2015/03/04

اللهجة المحلية وحديث المجالس

عبدالعزيز الصعب
    كانت العرب قديما يختلفون في بعض المفردات ومعانيها فاللهجة في قاموس لسان العرب معناها (لَهِجَ بالأَمرِ لَهَجاً، ولَهْوَجَ، وأَلْهَجَ كلاهما: أُولِعَ به واعْتادَه، وأَلْهَجْتُه به).
من هنا تأتي اللهجة العربية وهي تعتبر الأصل في الحديث فلا فرق بين أناس وأناس ولا فرق بين قبيلة وقبيلة الكل يتحدث لغة واحدة.
في أدبنا الشعبي تأتي اللهجة المحلية واضحة وبارزة لكونها حديث المجتمع خصوصاً في الأحاديث والقصص والمسامرات وهذا منذ القدم حيث إن الأدب الشعبي جزء من التراث التقليدي تتبلور فيه الوظيفة الإنشائية للكلام وعلى سبيل المثال تأتي الأمثال نموذجاً واضحاً في تفعيل هذه اللهجة المحلية حيث تعتبر الأمثال تعبيراً لغوياً يتميز الشعبي منه بلغته العامية التي تكون متداولة بين الناس قديماً وحتى الآن إذ إنهم يتحدثون ويضربون الأمثال باللهجة العامية المحلية التي تصل بالطبع بمفهومها الصحيح اليهم بتلك اللهجة.
في الشعر الشعبي وهو هنا الأهم منذ القدم نجد أن سياق القصائد العامية أتت باللهجة العامة المحلية مما يسهل وصولها الى الأسماع والمتذوقين، ولذلك تأتي القصيدة الشعبية وهي محملة بالعديد من المفردات الشعبية المستوحاه من البيئة والطبيعة التي عاشها الشعراء وهي تحمل العذوبة والرقة مما أدى إلى إيجاد الذائقة السماعية في حديث المجالس بين الأفراد والمتلقين للشعر.
الشعراء القدامى أبدعوا في قصائدهم ومسامراتهم وأيضاً في سردهم للقصص والأمثال بلهجتهم المحلية التي أعطت الأدب الشعبي طابعاً خاصاً ارتبط بكل الأجيال التي أتت بعدهم والتي لازالت حتى يومنا متداوله في مجالس الشعر وكذلك في دواوين الشعر الحديثة التي استقت تلك اللهجه في اصداراتها مع أنني ارى العديد من تلك الدواوين الشعرية الشعبية وهي تملأ أدراج المكتبات دون الألتفات إليها في ظل التطور التقني وظهور مواقع التواصل الإجتماعي والمنتديات الأدبية المتعدده وأيضاً لم تَعُد هناك قراءة حقيقية تحفظ لتلك الدواوين أهميتها.
أخيراً:
للملامح والحكي والليل سيره
من حدودي لأول آخرها بعيده
والسوالف ماعرفناها.. جديده
كانت أول.. كانت أجمل
وكان كل الأجمل.. أجمل
وفي شواطئ ليلنا كله ..
تبادلنا الأسامي
وانتهض فيني هيامي

ليست هناك تعليقات: