2015/01/20

من الدخيل في لغتنا

لغتنا العربية - أخي الكريم - قد أثرت في الكثير من اللغات بحكم عوامل معروفة .. لكن الذي أؤكد لك عليه هو أن اللغة العربية (( لم تتأثر باللغات المجاورة كثيرًا رغم الاختلاط بين العرب والشعوب الأخرى ، حيث بقيت قواعد اللغة العربية وبنيتها كما هي ، لكن حدثت حركة استعارة من اللغات الأخرى مثل اللغات الفارسية ، واليونانية ، لبعض المفردات التي لم يعرفها العرب )) . . ومن الاستعارات اللغوية الحديثة ، سواء المكتوبة أم المحكية ، من اللغات الأوربية مثلا ، التي لم تكن موجودةً في اللغة العربية سابقا ، فكانت فيها بعامل (( التأثير والتأثر)) أذكر :
المصطلحات السياسية (الإمبريالية ، الأيديولوجيا ... ) ، أو في مجال العلوم والفنون أذكر (رومانسية ، كلاسيكية فلسفة ... ) أو في مجال التقنيات أذكر : (باص ، راديو ، تلفون ، كمبيوتر ... ) ...

إلاّ أن ظاهرة الاستعارة هذه ليست حديثة العهد ، حيث قامت اللغة العربية باستعارة بعض المفردات من اللغات المجاورة منذ القدیم ، افتقارًا للمعنى‌ (أي تعبيرًا عن مفردات لم تكن موجودة في لغة العرب) (بوظة - نرجس - زئبق - آجر - ورق - بستان - جوهر (مجوهرات) - طربوش - مهرجان - باذنجان - توت - طازج - قناة - فيروز من الفارسية البهلویة مثلًا) . وبشكل عام فإن تأثير الفارسية أكثر من لغات أخرى كالسريانية ، واليونانية ، والقبطية ، والكردية ، والأمهرية .. ومما هو جدير بالذكر دخول بعض الكلمات التركية والبربرية ، في لهجات المغرب العربي مثل( فـَـكـْرُونْ ) لــ ( السلحفاة ) وهكذا .

لكن الجدير بالتأكيد عليه هنا هو أن اللغات الأخرى قد أخذت ، وتغذت على اللغة العربية لا في كلمات ، بل وفي بنى لغوية لم تكن في تلك اللغات ؛ وذلك بفضل الإسلام ، والجوار الجغرافي ، والتجارة (فيما مضى) . هذا التأثير مشابه لتأثير اللاتينية في بقية اللغات الأوروبية . وهذا ملاحظ بشكل واضح في اللغة الفارسية حيث المفردات العلمية معظمها عربية ، بالإضافة للعديد من المفردات المحكية يوميا مثل :( ليكن ) فهي ( لكن ) و( باستثناي ) التي هي ( باستثناء) .

أما اللغات التي للعربية فيها تأثير كبير ( أكثر من 30% من المفردات) هي :

الأردية ، والفارسية ، والكشميرية ، والبشتونية ، والطاجيكية ، وكافة اللغات التركية ، والكردية ، والعبرية ، والإسبانية ، والصومالية ، والسواحيلية ، والتجرينية ، والأورومية ، والفولانية ، والهوسية ، والمالطية ، ولغة البهاسا (مالايو) ، ولغة ديفيهي (المالديف) ، وغيرها .

إن بعض هذه اللغات ما زالت تستعمل الأبجدية العربية للكتابة ومنها : الأردو ، والفارسية ، والكشميرية ، والبشتونية ، والطاجيكية ، والتركستانية الشرقية ، والكردية ، والبهاسا ( بروناي ، وآتشيه ، وجاوة ) .

وأخيرا فإن اللغات الأوروبية دخلت فيها بعض الكلمات العربية ؛ مثل الألمانية ، الإنجليزية ، الإسبانية ، و الفرنسية ...

والخلاصة هناك (( تأثير )) ، ثم (( تأثر )) كما في الأدب . وكما سنستفيد منكم هنا في بعض أصول و معاني الأسماء لاكل الأسماء .


عبدالرحمن الخرشي
كاتب وناقد

ليست هناك تعليقات: