2015/02/23

العربية بين الجهل والعامية

عزيزي رئيس التحرير
كل شيء له أصوله وأسسه التي يرتكز عليها وينطلق منها.
فكما أن للأجهزة الكهربائية ـ على سبيل التمثيل ـ دليلا إرشاديا "كتالوجا" يسترشد به مستخدم تلك الأجهزة، يتضمن الأسس التي تقوم عليها طريقة عمل تلك الأجهزة عند استخدامها، كذلك الحال بالنسبة لحياة الناس، فهي ذات منهج "كتالوج" يمثل الأسس التي تعبر عن جوهر ومكنون وثقافة وتراث حياة الشعوب.
ولغتنا العربية تمثل في حياتنا ـ كعرب ـ دورا كبيرا يعتبر المنهج "الكتالوج" الذي يعبر عن جوهر ومضمون أمتنا، فهي ميزة ميزنا الله بها عن سائر الأمم، وهذه منة ونعمة عظيمة من الله أنعم بها علينا.
هناك أمم غير عربية اعتنقت وتعتنق الإسلام، وهي أمم أعجمية "غير عربية" بمجرد اعتناقها الإسلام تصبح في حاجة لتعلم اللغة العربية، التي تمثل كلمة المرور لفك شفرة تعلم ودراسة القرآن الكريم الذي يحتاج ـ بالضرورة ـ إلى تعلم اللغة العربية وفهم معانيها ومشتقاتها ومضامينها، إضافة إلى تعلم السنة النبوية المطهرة، التي تحتاج أيضا لتعلمها ودراستها لتعلم العربية.
ورغم وجود نعمة اللسان العربي المبين الذي أنعم الله به علينا كأمة عربية مسلمة التي اختصر لنا بها طريقا طويلا، وهو طريق الاجتهاد والتعب والمثابرة من أجل تعلم اللغة العربية، ثم الاجتهاد من أجل تعلم تعاليم الدين الإسلامي والإلمام بها، إلا أننا ـ نحن العرب المسلمين ـ نفرط فيها، وفي تعلمها وتعليمها لأبنائنا، فتضيع بين الجهل والعامية : أي الجهل بها كلغة مهمة لنا في حياتنا وبقواعدها، في الوقت الذي يجب فيه تعلمها وتدارسها وتعليمها لأولادنا وللأجيال القادمة، إضافة للاهتمام الزائد باللغات الأخرى على حساب العربية، ناهيك عن طغيان اللهجات العامية على اللغة العربية التي أصبحت لا تفارق ألسنتا في كل وقت وحين.
إن نعمة اللغة العربية ميزة ميز الله بها "المسلمين العرب" ووفر عليهم بها أكثر من نصف الطريق نحو تعلم منهجهم و"كتالوج" حياتهم وهو الدين الإسلامي الممثل في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
قبل الختام:
ضياع لغتنا العربية بين الجهل بها وبين اللهجات العامية، يعني ضياع هوية، وثقافة، وتاريخ، وتراث أمتنا العربية المسلمة حاليا ومستقبلا، وعلى مر الأجيال.
الختام:
لغتنا العربية مسؤولية في أعناقنا فمن أحياها فكأنما أحيا الأمة العربية المسلمة كلها، ومن أماتها فكأنما أمات الأمة بأسرها.
ناصر أبو السعود محمود ـ الدمام

ليست هناك تعليقات: