لغة طيّئ و أثرها في اللغة السقطرية
الجزء الأول:
بحث بسيط يسلط الضوء على تأثير لغة قبيلة طيّئ العربية الجنوبية القحطانية في اللغة السقطرية.
المقدمة:
كنتُ أشعر ببعض الحيرة، و أنا أبحث و أجمع مفردات اللغة أو اللهجة السقطرية، عندما أقف على بعض الألفاظ و الأفعال، و الأساليب اللغوية التي كنتُ أراها شاذة أو غريبة، و لم أجد
لها ما يقابلها في اللغة العربية الفصيحة، و قد أعتقدتُ بادي ذي بدء بأن هذه الألفاظ و الأفعال و الأساليب اللغوية ما هي إلا لهجة عامية سقطرية خاصة بالسقاطرة، كانت نتاجا طبيعيا للعزلة و الإنغلاق اللغوي و الثقافي الذي عانت منه الجزيرة لفترة طويلة من الزمن، في تلك الجزر القابعة في بحر العرب، بعيداً عن محيطها العربي، و في يوم من الأيام، و بينما كنتُ في مكتبة الشارقة، أقلبُ بعض الكتب و أتصفحها، و أمرُّ على الرفوف الزاخرة بالكتب، قديمها و حديثها، وقعت عيني صدفة على كتاب بعنوان "تأثير لغة طيّئ في اللغة العربية" فأخذتُ هذا الكتاب، و جلستُ على طاولة قريبة مخصصة للقراءة، و بدأتُ أتصفحه، فوجدتُ بين صفحاته و ثنايا سطوره، بعض الأساليب، و الكلمات السقطرية العتيقة، مثل: فاطمت، و طيرب، و فتك، و تتبعت باقي الكلمات و الأساليب، فشعرتُ بأنني قد وقعتُ على كنز لا يقدر بثمن، فقررتُ أن أتابع قرأءة هذا الكتاب قراءة متأنية، و وجدتُ فيه ظالتي التي طالما كنتُ أبحثُ عنها، حيث وجدتُ الأجوبة الشافية لكل الإسئلة و لألغاز المغلقة، التي كانت تدور في مخيلتي منذ فترة طويلة، و أنا أحاول جمع اللغة السقطرية، و توثيقها للاجيال القادمة، لأكتشف بأن اللغة و الثقافة السقطرية لها جدور راسخة في لغة بعض القبائل العربية القديمة، و أنها تُعد أمتداداً طبيعياً، و ثقافياً و لغوياً لهذه القبائل بالذات، كحمير و طيّئ، حيث السقاطرة يتحدثون بلغة حمير و لكنة طيّئ.
و طيِّئ هي قبيلة عربية جنوبية يمنية قحطانية يعود نسبها إلى جلهمة بن أدد بن يشحب بن زيد بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان و طيئ كان لقبه و قيل اسمه، و تسكن في جهات كثيرة من جزيرة العرب و العراق و الشام و مصر و كل المغرب العربي، و في مناطق كثيرة من الوطن العربي و خارجه، في الوقت الحالي، و قد كانت مساكنهم في اليمن منطقة الشحر، و هناك روايات كثيرة حول سبب إنتقال هذه القبيلة من موطنها الأصلي في أقصى جنوب الجزيرة العربية على ساحل الشحر قبالة أرخبيل سقطرى إلى كل أرجاء الوطن العربي، فقيل بأن قبيلتي همدان و مراد طردوا طيئاً من مساكنها في الشحر، و هناك رواية أخرى تعزو سبب خروج طيّئ من الشحر إلى هجرة جيرانهم من قبيلة الأزد من الشحر إلى عمان، فأستوحشت طيئ، لأن أرضها كانت مسبوعة، مما دعاها إلى ترك منازلها في الشحر، و أنتقلت بعد ذلك إلى بلاد تهامة و نجد و الحجاز. و نضيف هنا و سقطرى بسبب وجود دلائل لغوية و ثقافية كثيرة تدل على إنتقال طيّئ إلى سقطرى أيضا، و تأثيرها الواضح هناك. و قد ذكر اللغويون و المؤرخون بأن لغة طيّئ هي الأساس و الأم الحقيقية للهجات العامية السائدة في أقطار الوطن العربي حاليا، و كان ذلك بسبب تنقلات قبيلة طيئ، و إنتشارها في كل أقطار الوطن العربي كله، بعد خروجها من موطنها الأصلي الشحر و هو ما عرف عند الباحثين و المؤرخين و اللغويين بظاهرة ( أكلوني البراغيث)..
و قبيلة طيّئ هي ضمن القبائل العربية المعدودة التي أثرت لغتها في القرآن الكريم و السنة النبوية إلى جانب قبيلة قريش التي نزل القرآن بلسانها، و قد أعتمد العلماء على لغة طيئ و تميم وغيرها من القبائل العربية، في التصييح و ضبط و فهم كلمات القرآن الكريم و السنة النبوية، و الشعر الجاهلي، و الخطابة في العصر الجاهلي..
و نتناول هنا بعض هذه الأدلة اللغوية و الثقافية التي تدل على تأثير قبيلة طيّئ في لغة قبائل بادية سقطرى، و نبدأ باسم قبيلة طيّئ و علاقته باللغة السقطرية، و من ثم نعرج على اسماء الأشخاص و الأماكن، و المنازل و موارد الماء، و الأفعال و الأساليب اللغوية المختلفة و المفردات و الألفاظ و الكليمات، و التي تخالف فصيح اللغة العربية، و لكنها ميزة كانت تتميز بها قبيلة طيئ العربية القحطانية على غيرها من القبائل العربية..
و هي على النحو التالي:
أولا:اسم قبيلة طيّيئ و علاقته باللغة السقطرية:
أختلف الباحثون في أصل أو رسم كلمة طيّئ من طاء أو طوأ أو طاءة، وكذلك اختلفوا في معناها فقال بعضهم بأن معناها الصحراء. أما معنى طوأ أو طوهأ: عند السقاطرة فهو اسم رجل و تعني صغير أو مقطوع الأذنين من الإنسان أو الصلماء من الحيوان، فنقول طوهأ، و الهاء هنا زائدة و ليست من أصل الكلمة، بل هي تلحق كل الأسماء السقطرية، فإذا حذفنا الهاء تصبح الكلمة (طوأ) كما ورد في أصل كلمة طيّئ، و ما زال السقاطرة يسمون أطفالهم طوأ أو طوهأ حتى اليوم، و لكن الباحثين أنىّ لهم معرفة حقائق اللغة السقطرية المغلقة على نفسها في ذلك الأرخبيل الجميل لمئات أو آلاف من السنين، و هي القادمة من أعماق التاريخ القديم الذي يعزُّ على الباحثين المتقدمين أو المعاصرين أو المتأخرين منهم الوصول إلى حقائقها، و معانيها، و علاقتها بلغات القبائل الجنوبية القديمة، التي سكنت جنوب شبهة الجزيرة العربية، ثم خرجت منها و أنطلقت إلى أرجاء الوطن العربي.
لذلك فأنا أرى بأن معنى كلمة طيّئ أو طوأ هو الأصلم كما هو في اللغة السقطرية، و قد يكون اسما أو لقبا كان لأحد أجداد الطائيين، و تسميت به القبيلة كما هو وارد في نسب قبيلة طيّئ وهو جلهمة بن أدد بن يشحب بن زيد بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان يلقب بطيئ و قيل أن اسمه لقبه، و بناءً على ذلك أستبعد أن يكون معنى كلمة طيّئ (الصحراء) الذي أوردوه الباحثون في معنى (طوأ)، لأن الطائيين كانوا يسكنون الجبال و الوديان، و لم يسكنوا الصحراء، إلا في عصور متأخرة، بعد طردهم أو هجرتهم من موطنهم الأصلي في الشحر و كانوا يحملون هذا الاسم و عرفوا به في موطنهم الأصلي.
ثانيا: تشابه المساكن و الأماكن بين طيّئ و قبائل السقاطرة:
1ـ طريب:
و كانت طيّئ تطلق على منازلها اسم (طريب) كما ذكر البكري سنة 487 هجرية، و قال شاعرهم طيئ بن أدد:
اجعل طريبا كحبيبٍ ينسى.. لكل يوم مصبحٌ و ممسى.
و كذلك السقاطرة يسكنون في بيوتٍ يسمونها طريباً أو طيربت، و الجمع طرايب.
2ـ أجأ:
و سكنت طيئ في جبل يسمى (أجأ، أو جؤة ) و كذلك السقاطرة يسمون بعض المناطق الجبلية بالاسم نفسه، جأ أو جؤة. و هناك منطقة جؤة المشهورة التي كانت موطنا و مسكنا لسلاطين آل عفرار.
3ـ فتك:
وهو مكان كان لطيّئ فيه مياه عذبة و زرع وفير يسمى ( فتك ) و كذلك توجد في سقطرى مدينة فيها مياه وفيرة، و يحيطها الزرع و النخيل، ولها وادي تجتمع فيه المياه العذبة الدائمة، و تتصل بالبحر من خلال خور يسمى خور ذي فتك، و تسمى هذه المدينة فتك قديما، و هي حاليا مدينة قلنسية.
ثالثا: القرب الجغرافي بين الموطن الأصلي لطيّئ و جزيرة سقطرى:
القرب الجغرافي بين الموطن الأصلي لقبيلة طيّئ على ساحل اليمن في منقطة الشحر المقابل لجزيرة سقطرى، و هو ما ساعد على سهولة التواصل الحضاري و الثقافي بين قبيلة طيّئ و سكان سقطرى باللإضافة إلى هجرت بعض القبائل الطائية، و إستقرارها في سقطرى بعد هجرتها أو تهجيرها وفقا لبعض الروايات من موطنها في الشحر..
رابعا: التشابه اللغوي بين قبيلة طيّئ و قبائل السقاطرة:
1ـ ظاهرة إبدال الهاء المؤنثة إلى التاء المفتوحة عند الطائيين و السقاطرة:
حيث تقف طيّئ على الهاء المؤنثة بإبدالها إلى تاءً مثل: فاطمة لتصبح فاطمت، و كذلك السقاطرة يبدلون الهاء المؤنثة تاءً في كلامهم مثل: فاطمت، طموت، حليمت.. و هكذا.
2ـ تشابه في إستعمالات ذي عند حمير و طيّئ و السقاطرة:
ينسب إستعمال ( ذو ) اسما موصولا أو ال التعريف إلى حمير و طيّئ. و كذلك في اللغة السقطرية مثل ذي كسم، ذو أطوح، و ذو حمري، و ذو ليشت، و ذو قوت).
إلحاق علامة التثنية و الجمع في الفعل المثنى و الجمع في لغة طيّئ و السقاطرة:
مثال على الجمع عند طيّئ:
ـ قام الرجل، قاما الرجلان، قاموا الرجال.
و هو ما يخالف فصيح اللغة العربية التي لا تتغير فيها صورة الفعل في الحالات الثلاث المفرد و المثنى و الجمع مثل: قام الرجل، قام الرجلان، قام الرجال. و سوف نتناول هذه الحالات الثلاث على النحو التالي:
ـ المفرد:
يتفق الفعل في لغة طيّئ و اللغة العربية و السقطرية، و لا توجد أي إختلافات في هذه الحالة في اللغات الثلاث.
الأمثلة الفعل من الفعل المفرد السقطري:
ـ عاش غاج. قام الرجل.
ـ طاهر: غاج. ذهب الرجل.
ـ شاف غاج، نام الرجل.
ـ قام الرجل، قام الرجلان، قام الرجال.
ـ الفعل المثنى:
في لغة قبائل السقاطرة يتوافق الفعل في حالة المثنى مع لغة طيّئ إتفاقا تاما و كاملا و في جميع الأفعال السقطرية.
أمثلة من الفعل المثنى السقطري:
ـ عوشا غايجا. أي قام الرجلان.
ـ دامايا غاجا. ناما الرجلان.
ـ أكابا مقشيما. دخلا الولدان.
ـ طهايرا غايجا. ذهبا الرجلان.
ـ فعل الجمع:
أما في حالة الجمع فأن الأفعال السقطرية يتفق بعضها مع لغة طيّئ و هو الأكثر.
أمثلة من فعل الجمع السقطري:
ـ طاهير غايوج: ذهبوا الرجال.
ـ أكيب غايوج. دخلوا الرجال. و الياء تدل على الجمع في اللغة السقطرية في هذه الامثلة.
و يتفق بعض الأفعال السقطرية مع فصيح اللغة العربية أيضا مثل:
ـ عاش غايوج. قام الرجال.
ـ دامئ غايوج. نام الرجال.
ـ شاف غايوج. نام الرجال.
3ـ الظاهرة الواوية عند الطائيين و قبائل سقطرى:
ظاهرة الصيغة الواوية عند طيّئ مثل:
ـ حوث: و يقصد بها حيث.
ـ منخور: و يقصد بها منخر.
ـ صمكوك: و يقصد بها صمكيك و هو الغليظ.
ـ قنوع: و يقصد بها القناعة.
ـ أونق: و يقصد بها الناقة.
و هي صيغ لغوية تزخر بها اللغة السقطرية، سواء في الأفعال أو الأسماء السقطرية، و الأمثلة، على ذلك كثيرة، من الأفعال مثل:
ـ عمور: قال.
ـ بقول: صعد.
ـ قعود: نزل
ـ حطوب: حطب إذا أحتطب.
ـ صعوق: صرخ.
ـ حلوب: حلب
ـ صلوب: ذبح.
ـ عقول: وضع.
ـ طعون: الظعن و هو الإنتقال بالحوان من مكان إلى أخر بحثا عن الماء و الكلئ.
ـ عطون: خَاطَ الخياط الثوب.
ـ طحون: طَحَنَ
ـ قلوم: قَفَزَ
ـ طمور: طَمَرَ أو دفن.
ـ حفور: حَفَرَ.
ـ غفور: غَفَرَ.
ـ نجوف: فَلَتَ
ـ قمور: قَمَرَ خصمه في دعواه.
و في الأسماء أيضا مثل:
ـ داموق: اسم رجل.
ـ حازوم: اسم رجل بمعنى حازم.
ـ خالوف: اسم رجل من خلف أو خليفة.
ـ طانوف: اسم رجل من طنّاف.
ـ غادوف: اسم رجل من غدف.
ـ فطوم: اسم امرأة من فاطمة.
ـ فنون: اسم رجل و معناه أغنى و منها الفنن الغني بالظل الوارف.
و مما سبق يتضح لنا بأن طيئا و قبائل سقطرى تؤثر الضمة أو الواو على الفتحة أو الياء أو الكسرة، و قد يفسر هذا بأن الضم أو الواو أكثر وضوحا في السمع من الفتحة و الكسرة لذلك آثرت طيّئ الواو على الياء. و كذلك فعلوا السقاطرة و هو تشابه كبير و واضح من الصعب أن يكون صدفة، بل هو إمتداد لغوي و ثقافي واحد..
4ـ تشابه الفعل المضارع:
ـ يَمَات و يقصد بها الفعل المضارع يموت.
ـ يَدَام و يقصد بها يدوم.
ـ يَطَاع و يقصد بها يطيع.
و في اللغة العربية الفصحى و يَمَات و أخواتها، لغة طيّئ و كذلك الفعل السقطري.
ـ يَعَاقل: يطرح.
ـ يَبَاقل: يصعد.
ـ يَعَامر: يقول أو يفعل.
و نلاحظ هنا الأسلوب نفسه و هو فتح الحرفين الأول و الثاني و تأتي بعدهما الألف الممدودة، و هو تطابق لافت بين صيغة الفعل المضارع عند قبيلة طيئ و قبائل بادية سقطرى.
5ـ ظاهرة إشباع الحركات عند الطائيين و السقاطرة:
إشباع أو مطل الحركات الثلاث في لغة قبيلة طيّئ مثل:
ـ أنظور و يقصد بها أنظُر.
ـ منخور ويقصد بها منخر.
ـ شيمال و يقصد بها شِمال.
و في اللغة السقطرية يوجد الأسلوب نفسه في جملة من أفعال الأمر، و الأسماء السقطرية، مثل:
ـ أطهور: أذهب.
ـ أطهير: أذهبِ.
ـ أزغاء: خذْ
ـ أزغيء:خذِ
ـ أعمار: قلْ
ـ أعمير: قلِ
ـ أحطاب: أحتطبْ
ـأحطيب: أحتطبِ
ـ أحلاب:أحلبْ
ـ أحليب:أحلبِ
ـ أصلاب:أذبحْ
ـ أصليب:أذبحِ
و من الاسماء مثل:
ـ قانة و أصلها قنة.
ـ و فطامة و أصلها فاطمة.
6ـ ظاهرة الإبدال عند الطائيين و السقاطرة:
إبدال حروف بأخرى عند الطائيين و السقاطرة، و هي على النحو التالي:
ـ إبدال حرف الضاد بالظاء مثل:
فاظت نفسه و يقصدون فاضت نفسه. و تستبدل طيّئ حرف الضاد لصعوبة النطق به و سهولة النطق بحرف الظاء. و هو أسلوب منتشر في اللغة السقطرية حيث يكثرون السقاطرة من إستعمال حرف الظاء بدلا من الضاد مثل:
ـ ظعوب و يقصد بها ضعوب و معناها العض.
ـ إبدال الالف بهمزة مثل: القول أفعئ بدلا من أفعى، و هو أسلوب شائع في لغة قبائل السقاطرة.
أمثلة من الأفعال السقطرية:
زاغئ: أخذ.
تئ: أكل.
ريئ: شرب ماءً أو غيره.
طوئ أو طوهئ: أصلم.
ريهئ: ماء.
7ـ تطابق المفردات بين لغة طيّئ و لغة السقاطرة:
و توجد بعض الفردات المتشابهة بين الطائيين و السقاطرة مثل:
ـ جعل: السمين و القصير عند طيّئ.
و السقاطرة يقولون جعلهل أي السمين و القصير و المعنى نفسه.
وجود علاقة الجوار و المصاهرة و التداخل بين قضاعة و هم أبناء مهرة بن حيدان و طيّئ في عهد الحارث بن طيئ و أبوتمام الطائي و قيل بأن هذا التواصل بين القبيلتين حدث في منطقة حوران.
المصادر:
1ـ كتاب لغة طيِّئ و أثرها في اللغة العربية. تأليف الدكتور عبد الفتاح محمد، أستاذ فقه اللغة المشارك، مشكورا، صدر سنة 2009 عن دار العصماء. الطبعة الأولى.
2ـ كتاب بنية الفعل الثلاثي في العربية و المجموعة السامية الجنوبية، للأستاذ الدكتور يحيى عبابنة. صدر عن دار الكتب الوطنية هيئة أوظبي للثقافة و التراث المجمع الثقافي.
عويس القلنسي
بحث بسيط يسلط الضوء على تأثير لغة قبيلة طيّئ العربية الجنوبية القحطانية في اللغة السقطرية.
المقدمة:
كنتُ أشعر ببعض الحيرة، و أنا أبحث و أجمع مفردات اللغة أو اللهجة السقطرية، عندما أقف على بعض الألفاظ و الأفعال، و الأساليب اللغوية التي كنتُ أراها شاذة أو غريبة، و لم أجد
لها ما يقابلها في اللغة العربية الفصيحة، و قد أعتقدتُ بادي ذي بدء بأن هذه الألفاظ و الأفعال و الأساليب اللغوية ما هي إلا لهجة عامية سقطرية خاصة بالسقاطرة، كانت نتاجا طبيعيا للعزلة و الإنغلاق اللغوي و الثقافي الذي عانت منه الجزيرة لفترة طويلة من الزمن، في تلك الجزر القابعة في بحر العرب، بعيداً عن محيطها العربي، و في يوم من الأيام، و بينما كنتُ في مكتبة الشارقة، أقلبُ بعض الكتب و أتصفحها، و أمرُّ على الرفوف الزاخرة بالكتب، قديمها و حديثها، وقعت عيني صدفة على كتاب بعنوان "تأثير لغة طيّئ في اللغة العربية" فأخذتُ هذا الكتاب، و جلستُ على طاولة قريبة مخصصة للقراءة، و بدأتُ أتصفحه، فوجدتُ بين صفحاته و ثنايا سطوره، بعض الأساليب، و الكلمات السقطرية العتيقة، مثل: فاطمت، و طيرب، و فتك، و تتبعت باقي الكلمات و الأساليب، فشعرتُ بأنني قد وقعتُ على كنز لا يقدر بثمن، فقررتُ أن أتابع قرأءة هذا الكتاب قراءة متأنية، و وجدتُ فيه ظالتي التي طالما كنتُ أبحثُ عنها، حيث وجدتُ الأجوبة الشافية لكل الإسئلة و لألغاز المغلقة، التي كانت تدور في مخيلتي منذ فترة طويلة، و أنا أحاول جمع اللغة السقطرية، و توثيقها للاجيال القادمة، لأكتشف بأن اللغة و الثقافة السقطرية لها جدور راسخة في لغة بعض القبائل العربية القديمة، و أنها تُعد أمتداداً طبيعياً، و ثقافياً و لغوياً لهذه القبائل بالذات، كحمير و طيّئ، حيث السقاطرة يتحدثون بلغة حمير و لكنة طيّئ.
و طيِّئ هي قبيلة عربية جنوبية يمنية قحطانية يعود نسبها إلى جلهمة بن أدد بن يشحب بن زيد بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان و طيئ كان لقبه و قيل اسمه، و تسكن في جهات كثيرة من جزيرة العرب و العراق و الشام و مصر و كل المغرب العربي، و في مناطق كثيرة من الوطن العربي و خارجه، في الوقت الحالي، و قد كانت مساكنهم في اليمن منطقة الشحر، و هناك روايات كثيرة حول سبب إنتقال هذه القبيلة من موطنها الأصلي في أقصى جنوب الجزيرة العربية على ساحل الشحر قبالة أرخبيل سقطرى إلى كل أرجاء الوطن العربي، فقيل بأن قبيلتي همدان و مراد طردوا طيئاً من مساكنها في الشحر، و هناك رواية أخرى تعزو سبب خروج طيّئ من الشحر إلى هجرة جيرانهم من قبيلة الأزد من الشحر إلى عمان، فأستوحشت طيئ، لأن أرضها كانت مسبوعة، مما دعاها إلى ترك منازلها في الشحر، و أنتقلت بعد ذلك إلى بلاد تهامة و نجد و الحجاز. و نضيف هنا و سقطرى بسبب وجود دلائل لغوية و ثقافية كثيرة تدل على إنتقال طيّئ إلى سقطرى أيضا، و تأثيرها الواضح هناك. و قد ذكر اللغويون و المؤرخون بأن لغة طيّئ هي الأساس و الأم الحقيقية للهجات العامية السائدة في أقطار الوطن العربي حاليا، و كان ذلك بسبب تنقلات قبيلة طيئ، و إنتشارها في كل أقطار الوطن العربي كله، بعد خروجها من موطنها الأصلي الشحر و هو ما عرف عند الباحثين و المؤرخين و اللغويين بظاهرة ( أكلوني البراغيث)..
و قبيلة طيّئ هي ضمن القبائل العربية المعدودة التي أثرت لغتها في القرآن الكريم و السنة النبوية إلى جانب قبيلة قريش التي نزل القرآن بلسانها، و قد أعتمد العلماء على لغة طيئ و تميم وغيرها من القبائل العربية، في التصييح و ضبط و فهم كلمات القرآن الكريم و السنة النبوية، و الشعر الجاهلي، و الخطابة في العصر الجاهلي..
و نتناول هنا بعض هذه الأدلة اللغوية و الثقافية التي تدل على تأثير قبيلة طيّئ في لغة قبائل بادية سقطرى، و نبدأ باسم قبيلة طيّئ و علاقته باللغة السقطرية، و من ثم نعرج على اسماء الأشخاص و الأماكن، و المنازل و موارد الماء، و الأفعال و الأساليب اللغوية المختلفة و المفردات و الألفاظ و الكليمات، و التي تخالف فصيح اللغة العربية، و لكنها ميزة كانت تتميز بها قبيلة طيئ العربية القحطانية على غيرها من القبائل العربية..
و هي على النحو التالي:
أولا:اسم قبيلة طيّيئ و علاقته باللغة السقطرية:
أختلف الباحثون في أصل أو رسم كلمة طيّئ من طاء أو طوأ أو طاءة، وكذلك اختلفوا في معناها فقال بعضهم بأن معناها الصحراء. أما معنى طوأ أو طوهأ: عند السقاطرة فهو اسم رجل و تعني صغير أو مقطوع الأذنين من الإنسان أو الصلماء من الحيوان، فنقول طوهأ، و الهاء هنا زائدة و ليست من أصل الكلمة، بل هي تلحق كل الأسماء السقطرية، فإذا حذفنا الهاء تصبح الكلمة (طوأ) كما ورد في أصل كلمة طيّئ، و ما زال السقاطرة يسمون أطفالهم طوأ أو طوهأ حتى اليوم، و لكن الباحثين أنىّ لهم معرفة حقائق اللغة السقطرية المغلقة على نفسها في ذلك الأرخبيل الجميل لمئات أو آلاف من السنين، و هي القادمة من أعماق التاريخ القديم الذي يعزُّ على الباحثين المتقدمين أو المعاصرين أو المتأخرين منهم الوصول إلى حقائقها، و معانيها، و علاقتها بلغات القبائل الجنوبية القديمة، التي سكنت جنوب شبهة الجزيرة العربية، ثم خرجت منها و أنطلقت إلى أرجاء الوطن العربي.
لذلك فأنا أرى بأن معنى كلمة طيّئ أو طوأ هو الأصلم كما هو في اللغة السقطرية، و قد يكون اسما أو لقبا كان لأحد أجداد الطائيين، و تسميت به القبيلة كما هو وارد في نسب قبيلة طيّئ وهو جلهمة بن أدد بن يشحب بن زيد بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان يلقب بطيئ و قيل أن اسمه لقبه، و بناءً على ذلك أستبعد أن يكون معنى كلمة طيّئ (الصحراء) الذي أوردوه الباحثون في معنى (طوأ)، لأن الطائيين كانوا يسكنون الجبال و الوديان، و لم يسكنوا الصحراء، إلا في عصور متأخرة، بعد طردهم أو هجرتهم من موطنهم الأصلي في الشحر و كانوا يحملون هذا الاسم و عرفوا به في موطنهم الأصلي.
ثانيا: تشابه المساكن و الأماكن بين طيّئ و قبائل السقاطرة:
1ـ طريب:
و كانت طيّئ تطلق على منازلها اسم (طريب) كما ذكر البكري سنة 487 هجرية، و قال شاعرهم طيئ بن أدد:
اجعل طريبا كحبيبٍ ينسى.. لكل يوم مصبحٌ و ممسى.
و كذلك السقاطرة يسكنون في بيوتٍ يسمونها طريباً أو طيربت، و الجمع طرايب.
2ـ أجأ:
و سكنت طيئ في جبل يسمى (أجأ، أو جؤة ) و كذلك السقاطرة يسمون بعض المناطق الجبلية بالاسم نفسه، جأ أو جؤة. و هناك منطقة جؤة المشهورة التي كانت موطنا و مسكنا لسلاطين آل عفرار.
3ـ فتك:
وهو مكان كان لطيّئ فيه مياه عذبة و زرع وفير يسمى ( فتك ) و كذلك توجد في سقطرى مدينة فيها مياه وفيرة، و يحيطها الزرع و النخيل، ولها وادي تجتمع فيه المياه العذبة الدائمة، و تتصل بالبحر من خلال خور يسمى خور ذي فتك، و تسمى هذه المدينة فتك قديما، و هي حاليا مدينة قلنسية.
ثالثا: القرب الجغرافي بين الموطن الأصلي لطيّئ و جزيرة سقطرى:
القرب الجغرافي بين الموطن الأصلي لقبيلة طيّئ على ساحل اليمن في منقطة الشحر المقابل لجزيرة سقطرى، و هو ما ساعد على سهولة التواصل الحضاري و الثقافي بين قبيلة طيّئ و سكان سقطرى باللإضافة إلى هجرت بعض القبائل الطائية، و إستقرارها في سقطرى بعد هجرتها أو تهجيرها وفقا لبعض الروايات من موطنها في الشحر..
رابعا: التشابه اللغوي بين قبيلة طيّئ و قبائل السقاطرة:
1ـ ظاهرة إبدال الهاء المؤنثة إلى التاء المفتوحة عند الطائيين و السقاطرة:
حيث تقف طيّئ على الهاء المؤنثة بإبدالها إلى تاءً مثل: فاطمة لتصبح فاطمت، و كذلك السقاطرة يبدلون الهاء المؤنثة تاءً في كلامهم مثل: فاطمت، طموت، حليمت.. و هكذا.
2ـ تشابه في إستعمالات ذي عند حمير و طيّئ و السقاطرة:
ينسب إستعمال ( ذو ) اسما موصولا أو ال التعريف إلى حمير و طيّئ. و كذلك في اللغة السقطرية مثل ذي كسم، ذو أطوح، و ذو حمري، و ذو ليشت، و ذو قوت).
إلحاق علامة التثنية و الجمع في الفعل المثنى و الجمع في لغة طيّئ و السقاطرة:
مثال على الجمع عند طيّئ:
ـ قام الرجل، قاما الرجلان، قاموا الرجال.
و هو ما يخالف فصيح اللغة العربية التي لا تتغير فيها صورة الفعل في الحالات الثلاث المفرد و المثنى و الجمع مثل: قام الرجل، قام الرجلان، قام الرجال. و سوف نتناول هذه الحالات الثلاث على النحو التالي:
ـ المفرد:
يتفق الفعل في لغة طيّئ و اللغة العربية و السقطرية، و لا توجد أي إختلافات في هذه الحالة في اللغات الثلاث.
الأمثلة الفعل من الفعل المفرد السقطري:
ـ عاش غاج. قام الرجل.
ـ طاهر: غاج. ذهب الرجل.
ـ شاف غاج، نام الرجل.
ـ قام الرجل، قام الرجلان، قام الرجال.
ـ الفعل المثنى:
في لغة قبائل السقاطرة يتوافق الفعل في حالة المثنى مع لغة طيّئ إتفاقا تاما و كاملا و في جميع الأفعال السقطرية.
أمثلة من الفعل المثنى السقطري:
ـ عوشا غايجا. أي قام الرجلان.
ـ دامايا غاجا. ناما الرجلان.
ـ أكابا مقشيما. دخلا الولدان.
ـ طهايرا غايجا. ذهبا الرجلان.
ـ فعل الجمع:
أما في حالة الجمع فأن الأفعال السقطرية يتفق بعضها مع لغة طيّئ و هو الأكثر.
أمثلة من فعل الجمع السقطري:
ـ طاهير غايوج: ذهبوا الرجال.
ـ أكيب غايوج. دخلوا الرجال. و الياء تدل على الجمع في اللغة السقطرية في هذه الامثلة.
و يتفق بعض الأفعال السقطرية مع فصيح اللغة العربية أيضا مثل:
ـ عاش غايوج. قام الرجال.
ـ دامئ غايوج. نام الرجال.
ـ شاف غايوج. نام الرجال.
3ـ الظاهرة الواوية عند الطائيين و قبائل سقطرى:
ظاهرة الصيغة الواوية عند طيّئ مثل:
ـ حوث: و يقصد بها حيث.
ـ منخور: و يقصد بها منخر.
ـ صمكوك: و يقصد بها صمكيك و هو الغليظ.
ـ قنوع: و يقصد بها القناعة.
ـ أونق: و يقصد بها الناقة.
و هي صيغ لغوية تزخر بها اللغة السقطرية، سواء في الأفعال أو الأسماء السقطرية، و الأمثلة، على ذلك كثيرة، من الأفعال مثل:
ـ عمور: قال.
ـ بقول: صعد.
ـ قعود: نزل
ـ حطوب: حطب إذا أحتطب.
ـ صعوق: صرخ.
ـ حلوب: حلب
ـ صلوب: ذبح.
ـ عقول: وضع.
ـ طعون: الظعن و هو الإنتقال بالحوان من مكان إلى أخر بحثا عن الماء و الكلئ.
ـ عطون: خَاطَ الخياط الثوب.
ـ طحون: طَحَنَ
ـ قلوم: قَفَزَ
ـ طمور: طَمَرَ أو دفن.
ـ حفور: حَفَرَ.
ـ غفور: غَفَرَ.
ـ نجوف: فَلَتَ
ـ قمور: قَمَرَ خصمه في دعواه.
و في الأسماء أيضا مثل:
ـ داموق: اسم رجل.
ـ حازوم: اسم رجل بمعنى حازم.
ـ خالوف: اسم رجل من خلف أو خليفة.
ـ طانوف: اسم رجل من طنّاف.
ـ غادوف: اسم رجل من غدف.
ـ فطوم: اسم امرأة من فاطمة.
ـ فنون: اسم رجل و معناه أغنى و منها الفنن الغني بالظل الوارف.
و مما سبق يتضح لنا بأن طيئا و قبائل سقطرى تؤثر الضمة أو الواو على الفتحة أو الياء أو الكسرة، و قد يفسر هذا بأن الضم أو الواو أكثر وضوحا في السمع من الفتحة و الكسرة لذلك آثرت طيّئ الواو على الياء. و كذلك فعلوا السقاطرة و هو تشابه كبير و واضح من الصعب أن يكون صدفة، بل هو إمتداد لغوي و ثقافي واحد..
4ـ تشابه الفعل المضارع:
ـ يَمَات و يقصد بها الفعل المضارع يموت.
ـ يَدَام و يقصد بها يدوم.
ـ يَطَاع و يقصد بها يطيع.
و في اللغة العربية الفصحى و يَمَات و أخواتها، لغة طيّئ و كذلك الفعل السقطري.
ـ يَعَاقل: يطرح.
ـ يَبَاقل: يصعد.
ـ يَعَامر: يقول أو يفعل.
و نلاحظ هنا الأسلوب نفسه و هو فتح الحرفين الأول و الثاني و تأتي بعدهما الألف الممدودة، و هو تطابق لافت بين صيغة الفعل المضارع عند قبيلة طيئ و قبائل بادية سقطرى.
5ـ ظاهرة إشباع الحركات عند الطائيين و السقاطرة:
إشباع أو مطل الحركات الثلاث في لغة قبيلة طيّئ مثل:
ـ أنظور و يقصد بها أنظُر.
ـ منخور ويقصد بها منخر.
ـ شيمال و يقصد بها شِمال.
و في اللغة السقطرية يوجد الأسلوب نفسه في جملة من أفعال الأمر، و الأسماء السقطرية، مثل:
ـ أطهور: أذهب.
ـ أطهير: أذهبِ.
ـ أزغاء: خذْ
ـ أزغيء:خذِ
ـ أعمار: قلْ
ـ أعمير: قلِ
ـ أحطاب: أحتطبْ
ـأحطيب: أحتطبِ
ـ أحلاب:أحلبْ
ـ أحليب:أحلبِ
ـ أصلاب:أذبحْ
ـ أصليب:أذبحِ
و من الاسماء مثل:
ـ قانة و أصلها قنة.
ـ و فطامة و أصلها فاطمة.
6ـ ظاهرة الإبدال عند الطائيين و السقاطرة:
إبدال حروف بأخرى عند الطائيين و السقاطرة، و هي على النحو التالي:
ـ إبدال حرف الضاد بالظاء مثل:
فاظت نفسه و يقصدون فاضت نفسه. و تستبدل طيّئ حرف الضاد لصعوبة النطق به و سهولة النطق بحرف الظاء. و هو أسلوب منتشر في اللغة السقطرية حيث يكثرون السقاطرة من إستعمال حرف الظاء بدلا من الضاد مثل:
ـ ظعوب و يقصد بها ضعوب و معناها العض.
ـ إبدال الالف بهمزة مثل: القول أفعئ بدلا من أفعى، و هو أسلوب شائع في لغة قبائل السقاطرة.
أمثلة من الأفعال السقطرية:
زاغئ: أخذ.
تئ: أكل.
ريئ: شرب ماءً أو غيره.
طوئ أو طوهئ: أصلم.
ريهئ: ماء.
7ـ تطابق المفردات بين لغة طيّئ و لغة السقاطرة:
و توجد بعض الفردات المتشابهة بين الطائيين و السقاطرة مثل:
ـ جعل: السمين و القصير عند طيّئ.
و السقاطرة يقولون جعلهل أي السمين و القصير و المعنى نفسه.
وجود علاقة الجوار و المصاهرة و التداخل بين قضاعة و هم أبناء مهرة بن حيدان و طيّئ في عهد الحارث بن طيئ و أبوتمام الطائي و قيل بأن هذا التواصل بين القبيلتين حدث في منطقة حوران.
المصادر:
1ـ كتاب لغة طيِّئ و أثرها في اللغة العربية. تأليف الدكتور عبد الفتاح محمد، أستاذ فقه اللغة المشارك، مشكورا، صدر سنة 2009 عن دار العصماء. الطبعة الأولى.
2ـ كتاب بنية الفعل الثلاثي في العربية و المجموعة السامية الجنوبية، للأستاذ الدكتور يحيى عبابنة. صدر عن دار الكتب الوطنية هيئة أوظبي للثقافة و التراث المجمع الثقافي.
عويس القلنسي
======================================
هناك تعليق واحد:
رائع أستاذ🤙🏻
إرسال تعليق