2015/02/23

اعتبر اليونانيين "عرب أوروبا"

جمعان عبدالكريم اعتبر اليونانيين "عرب أوروبا" . أكاديمي سعودي يخشى اندثار اللهجات المحلية 


عبّر أستاذ اللسانيات في جامعة الباحة الدكتور جمعان بن عبدالكريم عن خشيته من اندثار اللهجات المحلية، بسبب تبني الأجيال الجديدة للهجات الوافدة، لكنه من جهة أخرى بشّر بتعافي اللغة العربية الفصيحة على أيدي النخبة من أساتذة الجامعات ورموز الإعلام وأعضاء مجامع اللغة كونها تمثل هوية للأمة المنتسبة لها، مؤكداً تماس لهجة منطقة الباحة مع اللغة الفصيحة، مستشهداً بما ورد عن عدد من علماء اللغة بعد عصر الاحتجاج، معدداً ألفاظاً لا تزال دارجة على ألسن العامة منها"إليك التنبيهيية، وهلم بمعنى أقرب، واكفت، ودواحيس، وتمرطس، وعثري"مشيراً إلى أن اندثار الكثير من اللهجات المناطقية واندراجها تحت مظلة ما يوصف باللهجة الوطنية الموحدة.
وتناول ابن عبدالكريم في محاضرة له نظمها المقهى الثقافي في فرع جمعية الثقافة في الباحة بعنوان:"الفصيح بين المظهر والتمظهر"أدارها الإعلامي أحمد الهلالي التفريق بين الفصاحة والبلاغة، مبدياً إعجابه باللغة اليونانية، لافتاً إلى تداخلها مع العربية كون اليونانيين عرب أوروبا كما وصفوا.
ونفى في سياق الورقة مقولة المفكر عبدالله القصيمي"العرب ظاهرة صوتية"موضحاً التساوق بين الظاهرتين الفاعلة والصوتية، باعتبار أن الفاعل على أرض الواقع أقوى صوتاً من غيره، وبما أن العرب غير فاعلين فإنه لا صوت لهم، فحضرتهم المعاصرة لا تعد كلاماً والفصاحة وجه من وجوه قوة الحجة، ناقلاً ما قالت العرب من أن الفصيح ينسب إلى خمس قبائل عربية"قيس وتميم وأسد وطيء وهذيل"واصفاً مفردة الفصحى بالمنحازة كون الفصاحة ليست حكراً على لغة بعينها، إذ لكل لغة فصاحتها وفصحاؤها، نافياً تطابق فصاحة اليوم مع فصاحة العرب في جاهليتهم أو عبر عصورهم الإسلامية الأولى.
وسند المحاضر دعوى"أفصح الناس أزد السراة"وأهالي منطقة الباحة خصوصاً بمقولات للخليل بن أحمد والهمداني، مشيراً إلى أن تهامة أقل فصاحة من السراة والبادية، داعياً في ختام المحاضرة إلى إعادة النظر في مناهج تعليم اللغة وصياغة الخطاب الإعلامي، ومساندة القرار السياسي لحضور الفصحى في مناشطنا ومناسباتنا، مستعيداً مع الحضور المتفاعل حياة اللغة وحيويتها، بما يمنح متعاطيها حيوية وقوة حجاج، مذكّراً باختيار أهالي القرى لأفصحهم وأقدرهم للتعبير عنهم في المناسبات الاجتماعية، ما يمنحهم المزيد من الفخر على غيرهم.

ليست هناك تعليقات: