2015/01/21

كتاب إبدال الحروف في اللهجات العربية وقرارات "مجمع اللغة الافتراضي"

كتبه الدكتور : سلمان بن سالم السحيمي
كلية اللغة العربية – الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

في كتابي " إبدال الحروف في اللهجات العربية " – والذي توصلت فيه إلى قانون للتبادل بين الأصوات اللغوية في اللغات الإنسانية – تناولت حرفي القاف والجيم في لهجات العرب قديماً وحديثاً في فصل بعنوان : "الحروف الغارية والطبقية" من ص 221 إلى ص 310 ومن ضمن هذا الفصل تحدثت عن القاف والجيم وهي أوسع دراسة تناولت القاف والجيم فيما أعلم .

فبينت اختلاف العرب في نطق هذين الحرفين قديماً وحديثاً وتتبعت هذا الاختلاف في جميع أنحاء الوطن العربي وأوردت النصوص القديمة من شعر ونثر وقراءة وحديث وبينت مناطق النطق بهذين الحرفين في البلاد العربية بكاملها وبينت مخارج هذين الحرفين وصفاتها لأن لكل صوت مخرجاً , وبينت استعمالاتها وتنوعاتها ورموزها .
فمن تنوع القاف ورموزها مايلي :
(1) القاف اللهوية أو الفصحى وهي التي يقرأ بها القرآن اليوم وهذا رمزها "ق".
(2) القاف الطبقية وهي التي تخرج من منطقة الطبق ورمزها "ق بنقطتين في الأسفل".
(3) القاف المزجية وهذا رمزها "دز.
ومن تنوعات الجيم ورموزها مايلي :
(1) الجيم المزجية أو الفصحى وهي التي يقرأ بها القرآن اليوم وهذا رمزها "ج".
(2) الجيم الطبقية أو الفصحى وهي التي تخرج من منطقة الطبق ورمزها "ج" بنقطتين .
(3) الجيم الرخوة ورمزها "ج " بثلاث نقاط .
كما بينت استعمالات الكاف وتنوعاتها وهي كما يلي :
(1) الكاف الطبقية أو الفصحى وهي التي يقرأ بها القرآن اليوم وهذا رمزها (ك).
(2) الكاف في الكشكشة وهذا رمزها (تش).
(3) الكاف في الكسكسة وهذا رمزها (تس) .
وعندما كنت أقرأ في صحيفة الوطن في عددها "4983" فوجئت بعنوان كبير"القيف أحدث حرف في العربية " وتحت هذا العنوان "أقر مجمع اللغة العربية الافتراضي أخيراً حرف القيف وهو "ق" منقوطة من أسفلها" وأن " هذا الصوت شائع في مناطق متعددة ومتفرقة عند المشارقة والمغاربة ".
فاطلعت على موقع " مجمع اللغة العربية الافتراضي " فوجدت أنه قد أصدر قرارين هما القرار العاشر والقرار الحادي عشر , فالقرار الأول يتعلق باقتراح اسم للقاف الطبقية وهو " القيف" .
والقرار الثاني يتعلق باقتراح رسم للقاف الطبقية أو ماسموه بـ : القيف " وهو نقطتان من أسفل .
وعندما تأملت مضمون هذين القرارين فإذا هو مأخوذ مما كتبت عن القاف الطبقية نصوصا ورسماً وتمثيلاً ماعدا كلمة " القيف " .
بل حتى الأمثلة التي أوردتها مثل : قاسم وعتيق "بنقطتين من أسفل" قد أخذت كما هي , فما على القارئ أو المتصفح الكريم إلا أن يقارن بما ورد في كتاب إبدال الحروف في اللهجات العربية من ص259 إلى ص271 , ومن ص 302 إلى ص 304 بما ورد في هذين القرارين ليرى مدى الأخذ .
والعجيب الغريب أن الأستاذ الدكتور عبدالرزاق فراج الصاعدي المشرف على موقع " مجمع اللغة الافتراضي " قد استعار مني نسخة من هذا الكتاب قبل أن يطبع , واطلع عليه بعد أن طُبع ومع هذا لم يذكر هذا الكتاب لامن قريب ولا من بعيد .
وهو مطبوع عام 1415هـ وموجود في مكتبة اللغة العربية بالجامعة الإسلامية وفي الأسواق وفي عدة مواقع من الشبكة العنكبوتية .
وأقول لأعضاء مجمع اللغة الافتراضي أن ماتقترحونه في عام 1435هـ ليكون رسما للقاف الطبقية وهو نقطتان من أسفل قد حصل في كتاب إبدال الحروف منذ عام 1407هـ .
بل أقول لعل أوسع وأقدم دراسة طُبقت فيها القاف الطبقية وهي القاف المنقوطة بنقطتين من أسفل , كتاب الدكتور عبدالعزيز مطر الموسوم بـ " لهجة البدو في إقليم ساحل مريوط دراسة لغوية " وهو كتاب يتكون من ثلاثمائة وستين صفحة , وهو مطبوع عام 1386هـ – 1967م والذي ذكر فيها كثيراً من النصوص الشعرية والنثرية من خطب وأمثال ,لهذه اللهجة مستخدما رمز القاف الطبقية , وهو النقطتان اللتان يقترحهما أعضاء مجمع اللغة الافتراضي عام 1435هـ فأين عام 1386هـ من عام 1435هـ!

ليست هناك تعليقات: