2015/06/27

اللغة المهرية مهددة بالانقراض


اللغة المهرية


نموذج لنص مهري مكتوب بالأبجدية العربية في محاولة من قبل احدهم لإضافة وإقتراح خمسة رموز للخمسة حروف الخاصة بالمهرية.
نموذج لنص مهري مكتوب بالأبجدية العربية في محاولة من قبل احدهم لإضافة وإقتراح خمسة رموز للخمسة حروف الخاصة بالمهرية.
بينما كنت انا وعدد من زملائي الطلاب من مناطق مختلفة من بلادنا ومن بلدان عربية أخرى نتحدث في إحدى ليالي العاصمة الماليزية كوالالمبور، تطرقنا للحديث عن المهرة، فتفاجأت بأن كثيراً من الحاضرين يعتقدون أن اللغة المهرية مجرد لهجة، وليست لغة قائمة بحد ذاتها، كما أن لدي معظمهم نفس الفكرة تجاه اللغة السقطرية أيضاً. . ولذلك، فكرت أن أساهم من خلال هذه المدونة في التعريف بهاتين اللغتين وبالتراث الثقافي للذلك الجزء من الوطن الحبيب.
 سأتناول هذه المرة اللغة المهرية، بينما سأتناول اللغة السقطرية في كتابات أخرى، وإذا أتسع لي الوقت سأتطرق للحديث عن بقية اللغات العربية الجنوبية الأخرى مثل الشحرية وغيرها.
واللغة المهرية هي لغة تمتلك كل أساسيات اللغة ومقوماتها ومميزاتها، كما إنها تتميز بالقدم، وتتمتع بقواعدها الخاصة، وبثروة كبيرة من المفردات، إلا إنها لا تمتلك أبجدية خاصة بها، ولذلك نجد اليوم الجيل المهري الجديد يحاول كتابتها بالأبجدية العربية، وخصوصاً أن اللغة المهرية تنطق بكافة حروف اللغة العربية الـ 28 حرفاً، إضافة إلى خمسة حروف أخرى ليس لها مقابل في اللغة العربية، فهي حروف مهرية صرفة من حيث النطق ومخرج الكلمة وحركة الفم واللسان.
ويبدو إن عدم وجود مجمع للغة المهرية، أو مؤسسة تعني بشؤونها، قد أسهم في بقاءها بدون كتابة، وبدون إعتماد رموز للحروف المهرية البحتة التي لا يوجد لها مقابل في الابجدية العربية مثل الشين المهرية وهي غير الشين العربية، التي لاحظتُ في المنتديات الإلكترونية أن بعض المهريين يكتبونها بطرق عدة كأن يعبرون عنها بحرف السين مع إضافة نقطة واحدة عليها، أو ثلاث نقاط تحتها. . وهناك حرف مهري آخر يكاد يجمع في لفظه بين الشين والعين “شع”، ولا أدري بأي رمز يعبرون عنه عند إستخدام اللغة العربية لكتابة اللغة المهرية. أضف إلى ذلك حرفاً آخر يشبه لفظ الصاد، وحرف رابع يشبه حرف القاف، بالإضافة إلى حرف آخر يشبه لفظ الضاد تقريباً.
واللغة المهرية تعتبر اليوم واحدة من اللغات المهددة بالانقراض إلى جانب اللغات العربية الجنوبية الحديثة الأخرى مثل السقطرية والشحرية (الجبالي) والهيبوتية بالإضافة إلى الحرسوسية والبطحرية التي يعتبرها البعض لهجات مهرية، وهي لغات تستخدم في الخطاب اليومي لأقليات في جنوب شبه الجزيرة العربية ( المهرة وسقطرى وعمان) كما هو موضح في الخريطة في الأسفل باللغة الإسبانية إلا إنني عربت اسماء اللغات الموجودة في مفتاح الخريطة في وصف الصورة. والجدير بالذكر هو أن منطقة جنوب الجزيرة العربية هي المنطقة الوحيدة في العالم التي بقيت سامية اللسان خلال التاريخ، وتعد المهرية الأكبر والأقدم في عائلة اللغات العربية الجنوبية الحديثة (اللغات العربية السامية الشرقية).
ويقول أحمد التميمي- باحث في اللغة المهرية: ( أن اللغة المهرية حظيت باهتمام عالمي كبير، حيث أُرسل لها الباحثون من عدة دول أوروبية لمعرفة الجديد حولها، ففي عام 1983م أوفدت جامعة “السربون” الفرنسية الباحث انطوان لونيه والباحثة ماري جان سيمون، وكانت مهمتهما فك رموز هذه اللغة وإعداد قاموس كامل لها وقد اكتشف الباحثون أن الحروف والصوتيات الموجودة فيها غريبة ومختلفة عن الحروف العربية وهي نادرة في لغات شعوب العالم) انتهى كلام التميمي.
ولأن اللغة المهرية تمثل تراث إنساني مهم يمتد إلى الآف السنين، فهذا يجعلنا ندرك أهمية إنشاء كيان مؤسسي يُعني باللغة من جهة، وبالتراث والثقافة المرتبطين بهذه اللغة من جهة ثانية. . وذلك بهدف دراستها بشكل عام، وإعتماد نظام كتابة محدد، بما يتيح الفرصة لتدوين هذا التراث اللغوي، وتقديمه بشكل مكتوب لأهل أللغة أولاً، ولكل مهتم وباحث ثانياً. .
كما لا أنسى أن أشير إلى فكرة خطرت ببالي أثناء كتابتي لهذا المقال قد تبدو بسيطة، لكني أعتقد إنها ذات أهمية، ألا وهي تقديم دراما باللغة المهرية للناطقين بها عبر شاشة التلفزة، بالإضافة إلى تقديم برامج تلفزيونية باللغة المهرية إن لم تكن موجودة بالفعل. وأوجه أيضاً دعوة لكل الباحثين وطلاب كليات الآداب خصوصاً جامعة حضرموت، لتكون اللغة المهرية موضوع بحث. وأختم مع أغنية باللغة المهرية للفان المهري محمد المشعجل، يمكنك سماعها من خلال الرابط:

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

وش معنى ذا المثل
لهن ذكتيب بسماء يقوفد بأرض