2015/12/11

لغات اليمن مهددة بالانقراض

  • 300لهجة و4لغات قديمة و الكشي لايوجد لها تعريف في المراجع
  • القرشي : الأمهرية والسقطرية معروفتان والكشي والعبرية تندثران
  • الحميدي: المهرية إحدى اللغات السامية وتتوافق مع الأكادية في مفرداتها
 صنعاء- رويدا السقاف: تؤرخ الكتابات المسندية القديمة بأن اليمن كانت صاحبة لغات عدة ولهجات متعددة بتعدد محافظاتها وعزلها ، ومن هذه اللغات السبئية والمعينية والقتبانية والتي
ما زالت بعض منها متداولة حتى يومنا ، هذا إضافة الى عدد من اللهجات العربية الجنوبية او الشمالية التي ما زالت متداولة على ألسنة العامة مثل المهرية والشحرية والسقطرية، إضافة الى بضع لهجات منها السبئية والمعينية والقتبانية ولهجة حضرموت.
اللهجات القديمة
اللهجة السبئية :- تُعتبر من أغنى اللهجات بالكتابات وكذلك من حيث تواصلها التاريخي وكانت تنتشر بشكل رئيسي في غرب وشمال المرتفعات اليمنية في منطقة مأرب (صرواح) وهي تمثل العدد الأكبر من النقوش اليمنية القديمة، وما يميز نقوش اللهجة السبئية هو استخدام حرف الهاء في تعديه الفعل ( هفعل ) مقابل الهمز في اللغة العربية الفصحى ( أفعل) . وكذلك استخدام حرف الهاء وإشباع حرف الضم بالواو في ضمير المفرد المتصل (هو )والجمع (همو) للغائبين وكذلك إلحاق حرف النون بالفعل المضارع .
• اللهجة الحضرمية:- عثر على أكثر المساند(الخطوط المسندية) في شبوة العاصمة ووادي حضرموت وتنتشر في وادي حضرموت و شبوه والمناطق التي تليها من جهة الجنوب حتى البحر وتشترك هذه اللهجة مع المعينية والقتبانية في سين التعدية وضمائر التعدية بدلاً من الهائية ، وأهم ما يميز اللهجة الحضرمية هو استخدام حرف السين في تعديه الفعل (سفعل) وفي ضمير المفرد الغائب وضمير الجمع للغائبين (س) و (سم) للجمع وهو ما يقابل (هو) و (همو) في اللهجة السبئية
• اللهجة المعينية :-عثر على أكثر المساند المعينية (الخطوط المسندية) في منطقة (قرناو، براقش، يثيل) وتعود إلى ما قبل الميلاد وتنتشر في مدن الجوف وما جاورها كما وجدت في منطقه دادان العلا شمال شبه الجزيرة العربية وهي تقريبا مثل اللهجة الحضرمية أي تستخدم حرف السين في التعدية وغيرها ومن خصائص هذه اللهجة هي سين التعدية بدلاً من الهاء وضمائر الغائب تبدأ بالسين أيضاً وتدل الكاف على معنى (إلى أو لأجل) بدلاً من اللام السبئية
• اللهجة القتبانية :- وكانت تنتشر في وادي بيحان وهي مثل اللهجتين الحضرمية والمعينية في استخدام حرف السين في التعدية إلا أنها تلحق حرف الباء قبل الفعل المضارع الدال على الغائب مثل (بيفعل) ليدل على الزمن الحاضر وهذه الطريقة مستخدمة ليومنا الحاضر.
اللهجات الحديثة
يصل عدد اللهجات اليمنية الى أكثر من 300لهجة، ومن أبرزها والتي لا تزال تمارس في اليمن هي اللهجة التعزية واللهجة العدنية واللهجة الخبانية واللهجة اليافعية واللهجة الحضرمية واللهجة الصنعانية ولهجة المناطق الوسطى (التعزية و الإبية) واللهجة البدوية واللهجة المهرية واللهجة التهامية واللهجة العدينية واللهجة الصعدية، والعمرانية، والمحويتية الحرازية والريمية والذمارية، والرداعية.
اللغات اليمنية القديمة
ويكشف الباحث في علوم اللغة السيد محمد عبد الله القرشي في محاضرة ألقاها بمنتدى السعيد بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة عن وجود لغتين قديمتين معروفتين هما (الأمهرية والسقطرية) ولغتين تكادان تندثران وهما (الكشي والعبرية) مرجعا ذلك الى التعدد في اللهجات واللغات العائدة لعامل الجغرافيا والتضاريس الصعبة والحروب التي جعلت المناطق تتقوقع على نفسها في كل منطقة معينة وعدم وجود وسائل النقل والاتصال والتواصل في حينها.
ويقول السيد توفيق سالم الحميدي أحد المهتمين بشأن اللغة المهرية : تعد هذه اللغة من أهم وأندر اللغات الإنسانية، وهي إحدى اللغات السامية وتلتقي مع اللغة الأكادية في كثير من مفرداتها ،ويخشى المهريون من اندثار لغتهم كما اندثرت اللغات السابقة، خصوصا في ظل غياب الاهتمام الرسمي بتوثيقها، والاهتمام بها.
تكتب اللغة المهرية بالأحرف العربية ومن الكلمات التي يمكن أن نشير لها كفرق بينها وبين العربية (إين وتعني العين، وسبؤ وتعني أسبوع وأربا وتعني أربع، وشي إسم إشارة للمؤنث هي، وهت تعني ستة، وهبا يعني سبعة، وينادي المهريون الأم بهاما).
أما اللغة السقطرية والتي تعد الثانية من بين اللغات المحلية اليمنية، وسميت بالسقطرية نسبة إلى جزيرة سقطري التي تقع على بعد 500 كيلو متر جنوب شرق مدينة عدن اليمنية، و هي لغة كل السكان السقطريين وجزيرة عبد الكوري، وسمحة ضمن أرخبيل سقطري في الساحل الجنوبي لليمن.
أما لغة الكشي فلا يوجد لها تعريف في المراجع اليمنية وهي إحدى اللغات التي دخلت على المجتمع اليمني في ثلاثينيات القرن التاسع عشر مع احتلال الإنجليز لعدن، و يبلغ إجمالي المتحدثين بها حاليا ألف نسمة، وتعود جذور المتحدثين بهذه اللغة إلى الأصول الهندية الذين قدموا مع الاحتلال الإنجليزي وسكنوا عدن، ومدينة مومباي الهندية.
أما اللغة العبرية أو العبرانية فهي لغة الطائفة اليهودية في اليمن، وتعتبر لغتهم الدينية حيث يعلم اليهود أبناءهم هذه اللغة لأن الكتب الدينية كلها مكتوبة بهذه اللغة وعلى رأسها كتاب التورات.
ويضيف القرشي بان الدراسات اللغوية كشفت بان تأثير الشعوب المجاورة في اللغة العربية واللهجات المختلفة لها ،وتطرق إلى تأثر اللهجة الحجرية باللغات الأخرى مثل الإنجليزية لقرب سكان الحجرية من البحر الأحمر واختلاطهم بالشعوب الأخرى فهناك ( كتلي – واير – أتريك – لايت – دروير – رويس – قلص-بوك_ كوب ) وهي مفردات إنجليزية في حين استوعبت اللهجة الحجرية مفردات هندية مثل ( فوطة – بانه – صالونة – شمبل – شولة – روتي – سمبوسة ) اما الفارسية مثل ( زربيان – بس ) والتركية مثل ( فانوس – طز ) والإيطالية مثل ( نمرة – كرتون ) .
إن اللغة اليمنية القديمة هي اللغة التي كان يستخدمها قدماء اليمانيين وهي قريبة الى حد كبير في كلماتها ومعانيها من لهجات اليمنيين الحالية ، وبقدر هذا التنوع اللغوي في اليمن إلا أن الاهتمام الثقافي بهذا التنوع ما يزال غائبا، وربما يواجه محاولات طمس غير متعمدة وسيطرة لهجة ولغة محددة على كل تلك اللهجات.

ليست هناك تعليقات: