2014/12/29

لهجة خبان

لهجات اليمن - لهجة خبان
لهجة خٌبـــــان دراسة لغوية


الباحث:          أ/ محمد ضيف الله محمد الشماري
الدرجة العلمية:          ماجستير
تاريخ الإقرار:   2004
نوع الدراسة:   رسالة جامعية

الملخص:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على هديه إلى يوم الدين.
أما بعد :

لهجة خُبَان هي إحدى اللهجات العربية اليمنية الحديثة، وسيدرسها الباحث دراسة لغوية, من حيث الظواهر الصوتية، والظواهر
الصرفية، والظواهر النحوية، والظواهر الدلالية.
أما المستوى اللغوي المدروس فهو المستوى العامي، الذي يشترك فيه جميع أبناء اللهجة –نساء ورجالا- ويستخدمونه في أمورهم اليومية من عمل و بيع وشراء وزواج وطلاق وقصص وزيارات وتحية ومخاصمات وحكايات وأدوات.....إلخ  .

المنهج ووسائل البحث:
منهج الدراسة هو المنهج الوصفي الذي "يقتصر على عرض الاستعمال اللغوي لدى مجموعة من الناس في زمن ومكان معينين"[1].
وهو منهج يصف اللهجة المدروسة كما هي، فيبين ما لها من خصائص وما بين عناصرها من علاقات بهدف الوصول إلى القواعد العامة التي تحكم اللهجة.
واستعان الباحث بالمنهج التاريخي في التطور الدلالي.
أما وسائل التسجيل التي استخدمها الباحث هي: الملاحظة، والتسجيل، على النحو الآتي:
أ‌-    الملاحظة:
تنقسم إلى ملاحظة بصرية، وملاحظة سمعية، هذا باعتبار العضو المستخدم فيها، وتنقسم باعتبار آخر إلى:
1- ملاحظة ذاتية: محورها محاكاة المساعد اللغوي وتقليده، حيث إن الحرص على تقليده ومحاكاة سلوكياته النطقية بقصد التأكد من الإلمام بكل ما تحتويه المادة من خصائص صوتية وأبعاد مخرجيه[2].
2- ملاحظة خارجية: وفيها يتخذ الباحث من غيره راوياً، وينبغي على الباحث كسب ثقة المساعد اللغوي-الراوي-[3], وتوجيهه إلى تكرار نطق صيغة معينة أو رواية قصة معينة،  أو أن يسمعها من راو آخر، وذلك لاتخاذ الحيطة فلربما أعطى المساعد الباحث معلومات مضللة عن سوء فهم أو سوء نية, أو حتى لإرضاء الباحث فحسب.
ب-التسجيل:
وهي الوسيلة الثانية التي استخدمها الباحث بواسطة جهاز للتسجيل، والواقع أن هذه الوسيلة قد تنتمي إلى الملاحظة على نحو ما لكنها تفوقها في عدة أمور، ولهذه الوسيلة ميزات وعيوب، من ميزاتها أنها الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن نختبر بها دقة نتائج الملاحظة في الأصوات في نواح كثيرة, مثل التنغيم والنبر وصفات الأصوات من جهر وهمس، وهلم جرا.
ومن عيوبها أنه لا يمكن أن تقارن بالصوت الحقيقي الصادر عن جهاز النطق عند الإنسان وخاصة إذا كان التسجيل غير واضح.

استطاع الباحث من خلال الوسيلتين السابقتين جمع مادته اللغوية وتسجيلها وتوثيقها، وذلك مشافهة من خلال الأحاديث والمحاورات المباشرة مع مجموعات من السكان-المساعدين اللغويين- من مختلف مناطق خبان؛  واشترط الباحث شروطا لابد من توافرها في المساعد اللغوي (الراوي) ليكون ممثلا صحيحا لبيئته اللغوية هي:
1-أن يكون من أبناء اللهجة المدروسة.
2-أن يكون خاليا من العيوب النطقية.
3-أن لا يكون من أصحاب الثقافة اللغوية، حتى لا تؤثر ثقافته في لغته تأثيرا كبيرا.
4-أن لا يكون قد مكث في غير منطقته مدة طويلة، بحيث يخلط في كلامه بين أكثر من لهجة.
5-أن لا يكون طفلا، لأن لغته لم تكتمل بعد.
  وقام الباحث بفرز هذه المادة اللغوية وتصنيفها بعد دراستها، وتحليلها من خلال وصف الظواهر الصوتية فيها، والظواهر الصرفية والظواهر النحوية والظواهر الدلالية، وتأصيلها ما أمكن، واستنتاج القواعد التي تحكم علاقاتها الداخلية، واستخلاص العلاقات القائمة بين هذه اللهجة واللغة العربية الفصحى، ولغة النقوش اليمنية القديمة .

أهداف دراسة الموضوع وأهميته:

1-    دراسة اللهجات العربية الحديثة تساعد على رصد التحولات والتغيرات على مسيرتها منذ القدم.
2-    اللغة كائن حي تخضع لنواميس الحياة من نمو وهرم, فليس أفضل من درس اللغة الحية العامية لتفهم ذلك, وعامية أي شعب لغة حرة متطورة, وفصحى أي شعب لغة كتابية مقيدة[4].
3-    توثيق اللهجة من أفواه المتحدثين بها - قبل اندثارها - يلقي الضوء على الأنشطة الثقافية والاجتماعية المختلفة للمجتمع - موضوع الدراسة - وفهم مستواه الثقافي والحضاري والخلقي.
4- دراسة اللهجات العربية الحديثة تخدم العربية الفصحى، إذ تكشف عن جوانب لم يهتم علماؤنا القدامى بدرسها، وتكشف عن مصادر كثير من القراءات القرآنية التي لم تنسب إلى قبيلة ما أو قوم ما.
5- تقدم دراسة اللهجات خدمات كثيرة لدارسي اللغات القديمة التي تنتمي مع اللهجات الحديثة إلى عائلة واحدة، بما ترسب فيها من ظواهر وألفاظ صمدت أمام التغيرات, وندت عن يد الرواة وجامعي اللغات.
6- تساعد دراسة اللهجات العربية على تفسير كثير من الظواهر اللغوية في اللغات السامية عامة, واللغة العربية الفصحى على وجه الخصوص.[5]
7- تصحيح كثير من تلك الروايات التي جاءتنا مبتورة حيناً, وممسوخة حيناً آخر في إشاراتها للهجات أجدادنا من العرب.
8- تعد لهجة خبان امتداداً للغة اليمنية القديمة، وما زال كثير من الظواهر اللغوية الحِميَرية كامنة فيها.
9- عكف المستشرقون على دراسة اللهجات اليمنية الحديثة, ولم يدرسوا لهجة خُبَان وهي تمثل أساساً للهجات اليمنية الحديثة، كون منطقة خُبَان كانت عاصمة للدولة اليمنية القديمة (الدولة الحِميَرية).
10- تضييق الفجوة بين اللهجات العربية اليمنية الحديثة عن طريق معرفة مواطن التباعد بينها وبين الفصحى والتركيز عليها.
الدراسات السابقة:
               كان أول من تنبه لأهمية اللهجات الحديثة ودعا إلى دراستها دراسة علمية حفني ناصف في بحثه "مميزات لغة العرب وتخريج اللغة العامية عليها وفائدة علم التاريخ من ذلك" الذي ألقاه في مؤتمر المستشرقين في أوائل عام1894 م[6]، واستجاب علماء العرب لهذه الدعوة، وقاموا بإعداد عدد من الدراسات الرائدة, في هذا المجال, منها دراسات تمت خارج مصر مثل:
-         إبراهيم أنيس: "لهجة القاهرة" – رسالة دكتوراه
-         تمام حسان:
            "لهجة الكرنك ( من أعمال مركز أبي طشت محافظة قنا)" رسالة ماجستير.
            "لهجة عدن" رسالة دكتوراه
-         عبد الرحمن أيوب:
-         "لهجة الجعفرية ( الفعل في اللغة المصرية – دراسة صرفية)" رسالة ماجستير.
-         "النظام الفعلي في لهجة النوبة" رسالة دكتوراه.
-         فهمي أبو الفضل: "لهجة الفلاحين في محافظة الشرقية" رسالة دكتوراه.
-         كمال بشر "دراسة نحوية في اللهجة اللبنانية"
، ومنها دراسات تمت داخل مصرمثل:
-         عبد العزيز مطر: "لهجة البدو في إقليم ساحل مريوط"
-         سعد مصلوح: "لهجات المنيا" دراسة صوتية على ضوء الجغرافيا اللغوية.
-         محمود جاد الرب: "لهجة البدو في البحيرة".
-         محمد جواد النوري: "لهجة نابلس الفلسطينية" دراسة صوتية صرفية.
-         خالد أبوغالية: "الأصوات والأبنية في لهجة قبيلة العبابدة"
-         حسام البهنساوي:"الأصوات والأبنية في لهجات الدقهلية" رسالة ماجستير.
-         " التراكيب والدلالة في لهجات الدقهلية"رسالة دكتوراه.
-         حازم كمال: "الأصوات والبنية في لهجة برديس المعاصرة"
-         السيد محمد أحمد: "لهجة مركز ناصر بمحافظة بني سويف" .
ومن الدراسات السابقة للهجات اليمنية الحديثة ما يلي:
-         اند بيريج : "معجم لهجة دثينة".
-         ديفيد موللر: "لهجة المهرة في جنوب الجزيرة العربية".
-         ولف ليسلاو: " المعجم السقطري".
-         اتوري روسي: "لهجة مدينة صنعاء".
-         جونستون: "المعجم المهري".
-         زيد عنان: "اللهجة اليمانية في النكت والأمثال الصنعانية".
-         بيتر بنشتيد: "لهجات صعدة".
-         عبد الوهاب راوح, الصوت والدلالة في اللهجات اليمنية القديمة والمعاصرة, رسالة ماجستير.
-         علي المخلافي, اللهجة اليمنية وخصائصها في التراث, رسالة ماجستير.
-          عباس السوسوة: "لهجة ذمار" رسالة ماجستير .
-         , أحمد سالم الضريبي, لهجة العوذلية, رسالة دكتوراه.
-         عبد الله محمد سعيد, لهجة الوازعية, رسالة ماجستير.
    ,لهجة قبائل المخلاف شرعب, رسالة دكتوراه.

وقد انتظمت الدراسة في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة على النحو الآتي:
المقدمة: ويعرض الباحث فيها أهمية الموضوع ومنهج الدراسة والصعوبات التي واجهته ووسائل جمع المادة والخطوات التي اتخذها وتقسيم البحث.
التمهيد:وتناول التمهيد تحديد ميدان البحث جغرافياً وتاريخياً.
الفصل الأول: الظواهر الصوتية:
ويعرض الباحث فيه صفات الأصوات ومخارجها في لهجة خبان, وتحقيق الصوامت عبر التقابل الدلالي, ويذكر المقاطع الصوتية التي جاءت عليها اللهجة, وأنواعها,وعددها, ويعرض لظاهرة النبر والمقاطع الصوتية التي تنبر وموقعها في الكلمة, ويعرض الباحث لظاهرة المماثلة الصوتية بين الأصوات المتجاورة في اللهجة,وأنواع التأثير ,ودرجات التأثر,ويذكر الباحث أحوال الهمزة في اللهجة؛مبينا متى تحقق في اللهجة ومتى تسهل ومتى تحذف.

الفصل الثاني: الظواهر الصرفية
يتناول الباحث في هذا الفصل صيغ الأفعال, وصيغ الأسماء, وصيغ المصادر في لهجة خبان, وتحدث عن المشتقات- (اسم الفاعل,اسم المفعول, الصفة المشبهة,اسم الآلة,أسماء الزمان والمكان,أسلوب التفضيل, التصغير)- وكيف تصاغ في اللهجة , وعلاقتها بالمشتقات في العربية الفصحى.
ويذكر الباحث في هذا الفصل الضمائر وأنواعها, وإضافة الاسم الظاهر إلى الضمائر, وإسناد الأفعال إلى الضمائر.
وتحدث الباحث في هذا الفصل عن أسماء الإشارة وأنواعها في اللهجة, والأسماء الموصولة وأنواعها.
الفصل الثالث: الظواهر النحوية
تناول الباحث قي هذا الفصل الظواهر النحوية في اللهجة, وقسمها إلى ثلاثة أقسام:
الأول:بناء الجملة وأنواعها, وتحدث فيه عن أقسام الجملة, حيث قسمها إلى قسمين:
أ‌-     الجملة البسيطة(الجملة الأسمية,الجملة الفعلية)
ب‌- الجملة المركبة(الجملة المركبة ذات الإسنادين المتداخلين,الجملة المركبة ذات الإسنادين المستقلين)
الثاني: مطيلات الجملة الاسمية والفعلية؛ وتحدث فيه عن:
·      نواسخ الجملة الأسمية(الأفعال,الحروف), المفاعيل (المفعول به, المفعول معه, المفعول المطلق, المفعول فيه, المفعول له), الحال, التمييز, الاستثناء, التوابع (النعت,التوكيد,البدل,العطف), الأدوات والحروف, (النفي, الإيجاب, حروف الجر, النداء ,الاستفهام ), لا السابقة للفعل, أدوات أخرى, ظاهرة الإعراب.
الفصل الرابع: الظواهر الدلالية
 ويعرض فيه الباحث مظاهر التطور الدلالي(تخصيص الدلالة- تعميم الدلالة- نقل الدلالة), وأشكال التطور الدلالي (الترادف- المشترك اللفظي- التضاد), ويذكر فيه معجم مفردات اللهجة مبينا علاقتها بالعربية الفصحى ,وعلاقتها باللغة اليمنية القديمة, ماأمكن ذلك,وقد قسم مفردات المعجم تقسيما موضوعيا على النحو الآتي:
-         المنزل وأدواته, الزراعة وأدواتها, الحيوانات والرعي, الطباع والإنسان, العادات والتقاليد , الثياب والزينة, التضاريس والمناخ.
الخاتمة: تتناولت النتائج التي توصل إليها الباحث.
قائمة المصادر والمراجع, ثم ملحق بنماذج من نصوص اللهجة.



[1]  التطور اللغوي، عبد الصبور شاهين - مؤسسة الرسالة, بيروت,  ط2 1985م – 11.
[2]  مناهج البحث في اللغة ،تمام حسان – مكتبة الإنجلو المصرية,القاهرة, 1990 – ص202،201.
[3] -اللهجات وأسلوب دراستها ,أنيس فريحة,دار الجيل بيروت,ط1 ,1989م,118.                   
[4] - اللهجات واسلوب دراستها ,113.
[5] - لهجة منطقة الوازعية ،عبد الله القدسي – رسالة ماجستير – جامعة صنعاء – كلية الآداب قسم اللغة العربية – 1997م – ص5.


1-الأصوات والأبنية في لهجات قرى سمسطا، إمام عبد الفتاح الإمام:– رسالة ماجستير قسم علم اللغة والدراسات السامية والشرقية – كلية الدراسات العربية والإسلامية – جامعة القاهرة فرع الفيوم – ص9.

ليست هناك تعليقات: