قال الفراء: كانت العرب تحضر الموسم في كل عام وتحج البيت في الجاهلية وقريش يسمعون
 لغات العرب فما استحسنوه من لغاتهم تكلموا به فصاروا أفصح العرب وخلت لغتهم من مستبشع
اللغات ومستقبح الألفاظ من ذلك الكشكشة وهي في ربيعة ومضر يجعلون بعد كاف الخطاب
في المؤنث شينا فيقولون رأيتكش وبكش وعليكش فمنهم من يثبتها حالة الوقف فقط وهو الأشهر
ومنهم من يثبتها في الوصل أيضا ومنهم من يجعلها مكان الكاف ويكسرها في الوصل ويسكنها
في الوقف فيقول منش وعليش ومن ذلك الكسكسة وهي في ربيعة ومضر يجعلون بعد الكاف
أو مكانها في المذكر سينا على ماتقدم وقصدوا بذلك الفرق بينهما ومن ذلك العنعنة وهي في كثير
 من العرب في لغة قيس وتميم تجعل الهمزة المبدوء بها عينا فيقولون في أنك عنك وفي أسلم
 عسلم وفي أذن عذن
ومن ذلك الفحفحة في لغة هذيل يجعلون الحاء عينا
ومن ذلك الوكم في لغة ربيعة وهم قوم من كلب يقولون عليكم وبكم حيث كان قبل الكاف ياء كسرة
ومن ذلك العجعجة في لغة قضاعة يجعلون الياء المشددة جيما يقولون في تميمي تميمج
ومن ذلك الاستنطاء في لغة سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والأنصار تجعل العين الساكنة
 نونا إذا جاورت الطاء كأنطي في أعطي
ومن ذلك الوتم في لغة اليمن تجعل السين تاء كالنات في الناس
ومن ذلك الشنشنة في لغة اليمن تجعل الكاف شينا مطلقا كلبيش اللهم لبيش
أي لبيك
ومن العرب من يجعلل الكاف جيما كالجعبة يريد الكعبة
وقال ابن فارس في فقه اللغة باب اللغات المذمومة فذكر منها العنعنة والكشكشة والكسكسة
والحرف الذي بين القاف والكاف في لغة تميم
والذيبين الجيم والكاف في لغة اليمن وإبدال الياء جيما في الإضافة نحو
غلامج وفي النسب نحو بصرج وكوفج ومن ذلك الخرم وهو زيادة
حرف الكلام لا الذي في العروض كقوله من الوافر:
ولا للما بهم أبدا دواء
وقوله من الرجز:
وصاليات ككما يؤثفين
قال وهذا قبيح لايزيد الكلام قوة بل يقبحه
وذكر الثعالبي في فقه اللغة من ذلك اللخلخانية تعرض في لغة أعراب الشحر وعمان كقولهم
 مشا الله كان يريدون ما شاء الله كان
والطمطمانية تعرض في لغة حمير كقولهم طاب أمهواء أي طاب الهواء
«السيوطي في المزهر»