2016/05/10

معنى (خلو رجل)

يمكن يجي زبون يبي عقرب

عبدالعزيز المحمد الذكير

مصطلحات شعبية أخذت نصيبها لدى مزاولي التجارة في أغلب مناطق بلادنا.. تُشير إلى ان أهل البلد انغمسوا في التجارة، أكثر من المهن الأخرى؟. عبارة "خُلو رِجِلٍ": معروفة عند التاجر والدلال والمالك، وهي أن يدفع المُستقبل الجديد للدكان إلى مالكه القديم غالباً، ما اتفق عليه من مبالغ مالية لقاء تنازل صاحب الدكان القديم، لكونه – أي الدكان - "عليه رجل"، أي واقع في ممر الناس الباحثين عن شراء أو طلب خدمة.
لاحظوا أنها "أرجل" "خلو رجل" و "عليه رجل". ومُتفق على هذا النمط التجاري، فبائع العلف مثلاً لا يمكن أن يعرض دكانه في سوق الهيل والقهوة والسكر. وكذا بائع العطور الغالية يحتاج إلى موقع فيه الكثير من الذوق، ولا يُعقل أن يُنشئ محله إلى جانب قطع السيارات مثلاً.
ومن هنا، في ظني أن تقسّم سوق كل مدينة إلى غال ورخيص. فالذي "عليه رجل" أغلى من محل منعزل. يقلّ حولهُ المارة، ناهيك عن الزبائن. ولذا نرى أسواق العليّا نار، وتكون على حساب المستهلك.
وأذكر سنوات الطفرة، أو الوفرة أو الفورة المالية، أو الثروة - ولاحظوا الحروف المتقاربة (وهذا من جمال لغة الضاد). أقول إن دكاناً صغيراً يقع في أحد أسواق جدة المطروقة، وصل الخلوّ فيه إلى أربعة ملايين (والذي قال لى هو الدلال) لأن الراغب الجديد يريد أن يُوسّع محل الصرافة الذي يملكه.
لكنني أزعم أن الرزق المقسوم يتبع صاحبه. فهناك أحد الأفاضل في عنيزة يشغل دكاناً ليس حوله دكاكين، وأصدُق إذا قلت أنه حتى بعيد عن مركز المدينة. لكنه يبيع كل شيء، من مواد البناء وأدوات السباكة والسكر والشاي والمشروب البارد والدفاتر والكُلف التي تحتاجها النساء. ويفتح 24 ساعة. وقال أحد أصحابه أحسن لك تبيع الباب!!. وذات مرة أراد أحد زبائنه شراء كيس اسمنت. ولما رفعه وجد تحته عقرباً كبيرة سوداء رافعة ذيلها. فنبّه صاحب المحل إلى ذلك الخطر المُنتظِر. وطلب أداة يقتل فيها العقرب. فقال له صاحب الدكان: لا... لا تقتلها، يمكن يجي زبون يبي عقرب!.

http://www.alriyadh.com/1151933 

ليست هناك تعليقات: