2015/04/02

فضل اللغة العربية

د احمد شقيرات

يقول الجاحظ في الجزء الثالث من كتابه «البيان والتبيين» وهو من أمهات العربية الأربع: « إن الله سبحانه- أنطق اسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، بالعربية المبينة على غير التلقين والتمرين، وعلى غير التدريب والتدريج، وكيف صار عربياً أعجمي الأبوين» . قال أبو عبيدة : « حدثنا مسمع بن عبد الملك عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن آبائه قال:» أول من فُتِقَ لسانه بالعربية المبينة اسماعيل، وهو ابن اربع عشرة سنة» . وقال تعالى : « إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» . وإذا علمنا أن اللغة رموز ذات دلالات معينة، وأن هذه الدلالات مقيدة بقواعد النحو بحيث تفسر النصوص حسب هذه القواعد التي رسخت في الذهن العربي حيث كان العرب الأقحاح في جزيرتهم يعرفون المعاني دون هذه القواعد، إلى أن اختلط اللسان حيث العربي بالأعاجم الذين أسلموا ولما يعرفوا هذه المعاني كما هي في الذوق العربي الذي تحكمه السليقة الفطرية، إذا علمنا ذلك أدركنا المغزى الذي ذهب إليه ذلك اليهودي (جاك درايدا) منظر المدرسة النقدية التفكيكية حين بنى نظريته هذه على تحرير اللغة من دلالتها المقيدة بقواعد النحو، ووضعها في إطار تحليلي من الفكر والرؤية الشعورية والحركة النقدية هذه قائمة على النشاط القرائي وثيق الصلة بالنص، بمعنى إعادة قراءاته مرات ومرات وتفكيكه. ومن الخطير في نقدهم هذا تصورهم لاعتباطية الدلالة في الإشارات اللغوية أو الرموز اللغوية، وهم يسعون دائماً لإحلال الشك محل اليقين، ما سجعل هذه المدرسة مدرسة يهودية تقوم على محاولة نقص الدين الإسلامي من خلال نصوص القرآن الكريم والحديث الشريف معاً بوصفها نصين غير قابلين للتفكيك أو التشكيك، من قبل كثير من المغرضين. 
 يقول أحد نقاد هذه المدرسة، من غير المنتمين إليها :» وعلينا لكي ندين هذا الموقف أن نفترض المنظور المقابل وهو، أن العالم قابل للمعرفة حقاً، إما لأنه نص أو لأن النصوص جلية وقابلة للإدراك في النهاية كما هو الحال مع القرآن الكريم والسنة المطهرة، وهذا هو جوهر اللغة العربية وفضلها على سائر اللغات. 

a.al_shucairat@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: