2017/07/28

الاشتقاق في اللغة

الاشتقاق

نقل السيوطي(ت911هـ) أن:"الاشتقاق أخذ صيغة من أخرى, مع اتفاقهما معنى ومادة أصلية, وهيئةَ تركيب لها, ليدل بالثانية على معنى الأصل بزيادة مفيدة؛ لأجلها اختلفا حروفا أو هيئة؛ كـ(ضَارِبٍ) من (ضَرَبَ), و(حَذِرٌ) مِن (حَذِرَ)"["المزهر"1/ 346]
وهذا ما قرره العلامة اللُّغوي رمضان عبد التواب(ت1422هـ) في كتابه :"فصول في فقه العربية"ص290, إذ قال:" توليد لبعض الألفاظ من بعض, والرجوع بها إلى أصل واحد يحدد مادتها, ويوحي بمعناها المشترك الأصيل, مثلما يوحي بعضها بمعناها الخاص الجديد"
يقول الشيخ فريد الزامل السُلَيم موضحا:" ففي الاشتقاق أصل وفرع, يحتوي الفرع على معنى الأصل, ويزيد عليه معنى آخر يؤخذ من صيغة الفرع, هذا حاصل تعريفات المتقدمين والدارسين المُحْدَثِين"["الخلاف التصريفي", ص319]
أما الوصف المشتق فهو الدال على الذات والحدث, لذا يحدد ابن يعيش(ت643هـ) الفرق بين الاسم الذي هو صفة, والاسم غير الصفة بأن الصفة= تدل على ذات وصفة؛ نحو: أسود؛ فإنه يدل على الذات, والآخر السواد...وغير الصفة= يدل على شيء واحد وهو ذات المسمى["شرح المفصل"1/ 26].
ابن الحاجب(ت646هـ) يعرفه بأنه:" ما دل على ذات باعتبار معنى هو المقصود"["الإيضاح في شرح المفصل"1/ 441]. والرَّضِيُّ(ت406هـ) لا يرتضي هذا؛ وذلك لدخول أسماء الآلة والمكان والزمان, ويرى أن الوصف:" هو اسم وُضِعَ دالا على معنى غيرِ الشمول, وصاحبُه صحيحُ التبعية لكل ما يخصص صاحبه"[شرح الكافية"القسم الأول2/ 969] وإخراج أسماء الزمان والمكان, واسم الآلة من المشتقات ليس لأنه يفتقد أحد الركنين(الذات والصفة), وإنما لأنها لا تعمل عمل الفعل, لذا قُسم الاشتقاق قسمين:...(نكمل لاحقا إن شاء الله)

[ ينظر:" الخلاف التصريفي وأثره الدلالي في القرآن الكريم"ص(319) للشيخ المحقق فريد الزامل, وقد أهداني إياه شيخي اللغوي الفاضل: أسامة السُّلمي حفظه الله, الأستاذ بجامعة أم القرى, فكم من هدية نفعها متعدٍ مثل هذه! فجزاه الله خيرا]..

ليست هناك تعليقات: