2016/02/25

هل يصبح للعرب عامية مشتركة؟

من يلاحظ كم الكلمات والتعبيرات التي دخلت للهجات العامية المحلية من لهجات عربية عامية أخرى بسبب القنوات التي تنقل برامج ومسلسلات وأفلاما من مختلف الدول العربية وأيضا بسبب التواصل بين العرب من مختلف الدول العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإنترنت بالإضافة للتنقل البيني قصير وطويل الأمد لمواطني الدول العربية لأجل العمل والسياحة والذي أيضا من توابعه التأثير والتأثر وهي حركة لها ثقل مؤثر بالنظر لكثافتها غير المسبوقة بالتاريخ بسبب وسائل الاتصالات والمواصلات الحديثة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يلاحظ كم المصطلحات والتعبيرات الفصحى التي دخلت للهجات العامية بسبب متابعة الاخبار والبرامج الاخبارية بشكل اساسي، من يلاحظ كل هذا لا يمكنه إلا أن يستنتج ان محصلته قد تكون تبلور لهجة عربية عامية مشتركة ولو نسبيا مطعمة بألفاظ وتعبيرات من مختلف اللهجات العامية بالإضافة للفصحى، فوسائل الاتصالات والمواصلات الحديثة هي التي جعلت أمنية التوحد العربي حقيقة واقعية ولو وجدانيا وليست مجرد شعار، ولهذا الأمل بتكتل العرب في كيان يشبه الاتحاد الاوروبي بات أقرب من أي وقت مضى وهذا التقارب اللغوي والوجداني العربي يصب بهذا السياق، فدول أوروبا ولآلاف السنين كانت في حال حرب دائمة ضد بعضها وآخرها كانت الحرب العالمية الثانية التي تسببت بمقتل ستين مليون أوروبي، ومع هذا ورغم اختلاف اللغات واختلاف المرجعيات التاريخية واختلاف المذاهب الدينية وتعدد أنماط الحكم فيها ما بين ملكي وجمهوري، واختلاف المستوى المعيشي وعدم وجود ثقافة موحدة ولا وسائل إعلام موحدة كالقنوات الإخبارية والمواد الإعلامية والفنية، ومع كل هذا أمكن لأوروبا أن تكون اتحادا اقتصاديا وسياسيا لا يلغي الأنظمة القطرية القائمة مما منح أوروبا ثقلا مؤثرا بمواجهة دول المليار مواطن «الهند والصين» وقطب القوة الأمريكي. 
 

ليست هناك تعليقات: