2015/10/23

فن الزير

الزير والقصيد كلاهما من تراث قبيلة عتيبة في جنوب الطائف و بني سعد ، ومفهوم الملعبة وليس العرضة يطلق على الزير والقصيد معاً لا رتباط الزير بالقصيد ولأن الألحان القديمة كانت تختلف عن ألحان العرضة الجنوبية التي تعتمد بشكل كبير على عرض الصفوف وسيرها بطريقة العرض .
والزير والقصيد في قبائل عتيبة الموجودة في شرق الطائف وجنوبه متلازمان منذ القدم وكان يتخلل الملعبة موالات خاصة يجيدها الشعراء الأوائل كما كان يتخللها عرض اطلاق النار بالبارود ( بنادق القداحي ) .
و الزير عادةً يقدم على الملعبة نظراً لكثرة الصفوف في البداية ، ودخول الضيوف من القبائل الأخرى والذين يدخلون وهم يلعبون على الزير بألحان خاصة ، ثم بعد أن تخف الصفوف تتحول الملعبة إلى القصيد .
وتم هذا المزج بين اللونين الرائعين نظراً لعلاقة بني سعد أهل السراة بأبناء عمومتهم في أودية بني سعد والتي تقطنها قبائل ( السوطة والجعدة وأهل كلاخ وأهل مظلله وبسل والعصمة ). وكانت أبناء قبائل السراة يجيدون اللعب على الزير ، مثلما يجيد أفراد قبيلة السوطة اللعب على القصيد .
ويجيد جميع شعراء عتيبة الأوائل وخاصة في جنوب الطائف وشرقه اللعب على الزير والقصيد ويبدعون في كلا الفنين .
ومن شعراء بني سعد المجيدين في فن الزير والملعبة : محمد بن تويم و ضيف الله العسكري وهلال السيالي وعثمان الشوهة ورده ابو صدف وعواض بن معيض الخديدي ودحمس بن ريحان اللهبي وعبد العالي الربيعي وغيرهم ممن لا يحضرني اسمه من فطاحلة الشعراء .. كما يجيده أيضاً ويبدع فيه مستور العصيمي وجار الله السواط ومطلق الثبيتي رحم الله من مات منهم .
ولكن في الفترة الأخيرة وبعد وفاة كبار الشعراء وفطاحلته مثل محمد بن تويم وهلال السيالي ومطلق الثبيتي رحمهم الله اختفت تلك الألحان التراثية الجميلة في بني سعد ، وحل محلها ألحان العرضة الجنوبية لحاجة القبيلة لشعراء يقيموا حفلاتهم ولعزوف بعض شعراء عتيبة المعروفين عن ملعبة الزير وعدم رغبتهم في فن الشقر الذي كان يجيده الشعراء الأوائل.
ومن هذه الحاجة ونظراً لما يحدث من مجاملات لكبار شعراء العرضة الجنوبية والحاجة لهم تعرضت ألحان الزير في بني سعد للإنقراض ولم يعد يعرفها الشباب وأصبحت العرضة الجنوبية أساساً في حفلاتهم وهذا ليس انتقاصاً من ألحان العرضة الجنوبية ولا تجاهل لجمالها وروعة آدائها .

منقوول

ليست هناك تعليقات: