2016/02/09

خلّي بالك ياواد

عبد العزيز المحمد الذكير

    كان الممسك بلهجة الحجاز والقادم إلى نجد يُنظر إليه كمُتحضّر، ويستطيع الحديث عن الفول والتميز والبليلة، هذا في المواد الغذائية، وهو أيضا يأتي بأسماء للملابس والمناسبات.
واللهجة الحجازية هي أقرب اللهجات العربية للفصحى حتى في مفرداتها ونغمات حروفها. خصوصا مكة والمدينة والطائف.
وعندما كنا صغارا وكنا نلعب بالدان، والتي تُمثل السيارات، نتعمّد أن نتكلّم مع بعضنا باللهجة الحجازية، على اعتبار أن سائقي سيارات الحمل التي تأتي إلى القصيم يقودها سائقون من أهل الحجاز، وفي نظرنا وهم كذلك أنهم الوحيدون المؤهلون.
قد يتفق معي آخرون بأن مكة المكرمة، تليها جدة ثم المدينة المنورة هي أكثر بلدان المنطقة العربية استيعاباً. وأقصد بمفردة الاستيعاب التحام تلك المدن بثقافات العالم الخارجي وبالأخص العالم الإسلامي.
في تاريخ تلك المدن يجد المتتبع عادات اجتماعية وغذائية لا تتسم بها بقية المدن السعودية.
ثمة عادات في الزواج والمناسبات العائلية لايشك أحد بسلامتها لكنها جاءت من خارج المنطقة. كذلك مفردات الترحيب والتوديع، فالإشارة إلى القلب بعد سلام الأيدي توجد في تلك المدن الثلاث وعلى نطاق واسع. وأظنها جاءت من مصر، خصوصاً مع من جاوروا البيت الحرام في القدم.
توجد مفردة لا تزال تستعمل في مكة، وهي مفردة "دستور" عندما يريد القادم الدخول إلى منزل فيه عائلة. وفي آخر الوقت أصبحت الكلمة اعتذاراً مقدماً عما يود المرء فعله. مثل مد الرجل في مجلس.
ولا تزال بعض المتاجر التي تبيع الأقمشة تستعمل مفردة "الياردة"، "الهنداسة". وفي معاملات العقار نسمع عن مفردة "الكوشان" هو مدون رسمي أظنه يعني رخصة البناء.
لاحظت أيضا أن من استوطنوا تلك المدن يمسكون - وبسرعة - اللهجة الحجازية. ربما لكونهم وجدوا فيها نعومة وحميمية أكثر من بعض المفردات النجدية.
binthekair@gmail.com

لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

ليست هناك تعليقات: