2017/01/21

تأخر زواج مليوني شاب وفتاة سعودي يثير جدلاً


مصطفى ابو عمشة - الخليج اون لاين
أشارت إحصائيات صادرة عن وزارة التخطيط السعودية إلى أنّ هناك نحو 1.4 مليون فتاة سعودية متأخرات عن سن الزواج، مقابل نحو 600 ألف شاب سعودي لم يتزوجوا بعد، حيث تتمثل أهم الأسباب في تأخر زواج نحو مليوني شاب وفتاة في السعودية في معايير الأهل، ثمّ التعصب للحسب والنسب، والمبالغة في البحث عن مواصفات معينة، والتأثر بالتجارب الفاشلة والسلبية في المجتمع، وترويج وسائل الإعلام لمفاهيم خاطئة حول الزواج.
كما أكدت الدراسة أنّ عدد الفتيات غير المتزوّجات في السعودية، مرشح للتزايد من 1.4مليون فتاة حالياً، إلى نحو أربعة ملايين فتاة في السنوات الخمس المقبلة، مشيرةً إلى أنّ نحو 18 ألف حالة طلاق وقعت العام الماضي، مقابل 60 ألف عقد زواج، مما يشير إلى أنّ نسبة إخفاق الزواج هي 30%.
- إقرار بالخلل وبحث عن حلول
وفي هذا الجانب تؤكد الكاتبة الصحفية سفيرة الأمم المتحدة لشؤون المرأة والطفل، حصة العون، في حديثها لـ"الخليج أونلاين"، أنّ هذه الظاهرة تستوجب الدراسة العلمية التي تعتمد على الإحصائيات الدقيقة، ومن المهم ألّا تغفل موضوع السن، مشيرة إلى أنّ ارتفاع نسبة العوانس في السعودية يكون حله في التعدد الذي أباحه الدين الإسلامي الحنيف، الذي أوجد حلولاً لمثل هذه الظاهرة وهذه حكمة الله عز وجل، مشددةً على أنّ التعدد لا يكون إلا بضوابط وضوابط محكمة جداً، ولا يعني هذا المطالبة بفتح باب التعدد على مصراعيه، مؤكدةً أنّ ذلك ربما يعكس انخفاض نسب الرجال مقابل النساء، وهذا يعود إلى ارتفاع نسبة الحوادث المرورية، وانتشار المخدرات التي تحصد أرواح شبابنا، إضافة إلى العديد من الكوارث التي ابتلينا بها.
وتضيف العون: "أنا أفترض حل التعدد مقابل النسبة والتناسب بحسب ما أشارت إليه هذه الإحصائيات، لكن التعدد يكون آخر العلاج بعد البحث عن حلول أخرى، مع أهمية قبول جميع الأطراف بهذا التعدد وفق العدالة الشرعية"، مشيرةً إلى أنّ هناك عزوفاً من كثير من البنات عن الزواج لأسباب كثيرة؛ مما زاد نسبة العنوسة مع ارتفاع أعمار الكثير منهن، متسائلة بالقول: "إذا لم يتزوجن وقت السن المناسب هل تعتقد أنهن يقبلن الزواج الآن بعدما تعودن على نظام حياتهن الذي اخترنهن لأنفسهن؟"، مشددةً على أنّ هناك الكثير من الأسباب في ارتفاع نسبة العوانس، حيث لا تتمثل أغلبها في عملية الحسب والنسب فهي أحد الأسباب، فهناك كثيرات من ذوات الحسب والنسب يرفضن الزواج من رجال يماثلونهن.
وعن الحلول المقترحة لهذه الظاهرة ترى أنّه إذا أردنا وضع حلول لا بدّ أن نعترف أولاً بالمشكلة، وإيجاد الحل المناسب وليس الجذري؛ لأنّها تعدّ مشكلة إنسانية بحتة ودخيلة على مجتمع مختلف المشارب، إذ إنّ الأهل أحد الأسباب؛ لأنّهم لم يهتموا بتهيئة أبنائهم من الجنسين، وأهملوهم من غير تربية ولا توجيه، فلا بدّ أن يعترف المجتمع بأنّه مقصر في هذا الأمر، مؤكدةً أنّ وزارة التربية والتعليم لا بدّ أن تكون شريكاً ثانياً بعد الأهل في غرس قيم الأسرة، بالإضافة إلى الدور الإعلامي الذي سيسهم في حل المشكلة، مهيبةً بضرورة إيجاد جمعيات أهلية خاصة بإيجاد الحلول العلمية، وكذلك تقديم دورات هامة خلال الإجازات، ومساعدة الشباب على الزواج مالياً عكس ما يحدث حالياً.
- ليست بظاهرة تستدعي القلق
من جانبه يعتقد الكاتب والناقد الاجتماعي السعودي، سليمان الدرسوني، بأنّ نسبة الشباب في السعودية مرتفعة نسبة إلى تعداد السكان، وبهذا نحتاج إلى تأمل حقيقي لهذه الإحصائيات، مؤكداً أنّ هذه الإحصائيات مبالغ بها، فهي- على حد قوله- ليست ظاهرة تستدعي القلق أو الدراسة والتأمل بها، لأنّ الإمكانيات موجودة عند الشباب والشابات، وأغلبهم يمارس عمله، فلن يكون هناك عوائق تقف أمامهم في الزواج.
ويشدد الدرسوني، في حديثه على ضرورة البحث عن أسباب وجيهة وحقيقية تقف أمام الشباب السعودي عقبة أمام زواجهم، حيث أن الغلاء في المهور أو ما يشاع عن ارتفاع تكاليف الزواج تعتبر أموراً مبالغاً بها من قبل البعض، لافتاً إلى أنّ القضية يمكن أن يوجد لها حلول ولا تحتاج إلى وصفها بأنّها ظاهرة، فالشباب السعودي باستطاعته أن يتدبر تكاليف الزواج، فهي بالحد الطبيعي، على حد قوله، ولن تقف التكاليف عائقاً حينما ينوي الشاب الزواج.

الرابط

ليست هناك تعليقات: