2015/01/03

العامية العراقية خصوصياتها وتفرعاتها



عموماً هنالك لهجة عراقية واحدة بالنسبة للناطقين بالعربية في العراق، وهي (اللهجة العراقية). وهي سائدة بين العراقيين حتى لمن يتكلم بلغة أخرى غير العربية. وهي مثل كل لهجات العالم، متداولة عادة كلغة شفاهية في الحياة اليومية بين الناس، وفي وسائل الاعلام والسينما والمسرح والبرامج الاذاعية والتلفزيونية، وفي محاضرات المعلمين وأساتذة الجامعات، وفي حوارات البرلمان والحكومة ودوائر الدولة. كذلك تستخدم اللهجة العراقية أحياناً في النصوص الكتابية، وبالذات في الشعر الشعبي، والحكايات الشعبية، وأحياناً في حوارات النصوص
الروائية والمسرحية، وكذلك في بعض رسائل الناس الشخصية.
من الخطأ الكبير محاولة بعض الباحثين العروبيين بإرجاع اللهجة العراقية الى واحدة من لهجات القبائل العربية، مثل (لهجة بني تميم) واعتبار الأصل هي اللهجات الخليجية. ان اللهجة العراقية تشكيل عراقي بحت نابع من التاريخ اللغوي العراقي، وقد امتد تأثيرها الى بلدان الخليج بحكم التمازج الأخوي والثقافي بين العراقيين وسكان الخليج الممتد الى آلآف السنين قبل ظهور العرب والعربية. وتذكر المصادر التاريخية، مثلاً إن أثر اللهجة كان واضحاً لدى (الجاحظ) وقد قام النساخ فيما بعد بالغاء هذا الأثر من كتبه. وتجلى أثر اللهجة العراقية بوضوح في (ألف ليلة وليلة). إن اللهجة العراقية وريثة تراكم عدة طبقات لغوية مرَّت في تاريخ العراق: السومرية والاكدية بلهجتيها الجنوبية البابلية والشمالية الآشورية، ثم الآرامية، ثم العربية. بالاضافة الى اكتساب مفردات اللغات الكردية والفارسية والتركية والانكليزية.
ان هذه اللهجة تتميز عن العربية الفصحى، بالقواعد والبلاغة وقاموس المفردات:
ـ القواعد : من أمثلة بعض التمايز في قواعد العامية استخدام كلمة (اللي) وحدها بدلاً من (الّذي والتي واللذين.. الخ)، وهي حالة سائدة في جميع اللهجات العربية. كذلك استخدام النصب دائماً في المثنى، مثل (فلاحَين) والجمع (فلاحِين).
ـ البلاغة : أما الناحية البلاغية والتعبيرية، فهناك صور خاصة بالعامية العراقية لا يمكن أن تفهم لو ترجمت الى الفصحى، مثلاً : (أخليك على عيني ورأسي، بمعنى الاعتزاز والتقدير). (إتسّخَم وجهه / إسوَّد وجهه وهبطت قيمته). (الله بالخير / عبارة ترحاب ضرورية بالضيف بعد جلوسه). (وريني ظهرك / اترك المكان). (بعد روحي / أنت أغلى مثل روحي). (سوده عليَّه / للحزن على شخص). (طاح صبغه / فقد قيمته). لهذا فأنه من الاخطاء الكبرى لدى مترجمي النصوص العراقية القديمة (السومرية والاكدية)، انهم لم يعتمدوا على بلاغة العامية العراقية في فهم النصوص القديمة. مثلاً، عندما تقول عشتار (أصبحت أيامنا من طين)، فان هذه الترجمة تمت بصورة حرفية ومعناها يبدوا مبهماً. بينما لا زالت العامية العراقية تقول عن شخص (مطّيَن)، بمعنى انه (وضعه سيء). إذن كان من المفروض أن تترجم العبارة بـ (تطينت أيامنا، أي أصبحت تعيسة).
ـ المفردات وتلفظها : ان من خصوصيات اللهجة العراقية، ان كلماتها تحتوي على حروف لم توجد في العربية، هي : (گ) أي (ج المصرية) إذ يحَّول حرف (ق)، مثل: (قال) تتحول الى (گال). كذلك حرف (چ) أي حرف (H) الانكليزي. وعادة يحوَّل اليه حرف التملك المؤنث (ك) بالعربي، مثل: (كتابك) للمؤنث، تحول الى (كتابچ).

تفرعات اللهجة العراقية
يمكن تقسيم اللهجة العراقية الى ثلاثة فروع :
1- اللهجة البغدادية، وهي اللهجة الوسيطة التي تلتقي عندها مختلف اللهجات العراقية المتفرعة، وهي السائدة والمعروفة بين جميع العراقيين، وتنتشر في كل وسط العراق، أي في المناطق المجاورة لبغداد، مثل ديالى وبعض نواحي تكريت وسامراء والانبار، وفي بابل وواسط. إن هذه اللهجة هي المعروفة في الخارج باعتبارها اللهجة العراقية. ومن مميزات هذه اللهجة إنها تميل الى تفخيم الصوت والضم (شونوا: ماذا). كذلك ان حرف الـ (ق)، لا يحوَّل دائما الى (گ) كما في لهجة الجنوب، بل في كثير من الاحيان يلفظ كما هو (ق)، مثل (قابل آني ـ أيمكن أن أكون أنا) و(قريب وأقاربي). ويعتقد ان اللهجة البغدادية أيام العباسيين، كانت شبيهة باللهجة الموصلية، يلفظ الـ (ق)، وتحول الـ (ر) الى (غ). لكن نهاية الحضارة ونزوح أهل الريف والبوادي على بغداد، جعلها تفقد هذه الخواص. ولكن هذه اللهجة العباسية الأصلية بقيت لدى (مسيحيي ويهود) بغداد، لأنهم لم يختلطوا ويتزاوجوا مع المهاجرين الجدد.
2- اللهجة الجنوبية، وتسمى أحياناً باللهجة (الشرگاوية) أي لهجة (شرق العراق). وهي سائدة في المحافظات الجنوبية، مثل ميسان والبصرة وذي قار والقادسية وكربلاء والنجف وبابل. وتتميز هذه اللهجة بالتصغير والاكثار من تحويل الـ (ك) الى(چ)، مثل (التنیچة : التنكة)، وكذلك الكسر ( شيني : ماذا). والأكثار من تحويل الـ (ق) الى (گ) في كل الاحوال، بل إنها تميل أحياناً الى تحويلها الى حرف الـ (ج) مثل(جريب : قريب). وتميل أحياناً الى تحويل الـ (ج) الى (ي) (ريال : رجال أي رجل). وأحياناً يصعب على الفلاح الجنوبي لفظ حرف (ق) فيحوله الى (غ) مثل (رفيغ : رفيق). وأول ما يجلب الانتباه في هذه اللهجة الاكثار من استخدام كلمة (چا) في أول الجملة بمعنى (إذن)، وهي من (كا) الآرامية بنفس المعنى.
3- اللهجة الموصلية، وهي اللهجة السائدة في الموصل، والمناطق المجاورة لها، في بعض نواحي أربيل وكركوك وتكريت والانبار. ومن أهم ميزاتها، الابقاء على لفظ حرف (ق) كما هو، مثل (قلي : قل لي / قلتله : قلت له). وكذلك قلب (الراء) إلى (غين)، مثل (راح - رماد - رجل) تلفظ (غاح - غماد - غجل) ولكن يوجد إستثناءات، مثل: (يقرأ- يرحم - يربح). وهنالك بعض الكلمات تقلب فيها (الراء) إلى (واو) مثل (عوق- خوقه) ويعني (عرق - خرقة). وهي تميل الى كسر نهاية الاسم المؤنث، مثل (طويلة - فاطمة -طحينيه - كلمة – كنه - سنة - سمينة) تصبح (طويلي -فاطمي – طحينيي - كني – سني - سميني). وضم الضمير الغائب، مثل (أصله - قلمة - بيته) تصبح (أصلو - قلمو - بيتو).
كلمات مصلاوية خاصة : فغيغ : صحون الفرفوري // برت بلاو : رز وتين مجفف // برداغ : كوب ماء // انجغ : بالكاد تكفي // لا تزومني : لا تزعجني // لا ينغشق الماي : لا ينسكب الماء // الدبكي : السرداب // فرنجي : الطماطة // لا تخغج : لا تصرف // انجاني : صحن كبير // يبرغ : دولمة // مربيج : انبوب // جارك : ربع // كزدغان : بخشيش // ستا : الجدة // سيدا : الجد // نسيّغ : نطلع // غجيل : رجال // ثاثي : ثلاثة // اوبعة : اربعة // فغيش : فراش // كغسي : كرسي // قغقوعة : برق // عصفوغ : عصفور // جيجي : دجاجة.

مفردات عامية عراقية عامة
شكوماكو : ماذا يجرى // اشصار : ماذا حدث // اشبيك : ماذا بك // عبالي : اعتقدت // هماتين : كذلك // بكيفي : بمزاجي // فد : فرد واحد // أهوايه : كثير // أشوية : قليل // أبو اسماعيل : الشرطي // أبو خليل : الجندي // أريحي : المحب للنكته // أروحلك فدوة : فداء الروح // إشبيج وللمذكر إشبيك : ماذا بك // إشلونج : وللمذكر إشلونك: كيف الحال // إشداه اسوي : ماذا تفعل // إهوايه : الشي الكثير // أبوالحصين : الثعلب // أبو سرحان : الذئب // أبو خميس : الاسد // براحتك : كيف ماتريد // بعد روحي : أنت بقيمة روحي // بعد عيني : بقيمة عيني // بنچرچي : العامل الذي يصلح عجلات السياره // بابوج : نعال الجلد // باوعيلي : انظر الي // تمن : رز // ثبرني : دوَّخني // چلبت : تمسكت // چرچف : شرشف // چفچير : الملعقة الکبیرة // حلاوه : الاكل الحلو // مطيرچي أو حمامچي : صاحب الحمام // حرامي : السارق // خوش : جيد أو طيب // خشم : أنف // السيان : الطين // شقندحي : المحب للنكته // شصار : ماذا جرى // شربت : عصير // صرمايه : الذخيره // صوچ : الذنب // صوبه : المدفئه // طابوگه : طابوقة أي حجر البناء // طلي : خروف // طرگاعة : مصيبه // قمچي : سوط // قبانچي : الوزان // قندرچي : الاسكافي // عرقچين : الطاقية // اليشمغ أو الغتره : الكوفية // كرش : البطن الكبيره // كلاوچي : الطريف واللعوب // كولچي : حارس المرمى // لوتي : مخادع // نزل : مستأجر جديد // هسه : حالاً / هوسه : ضجيج // هيچ : هكذا // واشي : النمام // ولي : اذهب // الاطرقچي : بائع السجاد والبسط // مغازچي : صاحب الدكان الكبير // العبايچي : بائع العبي / علوچي : بائع الحبوب والطحين // العربنچي : صاحب العربة // قلمچي : تاجر التبغ // الفروچي : خياط العبي (الفرو) // شابندر : رئيس التجار // الاسطة : كلمة تحوير لكلمة استاذ // البزاز : بائع القماش // مزين : حلاق // آغاتي : سيدي من كلمة آغا // الگاع : القاع الأرض // شمدريني : لاأعلم // شمعرفني : لاأعرف شيء // شقه : ضحك أو لهو // مقهور: حزين // ملتهي : مشغول // مخبل : مجنون // عزا: مأتم // ريوگ : فطور الصباح // خاتون : سيدة // چنبر : صندوق لبیع الحاجات // سنطة : هدوء // قلبالغ : ازدحام ومشاكل.
ـــــــــــــــــــــ
مراجع عامة عن العامية العراقية
- القاموس الوجيز في العامية العراقية / محمد شراد حساني / دار الآداب 2007
ـ بين الفصحى ولهجاتها / محمد رضا الشبيبي / مجلة المجمع العلمي العربي ـ ج 9
ـ أصول الفاظ اللهجة العراقية / محمد رضا الشبيبي / مجلة المجمع ـ جـ 13
- قصة العامية في العراق / ابراهيم السامرائي / مجلة المجمع / ج 41
ـ الامثال العامية / عباس العزاوي / مجلة المجمع / ج21 
ـ بين العامية والفصحى / عبد الرزاق البصير / مجلة المجمع / ج 14
ـ مجمع الأمثال العامية البغدادية وقصصها / محمد صادق زلزلة / دار الارشاد / بيروت 2006
- كلمات آرامية مازالت حية في العامية العراقية / صباح مال الله / دراسة منشورة في عدة مجلات ومواقع
بالاضافة الى دراسات ومقالة مختلفة حول اللهجة العراقية.

ليست هناك تعليقات: