2015/01/04

عن اللهجات



عبد العزيز محمد الذكير
    * أرى أن لكلّ فئة عمريّة لهجتها الخاصة، أو علاماتها النطقية، فأهل مصر المقيمون عندنا مثلا يقولون: أنا نازل للقاهرة، وشبابنا في السعودية يقولون: أنا طالع. وفرق كبير بين النزول والطلوع ومع هذا تعوّدت الأذن على سماع التناقض.
أهل جدة يقولون: طالع مكة، ومن في مكة يقول: نازل جدّة، وهذا له مسبباته الجغرافية فالذي يتجه إلى البحر لابد أن ينزل.
صادفت اللغة الإنجليزية مثل هذا التّضاد، ففي بريطانيا يقال للمرشّح نفسه لمجلس العموم SITTING FOR وفي أمريكا STAND ومن عجلة الامريكان وركضهم دون الاهتمام بالمصطلح أو المعجم جاؤوا بكلمة RUNNING ليطلقوها على مرشح الرئاسة RUNING FOR PRESIDENCY وهي تعني ركض يركض ركضاً، في لغة المنافسة والسباق والعدو والجري وثمة مثل انجليزي يقول: الجودة والسرعة قلّما يجتمعان.

وسرعان ما اتسعت دائرة اللهجات في بلادنا. فقبل عقود كان لكل اقليم لهجته الخاصة التي تعرف المتحدث منها وبها، والآن فإن الملاحظ أن الجيل الشاب يتحدّث لهجة واحدة لا هي من هنا ولا هي من هناك.
وبُعيد دخول السيارات منطقة نجد كان من مميزات السائق البارع، ومصدر تثمينه من ذاته وممن حوله أن يتكلم بلهجة أهل مكة. فلابد أن يذكر كلمة "يا واد" أو "ايشبك" لكي يتذكر السامع أنه جاء من مكة وذهب إليها مراراً واكتسب المران الكافي وخالط أناساً غير أهل منطقته.
الصبح من قصر ابن بطّاح
والعصر من بين الاعلام
وهذا دليل كاف لا على سلامة وسرعة "الموتر" بل أيضاً هو مسافر إلى مكة وليس إلى غيرها.

لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

ليست هناك تعليقات: