2015/02/23

مجلة «الدوحة» تبحث التدافع بين اللغة العربية واللهجات

اليوم ـ الدوحة
ناقشت «مجلة الدوحة» في عددها الأخير من خلال ملف موسع، اصول اللهجات العربية والصراع أو التدافع العنيف أحيانا والخافت أحيانا أخرى، بين الفصحى واللهجات المحكية المنتشرة في كافة الأقطار العربية.
واشارت المجلة في تقديمها لهذا الملف الى أن الحكاية طويلة وخطيرة ربما. فمع ان لغتنا الفصحى ليست سوى محكية قريش، كما هو ثابت تاريخيا، فإن الصراع بين الفصحى والمحكية يتجدد باستمرار، وكأن كل تعثر يصيب العقل العربي يحول الفصحى إلى شماعة، تعلق عليها كل الانتكاسات والخيبات.
ولفتت المجلة إلى رواج الدعوات للعامية خلال القرنين الماضيين في بعض البلدان العربية، متسائلة : لماذا الايغال في الاحتفال بالمحكية وإهمال الفصحى؟ وتضيف : من الواضح أن ثمة اعتبارات هي بالتأكيد غير لغوية، تقف وراء كل هذا، بينها العرقي والسياسي وغيرهما.
ويقول الكاتب علي بن ابراهيم الدرورة في مقال ضمن ملف المجلة حول اللهجات : إن هناك جذورا قديمة لمسألة اللهجات، خاصة ان الخليج العربي مثلا مر بالعديد من الحضارات كالآشورية والسمورية والفينيقية والحيثية والهيلينية، ولاننسى أن في مجتمعات الخليج حتى اليوم من يتكلم بلغات غير العربية.
اما الكاتب مصطفى الولي فيشير الى أن المسألة تبدو أعمق من صراع بين فصحى وعامية، وان هناك حاجة أكيدة لتطوير العربية، كتابة ونحوا، بما يستوعب غنى المحكيات لفظا وتعبيرا، والفصحى نفسها يمكن لها أن تحتمل تباينات من اقليم عربي إلى آخر، بما يعزز مكانة اللغة والشعوب التي تنطق بها.

وكتب فاضل الربيعي تحت عنوان «الدلالات الهائمة» متناولا اختلاف الكلمات بين اللهجات وما تمثله من غموض ومشاكل بين الأقوام والأقطار. ويتساءل الكاتب: لماذا العرب دون الاوربيين لا يملكون معجما لتاريخ الكلمات؟ وبالاضافة الى هؤلاء الكتاب تضمن الملف مقالات لكل من نادر سراج والدكتور علي فهمي خشيم والدكتور جميل حمداوي وسليمان الحكيم، اشاروا فيها الى ان مسألة التدافع بين الفصحى والعامية او المحكية، تطرح قضايا وتفريعات عديدة، وهي تدل في أحد جوانبها على غنى اللغة العربية وقدرتها على التأقلم والتواصل مع العصر والتأثيرات الخارجية، ولكنها تفرض أيضا معضلة التواصل والوحدة اللغوية والخوف من انصهار الفصحى في «فوضى» اللهجات.

ليست هناك تعليقات: