2015/01/03

المنجد في اللغة والاعلام



يحتل المنجد في اللغة الذي ألف الأصل منه الأب لويس معلوف اليسوعي مكانة كبيرة بين المعاجم العربية الحديثة في العصر الحاضر.
واستفاد المؤلف ومن خلفه في الإشراف عليه مما توصلت إليه المعاجم الأوروبية الحديثة من تطور. وما حقيقته الحضارة الجديدة من تقدم وازدهار في الطباعة وصناعة الكتاب، ووفق لإخراج معجمه في منهج سهل ميسر، وطباعة عصرية واضحة أنيقة وحجم ملائم نسبا، ومادة تجمع بين
كثير مما يحتاجه المتعلم من مفرادات اللغة ومعانيها وصيغها الأصيلة القديمة وألفاظها وتراكيبها الحضارية المستحدثة.
والطريقة المستخدمة هي طريقة مختصرة مبسطة في الشرح والتفسير والاستشهاد، ونظاما محكما في التمييز بين أصول الكلمات وفروعها وفي تصنيف وترتيب المشقات وتفصيل وترقيم المعاني وما يتفرع عنها. وتوسع في استخدام الرموز فتفادى الكثير من التكرار وتخلص مما يمكن أن يضاف من حجم المعجم ويزيد من وزنه وثقله على حامله. رغم ما لمعجم المنجد بجزأيه من خصائص إيجابية من حيث المنهج ومن حيث الطباعة والإخراج والمنفعة.
ومن أبراز ما أخذ ويؤذ عليه من حيث مادته اللغوية احتواؤه كثير من الألفاظ الأجنبية والعامية الإقليمية والاصطلاحات المسيحية، دون الإشارة إلى أصولها ومواردها ومواطن استعمالاتها. ومما يؤخذ على الملحق المعرفي المرفق بالمنجد تركيزه على المعلومات المتعلقة بالمسيحية والمسيحيين من جانب وعدم وثاقة كثير من المعلومات والحقائق المتعلقة بالإسلام والمسلمين وعقائدهم ومقدساتهم ورجالاتهم من جانب آخر، وهذا هو الجانب الخطير في هذا المعجم.
وأما من حيث إخراجه وشكله، فإنه على ارغم من جمال طباعة هذا الكتاب وحسن ورقة ودقة ونصاعة صوره، فإن الخط فيه صغير، قد يرهق بصر الباحث أو يتبعه، كما أن الاشتقاقات المميزة باللون الأحمر الفاتح تبدو باهتة في بعض طباعات الكتاب إن لم يكن كلها.

ليست هناك تعليقات: