2016/04/01

الحلي وأدوات الزينة في شمال غربي المملكة.. فن وذوق




فاطمة البلوي
    لم يأت الموروث بذكر الذهب كذكره للفضة في منطقة تبوك رغم أن العرب هم من اكتشف معدن الذهب وزودوا جميع الحضارات به،لعدة أسباب منها، غلاء ثمنه لقاء الفقر السائد وصعوبة السفر به لغرض التجارة, لانعدام الأمن قبل توحيد البلاد وعدم استيراده وعرضه للبيع للتجارة بخلاف الفضة، ولرخص معدن الفضة مقابل الذهب.
صادفني غزيل أبو ثماني لابس مشنقة بمية ريالي

تفنن الصاغة المختصون بالحلية كمهنة، وحملوا اسمها كعائلات اختصت بهذه المهنة على مدى السنين، وتوارثوها أباً عن جد، فيقال (بيت الصائغ ) جعلتهم يتمتعون بيد متدربة على مستوى عال ، وحس فني يتقن الرسم والنقش والترصيع ، قادر على الغوص في ضمير المرأة لتحريك مكامن الإعجاب عندها تجاه هذا المعدن, الذي يثير شعورها بضرورة الحصول عليه, وتبرز مهارته, بمقدرته على إغرائها بالشراء وذلك بتعدد التشكيل, مراعيا فيها تنوع الأذواق, بتوفير الحلية لكل امرأة حسب ذوقها ودخلها المادي، وعبر الصاغة بما أنتجوه عما تمتع به أصحاب هذه المهنة في محاكاة لطبيعة المرأة في المنطقة فكانت الحلي المصنوعة من الفضة أغلى مقتنياتها كزينة محببة إلى نفسها .
العوارض
وسميت العوارض لعرض مقاساتها التي تتعدى السنتيمتر, وتلبس في معصم اليد, ولها أشكال ومسميات ونقوش مختلفة, ولا يلبس أكثر من اثنتين ومنها ما تكون واحدة تسمى العريضة منها.
المسكة
تلبس في الذراع وقد تغطي ما بين المعصم والكوع وتأخذ شكلا انسيابيا فتكون واسعة من ناحية الكوع وتأخذ بالضيق عند الكف, وهي مفتوحة تغلق طرفيها على اليد بواسطة مسمار ولها نقوش جميلة تداعب مشاعر المرأة حين لبسها.
غويشات
لبس بمعصم اليد وله أشكال وتصاميم مختلفة، ولا ينقص في لبسها عن اثنتين, ولا يزيد عن أربع, وتتشابه بالشكل, وتختلف عن بعضها في عرض القطر ليتناسب مع ذوق المرأة ويشبع رغبتها ويلبي ذوقها، ومن البناجر ما هو مغلق بشكل دائري أو مفتوح عند التقاء طرفيه ولها قفل، ومنها ما هو مبروم, وتكتفي أكثر النساء غويشة أو غويشتين بها دوائر مفرغة قدر حبة الزيتون حول الغويشة, مرصعة بالأحجار الكريمة, تصدر عند تحريك المرأة ليديها صوتا جرسيا, يميز كبر حجمها عند اصطدامها بعضها ببعض أثناء تحريك اليدين, تشعر المرأة معه بالفخر لامتلاكها للحلية، وقد تكون بدون دوائر في أكثر الحالات.
البناجر
تلبس بالمعصم وتصدر صوتا جرسيا موسيقيا تطرب بسامعه النساء أثناء حركة اليد تشعر المرأة معه بفخر امتلاكها لها, لأنها تلبس بمجموعات وبأعداد زوجية لا تنقص عند ستة بناجر ولا تزيد على 18 بنجرة في حال كان قطرها لا يتعدى نصف سنتيمتر وتأخذ نفس الشكل في العدد الملبوس وهي من الذهب أو الفضة ودخل عليها حديثا البليتين ويقال له الذهب الأبيض.
الشميّلات
شبيهة بالبناجر وتأخذ حجما أكبر وهي مضلعة ومطعمة بالكهرمان والأحجار الكريمة ودخل الذهب بهذا التصميم بعد التوحيد ورواج معدن الذهب بين النساء المطعم , واحدها الشميَلة, تلبس من قطعة أو قطعتين بالمعصم، وتكون مفتوحة من طرفيها توسع وتضيق بواسطة الضغط عليها إذا كانت قطعة واحدة , أو قطعتين مثبتة بمسمار فضي يتحكم في سعتها يسمح بتحريكه, ويقفل الطرفين الآخرين بمسمار فضي عند لبسه ، وتأخذ الشميلة أشكالاً مختلفة في النقوش والترصيع بالخرز أو الفيروز في الذهب.
أربع شميَلات ........فضه
من معصمي لا تنقصوها
ويتدلى أحيانا من مسطح الشميَلات بعض السلاسل الصغيرة المنتهية بأحجار كريمة, أو بوجود فراغات متباعدة على مسطح الشميَلات محشوة بفصوص وبألوان شائعة آنذاك كالأحمر والأزرق البحري والأسود, أو تتدلى من حواف الشميلات سلاسل منتهية بكور فضية تصدر نغمات جميلة تطرب معها روح المرأة فخرا بأنوثتها, أو تبرز من السطح مدببات تعطي شكل الشوكة .
الدملج : تلبسه المرأة في عضدها :
عند باب السلام ينقر طباله لحاله
والدمالج تصيح والطوق يرزع لحاله
صف الحجر
تأخذ شكل عملة مصفوفة فوق منتصف بعضها البعض, وتلبس بالمعصم, وتأخذ عددها حسب مقاس معصم المرأة التي تلبسه, لتكوّن شكلا جميلا من حلية العملة الفضية المستحبة والنادر امتلاكها, لغلاء ثمنها، تنتهي بمشبك في كل طرف يدخلان في بعضهما فيثبت في يد المرأة.
المطاوي :
وهي من اللدائن, ومصممة على شكل حلزوني, تضعه المرأة في يدها وأغلبه اللون الأحمر والأسود والبني, وكان أكثر ما يوجد في مكة وهي هندية الصنع .
قلبي غدن به لابسات القلادة
ويدينهن فيها المعاضد ملوّاة
الحزام
ما تزين المرأة به وسطها ويأخذ تصاميم عدة تتميز بالنقوش المتنوعة تتناسب وذوق المرأة قديما وتبرز لابسات هذه الحلية بين النساء لصعوبة اقتنائها لتمدحها النساء بما تملكه من زينة فيرددن وهو نوع من فن الرفيحي المشهور به منطقة تبوك:
يا من هي عندنا قومي
يا وسطك فضة ونجومي
الخواتم
حلية تخص الأصابع، فهناك خاتم (الشاهد) يلبس في أصبع السبابة ، وخاتم يخص الإبهام, وخاتم يخص الخنصر, ويسمى (الخنيصر) وتأخذ أشكالا مختلفة, وتصاميم عدة, فمنها ما يتم تجويفه من السطح ليُملأ بالفصوص وبعضها مرصع بالأحجار الكريمة, ومنها ما يأخذ عيني الحلزونة حين ملء التجويف بالفصوص، كذلك وجود خواتم تتدلى منها بعض السلاسل الصغيرة المنتهية بأشكال من الفصوص أو على شكل دبل منقوشة ، وهناك خاتم عريض لإبهام الرجل وهي عادة موجودة في الثقافة الهندية ,ما يدل على ما للتجارة من تأثير على الثقافات التي تتصل بها .
المرامي
ولا يٌلبس إلا بأصبع البنصر فقط، وهو ثلاث حلقات منفصلة عن بعضها تلبس مع بعضها وتشبه الدِبل ، وله نقوش بأشكال مختلفة ويعتبر لبساً للكبيرات والمتزوجات فقط ولا تكاد تخلو منه أصابع العجائز.
ما يلبس في العنق :
الرزنة , والقلائد , القرضة, الشلاشل , الحرز , المرتعشة ,اللبة ,المشنقة يقول الشاعر :
صادفني غزيل أبو ثماني
لابس مشنقة بمية ريالي
الازمَّة
ومفردها زمام، وهو ما تزين به المرأة أنفها، وأغلبها مصمم على شكل نجمة مجوفة مطعم بفص, أو قطعة من الأحجار الكريمة, وبألوان مختلفة. ويترك بعضها دون فصوص, وبعضها مشغول بنقوش جميلة، إلا أن المرأة قديما اكتفت بتخريم واحد بالأنف، أما اليوم فالتخريم قد يصل إلى ثلاث مترادفة سواء بالأذن أو بالأنف .
الخدايد:
سميت بذلك لأنها تتدلى على الخد, بواسطة سلسلتين, احدهما تنتهي بحلق للأذن, والأخر ينتهي بزمام للأنف, يقول الشاعر:
أبو خديد بزميَم يلالي
مثل سهيل و المرزم رقيبه
ولبعد المسافة بين الزمام بالأنف في مقدمة الوجه, والحلق بالأذن من جهة الرقبة,ووقوع الخديد بينهما جعل الشاعر الخديد كالسماء و فص حلق الاذن كالمرزم وفص الزمام بالأنف كسهيل مجسد بذلك صورة جميلة محببة لسكان الجزيرة .
الخلاخل أو الحجول
حلية لبستها المرأة كزينة في أسفل الساق فوق القدم، تصدر صوتا عند المشي يسمى الخلخلة, وهي عبارة عن طوق مفتوح تضيق وتوسع بواسطة الضغط عليها أو عبر مشبك يقفل الطرفين بعضهما البعض، ولها أشكال وتصاميم تُعرف بأسماء، منها ما يشبه القضبان ومفرغ من الداخل ومرصع بالأحجار الكريمة، أو سلاسل مشغولة كشبكة تلف حول أسفل الساق, ومنها ما يتدلى منه سلاسل تنتهي أسفل أطرافها بكرات أو أحجار أو فصوص أو قضيب مفرغ من الداخل منقوش ومشغول بفصوص ولا يصدر صوتا, وإنما يكون واضحا للناظر لكبر حجمه بالنسبة لساق المرأة ,وتردد النساء قديما:
قالت آه يا فتى لا يسمعوك أهلي
لا يسمعوا رنة الخلخال في رجلي
تصاميم ونقوش عالمية لمجوهرات بحلي يقدمه العالم لنا وتعدينا الذاكرة بأشكالها إلى ما لبسته المرأة في مجتمع شبه الجزيرة العربية من حلي فضية وبنقوش نادرة لها معاني في حضارات انتهت وبقيت نقوشها محافظة على هويتها .
المراجع: بعض بيوت الشعر من كتاب بدر ووادي الصفراء للكاتب مفرج السيد.


http://www.alriyadh.com/1141048 

ليست هناك تعليقات: