2015/03/20

لهجات فيفاء

( لهجة قبائل فيفــاء )


وقبائل فيفا يرجع نسبها الى قبيلة خولان، منازلهم في أعلى قمم جبال السروات شرق جازان وجنوب بلاد قحطان ويحدهم من الجنوب اليمن الشقيق.
وتضم جبال فيفا الكثير من القبائل التي يرجع نسبها الى خولان.وقد ذكر الهمداني المتوفى في سنة 334 هـ، فيفا في صفة جزيرة العرب في أكثر من موضع.قال عنها المستشرق البريطاني فليبي بأنها تصلح ميدانا لهواة التسلق. ويحتوى ثراثها على آلالاف من الأمثال الشعبية والأساطير والحكم والشعر والأحاجي التى أثرت ثقافة أبنائها،
وتناول هذا الجانب كتاب باقة من تراث فيفا للشيخ العلامة علي قاسم الفيفي، ويقال إن مجموع الحكم والأمثال في فيفا يبلغ 3500 مثل وحكمة و300 أسطورة وقصة تراثية مميزة.
وفي لهجتهم القليل من الحميرية القديمة والتي بدأت تنقرض،ولهجتهم اقرب الى لهجات تهامة ان لم نقل تهامية. فالتعليم الحديث واستعمال ابناء فيفا اللغة الفصحى، ستندثر احدى لغات الجزيرة العربية التي عاشت الاف السنين بين تلك الجبال الشاهقة، ستندثر لغة قوم كانوا مملكة كبيرة واسعة حيث كان لها حدود داخل افريقيا دلالة على عظمة هذه اللغة واهلها.
يكثر القلب والابدال في الفاظ لهجة فيفا، ويكثر ابدال الحرف بحرفين،واشهر مايميزها الكشكشة والتنوين الذي يظهر في الكثير من الفاظهم، وقد تختلف طريقة النطق بين جبل وآخر وبين من هو ساكن في اعلا الجبل واسفله.


( بعض السمات والظواهر في لهجة فيفا )

وهنا نبذة مختصرة وغير موسعة حول تلك اللهجة ان لم نقل لهجات:
(1): قلب (ال) التعريف (ام): وهي التي أسماها اللغويون (الطمطمائية)، وهي من بقايا اللغة الحميرية. فيقولون: امثور، وامسما، وامدخن. وذلك إذا كان المسمى معروفا لدى السامع، ولا يقولون (اميحي) و(امسعيد) و(امعلي). انظر لهجة تهامة (ال) التعريف.
ويقول الاستاذ محمد بن مسعود الفيفي المؤرخ والباحث في لهجة فيفا:لا يعرّف بـ (ام) ما سبق بأسم إشارة. لا تدخل أداة التعريف (ام) على أسماء الله وصفاته أو ما أسند إليها مطلقا، لأنها تختص بالدخول على الأسماء التي تقبل التنكير فتعرف بها([1]).. وفي دراسة (حاييم رابين) يقولإن أداة التعريف القديمة (أن) بالنون وأنها تغيرت إلى (ام) التي تغيرت فيما بعد إلى (ال) )([2]). و(إن هذه اللغة مختصة بالأسماء التي لا تدغم لام التعريف في أولها نحو غلام وكتاب بخلاف رجل وناس ولباس، وحكى لنا بعض طلبة اليمن أنه سمع في بلادهم من يقول خذ الرمح واركب امفرس ولعله لغة لبعضهم لا جميعهم)([3]). وفي بحث للاستاذ: محمد بن مسعود الفيفي (أن اللهجة المحلية لفيفاء تجمع في التعريف بين (أل) و(إم) فقام بجمع ما أمكنهجمعه من أسماء الأمكنة التي تبدأ التعريف بـ(أل) كـ (الوَرَّاد) بفتح الواو وتشديدالراء، و(اللّهَيْب) بفتح الهاء..(الرُّمَيْح)، و(الشله)، و(الغابر)، و(النَّواعم), و(البرده)، و(الخاشه)، و(القثيث)، وقال: تلك مواضع جلنا يعرفها،لم نسمع منيعرِّفها بـ(إم) فعرفتها به، فكانت النتيجة تغير معناها وتبدلتدلالاتها، وعندما نقول (إمغابر) لاانصرف الذهنُ إلى الغبار دون أن ينصرف إلى علم على مكان، وكذلك (إمبرده) لتحول إلىظرف زمان لأول النهار، أو آخره، حيث تكون أشعة الشمس مائلة ويعرف بـ(إمبراد)([4]). ويقول ايضا: (أن أداة التعريف (إم) لا تدخل على أسماء الله وصفاته أو ما أسندإليها مطلقا، كما لا تدخل هذه الأداة على ما كانت له صفة التنزيه والتعظيم، كما لاتدخل على اسم الجنس مثل: الناس، الملائكة، الجن، الشياطين([5]) . (أما إبدال الميم من لام ( أل ) في لغة اليمن فلهجة معروفة ومشهورة وتسمى الطمطمائية.والميم في غالب الرأي عوض عن اللام فقط وليس عن( أل )– لان الألف في ( أل )– ألف وصل تكتب ولا تظهر في اللفظ. ومنه الحديث الشريفليس من امبر امصيام في امسفر)([6]).
(2): ابدال الصاد المهملة سينا وتاء معاً، مثال(صلاة- صوم- صبر) ستلاه- ستوم- ستبر، ويناوبون بين الصاد المهملة والشين المعجمة أحيانا، يقولون (صدى- شدى)(بوشان- بوصان).
(3): كاف المخاطبة للمؤنث: تقلب كاف المخاطب المؤنث (شين)، مثال: (ابوك:ابوش)، (امك: امش)، كيف حالك: كيف حالش.
(4): ينطقون بعض الضادات المعجمة فاء: فيقولون:ضمد: فمد، ضفدعة: ففدعة، وبعض القبائل تنطقها (ثاء) مفخمة فيقولون: ثمد وثفدعة.
(5): ينطقون بعض الظاءات المعجمة ثاء مفخمة: أحيانا في مثل ظلام وظلمة فيقولون: ثلام وثلمة والبعض يلفظونها تاءا وثاء مثال: ظلام: تثلام، ظهر،تثهر.ومرققة في مثل قرظ وغلظ فيقولون: قرث وغلث. وهي عند البعض منهم.
(6): يجعلون كلمة أها بدل هو وهي: مع تفخيم الألف في المذكر وترقيقها وإمالتها في المؤنث و(أهم - هم) (اهن- هن)،(انحن- نحن )،( نا - أنا). وهي عند البعض منهم.
(7): الأسماء الموصولةذا- الذي)(تا- التي)(أوذا- الذين) مثال: (ذا عندك) (تا معش).
(8): أسماء الإشـارة: ذا([7])؛ تا؛ ذيّ؛ تيّ ؛ ذِ؛ تِ؛ ذِلّي؛ تِلي؛ (ذاك؛ تاك) وهي للبعيد.([8]) 
(9): يحذفون بعض الحروف: وينطقون الكلمة والكلمتين أو الثلاث بعد الحذف كلمة واحدة فيقولون في نحوما أنت فاعل - منت فاعل )(ماذا أنت فاعل- مذنت فاعل).
(10): يحذفون الحرف الساكن: من الحروف إذا تقدم على الفعل أو الاسم وينطقون الباقي مع الفعل أو الاسم التالي، فيقولون في نحو: (قد خرج - قخرج) (قد استقام - قستقام)، (في أمبيت- فمبيت) (في أمسوق- فمسوق) ويحذفون الهمزة من أول الاسم فيقولون في (وأنا أخوك - ناخوك) (وأنا أبوك- نابوك).
(11): يقولون: أيل أو أيلى: بدلا من (إذا) مثال: ايل كليت فغسل يدك، أيلى شبعت فحمد الله.
(12): القطع في الاسماء (احم محمدن): احمد محمد"، (حسا علين) حسن علي.
(13): المنادى: وفي المنادى إبدال (يا) المنادى إلى (وا)، يقولون (واحما:يا احمد) (واحسا:يا حسن).
(14): نطق الكاف: وهي عند البعض، يبدلون الكاف الى تاء وسين، مثال: في التحية والسلام: (تسيف الله بتسم) أي (كيف الله بكم ). يقول ا.د. عبدالله الفيفي: (ام رجل ذي تسانا معاتسا" ومعناها من هو الرجل الذي كان معاك)([9]). يبدلون الكاف في بعض الكلمات الى حرف "الجيم". يقولون: لجمْ : لكم، جان: كان. نجون : نكون. وهي عند البعض.
(15): التنوين: وهو نطق تاء التأنيث نونا ساكنه فيقولون: (زانت:زانن) (بدت: بدن) (قالت: قالن) (أكلت:اكلن). وهي عند الكثير. 
(16): المعاقبة: تكثر لديهم المعاقبة بين بعض الحروف كالباء والواو، مثال: (مواثر: مياثر)، والضاد والفاء مثال (ضيف- فيف)، (حياض- حياف)، (حوض-حوف)، وبين الظاء والثاء مثال (ظهر- ثهر)، (قرظ - قرث)، والظاء والزاي مثال (ظرف- زرف)، وبين الذال والدال مثال (استاذ-استاد) والصاد والسين مثال (صدى- شدى). وهي عند البعض.
(17): الكاف التهامية: حيث تنطق الكاف من وسط الحنك الأعلى، ولكن بتخفيف، ما يجعلها بين النطق المعروف الكاف وبين الخاء0
(18): قلب الكاف الى شين: في بعض الكلمات مثال: (كلب- شلب). وهي عند البعض.
( 19): ما سبق بأسماء الإشارة: فإنهم لا يعرفونه بـ (ام) مطلقا. وهي: ذي، تي، ذ ، ت، ذي لي، تي لي، وألحاق الكاف للبعيد، وسبق ب(ها) التنبيه: هذيلي الرجل،هاتيلي المره، وبما أن اسم الإشارة أحد المعارف فأن (إم) لا يمكن دخولها في تعريف المشار إليه.
(20): هاء الغائب: إبدال هاء الغائب واو . مثال: بو، عندو، معو (به، عنده، معه).
(21): يُخرجون جميع الحروف من مخارجها كما هي في الفصحى تقريبا عدا حرف: (الكاف) و(الجيم) و(الصاد) و(الضاد) و (الظاء). وذلك عند البعض.
(22): (وهناك الكثير من اللهجات بلغة حمير اذ بلغ عددها الاجمالي حسب الاحصائية السابقة اثنين وعشرين موضعا، وحسبي ان اشير الى ارقام صفحاتها بالهامش ليرجع اليها من يريد عند اللزومانظر هامش تفسير الجلالين للوقوف على اللهجات التي وردت بلغة حمير: 
ج1 : ص 57 ، 67، 151، 193، 219، 237، 257، 260.
ج:2 ص 15، 73، 86، 114، 122، 163، 202، 205، 218، 223)([10])




[1] حالات التعريف في لغة العرب لسان قبائل فيفاء أنموذجا، للأستاذ الباحث محمد مسعود الفيفي (آلي)

[2] اللهجات العربية في غرب الجزيرة العربية (حاييم رابين).

[3] مغني اللبيب لإبن هشام ج١ص١٧

[4] جريدة الوطن . الباحث محمد بن مسعودالفيفي

[5] جريدة الوطن . الباحث محمد بن مسعودالفيفي.

[6] دراسة اللهجات العربية القديمة. ص 48

[7] (ذا) (إسم إشارة ) (أللغة النبطية ، د يحيى ، عبابنة ص 96)

[8] حالات التعريف في لغة العرب لسان قبائل فيفاء أنموذجا، للأستاذ الباحث محمد مسعود الفيفي (آلي)

[9] محاضرة "لهجات فَيفاء: جذور العربية ، المقامة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بمدينة الرياض، مساء الثلاثاء 25 محرم 1433هـ 20 ديسمبر2011م ، للأستاذ الدكتور عبدالله بن أحمد الفيفي.

[10] المقتبس من اللهجات العربية والقرانية ص137



المصدر:
(معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية، سليمان ناصر الدرسوني)
__________________

ليست هناك تعليقات: