2015/04/13

رئيس جمعية اللهجات والتراث الشعبي.. د. فالح العجمي لـ(الجزيرة):

رئيس جمعية اللهجات والتراث الشعبي.. د. فالح العجمي لـ(الجزيرة): 
40 سنة واهتمامنا متواصل بالجوانب والمعطيات الثقافية للموروث الشعبي 

الجزيرة» - جواهر الدهيم 

تقوم الجمعية السعودية للهجات والتراث الشعبي بدور كبير من خلال اهتمامها بتراث بلادنا الغالية ودراسة ثقافة الجزيرة العربية. وتعمل الجمعية على جمع التراث والإفادة منه بما يخدم اللغة العربية الفصحى ويساند حقوقها المعرفية المتعددة. ومن هذا المنطق أنشأت جامعة الملك سعود بالرياض الجمعية السعودية للهجات والتراث الشعبي منذ حوالي 40 عاما.. ولمزيد من الضوء على هذه الجمعية والتعرف على أهدافها وأنشطتها واهتماماتها التقت (الجزيرة) مع أ.د فالح بن شبيب العجمي أستاذ اللسانيات بجامعة الملك سعود ورئيس مجلس إدارة
جمعية اللهجات والتراث الشعبي. 

الأهداف والغايات 

عن تأسيس الجمعية يقول د. فالح: أسست جامعة الملك سعود الجمعية السعودية للهجات والتراث الشعبي منذ 40 سنة. حيث تهتم بما يتصل بالمعطيات الثقافية المتنوعة في السعودية في جوانبها المادية. وغير المادية وتركز على جميع ما يتعلق بالجانب الشفهي من الموروث الثقافي من حيث الرصد والجمع والتصنيف وجعل تلك المواد متاحة للباحثين لدراستها وتحليلها. وتحاول الجمعية القيام بهذه المهمة الكبيرة بمساندة ودعم المؤسسات المهتمة بالتراث ويؤمل أن تستطيع الجمعية النهوض بهذه المسؤولية الحضارية للثقافة العربية بشكل عام وللثقافة السعودية على وجه الخصوص، ويذكر فالح أن عدد أعضاء الجمعية يبلغ 100 عضو متطوع إضافة إلى العضوات المتطوعات في القسم النسائي من كل المحافظات. ويقول رئيس الجمعية: بدأت الجمعية عند تأسيسها بنشاط وفعالية حيث عنيت بإقامة مهرجان سنوي للتراث الشعبي بمختلف أشكاله في الدرعية، ثم ما لبثت أن توجهت إلى العمل الأكاديمي بعد أن تولى المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الحرس الوطني مهمة الاحتفالات الشعبية مستفيدا من تجربة الجمعية في تلك الأنشطة الشعبية. 

وعن أهم الأهداف والغايات التي تسعى إليها الجمعية يشير إلى أن الدين الإسلامي واللغة العربية الفصحى الركيزتين الأساسيتين للهوية وتسعى إلى ربط أهدافها ومشروعاتها بهاتين الركيزتين وبما يعززهما ويؤكد أهميتهما. 

لذلك تؤمن الجمعية بضرورة المحافظة على اللغة العربية الفصحى لغة للدين والتعلم والإعلام وتؤكد أهمية المحافظة على سلامة مفرداتها وتراكيبها وأساليبها، ومن هنا فإن الهدف هو جمع اللهجات وتدوينها ودراستها وتحليلها، ولا يعني بحال من الأحوال الدعوة إلى تبني اللهجات بديلا للغة الفصحى، كما تؤكد الجمعية إيمانها بأن ما تحقق لهذا البلد من وحدة مكسب وطني يجب على الجميع المحافظة عليه ومن الأهداف هناك هدفان رئيسيان مترابطان أولهما يتعلق بالعمل الميداني لجمع المادة الشفهية والآخر يتعلق بإجراء الدراسات الأكاديمية على تلك المادة. 

رصد التراث الشفوي 

إن الجمعية تسعى إلى رصد التراث الشفهي في المملكة العربية السعودية من مصادره الأساسية الشفهية والمكتوبة بما يتضمنه من عادات وتقاليد وقيم وتصورات وأشكال لغوية مختلفة وموروث سلوكي تكشفه المادة الشفهية، وما تحويه تلك المادة من حكايات وقصص وأساطير وأمثال ونوادر ونكت ومواعظ وأهازيج وألعاب ورقصات واحتفالات وغيرها من المنجز الفلكلوري للناس، ثم تصنف تلك المادة لكي تكون متاحة للباحثين والباحثات في مختلف الحقول المعرفية التي تسعى إلى دراسة هذا المنجز الحضاري والإفادة منه. 

ويضيف رئيس الجمعية حول الهدف الذي يتعلق بالبحوث والدراسات العلمية أن الجمعية تهدف إلى دراسة الموروث الشفهي في المناطق المختلفة من المملكة العربية السعودية دراسة عملية التي من ضمنها دراسة اللهجات ووصفها وصفا علميا من حيث الأصوات والمفردات والتراكيب والدلالة، ومحاولة المقارنة بين تلك اللهجات العربية في الدول المختلفة من جهة ومقارنتها باللغة العربية الفصحى في مستوياتها المختلفة قديما وحديثا من جهة أخرى. 

اهتمامات الجمعية الأكاديمية 

عن هذا الجانب تحدث رئيس الجمعية بقوله: من اهتماماتها الأكاديمية التي عنيت بها وما زالت قائمة ما يأتي: 

دعوة الباحثين لدراسة اللهجات في الجزيرة العربية والبحث في التراث الشعبي، ونظرا لارتباط الجمعية بقسم اللغة العربية وآدابها فقد كانت الصلة بينهما قوية ومتلازمة، فما يحصل في الجمعية يجد له صدى مباشرة في القسم ونتيجة لذلك فقد ابتعث أحد المعيدين في القسم وهو حمزة بن قبلان المزيني لدراسة إحدى اللهجات في الجزيرة العربية عام 1392هـ وحصل على درجة الماجستير عن رسالته عن اللهجة العربية في الحجاز عام 1396هـ، وكانت أطروحته للدكتوراه عن (لهجة البادية في الحجاز) التي أنجزها عام 1401هـ من جامعة تكساس في الولايات المتحدة وكانت أطروحة الدكتوراه للدكتور محمد بن سليمان السديس هي دراسة نقدية موازنة (الأمثال الشعبية) في نجد من جامعة ليدز ببريطانيا، إضافة إلى العديد الذين حصلوا على شهادات الدكتوراه عن الأدب الشعبي والشعر العامي والتراث السردي الشفهي في الجزيرة العربية. 

كما اعتنت الجمعية بالمنهج العلمي في دراسة اللهجة وربط ذلك باللغة الفصحى للتعرف على الظواهر اللغوية المشتركة ومحاولة تفسير التغيرات اللغوية تفسيرا علميا بالتعاون مع قسم اللغة العربية وآدابها. 

الإنجازات 

وعن أهم إنجازات الجمعية يقول الدكتور فالح: أسست متحف التراث الشعبي في جامعة الملك سعود ويحوي مجموعة من القطع الأثرية والعناصر التراثية الخاصة بموروث الجزيرة العربية التي تبرع بعدد منها أعضاء الجمعية ومنسوبو قسم اللغة العربية وآدابها ويعد أول متحف علمي للتراث الشعبي في المملكة، ولا يزال محل اهتمام الجامعة ويحظى بزيارة الوفود والزوار بشكل مستمر للتعرف على الجانب التراثي من ثقافتنا كما أنشأت معملا للهجات الصوتي الذي لا يزال قائما ويستفيد منه المتخصصون في اللغة في تحليل الأصوات ودراستها. وأنجزت أول رسالة ماجستير في قسم اللغة العربية وكانت عن اللغة المحلية في إحدى اللهجات العربية في الجزيرة العربية (حوطة بني تميم) في عام 1400 لمحمد البابل بإشراف محمد حسن باكلا وعضوية أحمد الضبيب رئيس الجمعية آنذاك، كما أنجزت رسائل علمية في القسم عن (قصص الامتثال) وعن القيم الأخلاقية في شعر أبي العتاهية وغيرها، كما حرصت الجمعية على الإفادة من أبحاث أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية وآدابها ومن مؤلفاتهم التي لها علاقة باهتمام الجمعية سواء في الدراسات اللغوية أو الأدبية التي تركز على عناصر في التراث العربي. 

المشروعات والبرامج 

جمع التراث الشفهي من مختلف مناطق وتصنيفه وجعله متاحا للباحثين. وتم وضع أرشيف فولكلوري شامل لمختلف المعطيات الفكرية والمادية لتراث المملكة مع العناية بتوفير أرشيف إلكتروني وفق المداخل العلمية العالمية لهذه المادة، ووضع أطلس لغوي للهجات المملكة العربية السعودية وجمع الفلكلور الغنائي من مختلف المناطق وتوثيقه ووضع نوتة موسيقية لكل فن وإخراج أفلام توثيقية وبرامج تلفزيونية عن هذه الفنون ونشر سلسلة عن الحكايات الشعبية والحكايات الخرافية من مختلف مناطق المملكة وإصدار المجالات العلمية ومنها مجلة الخطاب الثقافي وهي مختصة بالجانب الشعبي من الثقافة العربية، وإصدار مجالات ثقافية غير محكمة معنية باهتمام الجمعية ومن المطبوعات التي تخطط الجمعية لنشرها مجلة الموروث الشعبي، ومجلة معنية بدراسة الأمكنة والبلدان السعودية، ومجلة معنية بالفن الغنائي الشعبي وهي مجلات ذات طابع ثقافي حرصت الجمعية على التخطيط لها بدقة ومنهجية لكي تظهر بما يليق، حيث تحرص هذه المطبوعات على تقديم الثقافة الشعبية وفق معطيات محدودة وتستند الى لغة بسيطة وأسلوب مناسب إضافة إلى إصدار سلسلة من الكتب العلمية التي لها صلة باهتمام الجمعية، ولدى الجمعية عدد من الكتب المرشحة للطباعة بعضها مترجم وبعضها مؤلف كما تم إنجاز عدد من الموسوعات العلمية الشاملة بالتعاون مع فرق بحث مختصة، ومن تلك الموسوعات التي تخطط الجمعية لتنفيذها، موسوعة الألعاب الشعبية في المملكة وموسوعة النباتات والأشجار البرية في الجزيرة العربية، موسوعة التمور في المملكة وموسوعة الأزياء الشعبية في الجزيرة العربية وموسوعة الشاعرات السعوديات وشعرهن الشعبي وموسوعة العلاج الشعبي وموسوعة الطيور والحيوانات في الجزيرة العربية وموسوعة الموسيقى والأغاني الشعبية وغيرها وتقدم هذه الموسوعات المادية العلمية الدقيقة بعد توثيقها من مصادرها وتستثمرها في الكشف عن الجوانب الثقافية المرتبطة بتلك المواد المأخوذة من البيئة وعلاقتها بالإنسان وحياته، ومن برامج الجمعية أيضاً إقامة أسابيع ثقافية تتضمن مسرحيات شعبية ومحاضرات وندوات ومتاحف ومعارض فنية للتراث الشعبي. 

ليست هناك تعليقات: