الإبل..رابط قوي" يجمع الخليجيين في كل الظروف
لا تزال الإبل تشكل رابطا قويا يجمع قادة ومسؤولين بارزين من دول الخليج الست، الذين اجتمعوا يوم الخميس قرب العاصمة السعودية الرياض لحضور الحفل الختامي لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الذي يقام سنوياً في المملكة.
فبعد مرور مئات السنين على العصر الذهبي للإبل، عندما كانت الجمال مصدر رزق أساس بنقلها للناس وبضائعهم ومصدر طعام رئيس لهم في شبه الجزيرة العربية، لا تزال للإبل مكانة بارزة في دول الخليج الست رغم الرقي والتطور الذي تعيشه.
وتزيد أهمية الإبل عند شعوب الخليج وقادتهم على حد سواء عاماً بعد عام، ويقام مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل هذا العام في القرية السعودية للإبل، وهي مشروع دشنته المملكة هذا العام ويعد أول قرية متخصصة للإبل وتراثها وأبحاثها وتجارتها في المملكة.
ولبت دول الخليج دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لحضور الحفل الختامي لمهرجان الإبل الأشهر في المملكة ودول الخليج وحتى العالم، وحضر قادة ومسؤولون رفيعو المستوى من تلك الدول لمشاهدة الحفل الذي تشهد بلادهم مهرجانات مماثلة له كل عام.
وحرص ملك البحرين، الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة على حضور الحفل شخصياً برفقة الملك سلمان، إضافة لولي عهد الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الإنسانية رئيس مجلس أبوظبي الرياضي بدولة الإمارات، الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، ورئيس اللجنة الأولمبية بدولة قطر، الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، ووزير الشؤون الرياضية بسلطنة عمان الشيخ سعد بن محمد السعدي.
وبدا الحفل الختامي للمهرجان أقرب إلى الماضي منه إلى الحاضر، إذ جلس مئات المسؤولين الخليجيين في منطقة صحراوية تبعد عن العاصمة الرياض نحو 140 كيلومتراً، بينما يتجمع ملاك الإبل المشاركة في المهرجان مع قطعانهم في مشهد مشابه لحال شبه الجزيرة العربية عندما كانت منطقة واحدة تسكنها القبائل.
ويقول الباحث السعودي في التراث واللهجات المحكية، سليمان الدرسوني، إن التراث رابط قوي يجمع شعوب الخليج وقادتهم، وأن ما تشهده مهرجانات التراث بمختلف أنواعها من مشاركة خليجية خير دليل على ذلك.
وكان الدرسوني الذي أمضى أكثر من عشر سنوات في بحث تراثي عن اللهجات المحكية في مختلف مناطق المملكة، يتحدث لـ ”إرم نيوز“ عن دور التراث الأصيل الضارب عميقاً في تاريخ شبه الجزيرة العربية كرابط اجتماعي قوي.
وأضاف الدرسوني أن الاهتمام بالإبل كتراث مشترك يشمل دول الخليج الست التي تنظم العديد من المهرجانات للإبل، كون الإبل أحد الموروثات التي تجمع القبائل العربية المتوزعة في منطقة الخليج ولا زالت متمسكة باهتمامها بالإبل.
وكان ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان أحد الحاضرين للحفل الختامي للمهرجان، رغم أن الأمير الشاب مسؤول عن عدة ملفات بينها وزارة الدفاع التي يقودها، ورئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية الأشبه بحكومة مصغرة، إضافة لإشرافه على ”رؤية السعودية 2030“ وهي خطة تحول اقتصادية عملاقة.
وينطبق الأمر ذاته على غالبية المسؤولين الخليجيين والسعوديين الذين حرصوا على حضور الحفل الختامي لمهرجان الإبل، في مؤشر على مكانة الإبل وجذبها لمزيد من العشاق.
وتحتل الإبل بالفعل مكانة خاصة في المجتمعات الخليجية، لاسيما البدو منهم، فهي تمثل رابطاً مهماً في نفوس أبناء شبه الجزيرة العربية بينهم وبين حياة البداوة التقليدية التي تتلاشى مظاهرها شيئاً فشيئاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق