2016/03/06

المؤتمر الدولي للغة العربية يوصي بتعريب العلوم التقنية

دبي - محمد إبراهيم:
دعا المشاركون في المؤتمر الدولى الرابع للغة العربية، إلى إعادة النظر في القوانين والأنظمة والسياسات التي تسمح بإحلال اللغة الأجنبية بدلاً من اللغة الوطنية، في المؤسسات الحكومية والأهلية في جميع الدول العربية، فضلاً عن الاستثمار في "لغة الضاد"، والعمل على جعلها مصدراً من مصادر الدخل للأفراد والمجتمع والدولة أسوة باللغات الأجنبية .

جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر المنعقد في دبي خلال الفترة من 6-10 من الشهر الجاري، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فيما كرم المؤتمر 10 فائزين تتصدرهم الإماراتية مريم سعيج علي بالعجيد . ودعا المشاركون في المؤتمر من خلال 10 توصيات ركزت على مسؤولية جميع الأفراد، تجاه اللغة العربية، والاهتمام بالتعريب والترجمة العلمية والثقافية والتقنية والصناعية لسد الفجوة التي تتسع يوماً بعد يوم بين "العربية" والعلوم والمعارف والتقنية والصناعات الحديثة .

ونبهت التوصيات إلى مخالفة التعليم باللغة الأجنبية للدستور، حيث تهدد الوحدة والأمن الوطني والعربي، وتنذر بالكثير من التحديات الداخلية التي تعرض السيادة والاستقلال والوحدة والثقافة والثوابت الوطنية للخطر، وأوضحت أنه ينبغي أن تكون اللغة العربية مسألة أمنية وطنية وعربية بامتياز، معتبرة أن إضعافها وتهميشها، يعد اعتداء على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، ويعرض المجتمع للتشظي والانقسام اللغوي الذي يضرب الوحدة الوطنية .
ودعا المؤتمر، الأفراد والمؤسسات الحكومية والأهلية والعربية والدولية إلى الاستفادة من قانون اللغة العربية الذي أعده المجلس الدولي للغة العربية وتم اعتماده من اتحاد المحامين العرب .
شكر وتقدير
من جانبه، تقدم الدكتور علي عبدالله موسى، رئيس المؤتمر الأمين العام للمجلس الدولي للغة العربية، باسم جميع المنظمات العربية والدولية، والاتحادات والمجامع والجمعيات والهيئات المشاركة في تنظيم المؤتمر، وباسم ما يزيد على 2300 من العلماء والباحثين والمسؤولين والحضور الذين أتوا من 74 دولة بالشكر إلى دولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً على استضافتها للمؤتمر، والجهود التي يقدمها حكام الدولة لخدمة اللغة العربية، وخص بالشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، راعي المؤتمر .
وزخرت مناقشات، أمس، بمؤتمر اللغة العربية في دورته الرابعة بمناقشات عن دور المؤسسات الثقافية والعلمية في الاهتمام في اللغة العربية، وماهية المعايير المقترحة، إضافة إلى واقع الجامعات ومقررات اللغة العربية .
وقدمت ندوة دور المؤسسات الثقافية والعلمية والتي أدارها الأستاذ الدكتور بهاء الدين محمد جمال الدين الندوي، تصوراً لدور المؤسسات في إحياء اللغة العربية ومنها تجربة برامج اللغة العربية للناطقين بغيرها في دار زايد للثقافة الإسلامية بعدة بلدان .
تكريم الفائزين
وكرم الدكتور علي عبدالله موسى رئيس المؤتمر الأمين العام للمجلس الدولي للغة العربية، 10 فائزين بجوائز الأبحاث، فيما تصدر البحث الإماراتي "اللغة العربية والوقع الإعلامي" الأبحاث الفائزة، وقدمته الدكتورة مريم سعيج علي بالعجيد، كما تم تكريم باحثين من 9 دول مختلفة، حيث فاز بحث "اللسان العربي وغناه" للدكتور أبوبكر يحيى الذهبي من لبنان، والدكتور وائل معين الحاج عن بحث "مفهوم الذات النفسي والأكاديمي لدى الطلبة الناطقين بغير العربية" من الأردن، وبحث عن "دور كتاب اللغات المحلية بالحرف العربي" مقدم من الدكتور محمد أبوبكر، والأستاذ الدكتور العيد جلولي بن السايح فاز ببحث عن "أدب الأطفال ودوره في علاج الضعف اللغوي للطفل العربي" من الجزائر، وفاز البحث العلمي في "التراث الطبّي بوّابة التسويق وإيجاد فرص عمل للمتخرّجين في اللغة العربيّة" مقدم من الدكتور صادق عسكري من إيران، واستراتيجيات المحافظة على ملكة اللُّغة العربية، وتنميتها لدى متعلميها في بروناي دار السلام، مقدم من الدكتورعادل الشيخ عبدالله أحمد من السودان، ومن العراق فاز بحث الأستاذ الدكتور طارق أمين ساجر الرفاعي، "عن الطبع والصنعة أم فعالية اللغة"، ومن جمهورية مصر العربية فاز الدكتور محمد مسعود محمد أبوسالم عن بحث اللغة العربية المنطوقة والكتابات المُدونة وإشكاليتها في الوثائق العربية العُمانية والمصرية ومُشتملاتها من التصرفات القانونية في القرنين (،19 20م) .
منظمة دولية مستقلة
أعلن الدكتور عبداللطيف عبيد، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية عضو مجلس إدارة المجلس الدولي للغة العربية، خلال الجلسة الختامية استكمال المجلس هيكلته التنظيمية، وانطلاقه كمنظمة دولية مستقلة، تمثل المنظمات والهيئات والاتحادات والجمعيات والمجامع والمؤسسات التخصصية والعلمية الرسمية والأهلية التي تهتم باللغة العربية .
حماية الأجيال القادمة
دعا المجلس الدولي للغة العربية، الدول العربية والإسلامية إلى التضامن والتعاون مع المجلس الدولي، والتكتل حوله باعتباره يجمعها وينسق بينها، للنهوض باللغة العربية والعمل على رفع مستوى الوعي بها ونشرها وتعليمها بالطرق السليمة حتى تحافظ على هوية الأمة وثوابتها، وتسهم في تحقيق تنميتها وتحمي الأجيال القادمة وتعزز مكانتهم بين الأمم والشعوب .
قانون وطني
دعا المشاركون في المؤتمر، إلى سن قانون على المستوى الوطني والعربي، يجرم من يتعمد محاربة اللغة العربية أو إقصاءها وتهميشها وإبعادها من مواقعها الطبيعية، والعمل بفاعلية على إنزال العقوبات اللازمة لذلك .
واقع الجامعات
سلطت ندوة واقع الجامعات ومقررات وبرامج اللغة العربية، الضوء على معوقات تدريس اللغة العربية في الجامعات وفي مناطق التداخل اللغوي .
واعتبر المشاركون أن عدم تدريب معلم اللغة العربية على كيفية التدريس لطلاب التداخل اللغوى يمثل عائقاً بنسبة تتراوح بين 8 و52-100% .
وناقشت ندوة اللغة العربية بين الواقع والمأمول التحديات التي تواجهه اللغة، ومنها الازدواجية اللغوية، التعريف بالعربية المعاصرة، والمؤثرات بعامة (الفصحى - العامية - اللغات الأجنبية - الفرانكو أراب) .وأكد المشاركون أن اللغة لديها خصائص ومقومات ذاتية تؤهلها للعودة إلى ساحة التقدم الحضاري .
تعليم العربية لغير الناطقين بها
أوضح الدكتور عبيد الله بن أبوبكر الأنصاري في جامعة الهند، أن اللغة العربية تتمتع بمكانة مرموقة بين اللغات المختلفة الرائجة في الهند، والفضل يرجع إلى وجود عدد هائل من المسلمين فيها يبلغ عددهم نحو مئتي مليون مسلم . وبما أن هذه اللغة هي لغة العقيدة والفكر فقد قام المفكرون بنشر شبكة واسعة من المدارس العربية الإسلامية الأهلية لأغراض تعليم اللغة العربية والمواد الإسلامية . ومن جهة أخرى نجد أن هناك بعض الجامعات الحكومية التي يوجد فيها قسم مستقل للغة العربية وآدابها، غير أن تعليم اللغة العربية في هذه الجامعات يختلف تماماً عنه في المدارس العربية الإسلامية الأهلية، والاختلاف يعود في سببه إلى الأهداف والنتائج المنشودة، ولكنها لا تستجيب للمتطلبات العصرية فلا يكتسب الطالب القدرة على استغلال الفرص المتوافرة أمامه في المجالات المختلفة، إضافة إلى فقدان التعرض في الحياة العملية والحرمان من الوصول المباشر للسوق الحالي . وحول المفردات العربية في اللغات النيجيرية وكيفية استثماره في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها قال الدكتور عمر يونس من قسم الدراسات العربية والإسلامية، جامعة ميدغري، إن الدراسات المقارنة تهتم بنقاط التشابه بين اللغة العربية واللغات الأخرى، حتى يسهل تعلمها من حيث النطق بها والتعرف إلى دلالتها .
العولمة واللغة العربية
أكد عدد من الخبراء والمتخصصين في المؤتمر أن اقتحام العولمة للأسواق والتأقلم معها، جعل اللغة العربية في مأزق، معتبرين أن عولمة اللغة هي سيطرة اللغة الإنجليزية على بقية لغات العالم، وهي اللغة رقم واحد في التعامل التجاري، وقوة اللغة في عصرنا الحاضر مرتبطة بالقوة السياسية والقوة الاقتصادية، في وقت جاءت "العربية" في الترتيب الرابع، من بين اللغات الأكثر شيوعاً في العالم، بعد اللغات الصينية والإنجليزية والإسبانية .

ليست هناك تعليقات: