العربية والاسلام :
- قال المستشرق المجري عبد الكريم جرمانوس
:" إنّ في الإسلام سنداً
هامّاً للغة العربية أبقى على روعتها وخلودها
فلم تنل منها الأجيال
المتعاقبة على نقيض ما حدث للغات القديمة
المماثلة ، كاللاتينية حيث
انزوت تماماً بين جدران المعابد .
ولقد كان للإسلام قوة تحويل جارفة أثرت
في الشعوب التي اعتنقته حديثاً ،
وكان لأسلوب القرآن الكريم أثر عميق في
خيال هذه الشعوب فاقتبست آلافاً
من الكلمات العربية ازدانت
بها لغاتها الأصلية فازدادت قوةً ونماءً
.
والعنصر الثاني الذي أبقى على اللغة العربية
هو مرونتها التي لا تُبارى ،
فالألماني المعاصر مثلاً لا يستطيع أن يفهم
كلمةً واحدةً من اللهجة التي
كان يتحدث بها أجداده منذ ألف سنة ، بينما
العرب المحدثون يستطيعون فهم
آداب لغتهم التي كتبت في الجاهلية قبل الإسلام
" . ( الفصحى لغة القرآن -
أنور الجندي ص 301 )
- قال المستشرق الألماني يوهان فك إن العربية
الفصحى لتدين حتى يومنا هذا
بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة
، وهي أنها قد قامت في
جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً
لغوياً لوحدة عالم الإسلام في
الثقافة والمدنية ، لقد برهن جبروت التراث
العربي الخالد على أنه أقوى من
كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى
عن مقامها المسيطر ، وإذا صدقت
البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية
بهذا المقام العتيد من حيث هي
لغة المدنية الإسلامية" . ( الفصحى
لغة القرآن - أنور الجندي ص 302 )
- قال جوستاف جرونيباوم :" عندما أوحى
الله رسالته إلى رسوله محمد أنزلها
" قرآناً عربياً " والله يقول
لنبيّه " فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به
المتقين وتنذر به قوماً لدّاً " وما
من لغة تستطيع أن تطاول اللغة
العربية في شرفها ، فهي الوسيلة التي اختيرت
لتحمل رسالة الله النهائية ،
وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو
بها على ما أودع الله في سائر
اللغات من قوة وبيان ، أما السعة فالأمر
فيها واضح ، ومن يتّبع جميع
اللغات لا يجد فيها على ما سمعته لغة تضاهي
اللغة العربية ، ويُضاف جمال
الصوت إلى ثروتها المدهشة في المترادفات
.
وتزيّن الدقة ووجازة التعبير لغة العرب
، وتمتاز العربية بما ليس له ضريب
من اليسر في استعمال المجاز ، وإن ما بها
من كنايات ومجازات واستعارات
ليرفعها كثيراً فوق كل لغة بشرية أخرى ،
وللغة خصائص جمّة في الأسلوب
والنحو ليس من المستطاع أن يكتشف له نظائر
في أي لغة أخرى ، وهي مع هذه
السعة والكثرة أخصر اللغات في إيصال المعاني
، وفي النقل إليها ، يبيّن
ذلك أن الصورة العربية لأيّ مثل أجنبيّ
أقصر في جميع الحالات ، وقد قال
الخفاجي عن أبي داود المطران - وهو عارف
باللغتين العربية والسريانية -
أنه إذا نقل الألفاظ الحسنة إلى السرياني
قبُحت وخسّت ، وإذا نُقل الكلام
المختار من السرياني إلى العربي ازداد طلاوةً
وحسناً ، وإن الفارابي على
حقّ حين يبرّر مدحه العربية بأنها من كلام
أهل الجنّة ، وهو المنزّه بين
الألسنة من كل نقيصة ، والمعلّى من كل خسيسة
، ولسان العرب أوسط الألسنة
مذهباً وأكثرها ألفاظاً " . ( الفصحى
لغة القرآن - أنور الجندي ص 306 ) .
العرب والمعاجم :
- قال المستشرق الألماني أوجست فيشر
:" وإذا استثنينا الصين فلا يوجدُ
شعبٌ آخرُ يحقّ له الفَخارُ بوفرةِ كتبِ
علومِ لغتِه ، وبشعورِه المبكرِ
بحاجته إلى تنسيقِ مفرداتها ، بحَسْبِ أصولٍ
وقواعدَ غيرَ العرب". (
مقدمة المعجم اللغوي التاريخي - أوغست فيشر
)
- قال هايوود :" إن العرب في مجال
المعجم يحتلّون مكان المركز ، سواءً في
الزمان أو المكان ، بالنسبة للعالم القديمِ
أو الحديثِ ، وبالنسبة للشرقِ
أو الغربِ " .
شمول العربية واكتمالها :
- قال المستشرق ألفريد غيوم عن العربية
:" ويسهل على المرء أن يدركَ مدى
استيعابِ اللغةِ العربيةِ واتساعها للتعبير
عن جميع المصطلحات العلمية
للعالم القديم بكل يسرٍ وسهولة ، بوجود
التعدد في تغيير دلالة استعمال
الفعل والاسم ...
... ويضرب لذلك مثلاً واضحاً يشرح به وجهة
نظره حيث يقول :" إن الجذر
الثلاثي باشتقاقاته البالغة الألفَ عَدّاً
، وكلٌ منها متّسق اتساقاً
صوتياً مع شبيهه ، مشكّلاً من أيّ جذر آخر
، يصدر إيقاعاً طبيعياً لا
سبيل إلى أن تخطئه الأذن ، فنحن ( الإنكليز
) عندما ننطق بفكرة مجرّدة لا
نفكر بالمعنى الأصلي للكلمة التي استخدمناها
، فكلمة (Association)
مثلاً
تبدو منقطعة الصلة بـ ( Socins ) وهي الأصل ، ولا بلفظة
(Ad) ، ومن
اجتماعهما تتألف لفظة ( Association ) كما هو واضح وتختفي الدالّة
مدغمة
لسهولة النطق ، ولكن أصل الكلمة بالعربية
لا يمكن أن يَسْتَسِرّ
ويَسْتَدِقّ على المرء عند تجريد الكلمة
المزيدة حتى يضيع تماماً ، فوجود
الأصل يظلّ بَيّناً محسوساً على الدوام
، وما يعدّ في الإنجليزية
محسّناتٍ بديعيةً لا طائل تحتها ، هو بلاغةٌ
غريزيةٌ عند العربي ". (
مجلة المورد – المجلد 5 العدد 2 ص 43
" مقدمة مدّ القاموس – إدوارد لين –
ترجمة عبد الوهاب الأمير ) .
- قال المستشرق الألماني نولدكه عن العربية
وفضلها وقيمتها :" إن اللغة
العربية لم تَصِرْ حقّاً عالميةً إلا بسبب
القرآن والإسلام ، وقد وضع
أمامنا علماءُ اللغة العرب باجتهادهم أبنيةَ
اللغة الكلاسيكية ، وكذلك
مفرداتها في حالة كمالٍ تامٍّ ، وأنه لا
بدّ أن يزداد تعجب المرء من وفرة
مفردات اللغة العربية ، عندما يعرف أن علاقات
المعيشة لدى العرب بسيطةٌ
جداً ، ولكنهم في داخل هذه الدائرة يرمزون
للفرق الدقيق في المعنى بكلمةٍ
خاصّةٍ ، والعربية الكلاسيكية ليست غنيّةً
فقط بالمفردات ولكنها غنيةٌ
أيضاً بالصيغ النحوية ، وتهتمّ العربية
بربط الجمل ببعضها ... وهكذا
أصبحت اللغة ( البدويّة ) لغةً للدين والمنتديات
وشؤون الحياة الرفيعة ،
وفي شوارع المدينة ، ثم أصبحت لغةَ المعاملات
والعلوم ، وإن كلَّ مؤمنٍ
غالباً جداً ما يتلو يومياً في الصلاة بعض
أجزاء من القرآن ، ومعظم
المسلمين يفهمون بالطبع بعض ما يتلون أو
يسمعون ، وهكذا كان لا بُدّ أن
يكون لهذا الكتاب من التأثير على لغة المنطقة
المتّسعة ما لم يكن لأيّ
كتابٍ سواه في العالم ، وكذلك يقابل لغة
الدين ولغة العلماء والرجل
العادي بكثرة ، ويؤدّي إلى تغيير كثيرٍ
من الكلمات والتعابير في اللغة
الشعبية إلى الصحّة " . ( اللغة العربية
– نذير حمدان ص 133 )
- قال المستشرق الفرنسي رينان :" من
أغرب المُدْهِشات أن تنبتَ تلك
اللغةُ القوميّةُ وتصل إلى درجة الكمال
وسط الصحاري عند أمّةٍ من الرُحّل
، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ مفرداتها
ودقّةِ معانيها وحسنِ
نظامِ مبانيها ، ولم يُعرف لها في كلّ أطوار
حياتها طفولةٌ ولا شيخوخةٌ ،
ولا نكاد نعلم من شأنها إلاّ فتوحاتها وانتصاراتها
التي لا تُبارى ، ولا
نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين
كاملةً من غير تدرّج وبقيت
حافظةً لكيانها من كلّ شائبة " . مجلة
اللسان العربي 24 /85
- قال المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون
:" استطاعت العربية أن تبرز طاقة
الساميين في معالجة التعبير عن أدق خلجات
الفكر سواءً كان ذلك في
الاكتشافات العلمية والحسابية أو وصف المشاهدات
أو خيالات النفس وأسرارها
.
واللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب
طريقة التعبير العلمي ، والعربية
من أنقى اللغات ، فقد تفرّدت بتفرّدها في
طرق التعبير العلمي والفني
والصوفي ، إنّ التعبير العلمي الذي كان
مستعملاً في القرون الوسطى لم
يتناوله القدم ولكنه وقف أمام تقدّم القوى
المادية فلم يتطوّر .
أما الألفاظ المعبّرة عن المعاني الجدلية
والنفسانية والصوفية فإنها لم
تحتفظ بقيمتها فحسب بل تستطيع أن تؤثر في
الفكر الغربي وتنشّطه .
ثمّ ذلك الإيجاز الذي تتسم به اللغة العربية
والذي لا شبيه له في سائر
لغات العالم والذي يُعدّ معجزةً لغويةً
كما قال البيروني " . ( الفصحى
لغة القرآن - أنور الجندي ص 301 -302 )
- قالت المستشرقة الألمانية زيفر هونكة
:" كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم
جمالَ هذه اللغة ومنطقَها السليم وسحرَها
الفريد ؟ ، فجيران العرب أنفسهم
في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر
تلك اللغة ، فلقد اندفع الناس
الذين بقوا على دينهم في هذا التيار يتكلمون
اللغة العربية بشغفٍ ، حتى
إن اللغة القبطية مثلاً ماتت تماماً ، بل
إن اللغة الآرامية لغة المسيح
قد تخلّت إلى الأبد عن مركزها لتحتلّ مكانها
لغة محمد " . مجلة اللسان
العربي 24/86 عن كتاب ( شمس العرب تسطع
على الغرب )
- قال المستشرق الألماني كارل بروكلمان
:" بلغت العربية بفضل القرآن من
الاتساع مدىً لا تكاد تعرفه أيُّ لغةٍ أخرى
من لغات الدنيا ، والمسلمون
جميعاً مؤمنون بأن العربية وحدها اللسانُ
الذي أُحِلّ لهم أن يستعملوه في
صلاتهم ... " . ( من قضايا اللغة العربية
المعاصرة – المنظمة العربية
للتربية والثقافة والعلوم ص 274 )
- قال د. جورج سارتون :" وهبَ اللهُ
اللغة العربية مرونةً جعلتها قادرةً
على أن تدوّن الوحي أحسن تدوين ... بجميع
دقائق معانيه ولغاته ، وأن
تعبّر عنه بعباراتٍ عليها طلاوة وفيها متانة
" . المصدر السابق
أكّد المستشرق أستاذ اللغات الشرقية بجامعة
أستنبول " أن اللغة العربية
أسهل لغات العالم وأوضحها ، فمن العبث إجهاد
النفس في ابتكار طريقةٍ
جديدةٍ لتسهيل السهل وتوضيح الواضح ، إن
الطلبة قبل الانقلاب الأخير في
تركيا كانوا يكتبون ما أمليه عليهم من المحاضرات
بالحروف العربية
وبالسرعة التي اعتادوا عليها – لأن الكتابة
العربية مختزلةٌ من نفسها –
أما اليوم فإن الطلبة يكتبون ما أمليه عليهم
بالحروف اللاتينية ، ولذلك
لا يفتأون يسألون أن أعيد عليهم العبارات
مراراً ، وهو معذورون في ذلك
لأن الكتابة الإفرنجية معقّدةٌ والكتابة
العربية واضحةٌ كلّ الوضوح ،
فإذا ما فتحتَ أيّ خطابٍ فلن تجدَ صعوبةً
في قراءةِ أردأ خطٍّ به ، وهذه
هي طبيعة الكتابة العربية التي تتسم بالسهولة
والوضوح " . ( فنّ الترجمة
وعلوم العربية – إبراهيم بدوي الجيلاني
ص 91 )
- العالم اللغوي أفرام نعوم تشومسكي Afram Noam Chomsky ابن معلم
اللغة
العبرية وأحد خريجي جامعة بنسلفانيا ( وهو
أستاذٌ في معهد ماساشوست
ومفكرٌ يهوديٌ كبير) فإنه أقرّ بالحق العربي
وبمكانة العربية ، وقد تزعّم
الدراسات اللغوية المعاصرة وكوّن نظريةً
جديدةً قلبت الفكر اللغوي رأساً
على عقب ، أصدر كتابه الأول في التراكيب
النحوية Syntactic Structure
في
سنة 1957م نقد فيه مدرسة علم اللغة الوصفي
Descriptive Linguistics التي
كانت سائدةً في الغرب حتى عهدٍ قريبٍ ،
وقد ميّز بين بنيتين في الجملة
هما البنية العميقة والتركيب السطحي ، وأوضح
أن البنية الأولى هي أساس
الثانية .
نوّه تشومسكي في معرض ردّه على استفسارٍ
وُجّه إليه في سنة 1989م بأن
تأثيراتِ النحو العربي كبيرةٌ على نظريته
في دراسة اللغة ، وأنه قرأ كتاب
سيبويه كمرجعٍ له " . ( فن الترجمة
وعلوم العربية – إبراهيم بدوي
الجيلاني ص 166 )
أشاد ماريو بِلْ مؤلف كتاب ( قصة اللغات
The Story of Language ,p155,277
) بأن العربية هي اللغة العالمية في حضارات
العصور الوسطى ، وكانت رافداً
عظيماً للإنكليزية في نهضتها وكثيرٍ من
الأوربيّات ، وقد أورد قاموس
Littre قوائمَ بما اقتبسته هذه اللغات من مفرداتٍ عربيةٍ ، وكانت أولها
الإسبانية ثم الفرنسية والإيطالية واليونانية
والمجرية وكذلك الأرمنية
والروسية وغيرها ، ومجموعها 27 لغة ، وتقدر
المفردات بالآلاف . ( فن
الترجمة وعلوم العربية – إبراهيم بدوي الجيلاني
ص 178 )
- قال المستشرق الألماني فرنباغ
:" ليست لغة العرب أغنى لغات العالم فحسب
، بل إن الذين نبغوا في التأليف بها لا
يكاد يأتي عليهم العدّ ، وإن
اختلافنا عنهم في الزمان والسجايا والأخلاق
أقام بيننا نحن الغرباء عن
العربية وبين ما ألفوه حجاباً لا يتبيّن
ما وراءه إلاّ بصعوبة" . (
الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 303
)
- قال الأستاذ ميليه :" إن اللغة العربية
لم تتراجع عن أرض دخلتها
لتأثيرها الناشئ من كونها لغة دين ولغة
مدنية ، وعلى الرغم من الجهود
التي بذلها المبشرون ، ولمكانة الحضارة
التي جاءت بها الشعوب النصرانية
لم يخرج أحد من الإسلام إلى النصرانية ،
ولم تبق لغة أوربية واحدة لم
يصلها شيء من اللسان العربي المبين ، حتى
اللغة اللاتينية الأم الكبرى ،
فقد صارت وعاءً لنقل المفردات العربية إلى
بناتها ". ( الفصحى لغة القرآن
- أنور الجندي ص 303 -304 )
- قال الفرنسي جاك بيرك :" إن أقوى
القوى التي قاومت الاستعمار الفرنسي
في المغرب هي اللغة العربية ، بل اللغة
العربية الكلاسيكية الفصحى بالذات
، فهي التي حالت دون ذوبان المغرب في فرنسا
، إن الكلاسيكية العربية هي
التي بلورت الأصالة الجزائرية ، وقد كانت
هذه الكلاسيكية العربية عاملاً
قوياً في بقاء الشعوب العربية " .
( الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص
304 )
- قال وليم ورك : (( إن للعربية ليناً ومرونةً
يمكنانها من التكيف وفقاً
لمقتضيات العصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق