2016/05/10

معنى كلمة (بُطْل)

عبدالعزيز المحمد الذكير

الرأي السائد عند اللغويين أن اتساع الامتداد الجغرافي للجزيرة العربية، وابتعاد مرابع قبائل العرب عن البعض الآخر، ومجاورة هؤلاء لأولئك الذين قد يجاورونهم، لكن تعريفهم للأشياء يختلف أوجد اللهجات. ولما جاء الإسلام، واتسعت رقعة العربية، وكثر المتكلمون بها، إلى جانب اختلاط العرب بغيرهم، وكثرت الهجرات والفتوحات، أثر ذلك على خصائص كثير من اللهجات التى نسمعها الآن أو التي ماتت ولم يعد الزمن يحتاج إلى ورودها حديثاً أو أدباً.
أخذُنا من العجم كان من أواسط أو أواخر الدولة العباسية (النيروز) في قصيدة البحتري: أتاك الربيع الطلق يختالُ ضاحكاً. والمتتبع لأدب العصر العباسي الثاني سيجد الكثير صفات وأمكنة.
ووصلنا إلى عصرنا الحالي فرأينا تأثير المستعار من لغة أخرى واضحاً على حديثنا الشفهي، وصار رويداً رويداً ينتقل إلى التحريري والراديو والفضائيات. أكثر من استضاف اللهجات الدخيلة من هم شعراء النبط. قال أحدهم:
لولاه أنا ما طحْت طول بْطول
في منهج العشاق للتالي
ولا شربت من الغرام (بْطولْ)
خمرٍ مذاقه كالعسل الحالي
البطول جمع (بِطِلْ) وهو الزجاجة كما في لهجة العراق وبعض بقاع الخليج العربي، وقد أخذتهُ تلك اللهجات من (باتول) بالإنجليزية. Bottle.
مْنيح – كلمة تُستعمل عند الأشوام بالذات وتعني: جيّد، أو مقبول أو محبوب، أو شيئا من هذا القبيل. ولا يُعقل أنها جاءت من المنح أو المنيحة في الفصحى، واجتهد البعض على أنها تحريف لكلمة (مَليح).
احفظوا ذاك البيت الشعري الفصيح الذي يقول: قل للمليحة، وقارنوه بما سأقول، ولو على سبيل المتعة الأدبية، دعونا من التحليل الأكاديمي. فالملح بالفصحى يعني مسحة الجمال. وأيضاً – ربما – أتى من ملح الطعام، فالقليل منه مطلوب بل مُحبب، والكثير منه كما أثبت الطب الحديث أنه مُضرّ، ويرفع الضغط وأطعمة المصحات قليلة الملح أو معدومته.

http://www.alriyadh.com/1500330 

ليست هناك تعليقات: