نَحْنُ وهُم، وفي اللهجة الشامية نِحْنّا وهِنّي وذلك طبقاً للآرامية، ويتجلى تأثير الآرامية في الضمائر المتصلة حيث تقلب ميم الجمع نوناً في ضمير المخاطبين والغائبين مثل أبوكن في أبوكم، وبيتهن في بيتهم، وعلمناهن في علمناهم وهذه من خواص الآرامية، والشوام يسقطون هاء المؤنث الغائب، فإذا أرادوا أن يقولوا قميصها قالوا قميصا، وليكا بدلاً من ليكها، وزَوَّدْتا بدلاً من زودتها، وعندن بدلاً من عندهم، ويقلبون هاء الغائب المذكر واواً، فيقولون: قميصو بدلاً من قميصه، وجنبو بدلاً من جنبه، وهناك مثل شامي مشهور (ملحو على ديلو) أي لا يقيم وزناً للعشرة والخبز والملح.
13) في الفعل: من صور التخاطب العامي في سورية ولبنان تحويل (جاء) الفصيحة إلى (إجا) في العامية، أو (إجي) في المناطق التي تلجأ إلى الإمالة، ثم جمعوا على (إجو) أي جاؤوا، ثم صاغوا المضارع إلى (يجي) للفرد و(يجوا) للجمع، وحوّلوها إلى المستقبل بوضع أدوات خاصة عامية مثل (بَدّن يجوا، بكرة بيجوا، هلأ بيجوا) وهي في الفصحى (بدا أنهم سيجيئون وغداً يأتون، والآن يجيئون)، وإذا أرادوا الزمن البعيد قالوا (بعدين بيجوا) أي بعد آن، وهي تقع بين توقع المجيء وعدمه، ويستعملون (عَمْ) للدلالة على الزمن الحاضر المستمر فيقولون: (ما عم يجوا) أي لم يأتوا حتى الآن، و(راح) للدلالة على المستقبل فيقولون (راح يجوا) أي سوف يجيئون، وتستعمل (ما) لنفي الأفعال مهما كان زمنها إلا صيغ الأمر التي يمكن نفيها بلا، وفي لهجة أهل دمشق وريفها يُمكن تقسيم أزمنة الفعل كالتالي:
·       الزمن الماضي البسيط حيث لا يسبق الفعل أي أداة أو فعل مساعد لكن      تلحق الأفعال ضمائر الفاعل المناسبة ويتم التعامل مع الأجوف والناقص على منوال الفصحى مثل: كَتَبِتْ، دَرَسِتْ، رُحْتْ، جُعِتْ، إجيتْ.
·       الزمن الماضي المستمر: يتركب من (كان) مع ضمير الفاعل المناسب يليهما الفعل في صيغة الزمن الحاضر مثل: كانوا عَمْ يشتغلوا.
·                    الزمن الحاضر البسيط : يوجد نوعان من صيغ الحاضر البسيط وهما:
    أ) الأول: يتركب من جذر الفعل  مسبوقاً بأحرف مضارعة خاصة (أ، ن، ت، ي) مع مراعاة ثبوت واو الجماعة وياء المخاطبة علماً أن الهمزة لا تظهر في لهجة أهل دمشق بل يبقى الفعل على صورة الجذر وتظهر الهمزة بوضوح في لهجات جنوب سورية والأردن وفلسطين مثل: أنا روح، أنا أروح، نروح، تروحي، وهذا النوع من الحاضر يستعمل في الحالات التالية: 1) في صيغ الحاضر المستمر بعد (عم) وصيغ المستقبل بعد (رح).2) بعد فعل الإرادة (بَدّ).3) بعد ما. 4) بعد بعض أفعال الأمر، أو العرض مثل (خلينا) بمعنى دعنا، و(أَُوْل) أي قول. 5) بعد أفعال الإخبار مثل: بحب، ما بحب.
    ب) الثاني: يتركب من جذر الفعل  مسبوقاً بأحرف مضارعة خاصة  وهي ( ب، من، بت) بحسب الفاعل مع مراعاة ثبوت واو الجماعة وياء المخاطبة مثل: بروح، منروح، بتروح، بتروحي، بتروحوا، وهذا هو الحاضر البسيط النمطي إذ يستعمل مستقلاً للتعبير عن حال الحاضر، أو العادة، أو الحقيقة، ويلاحظ أن النون في الأفعال الخمسة قد حذفت.
·       الزمن الحاضر المستمر: يتركب من (عَمْ) أو (عَمَّ) يليها مباشرة الفعل في صيغة الحاضر البسيط الأولى أو الثانية بحسب اللهجة، أو العادة الشخصية في النطق بالأفعال مثل: عم روح، عم أروح، عم بروح، عَمْ يُكْتُبْ، عَمْ يَاكلْ، عَمْ يِلْعَبْ، عَمْ يِشْرَبْ.
·       الزمن الدال على المستقبل: يتركب من (رَحْ) يليها الفعل في صيغة الحاضر البسيط الأولى، أو الثانية بحسب اللهجة، أو العادة الشخصية في النطق بالأفعال مثل: رَحْ رُوح، رَحْ أروح، رَحْ بروح، رايح أكتب، رايحة تكتب، رايحين يلعبوا، رايحين ناكل، رايحين نلعب.
·       صيغة الأمر: يُصاغ الأمر كما في الفصحى من الحاضر البسيط مع إشباع الحركة في الأجوف مثل : رُوحْ، قُولْ، شُوفْ، مِيلْ، عِيدْ، وبقاء الهمزة في أول الأمر من غير الثلاثي مثل: إنْدِفِسْ، إنْضِرْبي، اِصطبر، إسْتَحِمْلي، إستقبلي، وحذف الهمزة من أول أمر الثلاثي والنطق بالساكن مع إشباع الحركة مثل: ضْرُوبْ، صْبُورْ، كْتُوب، سْمَاعْ، رْجَاعْ، حْرُوكْ.
14) اسم الفاعل: هو صيغة تدل على ما وقع منه الفعل أو قام به على معنى الحدوث، ويبنى من الثلاثي على وزن فَاعِلْ نحو كَاتِب، شَاكِر، مع تسكين ما قبل الآخر مع المفردة المؤنثة والجمع نحو رَاجْعَة، ضَايعَة، رايحَة، آرحة(قارحة)، صابرِة، شايفِة، قايلِة، صَابْرِين، راجْعِين، نَازْلِين، ضايعين، ومن غير الثلاثي على وزن المضارع المعلوم بإبدال حرف المضارعة ميماً مكسورة، أو ساكنة، وكسر ما قبل الآخر مع المفرد المذكر، وتسكينه مع المفردة المؤنثة والجمع مثل: مِتْعَلِّمْ، مِتْأَنِف، مْصَدِّقْ، مِتْأَكْدِة، مْصَاحْبِة، مْعَصِّبِين، مْعَلْمِين، ومن الجدير بالذكر أن الهمزة الواقعة بعد ألف اسم الفاعل تقلب ياء نحو: غايب، لايق، فايت، صاير، طاير، وأن اسم الفاعل من الفعل الناقص ينتهي بياء نحو ماشي، فاضي، راضي، عادي، قاسي، وذلك بخلاف الفصحى التي تقضي بحذفها، ولا يوجد مثنى وإنما يسد محله الجمع.
15) اسم المفعول: هو صيغة تدل على ما وقع عليه الفعل، ويبنى من الثلاثي على وزن مَفْعُول نحو مَكْمُوشْ، مَأْرُوءْ (مقروق)، مَشْغُولِة، مَهْضُومِة، ومَبْسُوطة، مَجْروحِين، ومَهْضُومِين، ومن غير الثلاثي على وزن المضارع المجهول بإبدال حرف المضارعة ميماً ساكنة، أو مضمومة نحو: مْرَتَّب، مْكَسَّم، مْكَسَّرْ، مْيَسَّر، مْوَزَّف (موظف)، مْوَجَّبِة، مْعَوَّضِين، مْفَزْلَك، مْكَرْكَب، مْهَنْدَم، مُوافْقَة، مُخْتَصَر، مُسْتَقْبَل. ومن الجدير بالذكر أن اسم المفعول من غير الثلاثي، غالباً، ما يبدأ بالساكن طبقاً للآرامية وبخلاف الفصحى التي توجب وضع همزة كحرف مساعد. ولا يوجد مثنى وإنما يسد محله الجمع.
16) أوزان المبالغة: هي صفات بمعنى اسم الفاعل تدل على زيادة وصف الموصوف، وهي سماعية نذكر منها: فَعَّال كضَرَّاب حيث يقول أهل دمشق عندما يريدون ذم شخص هو ضَرَّاب السخن أي هو كثير الضرب على الحديد أو الزجاج الساخن كناية عن الانتهازي، كما يقولون عن البيت الواسع والمريح جداً سَيَّاح نَيَّاح، وعن الغليظ وثقيل الدم نَقَّاق؛ وفَعَّالة كرَقَّاصة، وفَعِل كحَّزر(حذر)، وفَعيل كرحيم وعنيد، وفَعُول ككَزُوب(كذوب) وفاعول كحالوش وهو الشره، وراقوب كثير المراقبة للناس، وباجوق وهي الثرثارة، وشالوحة وهي فارعة الطول، وفِعِّيل كصِدِّيق، وفي اللهجة الشامية يرد وزن جديد وهو فَعِّيل بتأثير من الآرامية حيث يقولون (قَدِّيس) وليس (قِدِّيس) كما في الفصحى، وكذا في كَسِّيب،
17) اسم الآلة: هو صيغة تدل على أداة العمل، وهو قسمان: مشتق وغير مشتق. في الفصحى  يبنى اسم الآلة المشتق من الثلاثي على الأوزان التالية: الأول مِفْعَل مثل مِبْرَد، والثاني مِفْعَلَة مثل مِدْفَاَة، والثالث مِفْعَال مثل مِقْراض. أما في اللهجة الشامية فيبنى اسم الآلة على وزن مَفْعَل المطابق للوزن الآرامي، حيث نقول في الفصحى مِلْقَط وفي المحكية الشامية مَلْقَط وفي الآرامية مَلْقَطا؛ ومَدْفَع ومَخْرَزْ بدلاً من مِدْفَع ومِخْرَز وفي اللاذقية يقولون مَنْجِل بدلاً من مِنْجَل، كما يبنى اسم الآلة على وزن مِفْعَال مثل مِفْتاح، ووزن مِفْعَايه مثل مِصْفَاية، وغير المشتق يأتي بأوزان مختلفة لا ضابط لها مثل: طَنْجَرة، كُبَاية، كُوز، كاسة، بَرَّاد الشاي، خاشوقة، سَفَرطاس، صوبيا(مدفأة)، رَفَش، شْنتيانة(سيف معدني)، بارودة.
18) أوزان جديدة:
·                    تَفَعْلَلْ مثل تَمَلْعَنْ، تَدَلْعَنْ، تَمَسْكَنْ، تَوَلْدَنْ، تَنَسْوَن.
·                    فُوعَلْ مثل دُوقَََرْ(بمعنى أوصد) وحُورك.
·       وفي الأمر تْفُوعَلْ مثل تْسُومَمْ بمعنى كُلْ السم، تْكُورَتْ كذلك بمعنى كُلْ، وكلتاهما تفيدان دعوة من لا يُرْغَب فيه إلى الطعام.
·       عموماً الكلمات التي تكون على وزن (فعلة) تنطق على وزن (فعلايه) مثل: كنبة: كنباية، بردة: برداية، كوسا: كوسايه، معزة: معزايه، عربة: عربايه، شنطة: شنطايه، وقد ذكر د. خالد الصناديقي في كتابه "المثل والكلام في حديث أهل الشام" أن الأسماء التي تنتهي بألف ياء تاء مربوطة، مثل كُبَّاية، حِرْباية هي من أصل آرامي، وقد تكون بإضافة ألف وياء ساكنة دون الهاء مثل كلمة "محشاي".
·                    مؤنث الوصف فعلان هو فعلانة وليس فعلى مثل: عطشانة، نعسانة، فجعانة، بردانة وهي لغة في بني أسد.
·       عدولهم عن وزن فَعَّلَ الدال على التكثير إلى وزن فعلل نحن جرجربدلاً من جرر وكذلك قصقص، شقشق وفكفك.
·       في لهجة دمشق وبعض اللهجات العربية يكسرون نون المضارعة فيقولون نِكْتُبْ، نِلْعَبْ، وهذه اللغة تسمى تلتلة بهراء من قضاعة.
·       في لهجة دمشق يستعملون حرف الباء كسابقة للدلالة على الزمن الحاضر فيقولون: بِيكْتُب. ومن الباحثين من يفترض أن هذه الباء هي ما تبقى من فعل مساعد كان يستعمل مع المضارع مثل: باقي نكتب...
·                    في دمشق يقولون ركبت عَلْفرس بدلاً من (على الفرس) وهذه لغة قبيلة بلحارث. 
19) ضوابط الهمزة:
·       حذف الهمزة إذا وقعت ساكنة في أول الكلمة مثل عُود: أصلها قْعُودْ، فلما أُبدلت القاف همزة حذفت هذه الهمزة لصعوبة النطق بالساكن.
·                    ميل لحذف الهمزة من أول الماضي المهموز مثل: كَلْتْ، كَلْتِي، كَلْتم.
·       تحويل الهمزة الساكنة بعد فتحة إلى ألف ممدودة مثل: راس في رأس، فاس في فأس، ياخد في يأخذ، وياكل في يأكل.
·       حذف همزة أمر الثلاثي والنطق بالساكن مع إشباع الحركة نحو: ضْرُوبْ، كْتوبْ، رْجاعْ، كْسِيرْ، رْجَاعْ، حْرُوكْ.
·       الميل إلى حذف الهمزة إذا وقعت في وسط الكلمة أو آخرها مثل: عبا في عباءة، دواه  في دوائه، سما في سماء، رجا في رجاء، إشْيا في أشياء، شي في شيء، انشالله في إن شاء الله، عطالله في عطاء الله، ويقول أهل دمشق(ما شالله حولك) بحذف الهمزة وهو ما يعرف بلخلخانية أعراب السحر وعمان، ولكنهم يقولون (ما شاء الله كان) بالفصحى في سياقات معينة.
·                    قلب الهمزة الواقعة بعد ألف اسم الفاعل إلى ياء نحو خايف، نايط، آيل (قايل)، آيم (قائم).
·       قلب الهمزة ياء إذا وقعت ساكنة بعد كسر وفي صيغة منتهى الجموع (فعائِل) كقولهم بير في بئر، وواطي في واطئ، وجيت في جِئت، حقايق في حقائق، وخلايق في خلائق.
·                    لا النافية تُهمز في لهجة أهل الشام عند الوقف حيث يقولون (لأ)، وهي لغة طيئ.
20) ضوابط الساكن:
·       بدء الكلمة بالساكن كما في الآرامية والعبرية بخلاف الفصحى كقولهم في الصفات كْبير، زْغير، كْتِير، طْوِيل، قْصِير، وفي اسم المفعول على وزن مْفَعَّلْ أو مْفَعْلَلْ  مْرَتَّبْ، مْكَسَّمْ، مْفَزْلَكْ، مْهَنْدَمْ، وفي أمر الثلاثي ضْرُوبْ، سْحَابْ، مْسِيكْ، وفي الأسماء كْبَار، زْهُورات، وفي الماضي تْزَهْرَمْ، عْمِلِتْ، شْرِبِتْ، وفي الحاضر البسيط مثل نْرُوح، وفي العبرية يبدأ أمر الثلاثي بالساكن مثل: كْتُوبْ، شْمُورْ (بمعنى أُحرس)، وبعض الصفات مثل: قْطَاناه (أي صغيرة)، جْدُولاه (أي كبيرة)، وفي الزمن الماضي شْمَرْتِمْ(أي حرستم).
·       تحريك الساكن منعاً لالتقاء الساكنين كقولهم عِرِسْ لعُرْسْ، وخِبِزْ لخُبْزْ، فِرِنْ أو فُرُنْ لفُرْنْ، وحَبِس لحَبْس، وسِجِنْ في سَجْنْ، وحِمِل في حَمْل.
·                    تسكين ثاني المتحركين المتلاحقين مثل شِرْكِة وتِرْكِة بدلاً من شَرِكَة وتَرِكَة.
·                    نقل حركة الحرف إلى ما قبله مثل نِحِمْلُو في نَحْمِلُهُ، رِزِقْتَكْ في رِزْقَتُكَ، حُرُمْتَكْ في حُرْمَتُكَ.
·       تسكين الحرف المتحرك بحركة الاختلاس في وسط الكلمة مثل: عِلْتِي، عَمْتَكْ بدلاً من عِلَّتِي، وعَمَّتُكَ وذلك بتأثيرالآرامية.
·                    تسكين الفعل الماضي المبني على الفتح نحو: نامْ، قامْ، صامْ، باعْ...
·                    التقاء ساكنين ويصعب مع أكثر من ذلك نحو: زْكُرْتْ، جَنْبْ بيتْ خَالْتكْ، رَحْ بْرُوحْ، حَاجّ، ضُوْجّ.
·                    تسكين أول الكلمة ووضع همزة في أولها لتمكين النطق بالساكن كقولهم: إمْحَمَّدْ في مُحَمَّد، إهْدِيّة في هَدِيّة.
  21) في النحو:
·       من القواعد النحوية المعتبرة في الفصحى أن الفعل المتقدم على فاعله يبقى في حالة الإفراد حيث نقول: "جاء الطالب" و"جاء الطلاب" بخلاف القاعدة الآرامية التي تقضي بالمطابقة بين الفعل والفاعل في الإفراد والجمع، ولا تزال هذه القاعدة سارية في المحكية الشامية، حيث يقولون: "إجو الشباب"، ويقول الولد لأمه: " ضَربوني الأولاد"، وهذا اللسان منتشر بين تلاميذ المدارس في سورية الوسطى والغربية بفعل نشأتهم البيتية المحكية ذات الأصول الآرامية، وقد تنبه النحاة العرب الأقدمون إلى هذا التأثير الناتج من احتكاك العربية بالآرامية في الحيرة وأعالي الحجاز، وسمه لغة "أكلوني البراغيث"، وهناك من يرى أن هذه هي لغة قبيلة بلحارث.
·       في الآرامية يتعدى الفعل المتعدي إلى مفعوله بواسطة حرف الجر (اللام)، وفي اللغة الشامية المحكية يقال: "شفتو للصبي"، "ضربتو لخيك"، "سمعتو للولد"، وهذا لا تجيزه قواعد الفصحى.
·       هناك فروق نحوية كبيرة بين العامية وبين الفصحى فعلى سبيل المثال نقول في الفصحى : أكلت لقمة أو لقيمات، شربت قليلاً من الماء، درست بضع ساعات، نمت قليلاً بعد الظهر، بينما في العامية الشامية يقولون: أكلتلي كم لقمه، شربتلي شوية مَيّ، درسْتلي كم ساعة، نِمْتلي شوي بعد الضهر. هذا الضمير الإنعكاسي (لي) الموجود في نهاية الفعل والذي يدل على شيء قليل من الفعل يستعمل، كذلك، في الغائب المؤنث والمذكر وفي المخاطب أيضاً، وهنا في الجملة يوجد مفعولان للفعل: مفعول يقع عليه الفعل مباشرة، ومفعول غير مباشر الذي هو الضمير، وهذا يدل على مرونة اللهجة الشامية.
·                    لا يوجد مثنى لا في الأفعال ولا الضمائر ولا الأسماء بل يوجد مفرد وجمع فقط.
·                    اسم الموصول المعتمد هو (اللي) للمفرد المذكر والمفردة المؤنثة والجمع.
·                    صيغة السؤال تعتمد في الأساس على نغمة الصوت.
22) الاقتراض: تأثرت لهجة دمشق وريفها، على غرار سائر لغات المعمورة، بالشعوب المجاورة والغازية والمقيمة والطارئة نظراً لموقعها التجاري المهم، ولكثرة احتكاكها بالشعوب الشرقية والغربية، وأبرز اللغات التي أثرت فيها الآرامية والعبرية والفارسية والتركية والفرنسية والإنكليزية، فمن اللغة الآرامية اقترض أهل الشام الكلمات التالية: شوب بمعنى حر شديد، كَرَز بمعنى وعظ، دكان، ساطور، تاسومة (صرماية=حذاء)، خوخ، حمص، فريكة، شكارة، شلف بمعنى رمى الشيء بعيداً، قرقش (الحمص أو الخبز)، جرجر (جرّ وسحب)، دقر الشيء لامسه واحتك به ودَقَّر الباب بمعنى أوصده، فرط السنبلة بمعنى نثرها، جهجه الضوء بمعنى انبلج الصبح وبان، رَصّ الزيتون أي رَضَّه، وطمش عينيه أي غَطَّى عينيه وطَنَّشْ في لغة أهل دمشق بمعنى تجاهل، فرفط أي فتت، زيح بمعنى أبْعِدْ، وسَكَّر بمعنى أغلق، غشيم، وفي السريانية غوشمو، بمعنى جسم، وفلان غشيم تعني هو جسم بلا عقل كما يقال عن الحجر غير المنحوت في البناء حجر غشيم. ومن اللغة العبرية اقترض أهل الشام كلمات مثل: يتمألس أي يتمقلس بمعنى يسخر من، وجذرها في العبرية (ق.ل.س) بمعنى السخرية من شخص؛ وقن بمعنى العش أو بيت الدجاج، وقطاني (وفي العبرية قِطْنِيوت) مثل العدس والسمسم، والكرسنة  (نوع من العلف للبهائم). وفي بحث أجراه ي. سوسة ونشره بالفرنسية عام 1929 تبين أن نحو 600 لفظة تركية داخلة في لهجة دمشق العامية. (انظر: المعلوف عيسى إسكندر، "اللهجة العربية العامية-1"، مجلة المجمع العلمي الملكي، القاهرة، ج1، 350-368) من هذه الألفاظ نذكر: بَلْشِة بمعنى ورطة وليس كما يدعي المعلوف بأن بنشة تعني بلا شيء، وبَلَّشْ بمعنى بدأ بالعمل وانهمك فيه، باشتان(النقطة الرئيسة)، أبضاي أصلها قباداي بمعنى الخال الغليظ كناية عن الشجاع والقوي، بغجاتي(حلواني)، السفربرلك(النفير العام)، صوبيا (مدفأة)، ختيار(كبيرالسن)، خانم(سيدة)، تيتة (جدّة)، طَنْجَرَة (تَنْجَرَة)، كريك (مجرف)، شيش كباب (سيخ مشوي من لحم الضأن)، شاوِرما، طاووق(دجاجة)، خاشوقة (ملعقة)، صَحَّارة (صندوق خشبي لنقل الفواكة)، دولاب (خزانة، أوعجلة)، أنجق بمعنى محتمل، بالزور بمعنى بصعوبة، دوز(مباشر)، دوغري (مستقيم، ويلفظها أهل دمشق دِغْرِي)، بوش(فارع أو بلا منفعة)، برنجي(نخب ممتاز)، كومندان أو قومندان( قائد ميدان)، كَزْدَرَة بمعنى المشي، كراكون مخفر الشرطة وأصلها قراغول. في العهد العثماني دخلت آلاف الكلمات العربية إلى اللغة التركية، وعاد قسم منها إلى أحضان العربية بعد أن طرأت عليه تغييرات معينة نذكر منها أسماء الأعلام المنتهية بتاء مفتوحة مثل: جودت، بهجت، مدحت، عزّت، حكمت، صفوت، عِفّت، مِيرْفت، نشأت؛ كما أن الأتراك توسعوا في استخدام اللاحقة التركية (جي) التي تدل على صاحب مهنة، أو حرفة، وجعلوها تدل كذلك على عادة راسخة في الشخص، أو على صفة متأصلة فيه فقالوا: قهوجي أي صانع القهوة، أو بائعها، أو صاحب المقهى، سُفْرَجِي أي المسؤول عن إعداد السفرة، مكوجي الذي يعمل في كي الملابس، بوسطجي أي موزِّع البريد، كندرجي وهو الإسكافي أي صانع الأحذية، عونطجي بمعنى المحتال والنصاب، وبلطجي بمعنى الذي يستعمل قوته للحصول على مكاسب لا يستحقها، وقد دخلت اللاحقة (جي) لغة أهل دمشق وتوسعوا في استخدامها لتدل كذلك على صفة سيئة لدى الشخص مثل: مِشْكَلجي(مثير للمشاكل)، سُكَرْجي(سِكِّير)، قَمَرجي(لاعب القمار)، نِسْوَنْجي (الذي يكثر الكلام مع النساء أو كالنساء)، مَنْفَخْجي(مغرور ومتكبر)، ويقولون: خُضَرْجي(بائع الخضار)، جواهرجي(بائع الجواهر)، طُنْبَرْجي(سائق عربة تجرها دابة)، مَعْمَرْجي(بَنَّاء)، نَخْوَجي(صاحب نخوة ورجولة)، مواسرجي(سَبَّاك) وكهربجي. ومن الفارسية اقترض أهل الشام كلمات كثيرة نذكر منها: بركي/بركدن وأصلها بلكي بمعنى ربما، أو من المحتمل، خستة خانة أي بيت الضعفاء والمقصود المشفى، إبريق، سنبوسك، بقجة (صُرَّة من الثياب)، عنبر (مخزن)، تخت، تازه أو طازة(طري)، دُشْمان(عدو)، بابوج(حذاء نسائي)، شوال(جوال)، دستور، فرمان(إرادة سنية أو أمر سلطاني)، خوش(لذيذ، حسن وجميل)، خواجه(معلم، تاجر)،  كفكير(مغرفة)، دستة، دست(المرجل الكبير، كار(مهنة أو حرفة)، شيشة، زنجيل بمعنى غني ومن الجدير بالذكر أن معظم الكلمات الفارسية دخلت إلى عامية أهل الشام بواسطة العثمانيين الأتراك الذين استخدموا كثيراً من الألفاظ الفارسية في لغتهم. ومن الفرنسية اقترض أهل دمشق كثيراً من الألفاظ نذكر منها: بُوفيه، موبيليا، سِكُوْرِتي(رجال الأمن)، دركسيون (مقود)، كومسارية(مفوضية الشرطة، أو الأمن العام)، كوميسير(المفوض السامي، أو قائد الشرطة)، بونجور(صباح الخير)، بونسوار(مساء الخير)، بونوي(تصبح على خير)، أورفوار(إلى اللقاء)، براي عليك(برافو أي أحسنت)، ومن الانكليزية اقترضوا: ترامواي(القطار الكهربائي)، ترين(قطار)، باص (حافلة)، موتور، راديو(مذياع)، صَنْدَويشِي(شطيرة)، شوفير (سائق)، بزنس مان (رجل أعمال)، أوفرتامية(الذين يعملون ساعات إضافية)، دبل(مضاعف).
               
مراجع ومصادر:
·                    أباظة، نزار، الأمثال الشامية: قاموس أمثال العوام في دمشق الشام، دار الفكر المعاصر، دمشق، 2008.
·                    التونجي، محمد، المعرب والدخيل في اللغة العربية وآدابها، دار المعرفة، بيروت، 2005.
·       الداية، محمد رضوان، معجم الكنايات العامية الشامية، سلسلة الموسوعة الشامية، دار الفكر المعاصر، دمشق، 2002.
·       الداية، محمد رضوان، معجم العامي والفصيح من كلام أهل الشام، سلسلة الموسوعة الشامية، دار الفكر المعاصر، دمشق، 2004.
·       الدجاني، أحمد صدقي، "الفصحى والعامية- العامية اليافاوية تأملات وتساؤلات"، مجلة مجمع اللغة العربية، القاهرة، ج90/القسم الثاني، ص 15-46 (شعبان 1421/ نوفمبر 2000).
·       دركزللي، عبد الرحمن، لهجة أهل حلب، دراسة لغوية، مجلة عاديات، الكتابين 8-9، جامعة حلب، 1998(وقد استعملنا ملخصاً لهذه الدراسة في موقع "لهجة حلب" في الإنترنيت).
·       الحمزاوي، محمد رشاد، "الفصحى والعامية في رحاب مجمع اللغة العربية بالقاهرة- أزمة مزمنة"، مجلة مجمع اللغة العربية ، القاهرة، ج90/القسم الثاني، 237-256.
·       شامية، أحمد، "عربيتا اليوم بين الفصحى واللهجات العامية"، الموقف الأدبي، مجلة شهرية يصدرها اتحاد الكتاب العرب بدمشق، العدد 396، السنة 34، نيسان 2004.
·       شاهين عبد الصبور، والشافعي بخاطره، "المصطلحات اللغوية في اللهجات العربية القديمة"، مقالة عرضت على مجلس المجمع العلمي بالقاهرة في الدورة الحادية والأربعين، بالجلسة الثلاثين، في 14 من شهر فبراير سنة 1975، وعرضت على مؤتمر الدورة نفسها، الجلسة التاسعة، في 8 مارس 1975، ص:205-230.
·       شاهين، عبد الصبور، "القاف في العامية المصرية"، بحث عُرِض  في الدورة الخامسة والأربعين، بالجلسة الثانية والثلاثين لمجلس مجمع اللغة العربية في القاهرة، في 19 شباط 1979.
·                    الصناديقي، خالد، المثل والكلام في حديث أهل الشام، دار طلاس، دمشق، 1998.
·       عبد التواب، رمضان، "القاف والهمزة في اللهجات العربية"، بحث عُرِض في الدورة الخامسة والأربعين، في الجلسة الثانية والثلاثين لمجلس المجمع العلمي بالقاهرة في 19 من فبراير سنة 1979، كما عرض بالجلسة الثامنة للمؤتمر، في 28 من مايو 1979.
·       عبد الرحيم، ياسين، موسوعة العامية السورية- دراسة لغوية نقدية في التفصيح والتأصيل والمولد والدخيل، 4 أجزاء، وزارة الثقافة السورية، دمشق، 2003.
·       عزام، عبد الوهاب، "الألفاظ الفارسية والتركية في اللغة العامية المصرية"، مجلة المجمع العلمي الملكي بالقاهرة، ج8، ص362-365.
·       المعلوف، عيسى إسكندر، "اللهجة العامية في لبنان وسورية"، مجلة المجمع العلمي الملكي، القاهرة، ج4، ص:294-315.
·       المعلوف، عيسى إسكندر، "اللهجة العربية العامية 1-2"، مجلة المجمع العلمي الملكي، القاهرة، ج1، ص:350-368؛ ج3، ص:349-371.
·       النص، محمد إحسان، "نظرات في كتاب رد العامي إلى الفصيح للشيخ أحمد رضا العاملي"، مجلة مجمع اللغة العربية، القاهرة، العدد 90/القسم الثاني، شعبان 1421/نوفمبر 2000، ص:47-65.

·                    اليسوعي، رفائيل نخلة، غرائب اللهجة اللبنانية السورية، المطبعة الكاثوليكية،  بيروت، 1962.




ليست هناك تعليقات: