2015/03/14

المدونة العربية ومشكلة الازدواج اللغوي بين الفصحى والعامية

د. صالح جواد الطعمة


من الكلام الشائع المعاد أن مشكلة الازدواج اللغوي في العربية (الفصحى والعامية) هي من أهم القضايا التي شغلت ولا تزال تشغل العالم العربي أو هي (القضية الأولى) أو (أبرز التحديات التي تواجه العربية) ومن المعروف المكرر كذلك أن ما كتب حولها منذ بدايات القرن التاسع عشر حتى اليوم (من المقالات والكتب والتوصيات) يتحدى الحصر أو التقدير (حتى إن الباحث يكاد يؤمن بأن هذه القضية أشبعت بحثاً وتمحيصاً، ولم تبق فيها زيادة لمستزيد) على حد تعبير الدكتور سمر روحي الفيصل في كتابه قضايا اللغة العربية في العصر الحديث (2007).


يضاف إلى ذلك أن معالجة المشكلة لم تقتصر على اقتراحات فردية بل كانت ولا تزال موضع اهتمام جماعي في مؤتمرات عامة وندوات جامعية أو مجمعية متعددة أمثال المؤتمر الذي عقدته الجامعة الأردنية في منتصف هذا الشهر (أكتوبر 15- 17 2012) وكان من موضوعاته (محاربة الازدواجية اللغوية).

أما المقترحات أو الحلول التي قدمت ولا تزال تقدم لمعالجة الازدواجية فلا تعدو جوهرياً ما يلي وهي تردد في الواقع ما قيل في نهايات القرن التاسع عشر:(راجع مقال الكاتب «الجذور الحديثة لمشكلة الازدواج اللغوي: 1880- 1890» ألاديب نيسان 1965).

1- إحلال العامية مكان الفصحى لغة للقراءة والكتابة.

2- نشر التعليم العام الذي يكفل استخدام الفصحى لغة كلام.

3- تيسير الفصحى تيسيراً فعالاً يقصِّر الفجوة بينها وبين العامية.

4- التسليم بالأمر الواقع ألا وهو استمرارية التعايش بين العامية: لغة الحياة اليومية للمواطن العربي في كل قطر (أو أينما كان في هذا العصر الاغترابي) والفصحى: اللغة المكتسبة تعليمياً للقراءة والكتابة والتواصل الشفوي أو الإلقائي.

-2-

كيف تعكس المدونة في محتوياتها هذه القضية الكبرى في مختلف مراحلها وأقطارها أو أوعية النشر التي تتناولها.؟

تتميز المدونة - كما قلت سابقاً - بفضل ما اختارته من تبويب يتيح للقارئ أو الباحث أن يتحرى اللفظة المستهدفة حسب ورودها في أوعية النشر (الكتب - الصحف -المجلات- الإنترنت أالخ....) وفي فترات زمنية مختلفة (في العصر الحديث مثلاً: 1800 - 1900- 1990- 1980 - 1980 - 1990 - 1990 - 2000 - 2000 - 2010 - 2011- 2011) أو في قطر من الأقطار.

بمعنى آخر يستطيع الباحث أن يتتبع (إن أراد) تاريخ مسار أية لفظة (في ضوء محتوى المدونة) أو شيوع استعمالها في مختلف المراحل الزمنية او المناطق الجغرافية.وقد رأيت الرجوع بسبب ذلك كله إلى المدونة للبحث عن عدد من المصطلحات أو الاستعمالات الحديثة التي تتردد بين حين وآخر كالازدواج اللغوي أو الازدواجية اللغوية في العربية.

من المفيد أو الضروري ان نبدأ بالإشارة هنا إلى أن الاستعمال العربي للمصطلح ذاته ما يزال غير موحد أو مستقر-كما هو الحال في كثير من المصطلحات- لا من حيث الاختيار اللفظي فحسب (الازدواج اللغوي أم الازدواجية اللغوية أو الازدواج في العربية) بل من حيث الدلالة كذلك: هل يقصد بالمصطلح الاختلاف بين الفصحى والعامية أو بين لغتين مختلفتين؟ يلاحظ هذا التباين في استعمال المصطلح في المعاجم وكثير من الدراسات وتعكسه المدونة في الإشارات الواردة إلى الازدواج أو الازدواجية. مع العلم بأن هنالك ميلاً في المصادر العربية إلى تفضيل استخدام (الازدواجية اللغوية) بدلاً من (الازدواج اللغوي) بالرغم من أن الازدواج اللغوي مبني على استعمال مصطلح (الازدواج) القديم في البلاغة. ولا أشك في أن القارئ يستطيع ملاحظة هذا التفضيل بالرجوع إلى غوغل Google حيث يتضح التفاوت في عدد تكرار المصطلحين: الازدواج اللغوي (493) والازدواجية اللغوية (2060) تقريباً.

-3-

أما إشارات المدونة إلى المصطلح بصيغتيه فهي معدودة بل يمكن القول بأن (الازدواج اللغوي) لا يرد في إشارات القرن العشرين بكامله إلا في حالة واحدة محورها الازدواج اللغوي لا في العصر الحديث ولا بمعنى الازدواج بين الفصحى والعربية بل في العصر الأموي وبمعنى الازدواج بين لغتين مختلفتين (العربية والفارسية) أو ظاهرة الازدواج عند بعض الشعراء (ذوي اللسانين).انظر اشارة المدونة التالية:

- الدولة الأموية وحقوق الإنسان

المجلات، المقالات، الدينية، لبنان، 1990 - 2000

المنهاج

(... تنم عن إطلاع واسع على هذه اللغة، ويدل أيضاً على إتقان لها، وظاهرة الازدواج اللغوي كانت منتشرة حتى بين شعراء فارس.يقول الدكتور عبد....)..

وعند الرجوع إلى المصدر (المنهاج) نقرأ تحت عنوان آخر لا علاقة له بـ»الدولة الاموية وحقوق الإنسان» وهو (المؤتلف والمختلف في الأدبين: الفارسي والمغربي الأندلسي) للكاتب حسين الإدريسي ما يلي:

«وقدم الباحث المغربي المرحوم الدكتور عبد اللطيف السعداني (خريج جامعة طهران سنة 1964) بحثاً قيّماً عن ذوي اللسانين من الشعراء العرب الذين ض مَّنوا أشعارهم ألفاظاً ومعاني فارسية، تنم عن إطلاع واسع على هذه اللغة، ويدل أيضاً على إتقان لها. وظاهرة الازدواج اللغوي كانت منتشرة حتى بين شعراء فارس.»

أي (أن الازدواج اللغوي يستعمل في هذا النص بمعنى آخر غير ما يقصد به اليوم).

بيد أن مصطلح (الازدواجية اللغوية) يرد في أمثلة معدودة مقتبسة من كتابين للدكتورة حورية محمد حمو (تأصيل المسرح العربي بين النظرية والتطبيق في سورية ومصر (1999) وحركة النقد المسرحي في سورية 1967 - 1988 (1998) ويلاحظ هنا أن موضوعها يدور حول علاقة الازدواجية بالحوار في المسرح بصفة خاصة كما يتجلى في الإشارات التالية:

- تأصيل المسرح العربي بين التنظير والتطبيق

الكتب, الثقافة والأدب, المسرح, سوريا, 1990-2000.

حورية محمّد حمو

[خصائص الحوار المسرحي، ودوره. ج- فن المسرحية واللغة الشعرية. د- الازدواجية اللغوية. اللغة والحوار المسرحي: أ-المسرحية بين الفن..

- تأصيل المسرح العربي بين التنظير والتطبيق

الكتب, الثقافة والأدب, المسرح, سوريا, 1990- 2000م.

حورية محمّد حمو

[ية (287-300) مرحلة التأسيس (287-290) المرحلة التأصيلية (290-300) (الازدواجية اللغوية (300-307). المصادر (313-316) بحوث نظرية اعتمد]

- حركة النقد المسرحي في سورية 1967 - 1988

الكتب, الثقافة والأدب, المسرح, سوريا, 1990- 2000م.

حورية محمّد حمو

[ٍ، قد خلقا إشكالاً واجه الكاتب العربي المسرحي، ومهدا السبيل لتلك الازدواجية القائمة في اللغة المسرحية وهي الفصحى والعامية. لا بد]

[ة، فالثنائية تطلق على لغتين مختلفتين مثل العربية والفرنسية، أمّا الازدواجية فإنّها تطلق على لغتين متشابهتين ومن أصل واحد (187)، وا]

[ا أنّها خارج الوطن العربي وجدت بشكل أضيق مما هي عليه داخلة. إنّ الازدواجية بين الفصحى والعامية، كانت مصدر قلق للكاتب المسرحي والن]

[ الكاتب والناقد المسرحي السوري، فراح يبحث عن اللغة الوسطى في خضم الازدواجية اللغوية، واقتنع بصعوبة فهم اللغة الفصحى وعدم فهم أبناء]

- .... إن الازدواجية بين الفصحى والعامية كانت مصدر قلق للكاتب المسرحي، والناقد المسرحي السوري فراح يبحث عن اللغة الوسطى في خضم الازدواجية اللغوية...

ولكننا نلاحظ عند الرجوع إلى كتاب (تأصيل المسرح العربي..) أن النقاش يتجاوز السياق المسرحي للازدواجية إلى التأكيد على ضرورة استخدام الفصحى بحكم أهميتها كلغة قومية موحدة (تمثل المنفذ والمنقذ من حالات التشتت والتمزق والاغتراب التي عشناها قروناً) وأن المواطن العربي (يفهم اللغة العربية الفصحى ويتعامل معها ولو لم ينطق بها، إذ يستمع إلى القرآن الكريم والحديث الشريف بل ويقرأهما ويفهم ما يقرأ تماماً...).

وقد استشهد في هذا النص بما قاله الدكتور طه حسين في معارضته لاستخدام العامية لغة للحوار المسرحي عام 1934: «وهؤلاء ينسون أن العصر الذي يعيشون فيه، ولا يقدّرون أن هذا الشعب الذي يعطفون عليه يرقى رقياً أدبياً مضطرداً، ويفهم لغة القرآن في يسر لم يتح له منذ ربع قرن، وذلك كله يأتيك من الثقافة التي تنتشر ومن لغة راقية في حديثه وحواره لا يكاد يفرّق بينها وبين اللغة الفصحى إلا الإعراب.» [النص مقتبس من مقال لطه حسين بعنوان (لغة المسرح أتكون العربية الفصحى أم العامية الدرامية) منشور في مجلة الجنان عام 1934].

أضف إلى ذلك إشارة وردت في كتاب (العرب وتحديات المستقبل) لمجموعة من الباحثين حول الدعوة إلى اللغة العامية وجعلها لغة رسمية أو لغة العلم والأدب.

- العرب وتحديات المستقبل

الكتب, العلوم الاجتماعية, السياسة, سوريا, 1990- 2000م.

مجموعة من الباحثين

- .. لرجال آخرين ليحملوا معاول الهدم، فكانت هناك الدعوة إلى اللغة العامية واستبدالها باللغة الفصيحة، وكانت أيضاً هجمات ظاهرة الهدف.

... تبايناً فكرياً يؤدي إلى مشكلة لغوية. علماً أن ازدواجية اللغة العامية (والفصحى) ليس وقفاً على العربية، بل إن هذه المسألة مطروحة

[إيطالية والإسبانية.. إلخ. فلم تستطع العربية الفصحى أن توقف تيار العامية الجارف كما لم تستطع قواعدها أن تسيطر على ألسنة الناس، فاس]

حيناً دعوة إلى هجر اللغة الفصيحة، وحيناً آخر دعوة إلى جعل اللهجة العامية لغة رسمية، أو لغة العلم والأدب.

- 4 -

أما الإشارات الواردة في بدايات القرن الحالي 2000 - 2010 فيمكن تصنيفها حسب مضمونها العام إلى ثلاثة أنواع:

1) النوع الأول يشير إلى ظهور الازدواجية أو تشجيعها وطبيعتها:

- في الإرهاب اللغوي

الصحف، المقالات، الرأي، العراق 2000 - 2010م.

الصباح

(الثقافي أو ما نسميه نحن بالإرهاب اللغوي 7... ومن هذه الصور طبيعة الازدواجية الخاصة بلغتنا العربية.

إذا أنها تختلف عن طبيعة الازدواجية في اللغات الأخرى، إذ إن الفرق بين اللغة الفصيحة والعامية)....

- ولكنها اليوم لغتنا!

الصحف، الأخبار، الأخبار الثقافية، العراق، 2000 - 2010م

الصباح

(ايش، صار لنا مصدر؟ أضرار؟ أو تجاوز؟ دائم، فنتيجة هذه الازدواجية، ازدياد اللحن وخرق قواعد اللغة والتجاوز على أصول بلاغة)

- أدباء مكرّمون - الدكتور عمر موسى باشا

الكتب، الثقافة والأدب، عام، سوريا، 2000 - 2010م.

مجموعة من الباحثين

والفساد اللغوي انتشاراً منذ مطلع القرن الرابع الهجري، وتولدت عنه الازدواجية اللغوية، وغدت اللهجات العامية تواجه العربية الفصحى. و...

- النظرية اللسانية عند ابن حزم الأندلسي

الكتب، الثقافة والأدب، عام، سوريا، 2000 - 2010م.

نعمان بوقرة

اللحن في اللغة، نطقاً وصيغة وتركيباً ودلالة، مرجعاً ذلك إلى ظهور الازدواجية اللغوية إذ أخذت الشقة في البنية الاجتماعية تتسع مع أن...

- العوامل التعليمية واللغوية في الاضطرابات الاجتماعية والثورات الشعبية

المجلات, المقالات, الثقافية, سوريا, 2011-2011.

أصوات الشمال

[رائع ثبت بطلانها مثل عدم وجود المصطلحات العربية الكافية أو تشجيع الازدواجية اللغوية والانفتاح على العالم، أدّى إلى قيام عدد من مؤس]

2) إشارتان: إحداهما تخص دعوة سلامة موسى إلى استخدام العامية أو اللهجة لإنهاء الازدواج، والأخرى تتناول محاولة الدكتور لويس عوض لتشجيع استخدامها عملياً بكتابة مذكراته باللهجة المصرية:

- سلامة موسى: شرط التقدم الثقافي التخلي عن الهوية الصحف، الأخبار، الأخبار الاجتماعية، العراق. 2000 - 2010.

الصباح

ودعا إلى اللغة العامية بدلاً من اللغة العربية الفصحى وذلك لإنهاء الازدواج في اللغة عند المصريين، وتحمس سلامة موسى لتلك المبادئ فدع...

- مذكرات طالب بعثة

الصحف، المقالات، الثقافية، مصر، 2000 - 2010م.

الأهرام

(هـ في هذه المرحلة الحياتية كانت تؤرقه مشكلات كثيرة من بينها مشكلة الازدواج اللغوي في مصر وعلاقتها بالتعبير الأدبي. المعروف أن كتاب)

(التي تقام سنوياً في 14 يوليو. ولقد صرف المؤلف نظره تماماً عن قضية الازدواج اللغوي بعد أن وضع كتابه مذكرات طالب بعثة ورأي أن دوره قد)

(عودة إلى القضية مرة أخرى لن تزيد نفعاً، والسبب الثاني هو أن مشكلة الازدواج اللغوي والتعبير الأدبي تؤرق الأديب المبدع أكثر مما تؤرق)

وقد وردت الإشارة الأخيرة في مقال للدكتور سعيد اللاوندي حول كتاب «مذكرات طالب بعثة» (وهو الكتاب الوحيد الذي كتبه لويس عوض بالعامية المصرية (الأهرام 16- يونية 2010 حسب ما جاء في المقال) ومما جاء فيه:

أن مشكلة الازدواد اللغوي وعلاقتها بالتعبير الأدبي كانت من المشكلات التي واجهها لويس عوض بين 1937 و1940 وقد أضاف اللاوندي إلى ذلك قوله إن الكتاب المذكور يعتبر في رأيه (من الكتب القنابل شأنه في ذلك شأن كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق وكتاب الشعر الجاهلي لطه حسين) وأنه (أثار قضية لا تزال حتى الآن تجد من يناصرها وهي إفساح المجال أمام العامية في مواجهة الفصحى). واختتم اللاوندي مقاله قائلاً:

العجيب والغريب أن الدعوة التي حملها كتاب مذكرات طالب بعثة ظلت في حياة لويس عوض وكأنها اللعنة, فلقد استند إليها البعض في دعواهم بسحب جائزة الدولة التقديرية من لويس عوض الي جانب كتابه فقه اللغة العربية, لكنه سيبقي في كل الأحوال, علامة مضيئة في تاريخ العقل المصري الحديث والمعاصر الذي يرفض الجمود ويتطلع في دينامية غير مسبوقة الي فضاء من الفكر الليبرالي المستنير.

3- النوع الثالث يتناول الازدواج اللغوي في إطار الأعمال الأدبية وأذكر من أمثلته:

- القصة القصيرة في عون النقاد.

المجلات، المقالات، الثقافية، سوريا، 2000 - 2010م.

أفق

(تتحدد لغة القصة من ثلاث زوايا متكاملة: الزاوية الأولى: هي الازدواج اللغوي المحكي والمكتوب... الزاوية الثانية: هي عناصر)

- في الشعر الفصيح حلاوة التضمين الشعبي ومرارة الإلقاء!

الصحف، الأخبار، الأخبار الاجتماعية، العراق 2000 - 2010م.

الصباح

(من الأجدر لهذا الابن أن يقلص المسافة ويفكر بلغة (النص) بعيداً عن الازدواجية اللغوية ويبحث في مشروع ثقافي وأدب إنساني هو أولاً وأخيراً)

- الثقافة وتحديات التحضر في المملكة العربية السعودية... الشعر نموذجاً

المجلات، المقالات، السياسية، لبنان. 2011 - 2011م

الكلمة

(نظرنا من ناحية أخرى لوجدنا في شعر ابن بلهيد شواهد كثيرة أخرى على الازدواجية الثقافية التي كان يعيشها والتي ربما لم يشعر بها الكثير)

(مكة المكرمة من صغره جعلت خياره الأول خياراً كتابياً فصيحاً وأضعفت الازدواجية لديه، أي أنه كان شاعراً فصيحاً أولاً وشاعراً بالعامية).

إن الإشارة الأخيرة مقتبسة من دراسة نشرت تحت العنوان المذكور في مجلة الكلمة ولكن في في شتاء 1998 (العدد 18) وهي بقلم الدكتور سعد البازعي وقد ألمح فيها إلى نوع من الازدواجية (بين الفصحى والعامية) في شعر محمد بن بلهيد (1891 - 1957) وحسين سرحان (1915 - 1992) مشير اً إلى (تجاور الفصحى والعامية عند ابن بلهيد) وثانوية الازدواجية عند سرحان (إن صح التعبير) باعتباره (شاعراً فصيحاً أولاً وشاعراً بالعامية إلى حد أقل).

- 5 -

مما لا شك فيه أن ما ورد في المدونة من إشارات تتعلق بـ(الازدواج اللغوي) أو (الازدواجية اللغوية) يعتبر محدوداً جداً، غير أن هذا لا يعني أن تغطيتها لما كتب حول المشكلة ذاتها محدودة إذ تضم المدونة تحت لفظتي (الفصحى - فصحى) (والعامية - عامية) آلاف الأمثلة (6000 تقريباً) وبينها عدد كبير نسبياً يتناول مختلف الاتجاهات أو الاقتراحات التي تمسّ هذه القضية المهمة، وهو جدير بأن يلقى اهتمام الباحثين.

إن المدونة في إشاراتها - كما لاحظنا - لا تستطيع إلا الاقتصار على عبارات مقتطفة من مصادرها غير أنه ليس من الصعب على الباحث أن يستعين بها في كثير من الحالات لغرض الرجوع إلى مصادرها لاسيما ما يتعلق منها بالكتب والمجلات المعروفة.
أستاذ العربية المتفرغ - جامعة إنديانا

ليست هناك تعليقات: