2014/12/27

تاريخ اللغة السومرية


يمكننا تمييز اربع حقب للغة السومرية وكما يلي:
1-) اللغة السومرية القديمة؛
2-) اللغة السومرية الكلاسيكية؛
3-) اللغة السومرية الحديثة؛
4-) ما بعد اللغة السومرية.

وتشمل اللغة السومرية القديمة للحقبة من نحو 3100 قبل الميلاد، عندما ظهرت السجلات السومرية الاولي، بتجاه الخلف بحوالي 2500 قبل الميلاد، وتمثلت الكتابة المبكرة بالسياقات المنهجية وتحددت في اعمال التجارة والادارة. وكانت هنالك ايضاً مناهج مدرسية بصيغة تمارين بسيطة في كتابة الرموز والكلمات، وظلت اللغة
السومرية القديمة بمفهومها الضيق وبصورتها الجزئية بسبب الصعوبات التي احيطت بالقراءة والتفسير للكتابة السومرية المبكرة ولقلة المصادر.

وبالاضافة، بقيت فترة اللغة السومرية القديمة او الكلاسيكية من حوالي 2500 الي 2300 قبل الميلاد، وتمثلت بصورة رئيسية بالسجلات الخاصة بالحكام الاوائل بحيث كانت تدور حول المواضيع التالية: الاعمال التاريخية، القانون، النصوص الادبية، مخطوطات الملكية وان هذه المصادر قيمة وغنية بالمعلومات اكثر من تلك التابعة للحقبة السابقة؛ بحيث تطلب وضوح الكتابة لتوفير اجواء مناسبة لاعادة بناء النحو والمفردة للغة السومرية بصورة دقيقة.

وخلال فترة حكم سرجون الاكدي، سيطر الاكديون الذين كانوا يتكلمون اللغة السامية علي الوضع السياسي في بابل، مما سبب تراجعا واضحا في المنطقة باكملها والاستسلام للامبراطورية الاكدية؛ وقد قل استخدام اللغة السومرية بصورة تدريجية وافتقارها علي مناطق محددة وفقيرة، وذلك بعد حدوث تغير وتحسن قليل خلال سلالة اور الثالثة. وبعدها جاءت فترة اللغة السومرية الحديثة بنهاية حوالي 2000 قبل الميلاد، عندما حدثت انتهاكات جديدة للشعب السامي وذلك بالهجرة الناجحة في تحطيم سلالة اور وتاسيس سلالات سامية امثال لسين ولارسا وسميت فترة سلالات اسن ولارسا وبابل، وهذه بالحقيقة اسماء قديمة واصبحت بابل عاصمة ومدينة اكثر اهمية في البلد. وفقد السومريون خلال هذه الفترة هويتهم السياسية، وقل تدريجياً استخدام اللغة السومرية كلغة كتابة حتي نهاية استخدام اللغة المسمارية في الكتابة. لذلك، اعتبرت هذه المرحلة الاخيرة للغة السومرية التي سميت ما بعد السومرية.
وكذلك، تم دمج، في المراحل المبكرة لمرحلة مابعد اللغة السومرية، استخدام كتابة اللغة السومرية بالنصوص القانونية والادارية بشدة؛ وبالمثل بالمخطوطات الخاصة بالملكية والتي كانت غالباً باللغتين: السومرية والبابلية. وقد كتبت العديد من المقالات الادبية باللغة السومرية، والتي انحدرت من حقب اللغة السومرية القديمة بطريقة التراث الشفهي، التي تم تسجيلها كتابياً للفترة الاولي في فترة البابلية القديمة ونسخت العديد من الكتابات من نسخ اصلية بصورة دقيقة ولسوء الحظ فقدت الان، وتمثل الادب السومري الفني بنصوصه ذات الطبيعة المتنوعة ومثال ذلك القصص الخرافية، الملاحم، الترانيم، الرثاء، الطقوس، التلقينات، الحكم وما يسمي انشاءات الحكم. وبعد مرور العديد من القرون، بعد فترة اللغة السومرية القديمة، استمرت دراسة اللغة السومرية في المدارس البابلية حتي نهاية القرن السابع عشر قبل الميلاد، وحكم اشور بانبيال وهو اخر حكام اسبيريا بحيث كان مشهوراً لقدرته علي قراءة اللغة السومرية الصعبة، وحتي في اخر فترة حكم هلينستك كان هناك بعض الالواح باللغة المسمارية التي اظهرت الكلمات السومرية مكتوبة بالحروف اليونانية.

وان عزل اللغة السومرية وظهور اللغة المكتوبة والقديمة جداً، بحيث اثبت ذلك بنحو 3100 قبل الميلاد في جنوب ميسو بوتاميا، وازدهرت اللغة السومرية كلغة محادثة بالسامية الاكدية (اسيريا / البابلية)؛ لكن استمرت كلغة كتابة غالباً حتي نهاية حياة اللغة الاكدية، بحوالي بداية فترة المسيحية. ولم تتوسع اللغة السومرية بكثرة، بجانب الحواجز الكثيرة في بنسوتيميا، وكان عدد المتكلمين قليلاً ويملكون اية نسبة تذكر، وكذلك تاثير ممارسة السومريين علي تطوير ولاية بنسوتيميا والحضارات القديمة الاخري في جميع مراحلها.

ليست هناك تعليقات: