2014/12/30

معنى كلمة - عبيط

- " عبيط " هذه الكلمة تستعمل تقريبًا في عكس المعنى الذي تستعمل فيه كلمة (ابن البلد)، فهي تدل على بلاهة الرجل، أو غفلته، أو أقول بساطته، إن أجاز الأعضاء استعمال كلمة البساطة في معنى simplicité الفرنسية.
... وكل ما ذكره علماء اللغة في مادة ( ع ب ط ) لا يدل على معنى الغفلة أو الغباوة، فلم يبق إلا أن ( عبيط ) مقلوب ( بعيط)، بتقديم الباء على العين. يقال في الفصيح: " بعط في الجهل: إذ أبعد فيه وأغرق، " ومثله " أبعط في الجهل " من الأفعال، وفسروا الإبعاط أيضًا بأن يقول
الرجل قولاً على غير وجهه، وربما كان هذا المعنى هو الذي أراده المصريون في وصف الرجل ( بالعباطة )، ومهما يكن من الأمر فإن كلمة ( العبيط ) مولدة بتحريفها عن كلمة ( بعيط ) الفصيحة، وإذا حاكمناها إلى قرار المولد الذي وضعه المجمع حكم بتزييفها؛ لأنها خرجت عن أقيسة كلام العرب، مذ حرفت عن أصلها الفصيح، وهو ( بعيط ).
وبناء على هذا لا يجوز تدوينها في المعجم، ولا عدها في الفصيح. ولعل في أدباء مصر من ينتدب للدفاع عن كلمة ( عبيط ) فيقول إن تحريفها عن ( بعيط ) ليس تحريفًا بدعًا من أقيسة كلام العرب، وإن له شواهد في فصيح كلامهم؛ وتحريف ( عبيط ) عن ( بعيط ) هو الذي يسميه علماء اللغة ( قلبًا )، فالعرب يقلبون ( بتك ) بمعنى قطع، ويقولون ( تبك )، ويقلبون ( لبك ) بمعنى خلط، ويقولون ( بكل )، واشتقوا منهما ( لبيكة ) و ( بكيلة ) لطعام لهم معروف. وقلبوا ( يئس ) فقالوا: ( أيس ) ، وقبلوا ( بطيخ ) فقالوا ( طبيخ )؛ وقلبوا ( فج عميق ) فقالوا : ( فج معيق ).

... ثم يقولون: والعرب قالوا ( بعيط )، ونحن - معشر المصريين - قلبناها متأثرين بطريقتهم أو بإحدى لغاتهم التي نزلت مصر، وقلنا ( عبيط )، فينبغي إذن تدوينها في المعجم على أنها لغة مصرية، كما تقول المعاجم أحيانًا: لغة يمانية، ولغة شامية في الكلمات المستعملة في بلاد اليمن والشام.اهــ

ليست هناك تعليقات: