2016/04/16

ادوات التعريف في لهجاتنا

 صحيفة الجزيرة
السبت  ابريل 2015

صرح كثير من الباحثين بأن أدوات التعريف قد انقرضت ما عدا (ال) في الفصحى، ولكن هناك ثلاثاً منها ما زالت حية، وتستخدم في بيئة ضيقة. وهنا نتعرف على أدوات التعريف:
أداة التعريف (ال): وتُستخدم (ال) التعريف في
العربية الفصحى، وفي الكثير من اللهجات، مثال: البيت، القلم، القمر. وكانت هذه الأداة تُستخدم في اللغة النبطية المنقرضة (في النبطية [ال]، وهي سابقة). (أما النبطية فقد استعملت أداة التعريف [ال] كالعربية في الأعم الأغلب). (اللغة النبطية، أ.د. يحيى عبابنة، دار الشروق 2002، عمان، الأردن ص 260).
أداة التعريف: (أم): امبيت, امرجل, اموادي (في البيت, الرجل, الوادي). وتعرف بالحميرية، وهي في لهجات قبائل تهامة التي تسكن في منحدرات جبال السراة باتجاه الغرب، وهم قبائل من تهامة زهران وبارق ورجال الحجر, وقحطان, وخولان في جبال الريث والقهر. وفي بحث للدكتور إبراهيم الشمسان يقول: ما نزال نسمع الناس في تهامة يستخدمون أداة التعريف (أم) في لهجتهم، فيقولون في السوق (أمسوق). وليست كل الكلمات التي تدخلها (ال) التعريفية تدخلها (أم)؛ فالظاهر أن التغير قد أخذ طريقه إلى اللهجة. والمهم في هذا المقام أن بعض الأسماء المعرّفة قد تحمل أداة التعريف (أم)، وربما يكون هذا على صعيد الاستخدام المحلي. ولقد أثبت حمد الجاسر أسماء بعض القبائل في كتابه عن القبائل بأداة التعريف (أم) كما سمعها منهم. وكان أحد طلاب جامعة الملك سعود يكتب اسمه العائلي (أمشريف) أي (الشريف). ويبدو أنَّ ثمَّ التزامًا رسميًّا بكتابة أداة التعريف (ال) في الوثائق الرسمية، وإن كان النطق المحلي على خلاف ذلك؛ إذ لم أجد في أدلة الهاتف أو أسماء الطلاب في نتائج الامتحانات ما يمثل هذه الظاهرة. أما في قائمة وزارة العمل من الأسماء: (امجبر: الجبر)،(امجوفي: الجوفي)، (امغريبة: الغريبة)، (امفريد: الفريد)، (امقليلة: القليلة). وما زالت هذه الظاهرة منتشرة ومستخدمة في لهجات تهامة. (الأصالة والاتصال في لهجات الجزيرة العربية - إبراهيم سليمان الشمسان، مجلة (حوار العرب) العدد5، إبريل (نيسان) 2005م ص55-60).
أداة التعريف (اب): وهذا التعريف شبه منقرض، وما زالت بعض القبائل تستخدمه، وهو في لهجة قبيلة شمران «الازدية»، يقولون: ابكهل وابكهلة أي الكهل والكهلة. وهي خاصة بشمران السراة (منطقة الباحة).
أداة التعريف (ن): وتستخدم في نهاية الكلمة للدلالة على (ال) التعريف، وهي عند البعض من قبائل تهامة، وغالباً تأتي في آخر الأسماء النكرة، مثال: سمنن، عسلن، عنبن، في (السمن، العسل، العنب). يقول الدكتور أحمد حسين شرف الدين: لقد وجدنا من خلال الأبحاث التي قمنا بها أن أداة التعريف عند العرب القدامى كانت: ملكن - ذهبن - بيتن (الملك الذهب البيت).انتهى. وتسمى هذه الظاهرة في اللغة بالتطور الصوتي. وفي دراسة يقول (حاييم رابين): «إن أداة التعريف القديمة (ن) وتأتي لاحقة، أي في آخر الكلمة، وإنها تغيرت إلى (ام) التي تغيرت فيما بعد إلى (ال). ولكن هذا التنوين حل مكان التميم (إضافة ميم ساكنة إلى آخر الكلمة) الذي كان في اللغة (السامية العربية الجنوبية - السبئية, الحميرية), و(العربية الشرقية - الأكادية), و(الغربية العبرية) مثال: بيتم, زرعم, عنبم, في البيت الزرع العنب.
أداة التعريف (هـ): هرجل، هبيت، هزرع، في (الرجل, البيت والزرع). وكانت تستخدم في لهجة لحيان (مملكة لحيان التي كانت تسكن مدائن صالح)، وهي منقرضة. كذلك أداة التعرف (هـ) كانت تستخدم في لغة قبيلة هذيل، وهي منقرضة. وربما هناك بعض القبائل في شمال اليمن ما زالت تستعمل هذا التعريف. كما أن هذا التعريف (ها) ـ ha. في اللغة العبرية.
أداة التعريف (أو): وهي في لهجات البعض من قبائل شمال اليمن، يقولون:(اوَّادي) الواو مشددة مفتوحة، أي الوادي. وهي شبه منقرضة.
ويذكر الباحث نذير حبش فيقول: «أما عن أدوت التعريف في الساميات الأخرى فهي في العربية (ال)، وفي العبرية (ها) ـ ha، وهما سابقتان، وفي العربية الجنوبية (ن) ـ n وهي لاحقة، وفي الآرامية (آ) ـ a وهي لاحقة أيضاً، وهي اللاحقة التي تلحق الأسماء السريانية أيضاً، لكنها فقدت قدرتها التعريفية، وأصبحت النهاية العادية للاسم، ولا تدل على التعريف إلا في المفعول المباشر الذي تلحق به السريانية لام الجر، وغالباً ما تعبر السريانية عن التعريف في غير هذا الوضع بالضمير المتصل. أما النبطية فقد استعملت أداة التعريف (ال) كالعربية في الأعم الأغلب». (أدوات التعرف التي أنكر وجودها جميع العلماء في سريانية سومر وأكد وبابل - نذير حبش).
ومن أهم المصادر والمراجع في (ال التعريف) هي: قطر الندى وبل الصدى. مباحث في علم اللغة ومناهج البحث اللغوي للدكتورة/ نور الهدى لوشن. شرح المقدمة الأجرومية. فقه اللغة وعلم النحو؛ فهي تحتوي على الكثير من المعلومات عن (ال التعريف).

سليمان بن ناصر الدرسوني - باحث في لهجات الجزيرة العربية - الرياض

http://www.al-jazirah.com/culture/2015/18042015/read38.htm

ليست هناك تعليقات: