لسان المهرة
وردت في كتب اللغة القديمة والحديثة مجموعة من النصوص تشير إلى عجمة هذه
اللغة بصورة أو بأخرى، سأذكر بعضها ثم أعلق عليها:
1. يقول الهمداني في كتابه: صفة جزيرة العرب: (سكان الشحر ليسوا بفصحاء،
ومهرة غثم يشاكلون العجم).
2. الاصطخري في كتاب المسالك والممالك: (أما بلاد مهرة فإن قصبتها تسمى
الشحر، وهي بلاد قفرة، ألسنتهم مستعجمة لا يكاد يوقف عليها).
3. ابن حوقل: (بلاد مهرة بلا قفرة، ألسنتهم مستعجمة جداً لا يكاد يوقف
على كلامهم).
4. عبدالرحمن الشجاع: (وأهل المهرة ليسوا بفصحاء، بل كلامهم يماثل كلام
العجم).
5. الدكتور جواد علي: (ويتلكم أهل المهرة بلهجة خاصة يقال لها المهرية
أو الأمهرية).
6. د.سميح أبو مفلي في كتابه فقه اللغة وقضايا العربية قال: (المهرية
والسقطرية: وهي لهجات شبه عربية).
7. د.محمد أبو بكر حميد قال: ( ولهم لغة مستقلة ليست بعربية ولكن بها
حروف الحقل العربية، ولكنها حتى الآن لا كتابة لها، ومهرة من العرب بلا ريب، وأنسابهم
ثابتة كما في الحميرية وغيرها).
8. الأستاذ حسن مقبول الأهدل محافظ المهرة في كتابه محافظة المهرة قال:
( وغالبية أبناء المحافظة يتكلمون العربية، ويفهمونها جيداً).
تعليقي على هذا الرأي. كان لاختلاط أهل المهرة وما حولها بالعجم بحكم
موقعها الجغرافي المطل على بحر العرب، وموقعها التجاري، أثر بارز في دخول المفردات
الأعجمية إلى لغتهم العربية، وامتناع علماء اللغة في عصر التدوين من الاستشهاد بها
مثلهم مثل أهل العراق والشام ومصر وغيرهم، قال ابن دريد: (الثمج لغة مرغوب عنها لمهرة
بن حيدان، ثحجه برجله إذا ضربه) وتحت عنوان: الردئ والمذموم من لغات العرب، قال: (ذكر
الثعالبي في فقه اللغة من ذلك اللنجلنما، تعرض في لغة أعراب الشحر وعمان، كقوله: مشا
الله كان، أي: ما شاء الله كان)، والطمطمانية: تعرض في لغة حِميرَ كقولهم: طاب أمهواء،
أي: طاب الهواء، وأصل الطمطمانية، العجمة، جاء في لسان العرب، شبه كلام حمير بكلام
العجم، لما فيه من الألفاظ المنكرة. هذا في الماضي، أما اليوم فإن ما تعرضت له الأمة
كلها من ضعف وتمزق وجهل وفقر استعمار وتخلف، كان السبب الرئيس في تراجع العربية في
الوطن العربي كله ومنه المهرة وما حولها، ولو عرف الناس ما كان يعانيه أهل المهرة من
ظروف قاسية لعجبوا أشد العجب كيف استطاع هؤلاء الناس أن يحافظوا على عروبتهم ولغتهم
ودينهم وقرآنهم، ولعجبوا كيف لم يستطع المستشرقون ومن وراءهم ومن لف لفهم من أن يحققوا
أحلامهم وينفثوا سمومهم ويمزقوا الوطن والأمة، ولا يفلحون إلا مع قلة قليلة من الجاهلين
بما يحاك لأمتهم، أو الحالمين بتدمير هذه الأمة.. إن الحديث والبحث والجهد كان يجب
أن ينصب على بطولة أهل المهرة وصمودهم وجهودهم الجبارة في المحافظة على عروبتهم وإسلامهم،
لماذا لا يتحدثون عما تبذله دولة اليمن من جهود مباركة في نشر التعليم والتوعية وتقديم
الخدمات، والرقي بالمجتمع المهري واليمني عموماً نحو التقدم والازدهار، وهذا ما سأفصل
القول فيه في دراستي الميدانية. __________________________________________ أ.د. عبدالمجيد
ياسين الويس من مواليد محافظة دير الزور، في القطر العربي السوري الشقيق، عام 1959م.
قدم إلى اليمن بدعوة من جامعة حضرموت فدّرس من 2000م إلى 2001م، في كلية التربية/المهرة،
ومن 2001م إلى 2003م، في كلية التربية سيئون، انتقل بعدها إلى جامعة صنعاء/كلية خولان،
واستمر في التدريس فيها من 2003م إلى 14/7/2008م، حيث سيغادر اليمن عائداً إلى مسقط
رأسه دير الزور بعد رحلة طويلة مليئة بالعطاء العلمي الذي توزع ما بين التدريس والتأليف،
حيث قام خلالها بتدريس مواد: (النحو، والصرف، والبيان القرآني، وتاريخ اللغة، وفقه
اللغة، وعلم اللغة، والبلاغة، وغيرها من المواد التخصصية).
http://www.sayhut.com/vb/showthread.php?t=881
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق