2015/06/01

بسط الكلام حول الألف واللام



الحمد لله وكفي والصلاة والسلام علي النبي المصطفي وعلي آله وصحبه ذوي الإخلاص والوفاء اللهم بالألف آلف قلوبنا وباللام لم شملنا . أما بعد: فإن أولي ما شدت له الرحال ، وتشمر له الأبطال وجد في سيره الأجيال هو ما تيسر به فهم كتاب الله المنزل ، وأتضح به معني حديث نبيه المرسل لأنهما الوسيلة إلي السعادة الأبدية ، والذريعة الي تحصيل المصالح الدينية والدنيوية ، وأصل ذلك كله هو علم النحو الإعراب الهادي الي صواب الصواب ، فهو من أشرف العلوم وأجلها ، إذا هو علم تعرف به معاني الألفاظ والتراكيب وهو مقوم الألسن وصائنها من الخطأ في التعبير وهو مستنبط من كلام الله تعالي وكلام رسوله
وكلام العرب ولا يفهم الكل إلا به فهو مفتاح العلوم حقيقة فلا قيمة لمن يجهله . والمثل العربي يقول : "المرء مخبوء تحت لسانه" وروي أن عبد الله بن مروان جمع بنيه فقال لهم : "يا .{ بني إنكم تجدون من يعيركم ثيابه ودوابه ولا تجدون من يعريكم لسانه "{ 1 ولئن كان لكل هدف وسيله ولكل فرع أصل فإن الحروف العربية هي اللبنة الأولي لبناء اللغة والوسيلة العظمي لطريق التحدث بها ، ويكفيها شرفًا وعزًا بأن نزل بها القرآن الكريم الذي هو يحوي جميع العلوم علي الإطلاق ، وقد كتب لها البقاء والخلود ببقاء القرءان فهو حافظها من الانقراض لأنه باق ببقاء الدهور ومر العصور قال تعالي : "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" . وقد أهتم بها العلماء قديما وحديثًا بالغ الاهتمام فمنهم من أفرد لها أبوبًا داخل كتبهم ومنهم من خصص لها مؤلفات علي حده ، فسبيوبه مثلا خصص لها 1} عبد الباقي اليماني / إشارات التعيين في تراجم النحاة واللغوين ت ح محمد عبد المجيد دياب – شركة } 743- الطباعة العربية الرياض 1406 ه - 1986 م - – : 680 بابًا في كتابه وأطلق عليه : "باب عدة ما عليه الكلم" وتحدث عنها المبرد في المغتضب ، وأبن فارس في الصاحبي ، والثعالبي في فقه اللغة ، والسيوطي في الهمع ، وأبن هشام في المغني ، أبن حني في سر الصناعة والمراد في الجني الداني ، والانطاكي في المنهاج والزجاجي في اللامات ، وغير ذلك من المصنفات التي يطول ذكرها . ففي هذه الكتب وغيرها نظر علماء اللغة الي الحروف من زوايا مختلفة ، ودرسوها في صور متنوعة شملت كل نحواحي الحروف ، فبعض منهم اعتني بدراسة ماهي الحروف وكيفية حدوثه ومخرجه ، والبعض الآخر ركز في معني كلمة حرف وتصنيف الحروف الي آحادية وثنائية وثلاثية .... الخ ومنهم من نظر إليها من حيث العدد والمعني وصنفها الي حروف معاني وحروف مباني والي أقسام أكثر من ذلك . علي أي حال إن بحر الحروف بحر عميق وفائض الكل يأخذ منه علي قدر إنائه ويدع فكان نصيبي منه ثلاثة أحرف ألا وهي الألف واللام والهمزة وإنما أخترت هذه الأحرف الثلاثة لبحثي لأن مجالها في الكلام أوسع من غيرها وهي الركيزة الأساسية لبقية الحروف فمن النادر جدًا أن تجد جملة عربية خالية من هذه الأحرف الثلاثة ، وهي لها وظائف عديدة في مجال النحو ، والصرف والعروض ، وعلم اللغة وعلم التجويد ، والرياضيات ، وعلم الحرف وغيرها وكان تركيزي فيها علي الجانب النحوي والصرفي أكثر من غيره وسميته ببسط الكلام حول الألف واللام ولم أذكر الهمزة في العنوان لأن كل من تناول الألف تلقائيًا يجد نفسه تناول الهمزة للتداخل الكائن بين الحرفين والشبه بينهما .

ليست هناك تعليقات: