2015/08/18

السعودية.. 23 لهجة محكية ما تزال حاضرة بجنبات المملكة


السعودية.. 23 لهجة محكية ما تزال حاضرة بجنبات المملكة



 الرياض - مصطفى أبو عمشة - الخليج أونلاين


تضم السعودية ضمن حدودها الموطن الأول للغة العربية، مع تنوع كبير في اللهجات يفوق ما هو عليه في معظم الدول العربية الأخرى. إذ يتم تقسيمها عادة على عدة محاور، أهمها المحور الجغرافي، والقبلي، ومحور الحضارة والبداوة.
واللهجات في السعودية مصطلح يطلق على مجموعة اللهجات العربية المحكيّة ضمن حدود المملكة العربية السعودية، حيث تعتبر اللغة العربية اللغة الأم لأغلب سكانها، مع وجود أقلية من المواطنين يتحدثون ببعض اللغات السامية القديمة مثل اللغة الخولانية واللغة المهرية.
- 23 لهجة سعودية محكية
وقد وثق الباحث السعودي سليمان الدرسوني، في كتابه الذي حمل عنوان "معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية"، ما يقارب 23 لهجة سعودية ما تزال قائمة وبعضها في طور الشيخوخة، وقرر نشره إلكترونياً خلال الأيام القادمة مؤجلاً طباعته إلى وقت لاحق.
ويروي الدرسوني رحلة كتابه الذي يتجاوز الـ 700 صفحة، بالقول: "حددت أسماء اللهجات والمناطق للبحث ورصد ألفاظها، ما دفعني أحياناً للإقامة في مناطق مختلفة لفترات زمنية، لإدراك ومعرفة أكبر قدر من ألفاظ ومفردات وعادات كل تلك المناطق، وتمييز سمات اللهجات وأصواتها".
ويوضح الدرسوني في حديثه لـ "الخليج أونلاين، بأن البحث والرصد والتوثيق لهذه المفردات مستمر، فكل مفردة معرضة لأي طارئ يشكك في صحتها، فالتصحيح والحذف والإضافة مستمرة في النسخة الإلكترونية.
وعمد إلى التمهيد ليعرّف بأسماء اللهجات وسماتها ومميزاتها وظواهرها، كالقلب والإبدال، إذ يعدان من أهم الظواهر في لهجات العرب، وتمّ توضيح الدخيل فيها والأصل في المعاجم الكبرى لإثبات صحتها، والكلمة التي لم يجد لها أصلاً أو مرجعاً، ويعتقد أنها من "الفوائت"، عرضها على أصحاب الاختصاص لتوضيح حالها.
- خمسة أقسام رئيسية
وقسّم الدرسوني اللهجات السعودية إلى خمسة أقسام متنوعة، على رأسها لهجات وسط الجزيرة العربية، والتي تضم كلاً من لهجة نجد الحاضرة وتحديداً في وسط نجد، ولهجة نجد البادية، ومن ثمّ لهجة أهل القصيم، وكذلك لهجة أهل حوطة بني تميم ولهجة الدواسر.
أما القسم الثاني فيضم لهجات الشمال والشمال الغربي ومن ضمنها لهجة شمّر (أهل حائل) حاضرة وبادية ولهجة عنزة، إضافة إلى لهجة الحويطات ولهجة الشرارات.
وفي القسم الثالث، عمد الدرسوني إلى الحديث عن لهجات وسط غرب الجزيرة العربية "الحجاز"، ولهجة قبائل تهامة الحرمين، ولهجة أهل الحجاز الحاضرة في (مكة، المدينة المنورة، جدة، الطائف)، إضافة إلى لهجة جهينة (بادية، حاضرة).
القسم الرابع ضمّ في مضمونه لهجات جنوب غرب الجزيرة العربية وتعريف بلهجات الجنوب، ومن ضمنها لهجة قبائل "غامد وزهران" ومركزهم "الباحة"، ولهجة قبائل "رجال الحجر" ومركزها "النماص"، ولهجة قبائل شهران العريضة، إضافة إلى لهجة تهامة، وجازان، وكذلك لهجة قبائل يام "نجران"، وقبائل فيفاء.
وعن القسم الخامس فيختص بلهجات شرق الجزيرة العربية، من ضمنها لهجة القطيف وقراها، ولهجة الحساوية؛ والتي تعدّ لهجة أهل الأحساء، ولهجة الهواجر، إضافة إلى لهجة العجمان.
- الاستعانة بالمصادر التاريخية والجغرافية بتاريخ القبائل
وقد استعان الدرسوني في معجمه حول اللهجات السعودية على المصادر التاريخية والجغرافية المتعلقة في تاريخ القبائل، مثل كتب الأنساب والتراجم والطبقات، ومواقع القبائل ومواطنها وتنقلاتها داخل الجزيرة العربية، إضافة إلى كتب اللغة والتراث، والمعاجم العامية.
كما عمد الدرسوني على الاعتماد على دواوين الشعر النبطي خاصة في القرنين الـ 12 والـ 13 الهجريين، والأمثال الشعبية والحكم، والعادات والتقاليد، والقصص والروايات الشعبية، إضافة إلى التسجيلات الصوتية للهجات بنطق أهلها.
وسيعد هذا المعجم مرجعاً مهماً للجيل الجديد لزيادة معرفته حول تراثه اللغوي، إذ تؤكدّ كثير من المصادر بأن عدد اللهجات في السعودية يزيد على 50 لهجة وأغلبها متقاربة، وصدرت حديثاً معاجم متعددة تحاول توثيق اللهجات في السعودية، وتختلف فيما بينها في طريقة التوثيق والمنهج، لكنّ أغلبها محاولات فردية بعيدة كل البعد عن المنهج الأكاديمي المتخصص، ما يسيء لتلك اللهجة.
لكنّ معجم اللهجات المحكية للدرسوني يشكل طفرة جديدة من حيث تركيزه على اللهجات المعمول بها في الوقت الحاضر، والتي ما تزال حاضرة في السعودية، فحين قسم اللهجات إلى خمس مناطق جغرافية في خمسة أبواب، ضمت كل منطقة اللهجات التي في محيطها حاضرة وبادية، والفوائت من اللهجات العرقية، والتعريف بالمنطقة وسكانها، ومواقع القبائل الأصلية، ومن ثمّ معجماً دلالياً لألفاظها، ورتبت ترتيباً هجائياً.

ليست هناك تعليقات: