2015/10/23

فن التعشير

وهو أحد أبرز الموروثات والذي حظي باهتمام لافت في ظل العروض المميزة خلال أدائه من أبناء القبيلة الذين تفننوا في الاستعراض بالبنادق وهي من نوع خاصه يسمى(مقمع اوقداحي) وسط شيلات من الشعراء , والعرضة تترافق عادة مع الردح الذي تضبط أيقاعاته مع تقادي (وثبات) العارضين , وهي فن بديع منيع , تمتزج فيه الحرفية المكتسبة من التدريب مع الرشاقة واللياقة البدنيه .
لقد كان الرداحه والشعار والعراضه يمشون في موكب واحد , وحالما يزهب عارضان أو ثلاتة أو أكثر اسلحتهم يخترقون الصفوف التي تردد أهازيج الردح متوجهين ألى ألأمام بقفزات تتناسب مع أيقاع الردح تسمى التقادي وفعلها يتقادى وفوهات بنادقهم الى الأعلا ممسكين بها بيد واحده (اليمين) .
وحالما يبعتدون عن مقدمة الموكب الرادح الماشي بعشرات من الخطوات لا تزيد على الثلاثين تقريبا , يتحول العارضون معا من التقادي المتحرك الى ألأمام في صف عرضي واحد الى التقادي في مكان واحد لكل عارض يساوي قدما مربعا تقريبا بقفزات عالية في الهواء , وقائمة العارض منتصبة (من أسفل الجذع الى قمة الرأس) ونظره شاخص للأمام بحيث لا ينحني من الجسم سوى حركات الركبتين وأسفل الجذع أثناء الوثب في الفضاء , ثم ينكس العارض سلاحه بكلتا يديه (عكس أتجاه عقرب الساعه) وبسرعة خاطفة بحيث تكون فوهة سلاحه متجهة بزاوية متعامدة مع الأرض لا ميول فيها , وسلاحه بشكل متوازي مع جسمه مع ضغطة على الزناد يعقبها وميض يدوي بعده صوت ألأنفجار من فوهات البنادق وانتشار دخان البارود .
والعارض المتميز عندما يدوي سلاحه يكون محلقا في الهواء ونصفه العلوي منتصبا فوق بساط من دخان البارود , ثم يعود منتصبا للهبوط على الأرض لينغمس ويختفي في وسط وردة من دخان رمادي ضارب للسواد .
والبواردي جيد العرضه هو الذي يرتفع في وثبات متكررة لا تخرج عن مكان واحد بعرض أقدامه , ويدوي سلاحه من تحت قدميه وهو في أعلى قمة الوثبة الأخيره , من دون أثارة للتراب وخشاش ألأرض من تحته وجسمه من قمة رأسه الى منتصف جسده (أسفل الجذع) منتصبا دون انحناء أو التواء او التفات من الراس الى الأسفل أو ألأعلا أو الى الجانبين .
وكلما كان دوي سلاح العراضة متزامنا مع بعضهم , كلما أثبتوا حرفية ومهارة في العرضه , يعودون بعدها نزولا الى ألأرض والساقين والقدمين متقاربتين أن لم تكونا ملتصقتين وحالما تلامس أقدامهم ألأرض دون أنفحاج أو تعثر أو تضعضع ينعطف كل عارض منهم في حركة ألتفافية رشيقة الى الخلف ليقابلهم حالا فريق عارض آخرمندفع للأمام وهكذا دواليك أثناء ألردح ومسير موكب العرضه .
مشاعر الموكب العارض الرادح مزيج من الشعور بالفرحة والزهو والأفتخار , ومشاعر ألأعتداد بالنفس والقوه المشوبة بشبق الشجاعة ورائحة البارود وأزيز الرصاص (ولا يستخدم الرصاص في العرضه , بل بارود فقط ) , مع آذان طربى للألحان وأهازيج الردح بجمال أيقاعه وسموا معانيه الحماسية التي لا يقطعها سوى دوي البنادق.
منقوووول

ليست هناك تعليقات: