2016/02/06

العامية المصرية من أفصح العاميات العربية الآن


الحمد لله منزل الكتاب بأفصح اللغات وأتم العبارات المسبوكة فيما بين دفتيه من ءايات على من ختم به الرسالات عليه أفضل الصلوات وأتم التسليمات أما بعد:
فهذه مشاركة متواضعة لا أقول أساهم بها بل أتقدم بها بين أيديكم معاشر أهل الإتقان والفصاحة والبيان القائمين على هذا الملتقى الذي طار منه عقلي فرحا عندما وقفت عليه لولا أن ثبته الله في مكانه وانتشى منه قلبي طربا فدونكم إياها ناصحين لا مستفيدين فلم تعد كونها من ركام علومكم وفقكم الله إلى مرضاته.

العامية المصرية من أفصح العاميات العربية الآن
كنت في بلد عربي أغلب أهله من أصول قبلية عربية وقابلت منهم من ينتسب إلى العرب العاربة وكان مما يثار بين فينة وأخرى نَفََس من السخرية أو إن شئت فقل الدعابة من بعض المفردات المصرية! وكونها لهجة عرفية مصطنعة! الأمر الذي كان يثير في النفس شجنا دفينا خاصة وقد دخلت مرادفات غربية صرفة إلى عاميتهم مع بعض التعريب العرفي لها بما يعني رميهم لي بحجر وربما تناسوا أن بيتهم من زجاج!

فوقع في نفسي أن أنظر في مرادفات العامية المصرية وتحليلها فلربما أصل إلى توجيه لها ينشرح به الصدر وينكشف به الغم وينفث به الكرب ويفرج به الهم وقد كان!
راودتني نفسي صناعة قاموس للعامية المصرية وبيان أصول مرادفاتها، وقد شرعت فيه منذ سنوات ثم توقفت لكن وجدت الألفاظ العامية ثلاثة أقسام:
الأول: مفردات مبنية على اللهجات العربية وهذا أكثرها.
الثاني: مفردات منحولة أو منحوتة من أصل الاشتقاق الفرعوني وهذا يلي الأول وهو قليل.
الثالث: مفردات ليس لها أصل اشتقاق عربي أو فرعوني وإنما من صناعة البيئة وهو قليل بل يكاد يندر!

فشرعت في القسم الأول؛ إذ هو محل النقد بله النقض محاولا تجنب التكلف وحماسة القبلية! فوصلت إلى نتائج حيرت عقلي وأدهشت جناني واطمئن لها خاطري! بل وصلت إلى أن العامية المصرية حافظت للعربية على كثير مما يكاد يكون قد مات وصلي عليه أربعا وقبر!
توطئة:
من اللهجات العربية القديمة: إلحاق هاء السكت عند الوقوف على متحرك ومنه في القرآن: (ماليه وسلطانيه) ؛ إذ العرب لا تقف على متحرك، وكذلك إلحاق شين بكاف التأنيث خصوصا وبعضهم ألحقها بمطلق الكاف المتطرفة على ما حدثني به بعض بلدينا وهي لهجة لم ينزل بها القرآن في القراءات المحفوظة المشهورة المتداولة بين أهل الأداء برواياتهن العشرين، كذلك النحت وهو سبك كلمتين أو أكثر في كلمة واحدة كقولك (بسملة) وتقصد بسم الله، وكذلك حذف الهمزات أو تسهيلها تخفيفا، وكذا إمالة الألف والفتحة أو تقليلهما، ومنه إشباع الحركات لتنقلب إلى حروف مجانسة لها وله شواهد قرآنية! وبعض هذه اللهجات مازالت مسموعة حتى الآن بين القبائل العربية .
وكانت باكورة هذا العمل هو هذه المرادفات التي لم أراع فيها الترتيب المعجمي لأنها ما زالت في المخاض!
1 ـ ايه؟:
أصلها أي شئ؟ فَنُحِتَتْ إلى إيش؟ وهي باقية في بعض عرب شبه جزيرة سيناء وهي كذلك لهجة عربية ونطق بها النبي فيما صح إسنادا عنه عليه السلام ثم حذفت منها الشين؛ تخفيفا ثم ألحق بها هاء السكت!
2 ـ جيه:
أصلها (جاء) ثم حذفت الهمزة ـ وهي لهجة عربية قرآنية ـ ثم أميلت الألف وألحقت بها هاء السكت!
3 ـ ماعليش:
أصلها (ما عليك) ثم ألحقت بها الشين وهي لهجة ثم حذفت منها الكاف تخفيفا!

4 ـ ماتزعلش:
أصلها (ما تزعل) وهي كلمة عربية لها عدة معان منها الغضب ثم ألحقت بها الشين المشهورة!
ويقاس عليها (ماتغضبش ماتروحش) وكل ما كان على نفس هذا الوزن في العامية المصرية.
5 ـ عاوز:
العِوز في اللغة هو الحاجة فاشتق من أصل الفعل اسم فاعل ليُسأل عنه على نحو قول القائل: قائم لماذا؟
6 ـ ماليش:
أصلها (ما لي شئ) ثم نُحِتت إلى ماليش وحذفت منها الهمزة تخفيفا.
7 ـ زيد وبيت وعبيد وما كان على هذا الوزن:
كلها من جنس إمالة الفتحة وهي لهجة عربية قرآنية!
8 ـ وريني:
أصلها أرني ثم أشبعت كسرة الراء فتولدت ياء ـ وإشباع الحركات لهجة لها شواهد قرآنية ـ ثم استبدلت الهمزة بواو لتتناسب واللسان المصري الذي يميل للتسهيل، مع محافظة المصريين على الهمزة المحذوفة فترد في مثل قولنا في مصر: أوريك!
9 ـ خد:
أصلها خذ وخففت الذال بدال إذ في لغة إدغام الذال في التاء في نحو قوله : "اتخذتم" عند من أدغمها من القراء وما يتضمن ذلك من بقاء عوارض الذال بسبب تقارب المخارج والمؤدية إلى تذوق دال خفيفة ما إن تشعر بها إلا وتلبث في التلاشي فتذوب!
10 ـ نروح:
لا إشكال فيها فهي فعل مضارع مشتق من الماضي راح.
11 ـ ناكل:
لاإشكال فيها فهي تسهيل للهمزة!
12 ـ استنى:
أصلها (تأنى) ودخلت الهمزة والسين على التاء لتعطي معنى طلب الأناة أي الانتظارثم حذفت الهمزة المتوسطة للتخفيف!
13 ـ شوف:
أصلها فعل أمر (شف) ثم أُشبعت ضمة الشين فزيدت الواو وهي لهجة لها شواهد قرآنية!
14 ـ فين:
أصلها (في أي مكان؟) ثم نُحِتت إلى (فين)!
15 ـ طارء ـ ءال:
الأصل (طارق) و (قال) واللهجة المصرية انتهجت منهج التخفيف فقلبت القاف إلى همزة ممدوة تخفيفا وهو كثير من المرادفات التي ليس لها حصر.
16 ـ ارغِي:
أصلها من رغاء الإبل، ويستعملها المصريون للدلالة على كثرة الكلام، ومن العجيب قولهم في المثل العربي الفصيح: فلان يرغينا الحديث أي يقل كلامه ؛ فربما تكون عند المصريين من باب استعمال المعنى في مضاده وتكون من المشترك اللفظي.
17 ـ حُوش:
من موادها مادة الحفظ، ويستعملها المصريون للأمر بحماية شئ من التلف أو للفصل بين متخاصمين فكأنها تستعمل اشتقاقا من الحفظ! والأصل حُش ثم أشبعت الضمة فزيدت الواو وهي لغة سبق التنبيه عليها!

هذا طرف يسير من أهم المستعملات في عامية أهل مصر.

وصلى الله على أفصح من نطق بلغة الضاد محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=9586 

ليست هناك تعليقات: