2014/12/30

معنى - لهد ولهط

معنى لهد ولهط



محاولة تأصيلية جميلة، لمفردة دارجة، ويظنها الناس عامية لا أصل لها في الإستعمال الفصيح.وأكثر ما يستخدم الناس هذه المفردة ( لَهَط ) عندما يتحدثون عن الفساد في المال العام؛ فيقولون أن المسؤول الفلاني (لهط) الوزارة، وهكذا.
وأرى أن أصل ( لهط ) هو الفعل ( لَهَدَ )، والعدول عن الدال إلى الطاء دارج في لهجات العرب.جاء في قاموس الفصاحة العمانية؛ وحي من الأصالة والبلاغة في لسان الدارج العماني الفصيح، لأبي القاسم محمود بن حميد الجامعي، تحت المادتين ( لهد ) و ( لهط ):
يلهد : يأكل بشراهة .المثال : "انزين سير لهده كله" .المعجم : لَهَدَ ما
في الإناء يَلْهَدُه لَهْدًا: لَحِسَه و أكَلَه؛ قال الجعدي:
و يَلْهَدْنَ ما أغنى الوليُّ فَلَمْ يُلث ............ كَأنَّ بِحَافَاتِ النِّهاءِ المَزَارِعَا.
يلهط : يضرب.المثال : "جالس يلهطه بعصا".المعجم : لَهَطَ يَلْهَطُ لَهْطًا: ضرب باليد و السَّوط، و قيل: اللَّهْطُ الضرب بالكف منشورة أيَّ الجسد أصابت. و لَهَطَ به الأرض: ضربها به.وجاء في لسان العروس: (صفحة : 2258) لهد الشيء: أكله أو لحسه، وعبارة اللحياني في النوادر: ولهد ما في الإناء يلهد لهدا: لحسه وأكله، ... لهد فلانا لهدا ولهدة، الأخير عن ابن القطاع، أي دفعه دفعة، لذلك فهو ملهود، وقال الليث: اللهد الصدمة الشديدة في الصدر. وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه لو لقيت قاتل أبي في الحرم ما لهدته أي ما دفعته.
وألهد الرجل: ظلم وجار...قال ابن القطاع: ألهد اللهيدة: صنعها من أطعمة العرب، وهي العصيدة الرخوة ليست بحساء فتحسى ولا غليظة فتلتقم، وهي التي تجاوز حد الحريقة والسخينة، وتقصر عن العصيدة، كذا في الصحاح.
وفي صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْنَا: بَلَى قَالَ قَالَتْ لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ فَلَيْسَ إِلَّا أَنْ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ فَقَالَ مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً قَالَتْ قُلْتُ لَا شَيْءَ قَالَ لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي قُلْتُ نَعَمْ فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي، ثُمَّ قَالَ: أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ قَالَتْ قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولِي السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ.

عسى أن أكون وفقت في هذه الإضافة، نزولاً عند طلبكم.

والله تعالى أعلم.

ليست هناك تعليقات: