2015/09/16

صور إبــــدال الهمزة في اللهجـــــــة الجزائريـــــة




صور إبــــدال الهمزة في اللهجـــــــة الجزائريـــــة
في ضوء الدراسات الصوتية القديمة والحديثة

      تعدّ الهمزة من الأصوات التي كانت محلّ اهتمام الدارسين القدامى من نحاة ولغويين، وهي عندهم تصدر من" أقصى الحلق، وهي صوت مجهور، شديد، مستفل، منفتح ومصمت(1) في حين يراها المحدثون "بأنّها صوت حنجري شديد ومهموس."(2) وإذا كان القدامى والمحدثون يختلفون في وصف الهمزة، فإنّهم قد اتّفقوا على أنّها من أصعب الأصوات نطقًا، لما تتطلّبه من جهد ومشقّة في إخراجها وتحقيقها. فهذا السّيوطي يؤكدّ ذلك فيقول: "لمّا كان الهمز أثقل الحروف
نطقًا وأبعدها مخرجًا، تنوّع العرب في تحقيقه بأنواع التخفيف". (3) وهو ما رآه عبد المجيد عابدين- أحد الدارسين من المحدثين - عندما قال: "إنّ الهمزة لمّا كانت حرفًا شديدًا مستثقلاً يخرج من أقصى الحلق، آثر كثيرا من اللهجات التخلص منها بالإبدال أو الحذف". (4)
      اللهجة الجزائرية واحدة من اللهجات التي يتفادى ناطقوها استعمال هذا  الصوت، حتّى أنّنا نكاد نفقد سماعه محقّقًا، فيسعون إلى تحقيقه أو حذفه، أو إبداله بأصوات أخرى تخدم لسان أهل المنطقة، الذين يتميّزون بسرعة الكلام ويغلب عليهم طابع البداوة -كما سيتضح-.
     إنّ صور الإبدال التي تلحق بهذا الصوت كثيرة ومتنوعة وسنحاول استعراض مختلف أوجهها، والبداية ستكون لنا فيها وقفة مع مصطلح الإبدال، فما هو الإبدال؟ وما هي أنواعه؟
    يعدّ الإبـدال من الظواهـر التشكيلية التي شاعت في اللغة العربية، ويمكـن تحديد معانيه وأنواعه فيما يلي:
الإبدال لغـة: مصدر الفعل أبدل، نقول أبدل الشيء يبدله من شيء آخر، إذا جعله مكانه، وأصله جعل شيء مكان شيء آخر".(5) 
أمّا اصطلاحا: فالإبدال هو إحلال صوت مكان آخر، مع الإبقاء على سائر أصوات الكلمة. ويعرّفه أحد اللغويين القدماء بقوله:"الإبدال أن تقيم حرفا مقام حرف إمّا ضرورة وإمّا استحسانًا"(6) وهو على ضربين:
أ– إبدال مطّرد: وفيه تبدل الأصوات من غيرها إبدالا شائعًا لغير إدغام، وهو ما يعرف بالإبدال الصرفي، ويقتصر على عدد محدود من الأصوات جمعها ابن مالك في قولك: "هدأت موطيا".(7)
ب– إبدال غير مطّرد: وهذا النوع ليست لـه شروط تضبطه، إذ لا يعدّ الخروج عنه خروجًا عن القاعدة، "وهذا لا يكون عند العرب جميعا، ولكن يتنوّع بين القبائل وهو ما يدعى بالإبدال اللغوي. (8)
      فاللغويون القدامى حرصوا كثيرا على التّمييز بينهما، وذلك بِعدّ الأوّل أصوات معيّنة يقع فيها الإبدال، وأنّ إقامة صوت مكان صوت يكون وفق معطيات صوتية دقيقة تحكمه ويجري وفقها "فهو قياسي في جلّ مظاهره، وإن وجدت بعض المظاهر السماعية غير المطّردة"(9) فهي لازمة وضرورية في التصريف لا يمكن مخالفتها والاستغناء عنها. ويكون الثاني أي اللغوي من قبيل تعاقب صوتين في كلمتين، وقد يكون هذان الصوتان متقاربين أو متباعدين، وهو يخضع للسماع وليس له ضوابط أو مقاييس تحكمه، وملاك الأمر فيه للسماع والرواية، وهو في أغلبه لغات مختلفة لمعان متّفقة، كما أنّه يشمل كلّ حروف المعجم، فدائرته أوسع والدراسة في مادّته تقف عند حدود الجمع والوصف والمقارنة والاستنتاج، دون أن يتجاوز ذلك إلى قواعد قياسية إنشائية.(10)  
ونحن بطبيعة الحال ستقتصر دراستنا على صور الإبدال -بشقيّه- التي تلحق بصوت الهمزة دون سواها، فهي موضوع اهتمامنا.
      الظاهر أنّ اللهجة الجزائرية قد جمعت الكثير من صور إبدال الهمزة، وهذه بعض الأمثلة أو النماذج التي لمستها أثناء جمعي لمادة هذا البحث، وسأوردها مرتبّة بحسب الصوتين المبدل والمبدل منه وكّل حسب صنفه قياسيًا كان أو سماعيًا أو لغويا، وذلك بتصنيف كلّ إبدال تبيّن لنا أنّه يستند إلى قوانين محكمة، وتوفرّت فيه الشروط اللازمة الموضوعة - واستطعنا إظهار ذلك- ضمن الإبدال الصرفي، أمّا ما لم يخضع للمقاييس الموضوعة فهو يتصل في هذه المسألة بالإبدال اللغوي. كما أننّا عند إبراز صور الإبدال عموما في اللهجة الجزائرية، سنذكر ما يقابلها من مظاهر الإبدال في اللهجات العربية القديمة - إن وجد- لعلّنا نجد فيها ما يرشدنا إلى أصالة هذه اللهجة الحديثة، وأنّها تعود في جذورها إلى هذه اللهجات التي سادت في الجزيرة العربية.
أولا: الإبدال الصـرفي: وهو قسمان - كما سبق الذكر- الأوّل قياسي والثاني سماعي. 
أ)   الإبدال القياسي: ثمّة مواضع معلومة نجد فيها أنّ الهمزة قد أبدلت من أصوات أخرى إبدالا قياسيا في اللهجة الجزائرية، وهي مفصّلة كما يأتي: 
 1- إبدال الهمزة من حروف العلّــة: لقد أوجب النحاة إبدال الهمزة من حروف العلّة الثلاثة: الألف والواو والياء في عدة مسائل، أمّا لهجتنا فقد اقتصرت في خضوعها لهذا القياس في ثلاث مسائل فقط، نذكرها  فيما يأتي:
ü          إبدال الهمزة من الواو والياء: ويكون ذلك إذا وقعتا طرفا بعد ألف زائدة، نحو: دُعاء وبناء،
والأصل: دُعاوٌ وبنايٌ، يقول ابن مالك:(11)
فَأَبْدِلُ الهَمْزَةَ مِن وَاوٍ وَيَا     آخِرا آثْرَ أَلِفٍ زِيـدَ
فإذا لم تتطّرف الياء والواو يُمنع إبدال الهمزة منها كما في قولك:"تباين وتعاون."
كذلك إذا كانت الألف التي قبل الياء أو الواو غير زائدة، نحو:"آية وراية" فهذه التاء تمنع الإبدال لأنّها في حكم المتّصل، وبالتالي حرف العلّة لا يُعدّ متطرّفا. ومثل هذا القياس، نجد الناطقون باللهجة الجزائرية قد خضعوا له في بعض كلامهم، كما في قولهم:
(كْسَا) في كِسَاء المبدلة من كساوٌ، وقد حُذفت الهمزة للتخفيف. ويقصدون به المِلْحَفة  اللِّباس الذي فوق سائر اللباس تضعه المرأة أثناء خروجها.
(لْبَنِيْ)  في بِناء المبدلة من بِنايٌ، وقد أُبدلت الهمزة ياء للتخفيف، لأنّ ما قبلها مكسور. وهم ينطقونها بهذه الصيغة مطلقا في كلامهم.
    إنّ مثل هذا الإبدال اختلف النحاة في كيفية حدوثه، فمنهم من رأى "أنّ الواو والياء تحرّكتا وقبلهما فتحة، وليس بينهما وبين الفتحة إلاّ الألف، وهو حاجز غير حصين، وهما في محلّ التغيير؛ أي الطرف، فأُبدلتا همزة"(12)، ومنهم من ذهب إلى" أنّهما قُلبتا ألفًا في الأولى، فاجتمع ساكنان- الألف الزائدة والألف المنقلبة، فأبدلت هذه الألف همزة."(13)
ü          إبدال الهمزة من حروف العلّة إذا وقع أحدهما بعد ألف الجمع الذي على وزن فعائل وما يشبهه،
وكان مدّه ثالثة زائدة في المفرد. (14) كما ورد ذلك في نظم ابن مالك:(15)
أحرف الإبدال "هدأت موطيا"           فَأَبْـــــــــــدِلُ الهَمَزَةَ مِن وَاوٍ وَيَا
آخــــــرا اثر ألف زيـدا، وفي            فاعـــــــل ما أحلّ عينا ذا اقتفى
وَالمَـدُّ زِيـــــدَ ثَالِثَا في الوَاحِدِ           هَمْزًا يُرَى فِي مِثْلِ كَالْقَلاَئِــــــــدِ
وذلك نحو: عجائز وصحائف وقلائد، فالهمـزة مبدلة فيها من واو "عجوز"وياء "صحيفة" وألف " قِلادَة".ويشترط في هذا الإبدال شرطان: (16)
1)    أن يكون حرف العلّة مـدًّا، فإن كان حرف لين فلا إبدال، نحو قولهم: قَسْوَرَة  وقَسَاوِر، فالواو هنا ليست حرف مـدّ.
2)    أن يكون زائدًا، فإن كان أصليا لا يجوز الإبدال، وذلك نحو: مَفَازَة ومَفَاوِز. وقد شذّ إبدالها الأصلي في قولهم: مصائب جمع مصيبـة، والأصل فيها مَصَاوِب. وكذلك قولهم: "منائر جمع منارة، ومزائد جمع مَزَادة، إنّما الصواب مناوِر ومزاوِد"(17)
فمثل هذه الألفاظ ( مصائب – منائر ....) هي مسموعة تحفظ ولا يقاس عليها. هذا القياس خَضعت له اللهجة الجزائرية فهم يقولون:
( عْجَايَزْ ) في عجائز، وهي مبدلة من الواو لأنّ الأصل عجوز.
( طْبَايَعْ) في طبائع، وهي مبدلة من اليـاء لأنّ الأصل طبيعـة.
(حْصَايَدْ ) في حصائد، وهي مبدلة من الياء لأنّ الأصل حصيدة.
(مْصَايَبْ) في مصائب، وهي مبدلة من الواو لأنّ الأصل مصاوب...
وقد خُفّفت هذه الهمزة  فأُبدلت ياءً.
     علّة هذا الإبدال، ردّها بعض النحويين إلى كون "هذه الأصوات ساكنة في المفرد زائدة، ولا أصل للواو والياء في الحركة فيُردَّا إليه، فلمّا وقعت هذه الأصوات بعد ألف الجمع واحتيج إلى تحريكها، لسكونها وقبلها ساكن، جعل مكانهما همزة ... فهي بهذا أولى من غيرها، لأنّها أقرب الأصوات إليها.(18)
ü    إبدال الهمزة من الواو والياء إذا وقعتا عينا لاسم فاعل أعلّتا في فعله،(19) وفي هذا يقول ابن
مالك في ألفيته:(20)
فَأَبْدِلِ الهَمْزَةَ مِنْ وَاوٍ وَيَا        وَفِي فَاعِلِ مَا أُعِلَّ عَيْناً ذَا اقْتُفِي.
وذلك نحو: قائل وبائع، فالأصل فيهما: "قَاوِلَ وبَايِعَ" وفعلاهما: قَالَ وبَاعَ وأصلهما: قَوَلَ وبَيَعَ، فلمّا أُعلَّت الواو والياء في الفعل أبدلتا في اسم الفاعل، أمّا إذا لم تعلّا في الفعل فلا يجوز الإبدال، وذلك نحو: عَاوِر وعَايِن، وفعلاهما: عَوِرَ وعَيِنَ، لم تبدل في اسم الفاعل، لأنّهما لم تعلاّ  في الفعـل.(21)  إنّ قياس هذا الإبدال متّبع في اللهجة الجزائرية فهم يقولون:
(هَايَج) في هائج.
(ضَايَع) في ضائع.
(خَايَن) في خائن.
(خَايَف) في خائف.
(بَايَـع)  في بائع.
     من اللغويين من رأى أنّ هذا الإبدال مردّه إلى أنّ "الواو والياء قُلبتا ألفًا لتحرّكهما ووقوعهما بعد متحرّك لا يفصلهما عنه سوى حاجز غير حصين، ثمّ أُبدلت الألف همزة، أو أنّ الواو والياء أبدلتا همزة"(22)، وخلافاً لهؤلاء يرى المبرّد أنّ "قولك: قائل وبائع، وذلك أنّه كان" قال وباع" فأُدخلت ألف "فاعل" قبل هذه المنقلبة، فلمّا التقت ألفان- والألفان لا تكونان إلاّ ساكنتين-لزمك الحذف لالتقاء الساكنين، أو التحريك. فلو حُذفت لأُلتبس الكلام وذهب البناء، وصار الاسم على لفظ الفعل، تقول فيهما:" قال" فحُرّكت العين، لأنّ أصلها الحركة، والألف إذا حُرّكت صارت همزة، وذلك قولك: قائل وبائع."(23)
      أمّا المحدثون، فآراؤهم في الإبدال الحاصل بين الهمزة وأصوات العلّة متباينة، هناك من يرى أنّ القدامى اخطئوا في تصوّر هذا الإبدال وتفسيره، إذ لا إبدال في "كساء وبناء" مثلاً "إنّما العرب كانوا يكرهون النطق بمقاطع مفتوحة متوالية، وبذلك تُفَسَّر كراهيتهم لتوالي الحركات الذي يضعّف النظام المقطعي(24)؛ أي أنّ العربي يكره الوقوف على مقطع مفتوح، فيجعل الهمزة محلّ صوت اللين لا على سبيل الإبدال، بل من أجل إقفال المقطع وتصحيح نهايته.    
أمّا فيما يخصّ "مصائب وعجائز وبائع"، يعدّ نوعًا من النبر التوتري لا تُحوّل معه الواو أو الياء وسط الكلمة همزة، وإنّما يفصل بين عنصري المزدوج بالهمز بعد أن كانا متّصلين، وهذا من خصائص الناطق البدوي، ولجأ إلى ذلك نتيجة شعوره بأنّ الانزلاق بين العنصر الأوّل من عنصري المزدوج، إلى العنصر الثاني لا يحقّق صورة النبر كما تعوّدها، فكان الهمز وسيلة إلى ذلك دون أن يسقط من المزدوج شيئًا."(25)
      غير أنّ هذا الرأي لقي نقداً لاذعًا، فإقامة نظرية على أساس النبر وحده لا يعدّ "رأياً مستوفى، فإحلال الهمزة مثلاً مكان الواو والياء في آخر الكلمة، لأنّ العربي يكره الوقوف على مقطع مفتوح فيقفله بالهمز، يبقى نسبيًّا، "لأنّ الكلمات لا تستعمل مفردة، وإنّما تستعمل في تراكيب تؤدّي معنى مقصودًا، ولابدّ من الوصل في توظيف ألفاظ الكلمة لا الوقف."(26)
إنّ صاحب هذا الرأي لم يقف عند كلّ مظاهر إبدال الهمزة من أصوات العلّة، ولم يستوفها حقّها بالشرح والتحليل، "ولم يفرِّق بين ما يجب وما يجوز وما يمتنع من الهمز في الألفاظ التي وجدت فيها "واو" أو "ياء."(27) على هذا تعدّ نظرة القدامى ومعالجتهم للظاهرة هي الأقرب إلى الصواب.
      والملاحظ في اللهجة الجزائرية، أنّ الناطقين بها يجنحون دائماً إلى تخفيف الهمزة حتّى بعد إحلالها مكان الواو والياء، فلا يسْعون إلى تحقيقها بل يخفّفونها بإسقاطها إذا تطرّفت، وبإبدالها بعد ألف الفاعل وألف الجمع، وهو نوع من التسهيل الذي تجنح إليه اللهجة، وقد عدّه بعض اللغويين في هذين الموضعين على أنّه "لغة ضعيفة، ورآه بعض شُرّاح الألفية أنّه لحن."(28)
2- إبدال حروف العلّـة من الهمـزة: لقد وضع النحاة عدّة مقاييس لإبدال حروف العلّـة من الهمزة، منها ما أعدّوه واجبًا ومنها ما هو جائز، والظاهر عند أهل اللهجة الجزائرية أنّهم لم يخضعوا إلاّ لاثنين، أحـدهما واجب وثانيهما جائز.
1)    الإبدال الواجب: ويكون إذا اجتمعت همزتان في كلمة واحدة بحيث يستلزم إبدال الثانية واوا  أو
ياءً  أو ألفًا، بحسب حركتها أو سكونها، وحركة الهمزة الأولى أو سكونها أيضـًا "لأنّ الهمزتين إذا التقتا في كلمة واحدة، لم يكـن بدّ من بدل الآخرة."(29) هذا الإبدال يكون في مواضع عديدة، أمّا الناطقون باللهجة الجزائرية، فقد وجدتهم يخضعون له في موضع واحد فقط، وهو إبدالهم الهمزة الثانية ياءً  إذا كانت مكسورة، وحركة الأولى مفتوحة، وذلك في قولهم:
(أَيِمَّة)  في  أَئِمَة، فهم ينطقونها بهذه الصيغة مطلقا في كلامهم. وهو ضرب من القياس الذي وضعه الصرفيون، بأنّ الهمزة الثانية تبدل ياءً مطلقًا إذا كانت مكسورة مهما كانت حركة الأولى، مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة."(30) وهذه اللفظة وَردت بهذه الصيغة في كلام العرب، إذ أنّ كثيرًا من القرّاء كانوا يقرءون قوله تعالى:  ﴿أَئِمَّة﴾ (31) (أَيِـمَّة). فقد ذكر ابن الجزري أنّ الكوفيين وابن عامر قرؤوا  ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّة الكُفْر﴾ (32) بهمزتين حيث وقع، وأدخل هشام من قراءتي على أبي الفتح بينهما ألفا، والباقون بهمزة وياء مختلسة من غير مدّ؛ أي بين بين، لكن أبو جعفر بالمدّ على أصله.(33)
(أيِّمّـه) جمع إمام، وأصلها " أَأْمِمَة" على وزن "أفعلة"، نُقِلت كسرة الميم إلى الهمزة توصلاً إلى الإدغام، فصارت أئّمّة.(34) فعمليتا الإدغام والإبدال تمّتا بهذا الشكل:
أَأمِـمَـة                                أَئِمـّة: تحقيق الإدغام.
أَئِمـّة                                  أَيمَّـة: تحقيق الإبدال.
ولا ريب أنّ علّة هذا الإبدال هو استثقالهم اجتماع همزتين، إذ استثقلوها وهي مفردة، كيف لا يستثقلوها وهي مضاعفة ؟ ويرى ابن مالك أنّ الدّاعي إلى هذا الإبدال كون: "الهمزة حرفًا ينطق به كأنّه سعلة، فاستصعب تحقيقه، وكثر تخفيفه مفرداً بإبدال أو تسهيل، أونقل حركته مع الحذف. فإذا التقت همزتان تضاعف الاستثقال، وتأكّد داعي التخفيف، فإذا كانت في كلمة ازداد التخفيف قوّة، وصار الجواز وجوباً، وأحقُّ ما جُعِل بدلها ما اطّرد إبدالها منه، وهو واو أو ألف أو ياء."(35) 
والهمزتان عموماً إذا التقتا، سواء في كلمة واحدة، أوكلّ واحدة منهما من كلمة، كان الاستثقال وصعب تحقيقهما، "كما استثقل أهل الحجاز تحقيق الواحدة"(36)، فليس من كلام العرب أن تلتقي همزتان فتُحقّقا." ومن كلامهم تخفيف الأولى وتحقيق الثانية، وهو قول أبي عمرو في نحو قراءته لقوله تعالى:﴿ فَقَـدْ جَآ  أَشْرَاطُهَا ﴾ (37) وقول تعالى: ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّاّ نُبَشِّرُكَ ﴾  (38) ومنهم من يحقّق الأولى ويخفّف الأخرى، سمع ذلك من العرب نحو قولك: ﴿ فَقَدْ جَآء اشْرَاطُهَا ﴾  و﴿ يَا  زَكَرِيَّاءُ  انَّا ّ نُبَشِّرُكَ ﴾" (39) 
      فالقدامى أدركوا هذه الحقيقة عن الهمزة وعبرّوا عن ثقلها وصعوبة نطقها، فابن جني يقول: "وإنّما لم يجتمع الفاء والعين، ولا العين واللام همزتين، لثقل الهمزة الواحدة لأنهّا حرف سفل في الحلق وبَعُدَ عن الحروف، وحصل طرفا، فكان النطق بها تكلّفا."(40) وإلى هذا ذهب ابن يعيش في قوله: " الهمزة حرف شديد، مستثقل من أقصى الحلق، إذ كان أدخل الحروف في الحلق فاستثقل النطق به، إذ كان إخراجه كالتهوّع، فلذلك من الاستثقال ساغ فيها التخفيف، وهو لغة قريش وأكثر أهل الحجاز، وهو نوع استحسان لثقل الهمزة، والتحقيق لغة تميم وقيس، قالوا لأنّ الهمزة حرف فوجب الإتيان به كغيره من الحروف." (41)
2)    الإبدال الجائز: الملاحظ أنّ الهمزة في اللهجة الجزائرية إذا كانت ساكنة وتوسّطت الكلمة تبدل
إمّا: ألفًا كما في قولهم: (رَاسْ) في رَأس      (كَاسْ) في كأس،   (فَاسْ) في فَأس...
أو   واوًا كما في قولهم: (مُومَن) في مُؤمِن...
أو   ياءً كما في قولهم: (بِيرْ) في بِئر،    (دِيبْ) في ذِئب،    (جِيتْ) في جِئت...
      يعدّ هذا إبدالا قياسياً، فقد أجازه الصرفيون وسلكوه ضمن الإبدال الجائز، لأنّه ضرب من التسهيل والتخفيف، يقول سيبويه: "وإذا كانت الهمزة ساكنة وقبلها فتحة فأردت أن تخفّف، أبدلت مكانها ألفًا، وذلك في قولك: "رَأْس وبَأْس"، "راس وباس" وإن كان ما قبلها مضمومًا، فأردت أن تخفّف أبدلت مكانها واوًا وذلك في قولك:" الجؤنة والبؤس والمؤمن"، "الجُونة والبوُس والموُمن" وإن كان ما قبلها مكسورًا أبدلت مكانها ياءً، وذلك نحو "الذئب والمئرة"، "ذيب وميرة " فإنّما تبدل مكان كلّ همزة ساكنة الحرف الذي منه الحركة التي قبلـها لأنّه ليس شيء أقرب منه ولا أولى به منها."(42)  وعليه فمسألة إبدال الهمزة إذا كانت ساكنة وتوسّطت الكلمة، واردة عند العرب القدامى، فقد رُوي "أنّ قريشا تميل إلى تخفيف هذه الهمزة بإبدالها صوت لين من جنس حركة ما قبلها، فيقولون (راس وبير ولوم) في رأس وبئر ولؤم."(43) وقد عرف عن الحجازيين تسهيل الهمزة فلا ينبرون، إلاّ إذا أرادوا محاكاة التميميين في تحقيقها، استلطافًا لهذه الصفة الحلوة من صفات لهجاتهم"(44) " لأنّ تميم كانت تلتزم الهمزة وتحقّقها."(45)وجاء عن بعض القرّاء كالكسائي وخلف وأبو جعفر وورش وغيرهم أنّهم كانوا يقرؤون قوله تعالى: ﴿وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾ (46) ﴿وأخاف أن يأكله الذيب﴾ بتخفيف الهمزة في (الذئب) وإبدالها ياءً في المواضع الثلاثة التي ذكرت فيها.(47) وأنّ أبا جعفر قرأ وحده كلّ ما يرد فيه همزة ساكنة، بإبدالها صوت مدّ بحسب حركة ما قبلها، سواء كانت:(48)
1- مضمومة ما قبلها نحو قوله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى ﴾.(49)
2- مكسور ما قبلها نحو قوله تعالى:  ﴿ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾.(50)
3- مفتوح ما قبلها نحو قوله تعالى: ﴿ فَأَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾.(51)   
      يرى المحدثون أنّ هذا الإبدال لا مسوِّغ له، وإنّما هو ضرب من التخفيف ليمكن نطقها بيسر وسهولة، وأنّ هذا التخفيف لا علّة له، إذ كيف يحوَّل صوت ساكن قوّي إلى أصوات ليِّنة متحرّكة ؟ أي أنّ؛ "الهمزة صوت انفجاري شديد، وهم أصوات انطلاقية (مصوّتات)، والهمزة صوت ذو وجود صوتي وسياقي (فونيتكي وفونولوجي)، أمّا المصوّتات فوجودها انطلاقي فونولوجي، فحسبٍ منها تكن أحوال وجودها في المّادة اللغوية، ثم أنّ الهمزة صوت لا هو بالمجهور ولا هو بالمهموس، وهما مجهوران إلاّ في حالة خاصّة، وهي حالة الوقف مثل"الصَّفْو" و"السَّعْي" حيث يمكن أن يتعرّضا للهمس في هذا الموقع، وهو ما يقع أحياناً لحركات أواخر الكلمات في ما سمّاها القدماء بالروم*، وهي حالة من حالات الوقف." (52)
      القدامى أيضا وقفوا عند هذا الإبدال، وكانت لهم فيه نظرة مختلفة فرأوا أنّ "الهمزة خُصّت بأنْ جُعل أصوات المدّ الثلاثة، الألف والياء والواو صورًا لها دون غيرها من الأصوات، لأنّ الهمزة شاركتهنّ في الإعلال والتغيّر، وكانت الهمزة إذا عُدِل عن تحقيقها إلى التخفيف، قربُت منهنّ في حال التسهيل، فجعلت المفتوحة بينها وبين الألف، والمكسورة بينها وبين الياء، والمضمومة بينها وبين الواو، وأبدلت حرفاً خالصاً منهنّ في حال البدل، فلذلك جُعِلت صوراً لها دون سائر الحروف، ووجب تخصيصهنّ بذلك.(53) فنظرة القدامى ومعالجتهم للظاهرة تعدُّ الأقرب والأصّح اتجاها.
ب)  الإبدال السماعي: سبق وأن أشرنا إلى أنّ هناك بعض الأحرف الصحيحة قد أبدلت من غيرها إبدالاً غير قياسي، إذ روى النحاة بعض أمثلة الإبدال السماعية وجعلوها إمّا لغات لبعض العرب بحيث أبدلوا فيها بعض الأصوات قياسًا، وإمّا ألفاظًا أُبدل أحد أصواتها إبدالاً لازمًا. ومن صور إبدال الهمزة السماعي اللازم في اللهجة الجزائرية، نذكر:
·       إبدال الهمزة هاء: لقد أبدلت الهمزة من الهاء إبدالا غير قياسي لكنّه لازم، في كلامهم فقالوا:
(لْمَا)  في  الماء، فقد أسقطوا الهمزة تسيهلاً للنطق وتخفيفًا له، التي هي مبدلة من الهاء، لكنّهم إذا أرادوا التصغير أعادوها إلى أصلها فقالوا: (مْوَيْهَ) وهي الصيغة الأكثر استعمالا وتداولاً بين أهل البادية إذا أرادوا معنى الماء. فالهمزة في هذه اللفظة مبدلة من الهاء، لأنّ أصل "ماء" "مَوَهُ"، تحرّكت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، ثم أبدلت الهاء همزة فصار ماء، والدليل على ذلك قولهم: أَمْوَاه ومِيَاه في الجمع، ومُوَيَه في التصغير.(54)  وذلك ما روي عن العرب أنّها كانت تقول: "ماهت الرّكية تَمُوه مَوْهًا إذا ظهر ماؤها، وأَمَاهَهَا صاحبها يُمِيهُهَا إماهة، ومنهم من أبدل الهاء في الجمع أيضا، فقالوا: أمواء، ومنه قول الشاعر: (55)
وَبَلْدَةٍ قَالِصَةٍ* أَمْوَاؤُهَا      يَسْتَنُ* في رَأْدِ الضُحَى* أَفْيَاؤها
وما من شك في أنّ سبب هذا الإبدال هو ثقل إظهار الهاء بعد الألف لكثرة استعمال هذه الكلمة، وهذا الإبدال ثابت في الفصحى، فكيف لا نجده في اللهجة التي تجنح دومًا نحو السهولة.

ثانيا: الإبدال اللغوي: وهو أحد ضربي الإبدال إلا أنّه غير مطّرد ولا يخضع لشروط خاصّة، يقع بين الأصوات المتقاربة في الحيّز والمخرج وبين المتباعدة أيضا أحيانا، ورد في اللهجات العربية قديمًا وحديثًا، وجاءت منه صور عديدة في اللهجة الجزائرية، بحيث نجد الهمزة معرّضة للإبدال سواء كانت ابتدائية، أو توسّطت الكلمة، أو تطرّفت وصور إبدالها كالآتي:
1- تبدل إلى صوت الواو:
إذا كانت ابتدائية، نحو قولهم:
(وَالَفْ) في آلف.
(وْذَنْ) في أذن.
(وَخّرْ)في أخّر.    
(وَكَّد) في أكّد.
(وَنَّسْ) في آنس.  
(ِوينْ) في أين.
(وَذَّن) في أذّن.(من الآذان)....
ومن أمثلة مجيئها متوسطّة، قولهم:
(سَوَّل ) في سأل.
(اتَّاوَبْ) في تثاءب (بإدغامهم الثاء في التاء).          
(يْوَالَمْ ) في يلائم....
      وقد ورد في كلام العرب إبدالهم الهمزة واوا في نحو:"أرّخ الكتاب وورّخه"، و"الإكاف *والوكاف"، و"أكدت العهد ووكّدته" و"آخيته وواخيته"، و"آصدت الباب وأوصدته" و"ما أبهت له، وما وهبت له." (56)   وذكرت لنا المعاجم أنها لغة الحجازين.(57)  
2- تبدل إلى صوت الياء:
إذا كانت إبتدائية، نحو قولهم:
(يَمِينَه) في أمينة.
(يَامْنَه) في آمنة.
(يَاجُورْ)  في آجور.
( يَامَسْ) في أمس....       
ومن صور إبدالها ياء وهي متوسّطة قولهم:
( جَزَايَر ) في الجزائر.
( رِيَّه ) في رئة. 
( مَايْدَه ) في المائدة...
ومن نماذج إبدال الهمزة المتطرّفة ياء، قولهم كذلك: 
(عْبَايَه) في عباءة.
(كَرْيَه) في كراء.
(مْرَيَّه ) في امرأة ( الهمزة الأولى أسقطت والثانية أبدلت ياء، وتاء التأنيث وقفوا عليها)....  
     كما نجد الهمزة تبدل ياءً في بعض الأفعال الثلاثية، إذا صرّفت مع ضمائر المتكلم والمخاطب، مثل:( برأ، قرأ، بدء ، بطؤ ، ... ) فهم يقولون:
أنا  ( قْرَيْتْ )   في   أنا قرأت.
نحن ( قْرَيْنَا )  في   نحن قرأنا.
أنت ( قْرَيْتْ )  في   أنت قرأت.
أنت ( قْرَيْتِ )  في   أنت قرأتِ. 
أنتما-أنتم-أنتن ( قْرَيْتُ )    في     أنتما-أنتم-أنتن  قرأتما، قرأتم، قرأتنّ.
وكذلك مع بعض الأفعال الثلاثية المتطرفة الهمزة في الأصل، نحو قولهم:
(تْوَضَيْتْ)    في   أنا توضأت.
(تْوَضَيْنَا)     في    نحن توضأنا.
(تْوَضَيْتْ)    في    أنت توضأت.
(تْوَضَيْتِ)    في    أنت توضأت.
      وقد أبدل العرب الهمزة ياءً في كلامهم فقالوا: "رجل يلمعي وألمعي، إذا كان ظريفًا. ويقال لآفة تصيب الزرع، اليرقان والأرقان."(58)  وقالوا للرجل شديد الخصومة: رجل يَلَنْدَد وأَلَنْدَد، نحو قول طرفة بن العبد:(59)
فمرّت كهاة* ذات خيف*ٍ جُلاَلة*      عقيلةُ شيـخٍ كالوبيل*ِ يلنـدد
وتقول العرب :" طير يَناديد وأَناديد، بمعنى متفرِّقة. "ويلنجوج وألنجوج للعود الذي يتبخَّر به، وتقول لمن كانت أسنانه فيها إقبال على باطن الفم يَلَلْ وأَلَل،ْ وتقول: يُسروع وأُسروع للدودة التي تكون في البقل، وقطع الله يديه وأديه..."(60)  
3- إبدال الهمزة عينا: لما كانت الهمزة صعبة المخرج والتحقيق، جنح الجزائريون إلى الأقرب منها مخرجًا وصفةً، وهي صوت العين المجهور والذي باستطاعتهم تحقيقه دون تكلّف أو صعوبة. ومن أمثلة إبدال الهمزة عينًا في كلامهم – وهي كثيرة – نذكر قولهم:
(لقُرْعَان)  في   القرآن،  (لْعَاجَل)   في   الأجل،   (لْعَذَان)    في   الآذان،  (عِرَان)     في      إيران،
(عَلْفْ)  في  ألف،   (لْعُمَّه) في الأمّة، فكثير هم الشيوخ الذين يقولون: (عُمّة محمّد) في أمّة سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم...
     شاع هذا الإبدال بين القبائل العربية التي تسكن وسط الجزيرة وشرقها، فهي مناطق صحراوية وقد اختارت العين لجهارته، كما أنّه من أطلق الحروف وأضخمها جرسًا، ثم إنّها إذا دخلت بناءً حسَّنته لنصاعتها.(61) وقد اصطلح اللغويين على هذا النوع من الإبدال "العنعنة" ونسبوها إلى تميم مطلقًا وبعض القبائل المجاورة لها "العنعنة حكاية كلام نحو قولهم: عنعنة تميم لأنّهم يجعلون الهمزة عينا."(62) ومن ذلك قولهم :"كعص أي كأص بمعنى أكل، يقال كعصنا وكأصنا عند فلان؛ أي أكلنا، قال أبو حاتم: هي همزة أبدلت عينا، لأنّ بني تميم ومن ولاهم، يحقّقون الهمزة حتى تصير عينًا."(63) وروي عن تميم أيضا "هذه خباعنا، يريدون خباؤنا، ويقال خبع الرجل في المكان إذا دخل فيه، وأحسب أنّ هذه العين همزة."(64) كما أبدلوا همزة (أنّ)،" فقالوا: ظننت عَنَّ عبد الله قائم"(65) يريدون (أنّ)، ومن ذلك قول الشاعر:(66)
فَمَا أَبَنْ قُلْنَ يَا لَيْتَ عَنَّنَا         تُرَاب وعَنَّ الأَرْضَ بِالنَّاس تَخْسِفُ*
وقول آخر:(67)
أَعَن تَرَسَّمْتَ* مِنْ خَرْقَاء* مَنْزِلَةً       مَاءُ الصَبَابَةِ* مِنْ عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ*
والأمثلة في هذا المقام كثيرة؛ أي ما أبدلت فيه الهمزة عينًا وهو إبدال عام على ما يبدو في لغة تميم.(68)  
وإن كان قد نُسِبَ هذا الإبدال إلى تميم خاصّة، فهناك قبائل أخرى حذت حذو تميم في إبدال العين من الهمزة، فقد جعله ابن دريد في تميم ومن يليهم،(69)  ونسبها بعضهم إلى تميم وقيس و أسد.(70)
      فالعين المبدلة من الهمزة تردَّدت في وقوعها بين أوَّل ووسط وآخر الكلمة في الكثير من كلام العرب، مثلما تردّدت في اللهجة الجزائرية. وقد تناول كثير من الباحثين المحدثين هذه الظاهرة، وخلص معظمهم إلى أنّها مبالغة في تحقيق الهمزة، وأنّ الذي حدث في ظاهرة العنعنة هو ميل القبائل التي نسبت إليها، إلى جهر الهمزة لتكون أكثر وضوحًا في السمع، والهمزة إذا جُهِرت تحوّلت إلى عين؛ لأنّها أقرب الأصوات المجهورة منها مخرجاً؛ إذ تخرج الهمزة من الحنجرة، والعين من الحلق، والفرق بينهما أنّ الهمزة لا يمكن وصفها بجهر أو همس، أمّا العين فمجهورة. هذا يؤكّد أن النحاة القدامى قد وُفِّقوا إلى حد كبير في تفسيرهم لظاهرة العنعنة، كما يبدو في قول سيبويه:" فأقصاها مخرجًا الهمزة ومن أوسط الحلق مخرج العين."(71) وهذا الإبدال لا نستغربه، فالقبائل التي نُسبت إليها هذه الظاهرة، من القبائل البدوية التي تؤثر الأصوات المجهورة، لأنّ هذه الأخيرة أقوى جرساً من المهموسة وأوضح في السّمع، والرجل البدوي بطبيعته يميل إلى الإظهار، والعين هي الأنسب لهذا، ثمّ أنّها أقصد من غيرها في الجهد العضلي، وهو أمر تُجِيزُه القوانين الصوتية.(72)
4- إبدال الهمزة هاء: أُبدلت الهمزة هاء في اللهجة الجزائرية في بعض كلامهم، فقالوا:
( هَلِيكْ )  في  إليك ما يفعله ذلك الإنسان، أو أنظر إلى ما يفعله.
(لَهْلِيَه)    في  الأهلية، بمعنى الأهل فهم يقولون: (كِرَاهَ لَهْلِيَه ؟) أي:كيف حال الأهل ؟
(يْزْهَرْ) في يزأ، وهذه الكلمة ترد في المثل الشعبي الذي يتردّد على ألسنتهم (سْبَعْ يَزْهَرْ ولْحْمَارْ مْتْلَقيهْ).
(هْرَقْ لْمَا)   في   أراق الماء...
      ونجد مثل هذا الإبدال في كلام العرب قديما، فقد روى الأصمعي أنّ هناك من يقول:" أَيَا فلان وهَيَا فلان وأنشد:(73)
          فَانْصَرَفَتْ وَهِيَ غَضُوب مُغْضَبَه      وَرَفَعَتْ بِصَوْتِهَا: هَيَا أَبَه
          كُلُّ فَتَاةٍ بِأَبِيهَا مُعْجَبَه...
          يريد: أَيَا أَبَه!
وحكى الفرّاء: هرقت الماء فهو مهراق، في أرقت الماء فهو مراق، إذا صبّه. (74)
وروي أنّ بعض القبائل تقول: "لهنّك قائم" بدل لأنك قائم، وأخرى تقول: "هات مكان آت". ومن أمثلة ذلك ما رواه ابن جني أنّ طيء تقول:" هِنْ فعلت" يريد: إن.(75)
ومثل ذلك قول الشاعر:(76)
فَهِيَّاكَ والأمْرُ الذي إنْ تَوَسّعْت     مَوَارِدُهُ ضَاقَتْ عَلَيْكَ مَصَادِرُهُ
وقول آخر:(77)
يَا خَالُ هَلاَ قُلْتِ إِذَا أَعْطَيْتِنْي    هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحُنْوَانُ* العُنُق

وروي أنّه مثل هذا الإبدال ورد في القراءات القرآنية لا سيما الشاذة منها، فقد قرأ أبو السواد الغنوي قوله تعالى: ﴿ هِيَّاكَ نَسْتَعِين ﴾ (78) بإبدال همزة (إِيَّاكَ).(79)
ومسوّغ هذا الإبدال، أنّ الهمزة أخت الهاء في المخرج فلا غرابة إذن من إبدالهما.
5- إبدال الهمزة ميمًا: وسمعت هذا الإبدال في كلمة واحدة ، في قولهم:
  (مَمُّ لْعَيْنْ)   في   أمّ العين، قاصدين حدقة العين، وهم يردّدونها كثيرًا عندما يودّون البرهنة على معزّة أحدهم، كأن تسمع إحدى الأمهات تقول بأنّ ابنها أو ابنتها هي (مَمُّ عينيها).
     مثل هذا الإبدال نجـده في لهجات القبائل العربية القديمة، فقد روى ابن السكيت (244هـ) أنّه "حضره أعربيان من بني كلاب فقال أحدهما: أنفحة، وقال الآخر: منفحة، ثم افترقا على أن يسألا جماعة من أشياخ بني كلاب، فاتّفق جماعة على قول ذا، وجماعة على قول ذا."(80)  
6- إبدال الهمزة لاما:  الهمزة إذا كانت ابتدائية في بعض الأسماء، تبدل لامًا نحو قولهم:
(لِزَارْ)  في  الإزار.
(لَحْمَرْ)  في  الأحمر.
(لَرْضْ)  في  الأرض.
(لُخْرَى) في  الأخرى.
(لَوَلْ)  في  الأول،...
     يرى أحد الدارسين المحدثين هذا الإبدال "أنه حذف قديم في لهجات بلاد المغرب وتونس وفي مالطة وقوصرة من جزائر البحر الأبيض... وهذا الإبدال لهجة قديمة حكاها الكسائي والفرّاء عندما قالا: ومن العرب من يقلب الهمزة لاما ... فيقول: اللحمر في الأحمر واللرض في الأرض، وكأنّ أهل هذه اللغة نكبوا عن تحريك هذه اللام فقلبوا الهمزة من جنس اللام... وهناك احتمال كبير أن هذا الإبدال من بقايا بعض لهجات المنطقة الشمالية الغربية (القضاعية الكهلانية)"(81) فالظاهرة هي عربية في أصلها.
وخلافا لهذا الرأي، هناك من الباحثين من يرى "أنّ الهمزة هنا قد أسقطت تمامًا، وانتقلت حركتها إلى الساكن قبلها، وهي قراءة ثابتة عند القرّاء وعليها مذهب ورش الذي قرأ (الآخرة) بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ثمّ حذف الهمزة، سواء أكان هذا في كلمة واحدة أم في كلمتين مثل: (من آمن) قرأها (منامن) وقرأ (خلوا إلى) (خلولى) بحذف الهمزة من الكلمة الثانية ونقل حركتها إلى الساكن قبلها" واشترط في ذلك أن يكون الساكن آخر الكلمة وألاّ يكون حرف مدّ وأن تكون الهمزة أوّل الكلمة الثانية.(82)
      هذه هي أهم تبدّلات صوت الهمزة في اللهجة الجزائرية، لكن لا بدّ من التنبيه أنّ كثرة التغيير الذي أصابها، لا يعني أنّنا لا نستعملها أو نفقد سماعها، فأحيانًا كثيرة نجدها محقّقة لكن في مواضع محدودة كما في قولهم:       
( أَنَا)  في  أنا
( اْحْنَا)  في  نحن.     
( أَلَاكْ )  في  إليك.     
( أَهَ )      إذا أرادوا التنبيه والتحذير من خطر ما. 
( أُخْ )   أيضا يقولونها إذا أرادوا التحذير أو النهي، أو طلب الكفّ عن فعل ما لاسيما للطفل خاصة.
( ألو )  كلمة تقال دائما عند النداء الهاتفي.  
( إِلَا)   في   إذا. (الذال  في" إذا " تبدل لاما مطلقًا في العديد من المناطق الجزائرية)                                      
( إِيهْ ) في  ايه، بمعنى " نعم "،  كما يقولونها إذا طلبوا الاستزادة من حديث أو المواصلة في الكلام.  
 كما نجدها تحقّق في العديد من أسماء الأعلام نحو: ( آسيا ، أمين ، فؤاد ، أسماء ،... ) وفي أفعال الأمر مثل: (أرواح، أرقد، أكتب، أسكت... )  زِد إلى ذلك نجدها تضاف في آخر أداة النفي "لا" التي ينطقونها ( لَأْ )  وهم في هذا متفقون مع بعض القبائل العربية التي كانت تهمز (لا) إذا وقفت عليها.(83)
      إلى هنا نكون  انتهينا من ذكر أهمّ صور إبدال الهمزة في اللهجة الجزائرية، وما توصلنا إليه يثبت أنّ صعوبة نطق هذا الصوت وتعذّر تحقيقه أثناء الكلام، جعلت الناطقون باللهجة الجزائرية يميلون إلى حذفه ويتنوعون في إبداله سعياً إلى تخفيفه، فهو صوت شديد، مستثقل، يخرج من أقصى الحلق، وجنحت الكثير من اللهجات منذ القديم إلى التخلّص منه بأنواع الإبدال والحذف، ولم يكن تخفيفها مقصوراً على لهجة قبيلة دون سائر اللهجات القديمة، وإنّما كان فاشياً في كثير منها، وإن تفاوتت صور التخفيف ودرجاته.(84) وقد انتبه القدامى إلى أحوالها ومجيئها في صور مختلفة، فالمبرّد يذكر" أنّه وجد من يحقّقها، ووجد من يخفّفها بإبدالها بصوت من جنس حركة ما قبلها، أو جعلها بين  بين أو حذفها"(85) فلا نستبعد إذن، أن نجد الجزائريون يتخلّصون منها بأنواع التخفيف أو الإبدال، فاتخذت أشكالاً وصورًا في توظيفها، كما أنه أمر محتوم تتطلّبه الطبيعة البدوية لأهالي المناطق التي أَوَتْ القبائل العربية إبّان الفتح الإسلامي من مثل قبيلة تميم وقيس وأسد وبني كلاب وبني عامر، وبعد الفتح كذلك حيث نزلت فروع من قبيلة هلال وسليم من أمثال زغبة ورياح وبني عامر وبني مالك وغيرهم... هذا من شأنه تأكيد أن اللهجة الجزائرية ما هي إلا امتداد طبيعي للهجات العربية القديمة، التي اشتركت في تشكيل أصول العربية الفصحى وتثبيت مقاييسها، ونفي قول كلّ من يزعم أنها بعيدة عن اللغة العربية الفصحى.

المصادر والمراجع:
1)    الكتاب:  أبو بشر عثمان بن قنبر تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون دار الجيل، بيروت، د ط، 1411هـ- 1991م. ج 4 /ص433 – 434 . 
2)    الأصوات اللغوية: إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة -  ط3، 1971المصرية. ص91 .
3)    الإتقان في علوم القرآن : جلال الدين السيوطي .حققه : عصام فارس الحرشاني . حقق أحاديثه : محمد أبو صعاليك . دار الجيل بيروت ط1  1419 هـ 1998م ج1 ص98 .
4)    من أصول اللهجات العربية: د.عبد المجيد عابدين، دار المعرفة الجامعية – إسكندرية- 1989م، ص 33.
5)    لسان العرب، ابن منظور، دار صادر، بيروت. د ط، مادة (بدل).
6)    شرح المفصل: ابن يعيش طبعة المنيرية، دط، دت. ص 10/7.
7)    ينظر أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك للأنصاري، ط5، دار الجيل بيروت، 1979. 4/370.
     ويجزئ اللغويون الإبدال الصرفي إلى قسمين:   الأوّل منهما قياسي: ويستند إلى قوانين وضوابط واضحة تحكمه، ولا يمكن الاستغناء عنها ولا مخالفتها، وأصواته عشرة هي: الهمزة والألف والتاء والدال والطاء والميم والهاء والواو والياء, منها التسعة التي حدّدها ابن مالك في الألفية والكافية وقد جمُعت في قوله: "هدأت موطيا. "وأضاف أحد الباحثين  إليها صوت الصاد(3), لأنّه رأى أنّه وإن كان جائزا إبداله, فله قوانين وأحكام يسير وفقها. أمّا القسم الثاني فسماعي، وأصواته تسعة هي: الهمـزة والتاء والدال والزاي والطاء والميم والنون والهاء والياء. (1) الإبدال في اللغة العربية: رسالة ماجستير، إعداد : أ. طالبي عبد الحفيظ، قدّمت إلى قسم اللغة العربية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة حلب-سوريا- عام 1990، ص22.
8)    اللهجات العربية: إبراهيم نجا، طبعة السعادة. ص 55.
9)    لقد فرّق النّحاة واللغويون القدامى بين الإبدال اللغوي وصنّوه الصّرفي، عند حديثهم عن أصوات الثاني منها واختلفوا في تحديدها، " فذهب أكثرهم إلى أنّ عددها أحد عشر حرفا نذكر منهم: سيبويه – ابن جنّي – المبرّد – ابن سراج – الفارابي- السيرافي وابن يعيش."( الإبدال في ضوء اللغات السامية: ص110.)  ويذكر أبو علي القالي في أماليه " إنّ حروف الإبدال عند أهل النحو اثنا عشر حرفا."( الأمالي: للقالي 1/186) وجعلها ابن سيّدة في مخصصه ثلاثة عشر حرفا.( ينظر المخصص:  4/267) في حين ذهب أبو حيّان في شرح التسهيل إلى القول بأنّه: " قلّما تجد حرفا إلا وقـد جاء فيه البدل إلاّ نادرا.( الإبدال في ضوء اللغات السامية: 110.)   لكن ابن مالك في ألفيته جعل الحروف التي تبدل من غيرها "إبدالا مطّردًا شاملاً تسعة أحرف وهي: الهاء- الدال- الياء- التاء- الميم- الواو- الألف- الطاء- والهمزة وجعل إبدالها من غير هذه الأحرف شاذًا أو قليلا." ينظر: شرح ابن عقيل على ألفية بن مالك: بهاء الدين عقيل، تحقيق محي الدين عبد الحميد، دار الفكر –بيروت- لبنان، ص 690.   
10)                    القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: عبد الصبور شاهين، دار القلم، دط، ص73.
1)     ينظر شرح التسهيل لأبي حيان
2)     شرح ابن عقيل على ألفية بن مالك: بهاء الدين عقيل. تحقيق: محي الدين عبد الحميد. دار الفكر-بيروت- لبنان ص690.
3)     الإبدال في اللغة العربية: ذ. طالبي عبد الحفيظ ص22. 
4)      القرءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: عبد الصبور شاهين. دار القلم، د ط، ص 73.













     
11)                    ينظر الكتاب : 4/237 .و المقتضب : 1/62 .و شرح الشافية : 3/ 173 و 203 . شرح ابن عقيل : 690 وقد أضاف بعض الشرّاح "الألف" فهي تشاركهما في هذا الإبدال، إذ أُبدلت همزة نحو: حَمراء، فالهمزة مبدلة فيها من ألف التأنيث، إذ أصلها حمرى."( شرح الكافية الشافية : 2080-2081 .
12)                    ينظر الكتاب ص 4/237 ،المقتضب للمبرد ص 1/62 ، شرح الشافية 3/173 و 203.
13)                    الممتع في الصرف: 326.
14)                    شرح الكافية : 2083-2084 .
15)                    شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك: قدم له وضبطه وعلقّ حواشيه وأعرب شواهده وفهرسه د/أحمد سليم الحمصي، د/محمد  أحمد قاسم.، منشورات دار جروس طرابلس، لبنان، ط1. ص691 .
16)                    نفسه: ص 690-691 .
17)                     الخصائص: أبو الفتح عثمان ابن جني، حققه محمد علي النجار، دار الهدى للطباعة والنشر بيروت، لبنان، دط، دت. ج1/ص328 .
18)                    شرح الكافية الشافية 2038-2048 .
19  الخصائص :1/328 .
20  الكتاب : 4/348 .          
21  شرح ابن عقيل: 690 و691. 
22  شرح الأشموني: 827.
23  المقتضب: المبرد تحقيق الشيخ محمد عبد الخالق عضيمه، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، دط، 1388هـ-1963م. ج1/ص99 .
24  القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث 1966م:عبد الصبور  شاهين، دار القلم، دط. ص 78-79.       
25  نفسه: 82-83
26  اللهجات العربية نشأة وتطورا: عبد الغفار حامد هلال، ط 1410ه- 1990م , ص 217-218.
27  شرح الأشموني: 827.
28  اللهجات العربية نشأة وتطورا: 217-218.
29  الكتاب : 3/552 .
30  شرح ابن عقيل : 694 و يمنع هذا الإبدال إذا كانت الهمزتان في موضع العين ، نحو سئال و رءاس .
31  التوبة: الآية 12. الأنبياء: الآية 73.  القصص: الآيتان: 5 و41.  السجدة: الآية24.
32  التوبة: الآية 12.
33  تحبير التيسير في قرلءات الأئمّة العشرة: ابن الجزري، دار الكتب العلمية، بيرروت-لبنان- ط1، 1404هـ-1983م، ص 119 و 162.
34  النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل مقرئ الإمام نافع: الشيخ أبي الحسن سيدي علي الرباطي المعروف بابن بري شرح سيدي إبراهيم المارغي دط، دت. ص70.
35  ينظر شرح الكافية الشافية: 2094.
36  القراءات القرآنية في اللهجات العربية : عبده الراجحي، ص125-127 .
37  الآية 18 سورة محمد .
38  الآية 7 سورة مريم .
39  النشر في القراءات العشر: أبو الخير محمد بن محمد الدمشقي الشهير بابن الجزري، أشرف على تصحيحه ومراجعته: علي محمد الصباغ، دط. 1/363-386 .
40  سر الصناعة: أبو الفتح عثمان بن جني دراسة وتحقيق د/حسن هنداوي، دار القلم دمشق،ط1، 1405هـ - 1985م. ج 1/ ص81.
41  شرح المفصّل: 9/170.
42  الكتاب : 3/543 –544 . و أنظر شرح الكافية : 3/32 .
43  اللهجات العربية : إبراهيم نجا: طبعة السعادة. ص 87 و88 .
44  دراسات في فقه اللغة : د. صبحي صالح، ط9، بيروت –لبنان- ص 84 .
45  جاء في اللسان: أنّ عيسى بن عمر قال:"ما آخذ من قوم تميم إلا بالنبر، وهم أصحاب نبر وأهل الحجاز إذا اضطروا نبروا. والنبر تحقيق الهمز. ( اللسان مادة نبر).
46  سورة يوسف : الآية  13 – 14 – 17.
47  مجمع البيان في تفسير القرآن : الطبرسي طبعة جديدة ومنقحة، منشورات مكبتة دار الحياة –بيروت- لبنان. 5/215
48  النشر في القراءات العشر : 1/390 .ابن الجزري : تصحيح و مراجعة علي محمد [الصباغ . د ط . د ت .
49  النجم:  الآية 53.
50  الكهف: الآية 77.
51  النساء: الآية 24.
52  الأصوات اللغوية: إبراهيم أنيس، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة- ط3، 1971.  ص 43.
53  المحكم في نقط المصاحف: أبو عمر الداني تحقيق: د/عزة حسن دار  الفكر المعاصر، بيروت لبنان، دار الفكر دمشق سورية، ط2، 1418هـ-1997م. ص 148.
54  سر الصناعة : 1/112 .
55  شرح المفصل : 10/15 .
·       قلص الماء، يقلص قلوصا، فهو قالص وقليص وقلاص: ارتفع في البئر. ينظر اللسان مادة (قلص).
·       يستن: يجري في الستن، وهو وجه الطريق والأرض. ينظر اللسان مادة (ستن).
·       رأد الضحى: ارتفاعه حين يعلو النهار، أو الأكثر أن يمضي من النهار خمسه. ينظر اللسان مادة (رأد).
56   المزهر في علوم اللغة : 1/462-463.0
*    أكف، الإكاف، الأُكاف ووكف، وِكاف، وُكاف: من المراكب: شبه الترحال والأقتاب يكون للبعير والحمار والبغل. والجمع: أَكُفّ، ووكُفّ. َ(ينظر اللسان مادتي أكف- وكف). 
57  القاموس المحيط: فيروز آبادي، دار الجيل، بيروت. ج1 ص274

58) الإبدال في ضوء اللغات السامية : دراسة مقارنة-   د/كمال ربحي، جامعة بيروت العربية . 1980م. ص 17 و الشاهد من معلقة طرفة بن العبد.
59) نفسه
·       كهاة : الناقة الضخمة التي كادت تدخل في السن.(ينظر اللسان مادة كها)
·       خيف البعير والإنسان والفرس وغيره: إذا كانت احدى عينيه سوداء كحلاء، والأخرى زرقاء.
·       جلالة: يقال هذه الناقة قد جلّت؛ أي أسنّت، وناقة جلالة: ضخمة.
·       الوبيل و الموبِِل، بكسر الباء: العصا الغليظة الضخمة.(ينر اللسان مادة زبل)
60)                     المزهر في علوم اللغة: عبد الرحمان جلال الدين السيوطي شرحه وضبطه وصححه وعنون موضوعاته محمد أحمد جاد المولي، علي محمد البحاوي، محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع دار الجيل –بيروت- لبنان، دط، دت.  ج1/ ص 463 .
61)                    ينظر العين : الخليل بن أحمد الفراهيدي طبعة بغداد 1967-1985 . 1/53 .
62)                    جمهرة اللغة : ابن دريد ط 1 ، مطبعة المعارف ، بحيد أباد ، 1344 هـ .1/166 .
63)                    العين: 1/160 .
64)                    نفسه: 1/141.
65)                    سر الصناعة : 1/233 .
66)                    الخصائص : 2/146 .
67)                    سر الصناعة : 1/234 .
§       خسف المكان: ذهب في الأرض. (ينظر اللسان مادة خسف)
§       ترسمت: تثبتت ونظرت هل ترى أثر منزلها. (ينظر اللسان مادة رسم)  
§       خرقاء: اسم امأة كان يشبب بها. (ينظر اللسان مادة صبب)
§       سجم الدمع: سال، مسجوم سائل مهراق. (ينظر اللسان سجم)
68)                    العين 1/141 .
69)                    جمهرة اللغة : 1/160 .
70)                    سر الصناعة 1/236. و تهذيب اللغة 1/111 .
71)                    الكتاب: 4/433.
72)                    الوجيز في فقه اللغة للأنطاكي: محمد الأنطاكي، مكتبة دار الشرق، ط3، دت. ص 200.  وينظر: في اللهجات العربية: 111  اللهجات العربية نشأة وتطورا: 171.  
73)                    الإبدال في ضوء اللغات السامية : 113 .
74)                    شرح شافية ابن حاجب: الشيخ رضى الدين الاستربادي، تحقيق: محمد نور الحسين، محمد الزقران، محي الدين عبد الحميد، دار الفكر – بيروت – 1975م. ج 3/ص199 .
75)                    سر صناعة الإعراب : 2/203 .
* حنوان العنق: وهو أن يطأطىء رأسه ويقوّس ظهره.  ينظر اللسان مادة (حنا) 
76)                    نفسه.
77)                    نفسه
78)                    الفاتحة الآية 5.
79)                    التطور اللغوي التاريخي: الراهيم السمرائي، دار الأندلس، ط2، 1981. ص 59.
80)                    المزهر: 1/457.
81)                    من أصول اللهجات العربية: ص 36و37 و38 وينظر شرح المفصل لابن يعيش: ج9 ص116
82)                     البدور الزاهرة في القراءات المتواترة من طريق الشاطبية والدّرى –القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب، دار الكتاب العربي، بيروت –لبنان- ص19
83)                    اللهجات العربية في التراث القسم الأول في النظامين الصوتي والصرفي: د/أحمد علم الدين الجندي الدار العربية للكتاب،دط، 1978م. ج1 ص133-134
84)                    من أصول اللهجات العربية: عبد المجيد عابدين ص23 و 33.
85)                    ينظر المقتضب للمبرّد: 51-52.














هناك تعليق واحد:

اللهجات المحكيه يقول...

اللقب: بولغيتي
الاسم: فاطنة
تاريخ ومكان الازدياد: 25/04/1977 بسيدي بلعباس/ الجزائر

المؤهلات العلمية:
شهادة البكالوريا في الآداب والعلوم الإنسانية -سيدي بلعباس/ الجزائر
شهادة الليسانس في الأدب العربي -جامعة سيدي بلعباس/ الجزائر
شهادة الماجستير في علم اللهجات -جامعة تلمسان/ الجزائر
طالبة بصدد مناقشة رسالة الدكتوراه في علم اللهجات -جامعة سيدي بلعباس/ الجزائر