2014/12/15

لهجة العجمان

لهجة العجمان

تعتبر { الكشكشة } هي ما يتحدث بها ابناء قبيلة العجمان وابناء قبائل يام كافة فما اصلها في لغة العرب؟
النص :
سأل عبدالملك بن مروان أعرابياً كان في مجلسه : ممن أنت (1) ؟ فقال أنا رجل عا (2) تميم وأسد. وكشكشة(3) ربيعة. ومعناه تميم وأسد يبدلون الهمزة عيناً في مثل عنك رسول الله بدلا من إنك رسول الله وربيعة يبدلون من الكاف المؤنثة شينا وينشد على هذا من قول مجنون ليلى:
فعيناش عيناهـا ولونـش لونهـاولكن عظم الساق منش دقيق
قال ثعلب : علامة العرب في اللغة والادب قال : أنشدنا ابن الاعرابي :
(1) ممن أنت : يعني من أي القبائل انت ولعله سأله هذا السؤال بعد أن لاحظ تغير لهجته.
(2) ( عا ) وهي العنعنه : او ابدال العين من الهمزه وفي القاموس المحيط : وعنعنة تميم إبدالهم العين همزة.
ويقولون : ( عن – موضع أن ) ولا اريد الاسترسال في موضوع العنعنه لانه ليس موضوعنا.
( 3 ) الكشكشة: وهي موضوعنا فما هو المقصود بالكشكشة عند العرب وما هو اصلها ؟
شرح النص:
اقول وبالله التوفيق:
الكشكشة : هي إبدال الشين من كاف الخطاب أو إبدال الكاف المؤنثة شيناً في القاموس وشرحه : والكشكشة في ( بني سعد ) .
وهنا اثير نقطه هامه وهي ان ( الكشكشة ) هي من لغة الفصاحة والبيان عند العرب لعدة امور اهمها :
- استرضاع النبي صلى الله عليه وسلم في بني ( سعد ) وهم من قبيلة هوازن وكانت قريش تحرص على الا ترسل ابنائها للاسترضاع الا من تعلم انهم من فصحاء العرب لكي يكتسبوا منهم الفصاحة والبيان ونعلم ان قريش هم من أفصح العرب ولقد نزل القران الكريم على لسانهم ولكن يوجد في القبائل العربية وبالاخص قبيلة تميم وهوازن من اشتهروا في الفصاحة والبيان بكثرة زد عل ذلك مكارم الاخلاق التي يتصف بها العرب فلذلك السبب استرضع النبي صلى الله عليه وسلم في بني سعد واصبح افصحهم لساناً.وقد ورد استرضاعه في بني سعد بسند جيد من طريق ابن إسحاق، قال صلى الله عليه وسلم: ( يقول لأصحابه أنا أعربكم أنا قرشي ، واسترضعت في بني سعد بن بكر ) .
أما رضاعه من حليمة السعدية في بني سعد فهذا مما استفاض واشتهر، وقد ورد استرضاعه في بني سعد بسند جيد من طريق ابن إسحاق. تقول حليمة السعدية مرضعته لما أخذته من أمه: (( فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روي، وشرب معه أخوه حتى روي، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا أنها لحافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا رياً وشبعاً فبتنا بخير ليلة (إلى أن قالت) ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد، وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمي تروح على حين قدمنا به معنا شباعاً لبناً، فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولايجدها في ضرع.. فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير )).
فأنزل الله عليهم البركة في أنفسهم وأموالهم بسبب قيامهم بأمر صفيّه وحبيبه صلى الله عليه وسلم.
وليعلم القارئ ان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان ليسترضع في بني سعد وهم اقل منه فصاحة وبيان وهذا مما يقوي قولي في ان ( الكشكشة ) التي يتكلم فيها بني ( سعد ) هي من لغة الفصاحة والبيان عند العرب.
وهناك احاديث نبوية تتحدث عن فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم ومنها :
( انا أفصح العرب بيد اني من قريش )
وحديث اخر :
عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم (أعطيت مفاتيح الكلم ونصرت بالرعب وبينا أنا نائم البارحة إذ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض حتى وضعت في يدي) قال أبو هريرة : فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تتنفلونها ) أخرجه البخاري .
وقوله صلى الله عليه وسلم (أعطيت خمساً لم يعطهن نبي قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) وفي رواية (إلى الأحمر والأسود) البخاري: 335 ومسلم: 521 . وفي لفظ عن أبي هريرة (فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون) الترمذي (1/293) حسن صحيح ، وأحمد (2/412) خرج في الإرواء (285) .

ولنرجع الى حديثنا عن الكشكشة:
والكشكشة في بني ( سعد ) كما قال الجوهري او في (ربيعة ) كما قال الليث: ابدال الشين من كاف الخطاب المؤنث خاصة كعليش ، ومنشِ ، وبشِ . في مقابل : عليكِ ، ومنكِ ، وبكِ ، وفي موضع التأنيث ينشدون لمجنون ليلى :

ونادت اعرابية جارية ( تعالي إلي، مولاشن تناديش ) أي مولاكِ يناديكِ.
قال ابن سيدة : قال ابن جني : وقرأت على ابي بكر محمد بن الحسن عن ابي العباس احمد بن يحيى لبعضهم :

في البيت الاول ( فيما ) صوابها ( فيها ) ونقلت التصحيح من ( سر الصناعة ) لابن جني و ( خزانة البغدادي ) جزء 4 صفحة 594 ، هناك خلاف في رواية الابيات بين ابن جني والاصمعي في البيت الاول (فيما ) ذكرها الاصمعي.
وفي البيت الثاني ( إينيش ) عندي الاصمعي ( ابيش ) عند ابن الجني ( تدنيش ) عند الاصمعي ( تنئيش ) عند ابن جني.
وتجد حديثا عن الكشكشة في ( اللسان ) و ( شرح القاموس ) و ( السيرافي على سيبويه ) ج1 ص 279 . ( كشكشة بكر ابن وائل ).
وفي ( الخصائص ) لابن جني ج 1 ص 399 حديث عن كشكشة ربيعة.
وفي رؤوس القوارير لابن الجوزي ص 30 يتحدث عن عنعنة تميم وكشكشة سليم.
وفي ( موارد البصائر - فيما يجوز من الضرورات ) لشيخ محمد سليم في الجزء الثاني ص 431 من ( ألف باء ) توضيح لكشكشة ربيعة وتعليل بأن الكشكشة في ربيعة سببها حرصهم على البيان.
وفي ( المزهر ) لسيوطي ج1 ص 109 يتحدث عن كشكشة ربيعة ومضر وذكر في ص 104 ان الكشكشة في ( اسد ) ثم ذكر بعده أنها في ( هوازن ).
وفي ( العقد الفريد ) ج 1 ص 294 يتحدث عن كشكشة تميم وفي الجزء الثاني ص48 قال ان الكشكشة في تغلب.
والمبرد صاحب كتاب ( الكامل ف اللغة والادب ) يعلل الكشكشة تعليلا صوتيا وذلك لقرب الشين من الكاف لانها مهموسة. ارجوا أن اكون وفقت في طرحي لهذا العمل المتواضع


ابو حمد الشامري

ليست هناك تعليقات: