2016/01/13

شفرة أَبِيْهْ، أبيْها

في العامية السعودية، الوسطى والشمالية وبعض الشرقية، تُستخدَم كلمة «أَبِيْ» بمعنى أُريد. وترتبط «فعلاً مُضارعاً» مع مفعول به:
أَبي أكِل: أريد أكلاً، أبيْ أتكلم: أريد أن أتكلم، أبيْك: أريدك، أبيها: أريدها.. إلخ
الكلمة تُستخدَم فعلاً مضارعاً فقط، وليس لها فعل ماضٍ، ولا أمر. ترد الكلمة بصيغة المتكلم والمخاطب والغائب:
أبي نِبيْ، تِبي تبين تُبُون، يِبي تِبيْ يُبون. ولا يُمكن تصريفها في غير ذلك. كما لا يُمكن استخراج أيّ نوع من الاشتقاقات منها: اسم فاعل، اسم مفعول اسم هيئة، اسم مرّة.. إلخ. بل لا يمكن اشتقاق حتى مصدر منها.
وسبب ذلك؛ هو أن الكلمة ليست عربية في الأصل. بل وردت في لغتين ساميّتين، هي الحبشية وعِبرية العهد القديم، حسب الباحث السعودي الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب صاحب «معجم المفردات الآرامية القديمة ـ دراسة مقارَنة»، الذي نشرته مكتبة الملك فهد ضمن سلسلتها الثالثة برقم 63.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تُنطق الكلمة «أبَىْ»، فيقولون: أباك، يِباك، بالمعنى نفسه المستخدم لكلمة «أبِيْ».
ومعروف أن اللغات العربية والعبرية والحبشية هي لغات شقيقة تنحدر جميعها من اللغة السامية الأمّ. ويرى الباحثون اللسانيون ـ افتراضياًـ أن الأصوات والدلالات الموجودة في اللغة السامية توزّعت على بناتها: الآكادية والآرامية والعبرية والعربية والحبشية والكنعانية والأوجاريتية. ومن هذه اللغات تتفرّع لغات أخرى وتتداخل بشكل معقد.
وليس غريباً أن تُوجد كلمة من لغة مستخدمة عند أقوام يستخدمون لغة أخرى، وتنتشر انتشاراً كبيراً. وقد تخضع للقوانين اللغوية السائدة لدى المستخدمين الجُدد.

ليست هناك تعليقات: