2015/03/02

نحو تطوير وتحديث اللغة العربية

١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩بقلم عادل سالم
كل المهتمين باللغة العربية، أو غالبيتهم الساحقة على الأقل، بما فيهم علماء اللغة، وأكاديميوها، وأدباؤها ومثقفوها متفقون على أن اللغة العربية بحاجة إلى تطوير كسائر اللغات الحية الأخرى التي ساهم علماؤها في تطويرها وإغنائها خصوصا بعد التطورات الهائلة التي دخلت على اللغات بفعل التطور العلمي، والتكنولوجي، والاقتصادي...إلخ، وآلاف المفردات العلمية، والأدبية، والتكنولوجية التي دخلت حياتنا، والتي تتكاثر كل يوم. لكن المشكلة الأساسية التي نواجهها هي الاتفاق على التطورات أو الإصلاحات المطلوبة، وكيفية وضعها موضع التنفيذ.
فمجمع اللغة العربية لا يملك صلاحية وضع مقترحاته موضع التنفيذ لا في المدارس، ولا في الجامعات، ولا في سائر وسائل الإعلام المكتوبة، أو المرئية، أو المسموعة. والسؤال الذي يطرحة بعض الأكاديميين بصوت عال:
- هل يستطيع مجمع اللغة العربية في دولة عربية كمصر مثلا أن يطبق التعديلات التي يقرها في كل الدول العربية؟ أم سيطالب كل مجمع في كل دولة في أن يكون له الدور المقرر؟
قبل الحديث عن ضرورة تطوير اللغة، والمقترحات التي يجب إدخال التغييرات أو التحديث عليها، أفضل أن أتطرق إلى الهيئة التي أقترح على جامعة الدول العربية إنشاءها لتقوم بهذه المهمة، وليس لمرة واحدة بل لتكون إحدى هيئاتها الدائمة، إذ من غير الممكن إجراء أي تحديث، وتطوير لا يحظى بإقرار من الحكومات، ولا يجري إدخاله ضمن المناهج الدراسية، لن يغير من واقع اللغة شيئا. وستبقى تعاني من ثغراتها وسنظل نتباكى على أهمية تحديثها.
قبل توضيح اقتراحي حول الهيئة التي عليها القيام بتلك المهمة أود أن أشير إلى النقاط المهمة التالية:
1- اقتراحي لا يعني التحرر من الالتزام بقواعد اللغة الحالية، وأصولها، نحوها، وصرفها، وإنما يدعو إلى الالتزام بها حتى تقوم الهيئات المشرفة على اللغة على تحديثها، ووضع ذلك التحديث موضع التنفيذ في مناهجها الدراسية.
2- لست مع الدعوات التي يطلقها بعض الكتاب غير الملمين بعلوم اللغة والداعية إلى السخرية من لغتنا وعلومها وما أورثة الأقدمون لنا.
صحيح هناك اصطلاحات وتعابير قديمة لم تعد مستخدمة وبعض قواعد اللغة ليس له معنى ولا يتوافق مع التطورات الحديثة، وهذا ليس عيبا في علماء اللغة الأقدمين، فقد قاموا بجهد واسع في الحفاظ على لغتنا، وحافظوا عليها من جيل إلى جيل، إن القصور يكمن في علماء لغتنا الحاليين ومشرفي المؤسسات الأكاديمية، والثقافية، ووزرات التعليم العالي الذين يقفون عاجزين أمام تحديث لغتنا، وتطويرها لتواكب التطورات في كل الميادين العلمية، والثقافية التي تواجه البشرية كل يوم.

من يملك صلاحية تحديث اللغة؟

(مجمع موحد للغة العربية)

المسألة الأولى التي على المسؤولين في الدول العربية العمل عليها هي ايجادها هي اتحاد، أو مجمع موحد للغة العربية، وعندما أقترح ذلك فأنا لا أقصد أن نوحد مجمعات اللغة العربية في اتحاد شبيه بجامعة الدول العربية يتم التصويت فيه بإلاجماع وإنما أقصد ما يلي:
أولا : أن يضم المجمع أبرز الكفاءات العلمية في شؤون العربية من الجيلين القديم والحديث، وأن يراعى وجود مندوبيين من الدول العربية كلها للاستئناس برأيهم، دون أن يعني ذلك أن يكون لكل دولة نفس عدد العلماء المنتدبين.
ثاينا: أن يضاف إلى المجمع أبرز علماء، ومحبي العربية من الدول غير العربية مثل إيران، تركيا، باكستان، وأية دولة يتوفر لديها من هو أهل للإسهام في عملية التحديث، ففي هذه الدول هناك علماء في العربية، يهتمون بها لكونها لغة القرآن الكريم.
ثالثا: أن يضم المجمع مندوبين استشاريين من مختلف مرافق العلوم كالفيزياء، والكيمياء، الأحياء، الطب، الكمبيوتر…إلخ، وكذلك سائر الشؤون العسكرية، والاقتصادية، وحتى الموسيقى، والرياضة…إلخ على أن يكون المندوبون الاستشاريون من لهم خبرة في ذلك المجال.
فمندوب الفيزياء جيد أن يكون عالم فيزياء لا تقل درجته العلمية عن دكتوراة، وأن يكون مندوب الموسيقى موسيقارا ملما بكل أنواع الموسيقى، ولا مانع أن يكون أكثر من مندوب.
كثرة المندوبيين الاستشاريين تغني النقاش ولا تعقد الموضوع، فالمجمع بالتاكيد لن يستشير مندوبي اللجنة الرياضية في أمور الكيمياء، ولن يسأل اللجنة الطبية في أمور الموسيقى.
اللجان الاستشارية تساعد علماء اللغة على معرفة الاختراعات، والاكتشافات الجديدة في كل مجال، ومدى انتشارها ويستأنس برأيهم في أبرز المقترحات لتعريب الكلمات غير العربية. فلا يوجد عالم لغة مهما كان علمه ملما بكل يستجد من كلمات جديدة يومية في عالم اللغات.
رابعا: أن يضم المجمع مندوبيين رسميين من كل الدول العربية (هنا يجب أن يكون المندوبون بالتساوي) لأن مهمتهم المشاركة الجزئية في رفع اقتراحات وزاراتهم والاستئناس برأي المجمع. مندوبون عن مؤسسات التعليم، والثقافة، والإعلام، وبهذا تكون الهيئات الحكومية مشاركة في الاستشارة والقرار.
خامسا: يقوم المجمع الموحد (ليس بالضرورة أن يكون بديلا لما هو قائم بل مكملا له) بما يلي:
  1. إقرار التعديلات، والتحديثات الهامة على اللغة العربية، ويرفع مشروعة الشامل إلى جامعة الدول العربية لإقراره رسميا، والعمل على وضعه موضع النتفيذ في المناهج الدراسية، ووسائل الإعلام المختلفة.
  2. يشكل المجمع الجديد لجنة عليا أو أمانة عامة للتنسيق مع فروع لها في الدول العربية بتقديم الاقتراحات المباشرة لوسائل الإعلام، والجامعات والمدارس في كل ما يستجد من استشارات هامة حول أمور اللغة، والتحديث الجديد.
  3. تعمل الأمانة العامة فورا ودون تباطؤ على تعريب الكلمات العلمية الجديدة فور الإعلان عنها، وإقرارها وإرسالها إلى وسائل الإعلام، والثقافة ووزارات التعليم، وإلى المشرفين على معجم اللغة العربية.
  4. يفضل أن تلزم الدول العربية كل وسيلة إعلام (تلفزيون، راديو، صحيفة، إلخ) على توظيف مشرف لغة عربية مجاز للتدقيق في أخطاء العاملين فيها، ( كما تفعل في قضايا المحاسبة مثلا) وأن يشرف المجمع كل فترة على إقامة الدورات التدريبية لهؤلاء المشرفين لضمان اطلاعهم على أحدث علوم اللغة، وتطوراتها.
  5. أن تلتزم كل وسيلة إعلام عندما تردها أخبار عن اكتشافات جديدة تقديمها إلى مجمع اللغة المذكور ليعمل على تعريبها أو ربما إجازة استخدامها كما هي.

نحو موسوعة حديثة للغة العربية

نحو معجم إلكتروني حديث للغة العربية

لا يختلف علماء اللغة ومحبوها على أن معاجم اللغة العربية كثيرة، وشاملة، وواسعة أيضا. وتضم كل شاردة واردة من كلمات اللغة العربية حتى وقت قريب.... ولكن التطورات الحديثة التي شهدتها البشرية في القرن الماضي في شتى الأصعدة أوجدت مصطلحات حديثة ومفردات علمية، وثقافية واقتصادية، وعسكرية.... إلخ لم تعد موجودة في معاجم اللغة. وتحديث تلك المعاجم ونشرها على المواطنين ليس سهلا فهناك معاجم كلسان العرب يتكون من عدة مجلدات، وسعره غال، ولهذا فهو غير متوفر لدى كل أسرة بل لا يتوفر ربما إلا لدى المهتمين باللغة وربما لدى قسم منهم. واستخدام تلك المعاجم ليس بالأمر اليسير فالطالب عليه العودة بالكلمة إلى أصلها الثلاثي، أو الرباعي لاستخراج معناها، فكيف الحال عندما يكون الطالب في المراحل الابتدائية لا يعرف مصدر الكلمة التي يبحث عنها؟ او طالبا غير عربي يدرس العربية كلغة ثانية؟! لقد كانت تلك مشكلة في الماضي ولم يجد علماؤنا حلا لها، لكن التطورات التكنولوجية الهائلة وثورة المعلومات عبر الشبكة أوجدت الحل، لذلك ما علينا سوى إجادة استخدامها عبر إيجاد معجم إلكتروني للغة العربية يكون شاملا ومتوفرا دائما لجميع المعلمين، ولكل الناطقين باللغة العربية. إن المعجم الذي نحن بحاجة إليه يتضمن ما يلي:
أولا : إمكانية البحث عن الكلمة كما هي دون العودة إلى أي أصل لها فإذا كتب الطالب مثلا كلمة: (مكتوب) ثم نقر على زر البحث يجب أن يجد أمامه ما يلي:
- (ا) معنى كلمة مكتوب.
- (ب) زر صوتي بجانب الكلمة يتيح له سماع لفظها الصحيح بعد النقر عليه.
- (ج) توضيح للأحرف المستخدمة في كتابة الكلمة(م ك ت و ب) وإن كان ثمة حرف مشدد يتم ذكره مرتين.
- (د) يتم التوضيح إن كانت الكلمة قديمة ولا تستخدم حديثا أو حديثة النشأة، أو قديمة واستخدامها ما زال جاريا فمثلا (هزبر) تعني أسدا لكنها غير مستخدمة حاليا إلا ما ندر.
- (ه) أن يتم تحديد نوع الكلمة إن كانت فاعلا، أو اسما، أو مصدرا.... إلخ.
بعد هذا التوضيح يمكن أن يوجد أسفل الصفحة رابط كالتالي (لمزيد من المعلومات لكلمات مشابهة انقر هنا) وبعد النقر ينتقل القارئ إلى صفحة مع جدول كامل يضم كل الكلمات الماخوذة من الفعل كتب مع حركاتها وحروفها، ومعانيها وتسجيلا بلفظها كما أشرنا له سابقا.
(ا) الكلمة مع حركاتها (ب) حروفها (ج) نوع الكلمة (د) قديمة، حديثة (ه) معناها (و) زر للصوت لسماع لفظ الكلمة (ز) جمع الكلمة إن كانت مفردة. او مفردها إن كانت جمعا وكذلك الثنائي منها.
وهنا سيواجه المشرفون على هذا المعجم الإلكتروني أن زر البحث لا يتعامل حتى الآن مع حركات اللغة العربية، لذلك فإن كتب الطالب كلمة كَتَب، فماكينة البحث لن تفرق بينها وبين كلمة كُتِبَ لهذا فإن الحل الحالي لها هو عندما يبحث الطالب عن إحدى الكلمتين أو ما يشبهها أن يذكر في الجواب كلمة كتب مع حركاتها المختلفة ومعنى كل منها.
- كَتَب: وأن يوضع معناها وسائر التوضيحات الأخرى
- كُتِبَ
- كُتْب
- وبعد ذلك يتم وضع الرابط الذي يوضع أسفل كل صفحة.
ثانيا: نحن بحاجة إلى معجم يجمع القديم كله، والحديث كله، وبما أنه معجم إلكتروني سيكون سهلا جدا إضافة كل ما يستجد من كلمات إليه دون الحاجة إلى طبعات جديدة، ونسخ جديدة يلتزم الناس بتكريسها في مكاتبهم.
ثالثا إيجاد مجمع موحد للغة العربية فإن المعجم الإلكتروني الحديث عليه أن يراعي الكلمات الحديثة التي تقوم المجمعات في الدول العربية بإقرارها وأن يشير إلى ذلك ولا يتجاهله. وفي مصر مثلا يطلقون على الهاتف الخلوي (المحمول)، وفي دول أخرى (الهاتف النقال)، وفي غيرها (الهاتف الخلوي).... إلخ
رابعا: أن يتعامل المعجم الجديد مع الصورة كما يتعامل مع النص فعندما ترد كلمة غزال مثلا فليس المطلوب فقط وصف الحيوان الذي يطلق علية غزال بل نشر صورة له، أو صورا واضحة. وإن كان ثمة أنواع من الغزلان لها أسماء مختلفة أن يشار إلى ذلك أيضا ونشر صورها. وفي هذه الحالة حالة البحث عن كلمة غزال فإن الباحث عن معنى الكلمة لا يحتاج إلى تفصيلات عن الفعل غزل ويغزل وما شابه.
خامسا: المعجم الجديد يجب أن يتضمن الكلمات الأعجمية المستخدمة منذ زمن في العربية والتي أصبحت جزء من العربية.
سادسا: يجب أن يتضمن المعجم الجديد أسماء الأماكن، والأعلام غير العربية لتساعد الطالب على معرفتها فمثلا عندما يبحث الطالب عن كلمة مدغشقر يجب أن يجد معناها بأنها جزيرة في المحيط الهندي قريبة من أفريقيا. أي أن يكون المعجم موسوعة لغوية، ومعلوماتية في نفس الوقت.
سابعا: المعجم الجديد أرى أن يضم الكلمات المستخدمة بالعامية أو المحكية في الدول العربية، وحتى في التعريف بالمفردات العامية التي تفرض نفسها كواقع لا يمكن تجاهله. التمسك بالفصحى لا يعني عدم فهم المحكي المنتشر. إن المواطن العربي في المشرق عندما يزور المغرب، أو الجزائر يجد صعوبة في فهم اللهجة المغربية الدارجة، وكذلك فإن المواطن المغربي الذي يستمع لابن الخليج لن يفهم عليه وهو يقول رَيال (عن كلمة رجل) ولا (تَبي) بمعنى (تبغي) أي تريد.
إن إدخال الكلمات العامية في المعجم خطوة مهمة ومتقدمة حسب وجهة نظري وإغناء لمفردات العربية وتقويما لها. على المعجم أن يوضح مثلا أن كلمة (دَه) تعني هذا وتستخدم في مصر مثلا، وأن (زلمة) تعني رجلا في بلاد مثل فلسطين والأردن.... إلخ.
إدخال الكلمات العامية إلى المعجم سيعد قفزة إلى الأمام، وقد يقرب الناس من الفصحى، ويقلل من الفروق بين أبناء اللغة في الدول المختلفة ويوحد مفرداتهم. علينا عدم إغلاق عيوننا على أن العامية أكثر انتشارا من الفصحى فهي لغة المسلسلات، والأفلام، والأغاني، والحديث اليومي داخل الأسرة. حتى المدرس يدرس الطالب بالعامية ليشرح له معنى كلمة بالفصحى. إنها ليست دعوة لإحلال العامية بدلا من الفصحى بل دعوة لفهم القائم بدلا من القفز عنه.
ثامنا: من الفيد أن يكون هذا المعجم تحت إشراف مجمعات اللغة العربية ليجري العمل دائما على تحديثه وإضافة ما يستجد عليه.
تاسعا: هناك الكثير من الاختراعات العلمية الحديثة التي جرى استخدام كلماتها الأصلية كما جاءت من المخترع أو المكتشف يجب عدم إهمال تلك المصطلحات بل ذكرها داخل المعجم.
على سبيل المثال كلمة كمبيوتر مشهورة أكثر من كلمة حاسوب يجب إدخالها إلى المعجم وتحديد معناها. مثال آخر برنامج (آكسس) لا تعريب له فهو اسم برنامج مايكروسوفت لحفظ المعلومات وجدولتها، ولكنه برنامج مشهور باسمه الأمريكي، علينا إدخال اسمه إلى المعجم فأبناؤنا الطلاب في المراحل الابتدائية عندما يسمعون بالاسم يمكنهم من خلال المعجم ايجاد تفسير واضح لمعناه وبذلك تتوسع مداركهم ومعلوماتهم.
عاشرا: أن يتعامل المعجم مع أشكال الكلمات الإعرابية فمثلا عندما يكتب الطالب في زر البحث كلمة معلمون أو معلمين عليه أن يجد شرحا للكلمة كما أشرنا سابقا كما يبحث عنها، مثلا :
- معلمون: جمع معلم وهو جمع مذكر سالم مرفوع. وفي حالة النصب والجر تكتب معلمين ولا مانع أن تذكر أمثلة حية للطالب.
وبعد، هذه الاقتراحات ليست نهائية فلا بد أن لكثير من علماء اللغة اقتراحات وتوجهات أخرى يمكن بها إغناء المعجم الجديد الذي نحتاج إليه.
السؤال الأهم الآن ليس من يشرف عليه. فعلماؤنا في اللغة كثيرون. وعلمهم غزير، لكنا بحاجة إلى دعم مالي سخي لوضع ذلك المعجم حيز التنفيذ فمن يا ترى سيسجل التاريخ له دور المبادر والمساهم الأول في ترجمة هذه الاقتراحات إلى عمل ملموس ووضع بنودها موضع التنفيذ. أنا على يقين أنه لو قدم هذا الاقتراح إلى المسؤولين في دولة الإمارات، أو السعودية أو قطر أو مصر أو غيرها من الدول القادرة ماليا على تنفيده واقتنع المسؤولون به سوف يتسابقون على دعمه. إنه اقتراح عملي لكنه ليس سهلا فهو بحاجة إلى آليات لتنفيذه.
  1. لجان واسعة متخصصة في قضايا اللغة.
  2. مبرمجون لهم خبرة واسعة في مجال المعلومات والشبكة.
  3. ممول رئيسي.
  4. لجنة مشرفة على الجميع، تكون من الهيئات الأكاديمية النزيهة التي يهمها لغتنا ومصحلة الناطقين بها.

تحديث اللغة العربية

تحديث اللغة العربية، وليس تغييرها هو المطروح على الساحة الآن ولا أعتقد أن أحدا من المهتمين في شؤون العلم والثقافة يجهل تلك الأهمية، ولكن العقبة التي نواجهها من يطبق تلك التعديلات، أو التحديثات؟
لقد تطرقنا في بداية المقال إلى الهيئة المقترحة لوضع دراسة شاملة حول سبل تحديث اللغة العربية، وأشرنا إلى معجم اللغة الذي نحتاج إليه وأهميته على مستوى فهم أفضل للغة العربية للناطقين بها والذين يرغبون بتعلمها.
لقد كانت اللغة في الماضي تخدم الشعر، وسمحت للشاعر مالم تسمحه لغيره من اختراق قواعد اللغة بل إن بعض أساسيات اللغة ربما وضعت في خدمة أوزان الشعر. وكان ذلك مقبولا في مرحلة سابقة حينما كان الشعر الأساسي في ما يتناقله العرب من أخبار وقصص. لكن الشعر اليوم كله من عمودي، وحر، ونثر...إلخ لم يعد يشكل سوى جزء صغير من حياة المواطن العربي، لقد أصبح المواطن اليوم أمام موسوعة واسعة من المعارف العلمية (كالفيزياء، والكيمياء، والأحياء) والأدبية، (روايات مسرحيات مقالات)، والاقتصادية، وعلوم اجتماع، والسينما، والمراسلات..إلخ مما جعل النثر أساس كل شيء. ولم يعد العرب قبائل كما كانوا سابقا ومجموعات منعزلة بل تعربت أقوام وشعوب كثيرة واصبحت العربية الفصحى تواجه تذمرا كبيرا لدى طلابها أنفسهم بسبب بعض القواعد التي أصبحت لا تتلاءم مع متطلبات الحياة الجديدة. وكما أشرت سابقا، فنحن غير منصفين إذا هاجمنا علماءنا الذين نقلوا إلينا اللغة بشكلها الحالي، بل نشكرهم على جهودهم واجتهاداتهم.
والمطلوب اليوم نظرة متأنية لتحديث لغتنا وتسهيلها لتستوعب الكثير من الاكتشافات العلمية والثقافية الحديثة. ومن يدري فربما بعد ألف سنة يأتي بعدنا من يرى في ما نسير إليه الآن بأنه غير كاف ويدعو إلى تعديلات تلائم عصره الجديد.
بعض المتزمتين في قواعد اللغة الذين يعدون كل شيء مقدسا، لا يمكن مسه وتغييره مطلوب منهم أن يتراجعوا عن تزمتهم، إذ كيف يسمح علماء اللغة لشاعر أن يصرف (الممنوع من الصرف) لضرورات شعرية، ولا يسمح لعالم كيمياء أن يستخدم نفس الشيء؟
هل هناك من جواب مقنع؟! قلنا الشعر لم يعد كل كلام العرب ولا يوجد مواطن يتعلم 12 سنة في المدرسة شعرا.

المطلوب من أجل تحديث اللغة العربية

أولا : أحرف اللغة
اللغة العربية غنية بحروفها، وهذه إحدى جمالياتها فهي تمتاز عن اللغات الأخرى بحروف غير موجودة بها. فمثلا تمتاز عن الانكليزية بوجود حروف مثل الخاء، العين، الثاء، وتمتاز عن الهندية بوجود الفاء، وتمتاز عن اللغات بوجود الضاد لذلك سميت لغة الضاد لكن هناك حرفان مشهوران في كثير من اللغات الأخرى غير موجودين في لغتنا وأقترح إضافتهما إلى لغتنا لسببين مهمين:
- لتوسيع حروف اللغة، وتنويع كلماتها.
- لكتابة تلك الأحرف حسب لفظها عندما تكتب بعض الأسماء غير العربية الجديدة‪.‬
‪-‬ فمثلا عندما يُدرس أستاذ التاريخ عن الملكة فكتوريا مثلا فهو سيلفظها للطلاب كما يلفظ الانجليز حرف (V) لكنه سيكتبها بحرف (ف)، وحرف ف ليس حرفV

- عندما نكتب اسم شركة (جوجل) الشهيرة بالخدمة الشبكية فنحن نكتبها جوجل، أو غوغل، كذلك الأمر مع شيكاجو أو شيكاغو مع أنها (Google‪,‬ Chicago)
قد يرد علينا بعض القراء قائلين ولكن هذا يحدث في اللغات الأخرى، ولا تقوم بتوسيع حروفها. وهم صادقون في ذلك، ولكن لماذا يجب أن نكون مثلهم، فهم عاجزون عن لفظ حروف كثيرة وهذه سلبية في غير صالحهم، وإذا كانت لغتنا أغنى بحروفها فعلينا أن نحافظ على أن تظل كذلك على الدوام.
إنني أقترح أن نضيف إلى حروف العربية حرفين هو (G) و(V)، وإدخال رسم جديد لكل منهما يتناسق مع أحرف اللغة القائمة، إنها ليست دعوة لاستبدال حرف الجيم ولكن بإضافة حرف(G)
ويقع على عاتق المشرفين ايجاد أشكال للحرفين الجديدين‪.‬ إن إدخال حرفين جديدين للعربية سيغنيها، ويساعد على إدخال الكثير من الكلمات الجديدة باستخدامهما.
ثانيا: الحركات بالأحرف.
إحدى الثغرات التي تواجه الطلاب، والمتعلمين للعربية، تشكيل الكلمة. ولفظها كما يجب أن تلفظ، وهذه حسب تقديرى إحدى أسباب تكاثر اللهجات المختلفة في تشكيل الكلمة.
فلو كتبت لطالب كلمة لم يسمع بها من قبل، وقلت له اقرأها فقد يخطئ في قراءتها. إن الحل لا يكمن بتشكيل الكلمة بالحركات الحالية فهذا مزعج للقراءة ومتعب في الطباعة وأحيانا لا يعرف القارئ هل الحركة للحرف السابق أم اللاحق. إن الحل الصحيح يكمن في تغيير شكل الحركات، وجعلها أحرفا لازمه أي تصبح جزءً من الكلمة على الدوام.
في الانجليزية يستخدمون(A) مثل الحركة والألف معا وهذا غير سليم أيضا فعندما تكتب بالانجليزية مان (رجل) (man) وعندما تكتب (woman) فإنها تلفظ هنا كحركة للميم وليس ألفا ممدودة.
قد تبدو الكلمة غريبة بعض الشيء، لكن هل فكرنا بأطفالنا كيف نيسر لهم اللغة، ونجعلها أسهل لهم؟
إن التحديث المطروح يبدأ من الطفولة ويأخذ جيلا لإنجازه.
ثالثا: إعادة النظر في شكل بعض الحروف فهناك حروف متشابهة لا تفرق بينهما سوى النقطة.
خذوا مثلا:
- باسم
- نائم
- ثائر
- ياسر
- تامر
خمسة أحرف لا يفرق بينها سوى النقط فقط فإذا التقت تلك الحروف أربكت الطالب مثل:
الفلستينيون. لن يقرأها الطالب بسرعة كما يقرأ (المصريون) لأنه يريد التدقيق في الأحرف المتشابهة.
يفضل لو يتم العمل على إيجاد أشكال أخرى تميز تلك الحروف عن بعض، وحبذا لو قللنا من استخدام النقط للتمييز بين الحروف لأن نسيان النقطة ستغير المعنى وقد يعني عكس ما يريد صاحب النص أن يصل إليه.
في الماضي أضاف علماؤنا النقطة للتمييز بين الأحرف فما الذي يمنع علماءنا المعاصرين من تحديث جديد؟
كان يمكن أن يكون النص أسهل لو كانت الكتابة غير مترابطة أي الأحرف مستقلة كما في استخدام الأحرف اللاتينية أنظروا مثلا
م ص ر مصر
(ا س ت ن ه ا ض) استنهاض
شكل الأحرف أسهل للتمييز فعندما أقرأ كلمة (ا ل ف ل س ت ي ن ي و ن) سأقرأها هنا أسرع وسأميز الأحرف لأنها تكتب منفردة أوضح مما تكتب مجتمعة مع حرف آخر. وسيكون أسهل للطالب في الابتدائي لأنه سيرى شكل الحرف كما هو لا يتغير في أول الكلمة أو وسطها، أو آخرها.
رابعا: حرف الهمزة
هذا الحرف أكثر الحروف المزعجة لغويا. وأكثر حرف يخطئ الطلاب، والكتاب في كتابته، ولا يوجد أي مبرر على الإطلاق إلى عدم إنهاء هذا التعقيد باستخدام إحدى حروف اللغة، أنا أرى أن على مجمع اللغة العربية المقترح ايجاد شكل واحد وموحد لحرف الهمزة سواء كان في أول الكلمة أو وسطها، أو آخرها، ويكون كبقية الحروف تلحق به الحركة دون أي تغيير عليه، فمثلا لو اتفق علماء اللغة على كتابة حرف الهمزة مثلا كالتالي: (أ) تكون كتابته مكسورا هكذا أِ أِمام (إمام)
سأل
سُأِلَ
مسأول ( مسؤول)(مسئول)
خامسا: الأرقام
هي جزء من اللغة حتى لو عدها بعضهم غير ذلك. فنحن نكتب خمسة بالحروف ونشير إليها (٥) أو (5)
الأرقام (1، 2، 3،4) التي نعدها انكليزية هي في الحقيقة أرقام عربية، لا أدري لماذا تخلينا عنها واستخدمنا أرقاما يقال إنها هندية.
صحيح أن كلا الأرقام يؤدي الغرض منه، لكنها دعوة للعودة هنا إلى الأصول العربية للأرقام.
أولا لأنها عربية ثانيا لأن بعض الدول العربية الأفريقية تستخدمها فيما الآخرون يستخدمون الهندية، وثالثا لأنها أرقام أصبحت عالمية تستخدم في البنوك العالمية، وفي الشبكة، والبرمجة إلخ. وبذلك تصبح الدول العربية موحدة في الأرقام ويسهل على طلابنا في المراحل الابتدائية ويوفر عليهم استخدام أرقام إضافية.

قواعد اللغة

أكثر ما يثير الطلاب ويستفزهم تحريك أواخر الكلمات حسب موقع الكلمة من الجملة. هذا الإعراب هو أكثر ما يتذمر منه الطلاب، ومتعلمو اللغة العربية، وعلماء اللغة في معظمهم متشددون في ذلك، ولهم في اجتهاداتهم الكثير من الإقناع فتسكين أواخر الكلمات في اللغة العربية يخرب إيقاع اللغة، ويذهب بإحدى جمالياتها وموسيقاها وسأورد لكم عدة أمثلة على ذلك.
اقرؤوا هذا البيت من الشعر
يا حبيبا زرتُ يوما أيكه 
طائرَ الشوق أغني ألمي
ثم أقرؤوه بتسكين آخر الكلمات
يا حبيبْ زرتْ يومْ أيكْهْ
طائرْ الشوقْ أغنى ألمي
كلمة أيكه عبارة عن كلمة مع ضمير لذلك تسكين أيك تخضع للقاعدة
لنترك الشعر ولنقرأ ما يلي:
كانَ الجوُّ ماطرا عندما التقيت ذاتَ العيون الخضراء يوم الجمعة الماضي.
واقرؤوا هنا ولا تحركوا أواخر الكلمات، ولا تدمجوا الكلمات التي تبدأ بأل التعريف مع ما يسبقها.
كانْ الجوْ ماطرْ عندما التقيتْ ذاتْ العيونْ الخضراءْ يومْ الجعةْ الماضي
وقس على ذلك أمثلة كثيرة جدا. لكن هناك أمور أخرى ليست بذات الأهمية وتحديثها يمكن أن يتفق عليه علماؤنا ويريحوا طلاب اللغة من بعض التعقيدات غير الضرورية، والتي لا علاقة لها بسلامة اللغة.
فيما يلي نماذج من القواعد التي يحتاج علماء اللغة إلى إعادة النظر بها، وهي ليست كل تحتاجه اللغة من تطوير فهذه مهمة علماء اللغة، ومجمعات اللغة العربية.
كما أشرت سابقا فإن تسكين أواخر الكلمات غير ممكن ولا أعتقد أن أحدا من علماء اللغة الكبار يوافق عليه، على الأقل لم أسمع بذلك، لكن هذا لا يعني أبدا أن تبقى الأمور على علاتها، ما زال أمامنا الكثير مما يمكن إنجازه. وحتى نصل إلى الهدف دعونا نراجع الأمثلة الثالية:
(ا) جمع المذكر السالم.
يجمع بالواو والنون للمرفوع، وبالياء والنون للمنصوب والمجرور فنقول مثلا:
- جاء المعلمون
- مررت عن المعلمين
- رأيت المعلمين
إذن نحن هنا جعلنا الإعراب بحالتين (شكليا) الواو والياء، بالتالي اختصرنا شكلا آخر موجود في المفرد
المعلمُ، المعلمَ، المعلمِ.
(ب) خذوا المثال التالي في جمع المؤنث السالم.
رأيت المدرساتِ
مررت عن المدرساتِ
جاءت المدرساتُ
الجر والنصب نفس الطريقة. صحيح أننا نعرب كل كلمة بشكل يختلف لكن المقلق لدى الطالب عند الحديث هو معرفة هل هي منصوبة أم مجرورة.
ولو سألنا سؤالا بريئا لعلمائنا الحاليين ( وليس القدامى) لماذا لم نقل رأيت مدرساتا؟ ما المانع؟ هل لفظها يصبح قبيحا؟! هل المعنى غير واضح؟!
(ج) خذوا مثالا عن المثنى:
رأيت طالبين يسيران إلى المدرسة.
جاء طالبان من المدرسة
مررت عن طالبين في طريقهما إلى المدرسة
نفس الشيء حالتان من الإعراب، الألف والياء وهنا نتساءل الذي، إن من أعطى علماء اللغة جمع شكل الإعراب المنصوب، والمجرور في شكل واحد يعطيهم الحق في ما سأعرضه من اقتراح في هذا المجال، وهو:
- جعل أواخر الكلمات في معظم الحالات مرفوعا أو مبني على الضم سواء كان اسما أو ما شابه تماما مثل الفعل الماضي دائما مبنيا على الفتح.
تحدد حالات محددة قليلة للنصب، وأخرى للجر يكون لها أهمية قصوى لتميزها عن الحالة الأولى الأساسية. ولكن ليس كما هي الآن واليكم أمثلة واضحة.
- فعل (كان) ترفع الاسم الأول ويكون اسمها وتنصب الثاني ويكون خبرها.
كان الولدُ جميلا.
يمكن جعل الخبر دائما مرفوعا أيضا وكتابته دائما بعد الاسم وتكون قاعدة يستقيم المعنى فيها.
فعندما نقول:
كان حازم عادلٌ
نعني التالي كان حازم عادلاً
ولو كتبناها كان عادلٌ حازم
تعني أنه
كان عادلٌ حازماً
في هذه الحالة لا نستطيع القول
كان حازماً عادلٌ
ولا أرى سببا لجعل الخبر قبل المبتدأ إلا لاستخدامات الشعر بشكل خاص.
- حرف (إن) ينصب الأول ويرفع الثاني. ولو استخدمنا القاعدة العامة أن يكتب اسمها دائما مباشرة بعد خبرها بعد ذلك يصبح لا ضرورة لتغيير أواخر الكلمات.
مثال:
إن البيتَ منيرٌ
إن البيتُ منيرٌ
- فعل الأمر يبقى كما هو مع عدم ضرورة حذف حرف العلة من آخره.
فمثلا امشِ لماذا لا نقل امشيْ؟ ما ضرورة تعقيد الطلاب بضرورة حذف حرف العلة؟ وزيادة عبء الدروس اللغوية عليهم؟
- فعل المضارع يكون مرفوعا ولا ينصب ولا يجزم فلا مبرر لذلك.
عندما نقول مثلا: لن أذهبَ للمدرسة، فإن الفعل أذهب يصبح منصوبا بحرف «لن» لكن لو سألنا ما الحكمة من ذلك فلن تجد حكمة عملية.
ماذا لو قلنا «لن أذهبُ للمدرسة؟» هل سيجهل السامع القصد؟؟
- الاسم هو المشكلة فهو الذي تتغير أواخره بشكل واسع وأقترح أن يكون له شكل واحد أساسي بأن يكون مرفوعا دائما ويجر في حالات محددة فقط كالإضافة.
- الممنوع من الصرف.
ما الحكمة اللغوية من الممنوع من الصرف؟ لماذا يجب أن نقول رأيت مساجدَ ولا نقول رأيت مساجداً؟ مع أنها منصوبة مفعول به. لماذا يحق للشاعر أن يكسر هذه القاعدة للضرورات الشعرية؟ لو قال أحدكم لصاحبة رأيت معابدا، هل يفهم المطلوب؟
المسألة ببساطة معظم الممنوع من الصرف لا ضرورة لجعلة ممنوعا من الصرف، وبذلك نريح الطالب من درس إضافي وحفظ قواعد لا ضرورة لها.
- الأسماء المؤنثة كلها يمكن صرفها، فنحن نقول رأيت هندا ولا نستطيع القول رأيت هياما بل يجب القول رأيت هيام لأنها ممنوعة من الصرف، مع أن هندا أيضا مؤنث لكن القاعدة تسمح بصرفها!!!
- الكلمات التي تنتهي بياء مثل قاضي. لا داعي لحذف حرف الياء من آخره بل يجب أن تظل جزء من الكلمة في كل الحالات فلا أجد مشكلة في القول تحدث مع قاضِيٍ. أنا ماضيٌ في طريقي.
- يجب استخدام الياء مع النقط أسفلها. إن استخدام الألف المقصورة كأنها ياء فيه بعض اللبس ويجبر الطالب على بصم الكلمة وليس فهمها.
ولو قلنا لأحدهم أن يقرأ: «جاءت إلى أمل»
فهي تحمل معنيين،
- جاءت (هي) «إلى أمل»
- أو جاءت «إليّ أمل»
- كلمة جهنم مثلا لماذا ممنوعة من الصرف.
ألا يحق للشاعر صرفها اقرؤوا عنترة:
وجهنم بالعز أطيب منزل
لماذا لا يحق لنا أن نصرفها بحديثنا ما دام أجيز لعنترة؟ إن مقولة يحق للشاعر ما لا يحق لغيره انتهى فالشعر في كل اللغات يشكل جزء بسيطا من اللغة، وهناك أمور أجدر بنا أن نهتم بها ونعمل على تحديث لغتنا لاستيعابها.

الكلمات الأعجمية

الكلمات الأعجمية غير معربة لكن في الماضي كانت قليلة والآن كثيرة إما أنها دخلت اللغة عبر احتكاكنا بالقوى التي احتلت بلادنا، أو أنها نتيجة التطورات العلمية والتكنولوجية والاختراعات الكثيرة التي تصل إلينا كل يوم.
أصبح من الصعب على الطالب أن يلم بكل الكلمات غير العربية لهذا فإن علماء اللغة مطالبون بتطبيق نفس قواعد اللغة على الكلمات غير الأعجمية وإراحة الطالب من حفظها كلها والخوض في تفاصيلها. إن الكلمات الحديثة يفضل نطقها كما هي دون تشكيل فمثلا كلمة (آيفون) أي التلفون العيني الذي تم استحداثة من شركة أبل، فإن قررنا استخدام نفس الكلمة نفضل أن نستخدمها كلفظها الأصلي.
- إضافة معظم الكلمات العامية إلى اللغة العربية.
- لا ضرورة لنستمر في جعل كل كلمة لها مرجعا ثلاثيا أو رباعيا.
- الهمزة ضرورة الاتفاق على حرف واحد لها إنها أعقد الحروف.
- همزة الوصل إلغاؤها وجعلها أما همزة قطع أو عدم استخدامها بحيث نكتب كلمة انتصر (نتصر)
فما دامت حرفا أضيف فقط لاعتبارات عدم البدء بساكن فيجب حذفه فهذه القاعدة غير مقنعة وغير مبررة وكثير من اللغات ربما كلها تبدأ بساكن لماذا نحن لا نبدأ بساكن؟

كتابة الأعداد

أعقد كتابة لغوية، حتى أنني عندما أكتب بعض الأرقام أفضل كتابتها كما هي بدون أحرف 16، 23، 139 حتى لا أضطر إلى استخدام تلك القاعدة المملة.
- مرة العدد يخالف المعدود.
- ومرة العدد يشبه المعدود.
- ومرة الكلمة التي بعد العدد تكون منصوبة (تمييز) مثل ستون رجلا، ومرة مضافة إليه مثل مائة رجل.
لو فكرنا مليا بكل هذة التعقيدات لما رأينا سببا لها ولا فائدة لغوية.
لو قلنا مثلا تسعة رجال، او تسع رجال، ما الذي تغير على السامع؟ ألا يفهم القاريء المطلوب؟
ما الحكمة اللغوية من العكس هل (التسعة) ستتزوج الرجل حتى نجعلها مخالفة له؟ وهل (سبع) ستلقح التفاحة عندما نقول سبع تفاحات؟ ماذا لو قلنا سبعة تفاحات؟
ما الذي سيضر باللغة؟ هل يلتبس الكلام علينا؟
أعرف أنها هكذا جاءت عن الأقدمين، ولا لوم عليهم ولكن اللوم علينا أننا لا نسعى إلى التحديث، والتطوير وأنا أرى أن يجعل علماء اللغة استخدام تسع، او تسعة اختياريا أو يتم استخدام شكل واحد منها فإما تسعة (سبعة، ستة) وهذا هو الأسهل ... واما الشكل الثاني.
نفس الشيء بالعدد المركب
ستة عشر
ست عشرة
نفس الشيء بالتمييز أو الإضافة، أقترح أن يكون شكلا واحدا لا غير، مثال:
عشرون رجلا
مائة رجلا أو
عشرون رجل
مائة رجل

التأنيث في اللغة العربية

من جماليات اللغة، وهو موجود في لغات كثيرة وليس فقط اللغة العربية، فعندما نقول جاءت باسمة، وجاء عادل.
وعندما نقول جاءت جهاد فنحن نتحدث عن فتاة اسمها جهاد وعندما نقول جاء جهاد فجهاد هنا رجل.
لكن السؤال هو التانيث غير الحقيقي ما ضرورته.
هذه بعض اقتراحاتنا لعلها تجد آذانا صاغية وتأييدا للعمل على وضعها موضع التنفيذ

ليست هناك تعليقات: