2015/01/28

خبراء يطالبون بتضافر الجهود لظهور المعجم التاريخي

في مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة
خبراء يطالبون بتضافر الجهود لظهور المعجم التاريخي

عبد الفتاح السلاموني - القاهرة
طالب خبراء اللغة العربية في جلسات الدورة الثانية والسبعين لمجمع اللغة العربية الذي اتخذ موضوعه هذا العام (المعجم التاريخي) بضرورة تضافر الجهود العربية لاخراج هذا المعجم الذي يمثل حلماً عربياً منذ الاربعينيات من القرن الماضي، ودعا الخبراء المنظمات الاهلية والحكومات العربية إلى توفير الدعم المالي اللازم للمشروع، ونبهوا إلى ضرورة الاهتمام باللغة العربية كما جاء
في كلمة الدكتورهاني هلال وزير التعليم العالي الذي قال: ان المجامع اللغوية تحمل رسالة علمية واجتماعية ومسئولية بالغة في الحفاظ على واحدة من اشرف اللغات في العالم. وأشار إلى جهود مجمع اللغة العربية والمجامع الاخرى في هذا الصدد، وأن الحاجة تزداد إلى جهود المجامع الآن اكثر من أي وقت سبق، حيث تخطو بلادنا على طريق التنمية والنهضة وتسعى جاهدة للحاق بركب التقدم العلمي متذرعة بأسباب العلم والتقنيات الحديثة التي اتاحتها الثورات المتوالية في مجالات الطاقة والعلوم التطبيقية، لا سيما المعلومات والاتصالات اذا وضعنا في الاعتبار مشكلة الازدواجية اللغوية التي تعاني منها بعض الدول العربية والتي زاد الاحتلال الاجنبي لمنطقتنا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين من تفاقمها، إضافة إلى الطفرات العلمية التي يشهدها العالم، وفي نفس الوقت التشرذم الذي يستهدف العمل في مجالات الترجمة والتعريب من بلد عربي إلى آخر. وأضاف أنه برغم الجهود المبذولة وتقودها المجامع اللغوية ما زلنا في حاجة مضاعفة لهذه الجهود للحد من مشكلة اختلاف الترجمة لكلمة او مصطلح، كما لا ننسى الحالة الفريدة التي تتبوأها اللغة العربية بين اللغات الحية، وهي الارتباط بالقرآن الكريم، لذلك فإنه لكي تظل لغتنا متميزة بصفة الحياة المستمرة وتكون قريبة إلى قلوب وعقول ابنائها لا بد من جهود ضخمة من المجامع والمهتمين.

وتحدث د. محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة عن المعجم التاريخي واهمية انجازه واهدافه وابعاده التي تفيد الثقافة العربية.

وأكد الشاعر فاروق شوشة امين عام المجمع ان ما يتهدد اللغة العربية هو ما يتهدد الوجود العربي والانسان العربي والمصير العربي، وان ما نلمسه من صور الضعف والتدني على كثير من الألسنة والأقلام هو نفسه من اعراض الضعف في الثقافة والاعلام.

وشهدت إحدى جلسات المؤتمر التي خصصت لالقاء محاضرة عن المعجم التاريخي للدكتور كمال بشر مشادة فكرية بين بشر والدكتور احمد رشاد الحمزاوي عضو المجمع المراسل من تونس، حيث تجاهل الدكتور بشر الجهود التونسية التي بذلت في المعجم التاريخي مكتفياً بما حدث في القاهرة، وهو ما اعترض عليه الحمزاوي مذكراً الدكتور بشر بما حدث في تونس منذ اكثر من ثلاثين عاماً ودور الجامعة التونسية في محاولة اصدار هذا المعجم، وقال الحمزاوي ان الدكتور بشر تجاهل جهود تونس ودول الخليج العربي في موضع لا يصح فيه إنكار الجهود، مما دفع الدكتور بشر إلى الاعتراف، وقال: لم اذكر الجهود الاخرى نظراً لضيق الوقت، ولكن هذا مدون في الاوراق البحثية، وقد شاركت في اعمال الاعداد للمعجم التاريخي في تونس.

وطالب جميع الحضور من اعضاء المجمع في كلماتهم بأهمية اخراج المعجم التاريخي الذي يعني بتطور دلالات الالفاظ، وان هذا يحتاج إلى جهد علمي كبير ودعم مالي من مؤسسات اهلية وحكومية. واشار الحضور إلى تقاعس الحكومات العربية عن نصرة اللغة العربية ووجهوا الجهود إلى قضايا اخرى اقل شأناً ولا تخدم الثقافة العربية.






ليست هناك تعليقات: