2016/02/26

جامعة قطر تُطلق المؤتمر العاشر للرابطة الدولية لدراسات اللهجات العربيّة

بمشاركة أكثر من 100 باحث ولأول مرة في الشرق الأوسط
جامعة قطر تُطلق المؤتمر العاشر للرابطة الدولية لدراسات اللهجات العربيّة


افتتحت يوم الأحد في جامعة قطر10-11-2013 أعمال المؤتمر الدولي العاشر للرابطة الدولية لدراسات اللهجات العربيّة، والذي يهدف إلى استعراض أبحاث عديدة تتناول جوانب مختلفة ذات الصلة باللهجات العربية، كما يُتيح للباحثين والخبراء تقديم دراسات تطبيقية ونظرية تؤدي للوصول إلى فهم أفضل للهجات اللغة العربية.

وسيُتيح هذا المؤتمر للباحثين المشاركين من مختلف الجامعات العربية والأوروبيّة تقديم أوراقهم البحثية بإحدى اللغات التالية العربية والانجليزية والفرنسية.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم تنظيم هذا المؤتمر في الشرق الأوسط، وقد اختارت اللجنة المنظّمة جامعة قطر لتكون مقراً لانعقاد أعمال المؤتمر باعتبارها منارة تعليمية متميزة في منطقة الشرق الأوسط.
وستستمر أعمال هذا المؤتمر حتى يوم الأربعاء القادم الموافق الثالث عشر من شهر نوفمبر الجاري، ويستضيف العديد من الخبراء والباحثين والمتخصصين في مجال اللغة العربية وعلومها من مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية في إسبانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج وبلغاريا وإيطاليا وأمريكا وكندا والسعودية ولبنان ومصر وليبيا والجزائر وتونس وغيرهم.

وفي كلمتها الافتتاحية، قالت أ. د. شيخة بنت عبدالله المسند رئيس جامعة قطر: "يكتسب هذا المؤتمر قيمته الفريدة من نزوعه إلى استثارة وعينا بواحدة من أكثر القضايا اللغوية العربية التي تُعاني من شحّ في المقاربات الأكاديمية الجادة، ونقص في المراجع المكتوبة، وضعف في الجهود المؤسسية المهتمة بها.

وعلى الرغم من بعض الجهود الفردية التي تولي اهتماماً بدراسة اللهجات العربية قديمها وحديثها، إلا أن هذا الجانب ما زال بعيداً عن بؤرة اهتمام المؤسسات التعليمية، والهيئات البحثية، رغم أن دراسة اللهجات هي من صميم عمل المؤسسات والمعاهد وليس الأفراد فحسب".
وأضافت د.المسند: "إننا في جامعة قطر حريصون كل الحرص على الدفع بجهود البحث العلمي بما في ذلك احتضان مثل هذه الفعاليات العلمية والمؤتمرات المتخصصة، وتوفير كل الشروط والمقومات الكفيلة بخلق فضاء علمي محفز يشجّع على الخلق والابتكار وإنتاج المعرفة، تجسيداً لرؤية قطر 2030 الساعية إلى وضع دولة قطر على خريطة المصدرين المتميزين للعلم والمعرفة".

وأملت د. شيخة المسند بأن يخرج المؤتمر بنتائج تمكّن العلماء والباحثين من المساهمة في وضع خارطة أكاديمية، ترصد حدود كل اللهجات العربية المتداولة في الوقت الحالي، وتمكنهم من الوقوف على المظاهر البنيوية لهذه اللهجات صوتيا ونحويا وصرفيا ومعجميا ودلالياً.
وقالت: "من المتوقع أن تُفضي هذه المقاربات العلمية إلى رفع مستوى الدراسة والبحث والتحليل للغتنا الفصيحة وسيمدها بمزيد من آليات التحليل".
بدوره قال رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر د.عزالدين بوشيخي: "إنه لمن دواعي سرورنا اليوم أن نستضيف نخبة من العلماء والباحثين والمهتمين في تطور اللغة العربية ولهجاتها للاجتماع في هذا الفضاء العلمي المتميز، ليناقشوا أبحاثهم، ويتبادلوا نتائج خبراتهم البحثية، ويوثقون صلات التعاون العلمي فيما بينهم.
وأضاف د.بوشيخي : وسيفرز هذا التنوع الأكاديمي للباحثين، تنوعاً ملحوظاً في المقاربات اللسانية النظرية والتطبيقية، لذا حرصنا كل الحرص أن يتضمن برنامج المؤتمر مقاربات مختلفة شملت دراسة تركيبية وصرفية وصوتية ومعجمية ودلالية".
وعن أهمية هذا المؤتمر، أضاف د. بوشيخي: "ليس يخفى أنّ موضوع اللهجات يشغل حيزا كبيرا في تاريخنا العربي، إلا أن أهميته تتضح عند معالجته معالجة علمية دقيقة للكشف عن خصائصه الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية والتداولية للأنساق اللهجية، وهو ما نطمح إليه في هذا المؤتمر، وستكشف الأبحاث المقدمة الأدوار التي تتقاسمها اللغة الفصيحة مع لهجاتها داخل المجتمع وما يترتب على ذلك من فوائد رسم السياسات اللغوية".

وقد تحدّث رئيس الرابطة الدولية لدراسات اللهجات العربية د. ستيفان بروشيزكا: "يسرني أن نتواجد في الشرق الأوسط للمرة الأولى لتنظيم هذا المؤتمر العالمي، لمناقشة مختلف القضايا المتعلقة بدراسات اللهجات العربية، وإنه لفخر لنا أن نتواجد في أحد أشهر الجامعات في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف د.بروشيزكا : وهذه المرة العاشرة التي يُعقد فيها هذا المؤتمر منذ تأسيس الرابطة الدولية لدراسة اللهجات العربية، ونلاحظ اقبال الباحثين والمتخصصين والعلماء لعرض دراساتهم ومخرجاتهم البحثية، وهو ما يؤكّد أن البحث في التنوعات العربية يحظى باهتمام كبير في العالم".
وقال أيضا: "يتحدّث اللغة العربية حول العالم أكثر من 200 مليون فرد، لذا فإنه من الطبيعي أن لا تكون لغة التواصل اليومية بين الأفراد موحّدة، وهو ما يخلق تنوّعاً ملحوظاً وأنماطاً لغوية متباينة تستحق الدراسة والبحث والتحليل، وهو ما لا يتواجد في لغات أخرى".
وأكّد د. ستيفان على أن دراسة اللهجات العربية وأنماطها المختلفة لا يتعارض مع اهتمام الباحثين باللغة العربية الفصحى، والتي تعتبر ركيزة العلم والأدب والثقافة والإدارة، كما أنها همزة الوصل بين الشعوب في 22 دولة عربية تمتد من الخليج إلى المحيط.
وأشار بدوره إلى أنّ الباحثين في علوم اللهجات تترتب عليهم مهمتين رئيسيتين هما: الحفاظ على العبارات والمفردات القديمة والعمل على تسجيلها، خاصة وأنها لن تعود موضع حاجة واستخدام في المستقبل، بالإضافة إلى دورهم في توثيق تطور اللغة العربية ودراسة كيفية تأثير وسائل الإعلام وغيرها على تغيرها وتطورها".
يُذكر أنّ الرابطة الدولية لدراسات اللهجات العربية، المعروفة اختصارا ب(AIDA)، تأسست عام 1993 في باريس، بهدف تشجيع دراسة اللهجات العربية وتعزيزها، وهي اليوم جمعية دولية رائدة في هذا المجال من البحث.
وتُشرف جامعة قطر بدورها على تنظيم هذا المؤتمر الهام من خلال لجنة تنظيمية تضمّ كل من د.علي الكبيسي رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر و د. عز الدين البوشيخي أستاذ اللغة العربية في قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم، و د. رضوان أحمد رئيس قسم اللغة الانجليزية واللغويات، و د. حافظ إسماعيلي علوي الأستاذ المساعد في اللغويات في كلية الآداب والعلوم، و د. طارق خويلة الأستاذ المساعد في اللغة الانجليزية و أ.غريس حوراني اختصاصية التدريب والتوظيف بكلية الآداب والعلوم.

ليست هناك تعليقات: