2015/06/19

انواع المعاجم

أنواع المعاجم عرفت اللغة العربية عدة أنواع من المعاجم ، تلك التي تعني بشرح المادة اللغوية، مع ذكر الشواهد ـ ما أمكن ـ وبيان الضبط، وغير ذلك ، ومن هذه المعاجم :

1ـ معاجم الألفاظ : 

وهي ذلك النوع من المعاجم الذي يهتم بجمع ألفاظ اللغة ويرتبها ترتيباً معيناً ، ويقوم بشرحها والاستدلال على صحة ذلك الشرح ـ ما أمكن ـ بالشواهد المختلفة .

ومعظم معاجمنا العربية تندرج تحت هذا النوع ، وذلك مثل : العين للخليل بن أحمد ، والجمهرة لابن دريد ، ولسان العرب لابن منظور ، واساس البلاغة للزمخشري ، ومعاجم مجمع اللغة العربية بالقاهرة (الكبير ، والوسيط ، والوجيز) وغير ذلك .

2ـ معاجم الموضوعات :



وهي تلك المعاجم التي كانت الرسائل اللغوية الأولي نواة نشأتها ، مثل خلق الإنسان ، النبات والمطر ، السلاح ... الخ تلك الرسائل .

ولكنها أخذت في التطور شيئاً فشيئاص ، حتى وجدنا في لغتنا العربية أكبر معجم يندرج تحت هذا النوع ، وهو " المخصص " لابن سيده ، ويضم بداخله سبعة عشر سفراً ، استوعبت هذه الأسفار ما كان في تلك الرسائل الصغيرة التي سبقته .

3ـ معاجم المصطلحات : 

وهذا النوع يعني بشرح معاني مصطلحات الفنو ن المختلفة ، وذلك مثل المعاجم التي أخرجها مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، في هذا الشأن كالمعجم الفلسفي ، والمعجم الجغرافي ، والمعجم الطبي .. الخ .

ومن مؤلفات القدامى التي يمكن أن تندرج تحت هذا النوع كتاب " التذكرة" لداود الأنطاكي ، فهو في قسم كبير منه معجم للعقاقير والأعشاب الطبية ، وكذلك كتاب " حياة الحيوان" للدميري الذي جمع فيه أسماء الحيوانات ، والحشرات والزواحف ، والطيور معرفاً بها ، وبخصائص كل منها ، على طريقة عصره (1) .

4 ـ معاجم الأبنية :

وهي تلك التي تجعل من بناء الكلمة (وزنها الصرفي) أساساً للتصنيف ، فتجمع ، كل الكلمات التي من بناء واحد في مكان واحد(2) .

وقد تنوعت هذه المؤلفات ، فمنها : 

أ ـ ما عني بأبنية الأفعال عامة ، فوجدنا كتباً تحمل اسم " الأفعال " لكل من : ابن القوطية (ت367هـ) والسرقسطي (ت بعد400هـ) ، وابن القطاع (ت515هـ) .

ب ـ ومنها ما عني بالحديث عن صيغة معينة منها ، فوجدنا كتباً تحمل اسم " فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ " لكل من : أبي حاتم السجستاني (ت255هـ) ، والزجاج (ت367هـ) .

ج ـ ومنها ما عني بالحديث عن جانب من أبنية الأسماء ، فوجدنا كتباً تحمل عنوان " المقصور والممدود " لكل من الفراء (ت207هـ) وابن وَلاد (ت332هـ) والقالي (ت356هـ) كما وجدنا كتباً تحمل اسم "المذكر والمؤنث " لكل من الفراء، والسجستاني ، والمبرد (ت285هـ) ، والأنباري (ت328هـ) وغيرهم كثير(3) .

ولكن أكبر معجم للأبنية وصل إلينا هو ( ديوان الأدب ) للفارابي (ت350هـ) .

5ـ معاجم التثقيف اللغوي ولحن العامة : 

وبدأ الاهتمام بهذا النوع من الكتب من أجل تعليم الفصحى والابتعاد عن التأثيرات العامية في الاستخدام اللغوي ، وكان ذلك في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري ، ومن أهم هذه الكتب : ما تلحن فيه العامة للكسائي (ت189هـ) وإصلاح المنطق لابن السكيت (ت244هـ) ، وأدب الكاتب لابن قتيبة (ت276هـ) وتثقيف اللسان لابن مكي الصقلي (ت501هـ) ، ودرة الغواص للحريري (ت516هـ) (4) .

6ـ معاجم الظواهر الصوتية :

فقد أفرد كثير من علمائنا القدامى لبعض الظواهر الصوتية مؤلفات تتناولها وذلك مثل : الإبدال لابن السكيت (ت244هـ) ، والإبدال والمعاقبة والنظائر للزجاجي (ت337هـ) ، والإبدال لأبي الطيب للغوي (ت351هـ) .

ويدخل تحت هذا النوع،الرسائل التي تحدثت عن الفرق بين الضاد والظاء، فقد ألف في ذلك كثير من العلماء كأبي بكر القيرواني (ت318هـ)، وأبي الفهد النهدي البصري (ت320هـ)،وابي عمر الزاهد(ت345هـ) والصاحب بن عباد (ت385هـ) ، وأبي البركات بن الأنباري (ت577هـ) ، وجمال الدين محمد بن مالك (ت672هـ) ، وغيرهم كثير .

7ـ معاجم الظواهر الدلالية :

ونقصد بها تلك الكتب التي خصها مؤلفها بظاهرة دلالية معينة ، وقد تنوعت هذه المؤلفات ، فمنها مثلاً :

أ ـ نوع عني بظاهرة المتضاد في اللغة ، وقد ألف في هذا النوع كثيرون ، منهم : أبو علي محمد بن المستنير ، المعروف بقطرب (ت206هـ) وأبو سعيد عبد الملك بن قُرَيب الأصمعي (ت216هـ) ، وأبو محمد عبد الله بن محمد هارون الثوري 0ت230هـ) ، وغيرهم .

ب ـ نوع عني بظاهرة المترادف في اللغة ، وألف في هذا النوع من العلماء : الأصمعي ، فله كتاب سماه " ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه " ، والرماني (ت384هـ) ، ألف كتابه " الألفاظ المترادفة المتقاربة المعنى " وغيرهما .

ج ـ نوع عني بظاهرة المشترك اللفظي ، وألف في هذا النوع من العلماء : مقاتل بن سليمان البلخي (ت150هـ) ، وله كتاب " الأشباه والنظائر في القرآن الكريم " ، وأبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت478هـ) ، وله كتاب " الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز " وابو السعادات هبة الله بن علي المعروف بابن الشجري ، وله كتاب " ما اتفق لفظه واختلف معناه" ، وغيرهم .

د ـ نوع عني بظاهرة المعرب والدخيل ، وهذا النوع " يشتمل علي الكلمات المعربة والدخيلة التي أدخلت إلى العربية ، وتكون غالباً مرتبة ترتيباً هجائياً " (5) .

وألف في هذا النوع جلة من العلماء ، منهم : أبو منصور الجواليقي (ت540هـ) وله كتاب تحت عنوان " المعرب من الكلام الأعجمي " ، والسيوطي (ت911هـ) وله كتاب " المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب " ، والشهاب الخفاجي (ت1069هـ ) وله كتاب "شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل" ، وطُوبياً العِنِّيسي صاحب كتاب " تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه" ، والسيد أدى شِير صاحب كتاب " الألفاظ الفارسية المعربة" .

8ـ المعجم التطوري أو التاريخي : 

وهو معجم يعني ببيان أصل المعنى ، ثم يتتبع استعمالات اللفظ في المراحل التاريخية المتعاقبة ، وذلك كما فعل معجم أو كسفورد الإنجليزي ، وليس في اللغة العربية إلى الوقت الحاضر أثر لمثل هذا المعجم ، بالرغم من أهميته وقيمته في دراسة المفردات ـ سوي محاولة الشيخ عبد الله العلايلي في الجزء الأول من معجمه المسمي بـ " المرجع " (6) .

وهناك محاولة أخرى بهذا الصدد لم تكتمل ، وهي محاولة المستشرق " فيشر" ، فقد حاول هذا المستشرق أن يضع معجماً تاريخياً للغة العربية ، ووضع فيشر" منهجه لهذا المعجم ، ووافته منيته قبل إتمام هذا العمل .

9ـ معاجم الترجمة :

وهذا النوع يطلق عليه أيضاً المعاجم المزدوجة ، أو الثنائية اللغة ، وهي تلك التي تجمع ألفاظَ لغةٍ أجنبية لتشرحها واحداً واحداً ، وذلك بوضع أمام كل لفظ أجنبي ما يعادله في المعنى من ألفاظ اللغة القومية وتعابيرها .

ويلحق بهذا النوع ، تلك المعاجم المتعددة اللغات ، التي تعطي المعنى الواحد بألفاظِ عدة لغات في آن واحد ، فنجد مثلاً : قاموساً مكتوباً عليه : قاموس عربي /إنجليزي ، أو عربي /فرنسي ... الخ (7

ليست هناك تعليقات: